ونـكتب...
ونكتب..،
نكتب أسماءنا علي جبين حياة لا تفنى،وتموت،
في كل لحظة نولد...
في كل لحظة نموت،
ونكتب..،
نكتب يوم وتاريخ الميلاد، بقلم من قصب يرتشف حبرا ذهب،
في أي مكان كان،
وأي زمان ولدت،وولدت...وولدت،
وولدنا،وولدتم...
ونكتب،..
نكتب كتابا لي وكتابا لك،ولك ولنا ولكم،ولهم...
اه،
واه،
اه..
ثم بعدها الاهات لا تنتهي من كتابة نكتب بها كيف الطريق،
وكيف السبيل،
ونكتب..،
نكتب عن حنان الأم وفرحة الأب،
أبي،وأبوك،وأبيها وأبنا وأبكم وأبهم...
لما ولدنا،
لما دخلنا المدرسة،
وكبرنا،
واشتغلنا..
ويروننا دائما صغارا..
...و...نكتب...،
نكتب عن فرحة الجيران لما نفرح،
وعن قرحتهم لما نقرح...
ولما رباننا ربان لليأس...
وللحذف بحذف أقسى من الحذف،
وللإقصاء بإقصاء قاسى من القساوة..
لما رباننا ربان لليأس..
والشماتة في الحكم...
وتدبير مركب كيف يبحر...
ونكتب...،
نكتب عن يوم دخلنا يومه المدرسة أول قسم،
بكم شهادة دخلتم،
وكم ربحتكم الأم في مدرسة الأم،
دخلتها و دخلناها كلنا،
وبمختلف أجناسنا، وأدياننا لا نتكلم...
ونبتسم...
ولا نعرف غير الصراخ لنتعلم كيف ننطق،
ومن ثدي الأم تعلمنا كيف نرضع،
وصرنا بعدها نمشي...ورويدا رويدا نتعلم...
ونكتب...
نكتب بعدها عن حيي وحيك وحيها وحينا وحيكم وحيهم...
وعن مديتني والمدينة في أي مكان من الوطن الأم...
وهلم ولا تجر...
ولا تحذف،
يا وجه الحذف لا تحذف،
احذف..
ونكتب..
ونكتب،
عن يوم وقعنا يومه في الحب،
غير عادي بالنسبة لحب الحياة،وحب الأم،
ونحب، ونعبر عن حبنا و في الشارع العمومي،
بعناق حار
وبقبلة طويلة الفم في الفم..
ويصفق لنا كل المحبين،
ويغار منا المتزمتين ويحذفوننا..
إحذف..
ونكتب،
إحذف يا وجه الحذف إحذف
إحذ..
إح..
..
ونكتب...
ولن يصيبنا إلا ما كتب لنا...
وما كتب لك،
ولك..
ولكم..
...و...نكتب...
المصطفى الكرمي،
مطل رمي الحمام،
ولا يرمى الحمام...
ولا يحذف..
27 ماي 2010