|[ حديث النسيان !

[حوراء آلـمبارك]

.
ما يعني أن ننسى أحدهم ؟!


أهو فقدان العمر الذي احتواهم ؟
أم فقدانهم من عمر كانوا فيه ؟

 

[حوراء آلـمبارك]

.


أدري أن النسيان صعب !
لا شيء أصعب من أن تنسى شيئاً نسيت أين حفظته أصلاً ..!
أنا الصبية المتهورة في كل الأشياء التي تتلمس فيها إنتماء ، و بوادر حب ..
مصابة بدآء الخوف من الضياع ..!
مذ طفولتي و أنا ألبد أشيائي الحبيبة ! خوفاً عليها من أيادي عبث الزمان من أن تطالها ..
أبتكر في كل مره مخبأً جديداً ، و أدس فيه أشيائي و أجزاء كبيرة مني !

جئت أنت في طور تفتحي ، بزغت كشمس حب أولى ، في عالمي الصغير ..
لتختصر المراهقة والصبا ..!
قرأت فيك الوطن .. و أشياء كثيرة كانت تشي بالانتماء !!
غافلتني غواية منافي تتصور في هيئة الأوطان حتى تنفينا ..،
فكنت أنت المنفى .. لا وطن و لا انتماء !!
ومع هذا خبأتك منذ البدء ، خبأتك في مكان يشبه الذاكرة و ليس هي ..!
خبأتك في الحياة بأجملها ..!
فهل تكون الحياة ذاكرة ؟
و كيف للحياة أن تنسى .. لأنسى ..!!

خبأتك في ذاكرة الأيام ، في الصباح و القمر !
في الطرقات و السفر ..,
خبأتك في ذاكرة الوصال ، في الحديث و الهدايا ..
وبقايا حضورك و العطر !
خبأتك في الزمان ، في الأمس و اليوم ..!
في الحلم و تساير العمر !


خبأتك و دسست معك كلي !
فهل حين أنساك أذكرني ؟

 

[مياسين]

لا نسيان يصعب عليّ
الأمور التي لا تستحق ذاكرتي أسعى لأن أنساها ،
لولا النسيان
ما فكرتُ
لا نعست
ولا ضحكت : )

 

[مياسين]

كم نسينا على طرقات الشّعور دمعة
كم نسينا على مائدة القلب جرح ،
أنتَ تنسى يا إنسان تنسى

وإنّي إذا نسيتُ حقًا أنسى ..

 

[مياسين]

كيف يتحدّث عنا النسيان ؟
كفكاهة تسخر من بعض أفعالنا ؟
أم كحقيقة خبأها بعض الجبناء ؟
إن ذاكرتي أمام وطني خضراء
ونسياني لا يعثّر بي طريق يحاول أن يمدّ قدميه لبساط النسيان ..

 

[مياسين]

نمْ على ذاكرة كالشمس واضحة
واتكئ على جذع كعصفورغرّد للصباح
ثم أطلق جناح النسيان ولا تتذكر سوى عتاب ترسّخ من أبيك
واعتذار لا يستحقه غير وجه أمك ..

 

[مياسين]

في زمن النسيان أصبحنا
لا جار يُدرك معنى الجار
ولا أمة تُعيد تشابك يدها للآخرى ،
ما أكبر جهلنا
نتذكر ما لا يجب تذكره
وننسى ما يجب أن لا ننسى ..

 

[مياسين]

حوراء
لنكن هنا دائم
تهديني سطور ضوئية
وأهديك سحابة تمطر على أرضك مطر بهيّ ..

ما أجملكِ