تَحْتَ الْأَزْرَقِ بِقَلِيْلٍ | محمد البلوي - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ضياء شمس الأصيل - مشاركات : 75175 - )           »          إليكِ ... (الكاتـب : علي البابلي - آخر مشاركة : ضياء شمس الأصيل - مشاركات : 6 - )           »          ماذا تسمع الآن (الكاتـب : رشة عطر - آخر مشاركة : ضياء شمس الأصيل - مشاركات : 392 - )           »          صورة أعجبتني (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : ضياء شمس الأصيل - مشاركات : 1453 - )           »          ((تمــــــــــــام...!)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : ضياء شمس الأصيل - مشاركات : 31 - )           »          آ... (الكاتـب : د. لينا شيخو - آخر مشاركة : ضياء شمس الأصيل - مشاركات : 14 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 4 - )           »          لا ترقى لمستوى الحدث! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )           »          حبيت أقول....... (الكاتـب : سليمان عباس - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 6106 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-28-2014, 10:44 AM   #1
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي تَحْتَ الْأَزْرَقِ بِقَلِيْلٍ | محمد البلوي


تَحْتَ الْأَزْرَقِ بِقَلِيْلٍ

أكبرُ من شكِّكَ يقيني،
وجنوني أكبرُ من جنونكَ،
وأشهى من كلامكَ؛
هذا الكفنُ الكفيفُ في عيوني،
وضميركَ.

أنتَ لا ترى التَّفاصيلَ، كما تدَّعي،
ترى الشَّجرةَ،
وأرى الغابةَ،
التَّفاصيلُ كلُّها في رؤيتي،
ورؤيتكَ ناقصةٌ
ن
ا
ق
ص
ة.

لنتَّفقْ إذنْ:
كُنِ الرَّغبةَ، وسأكونُ الغابةَ،
لا فأسَ ولا منشار،
فقط يدكَ العارية وثماري الناضجة؛
لتكونَ المطاردةُ عادلةً،
والموتُ طبيعياً؛
ما أمكن،
إنْ أمكن.

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

(لا أدري)،
يا لها من جملةٍ ساحرةٍ
فاتنةٍ!
لا يعلمُ فعلَهَا الشِّعري فينا؛
إلَّا مَنْ كانَ يدري
بأنَّه –حقَّاً- لا يدري!.

عموماً...
ستتركُ ليدكَ حرِّيةَ الكلامِ، ولعينيكَ حرِّيةَ البحثِ في صمتِهَا عن مصدرِ حزنِهَا، وفي صدرِهَا عن صورةٍ قديمةٍ لرجلٍ كانَ يُحبُّها، ثمَّ قتلتهُ الحربُ؛ قبلَ أنْ تُصارحَهُ بحبِّها، المرأةُ التي تجلسُ وحيدةً، هناكَ، في رُكنِ المقهى، ستفعلُ كلَّ هذا وأكثر؛ إنْ أنتَ سألتَهَا عن سرِّ وحدتها، دونَ أنْ تَنِبسَ بِبِنْتِ شَفَةٍ، دونَ أنْ تلتفتَ إليكَ، أو تنتبِهَ إلى أنَّكَ هو.

- تُشبهُ حاجةُ المرأةِ لقلبٍ يُحبُّها؛ حاجتَهَا إلى طفلٍ من رحمِهَا؛ ستُحافظُ عليه جيِّداً؛ ما دامَ -وإنْ ماتَ- لها.

- ويتوقُ الطِّفلُ في الرَّجلِ إلى أنْ يجعلَ من المرأةِ دُمْيَتَهُ، إلى أنْ يمتلكَ كلَّ ما في يدِهَا من أشياء؛ حتَّى المرأة ذاتها.

- هل غرَّدَ الملحُ على كتفيكِ؟ هل حطَّ –يوماً- ملحكِ على كتفِ أحدٍ؛ ثمَّ ابتسمَ؟

- ليس الآن، ربَّما بعدَ عامٍ، أو أقل، ربُّما بعدَ عُمْرٍ أو عُمْرَيْن؛ سيصيرُ للحزنِ معنى آخر، وللصَّمتِ مذاقٌ مختلفٌ! هل ضحكتكَ مالحةٌ إلى هذا الحدِّ؟

- هل قلتُ شيئاً يُشبهُ البكاءَ؟ هل قلتُ شيئاً فيه من فرطِ الشَّقاءِ ما يُشبهُ الضَّحكَ؟ فلماذا تضحكينَ عليَّ –إذن- وتبكين في آن؟! هل ترينني حزيناً؟ سعيداً؟ مصلوباً بين اليأس والرجاء؟ هل ترينَ فيَّ شيئاً فيه من رحابةِ روحكِ فسحة ومن شذاها نفحة؟ هل ترينني أصلاً؟ فأنا –صدقاً- لا أراكِ! وإنْ كنتُ أحفظُ -عن ظهرِ نسيانٍ- وجهك الجميل، ومُغمضَ العينينِ أراهُ؛ كهذا الوشمِ الغائرِ في ظلِّ الضِّياء!.

- السَّعادةُ لا تضحكُ؛ بل تتظاهرُ بالضَّحكِ، تُربِّتُ على أكتافنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تنفضُ الغبارَ عن أسمائِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تمسحُ الـ آهَ عن أصواتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تغسلُ الصدى عن صمتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تُقشِّرُ الصَّدأَ عن صدورنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، وبفرحٍ تبكي؛ وهي تُعيدُ إلينا أشياءَنَا، وتملأُ الفراغاتِ الصَّارخةِ بين أصابعِنَا وأضلاعِنَا، وتُدغدغُ بالحلمِ النَّاعمِ أرواحَنَا، وبالأملِ اللَّينِ أوقاتَنَا، ومعنا ترقصُ وتُصفِّقُ وتُغنِّي؛ حتَّى آخر دمعةٍ في أحزاننا، حتَّى آخر شهقةٍ في أنفاسها.

- لا أُصدِّقُ امرأةً تقولُ: إنَّها تتذكَّرُ كلَّ شيءٍ، ولا رجلاً يقولُ: إنَّه نَسِيَ تماماً. نفقدُ قطعةً منَّا حين ننسى، وفي غيابنا نحتفظُ بهم -جميعاً- ونفقدنا. تُرى ماذا ستكونُ حالنا لو أَنَّهم قرَّروا الغيابَ عنَّا فجأةً؟ سيكونُ حضورُهُم فينا كاملاً.. كاملاً، وكاملاً سيكونُ غيابُنَا. هنا، في يدي اليُمنى، أحملُ ضحكتَكِ الباكية ودمعتى الضَّاحكة، وأنتظرُ حدوثَ شيءٍ ما، أيَّ شيءٍ، كأنْ نلتقي مُصادفة في روايةٍ ما، تعبرينَ الفكرةَ كسنبلةٍ، وكغيمةٍ أعبرها بغتةً؛ فيُبلِّلكِ قطري، ويكسوني أخضركِ، ثمَّ تلفنا اللحظةُ برداءِ الدَّهشةِ البيضاء:

- أهذهِ أنتِ؟
- أهذا أنتَ؟
- لا.
- لا.
- تُشبهكِ كثيراً!
- يُشبهكَ كثيراً!
- إلَّا أنَّها أجملُ منكِ بكثيرٍ!
- إلَّا أنَّه أجنُّ منكَ بكثيرٍ!
- مَنْ هو؟
- مَنْ هي؟
- لا عليكَ.
- لا عليكِ.
- سلامٌ.
- سلامٌ.

ثمَّ تنتهي الرِّوايةُ، وتبقى الدَّهشةُ بنا عالقةً، تحتَ الأزرقِ بقليلٍ، وعلى الغلافِ الأخير؛ ثمَّة ملاحظةٍ تقولُ: كانا هنا بين دفَّتي كتابي، وكانا معاً، جَمَعَتْهُمَا اللحظةُ، جَمَعْتُهُمَا للحظةٍ، ثمَّ بأفكاري فَرَّقْتُ بينهما عَنْوَةً، أنا الرَّاوي، يا لي من لئيمٍ! ويا لكم من مساكين أيَّها القُرَّاءُ!.

محمد البلوي

 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2014, 12:32 PM   #2
زكيّة سلمان
( كاتبة )

الصورة الرمزية زكيّة سلمان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 407

زكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعةزكيّة سلمان لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


- تُشبهُ حاجةُ المرأةِ لقلبٍ يُحبُّها؛ حاجتَهَا إلى طفلٍ من رحمِهَا؛ ستُحافظُ عليه جيِّداً؛ ما دامَ -وإنْ ماتَ- لها.


أنا أيضاً لا أدري!!
مالذي يفعله أزرقك بي،
قراءتك تُشبه الوقوف طويلاً تحت المطر
مغمض العينين
لاتشعر سوى بقدميك
ورائحة تدغدغ ذاكرتك
دون استفاقة!!


محمد سلمان البلوي
لك العطر والمطر والبهجة والسنابل والنسيم وكل ماهو نقي وسخي مثلك..

 

التوقيع

لا تَخْمُدِي أيَّتُها الرِيحْ ،!!!

زكيّة سلمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-31-2014, 04:24 PM   #3
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زكيّة سلمان مشاهدة المشاركة
- تُشبهُ حاجةُ المرأةِ لقلبٍ يُحبُّها؛ حاجتَهَا إلى طفلٍ من رحمِهَا؛ ستُحافظُ عليه جيِّداً؛ ما دامَ -وإنْ ماتَ- لها.


أنا أيضاً لا أدري!!
مالذي يفعله أزرقك بي،
قراءتك تُشبه الوقوف طويلاً تحت المطر
مغمض العينين
لاتشعر سوى بقدميك
ورائحة تدغدغ ذاكرتك
دون استفاقة!!


محمد سلمان البلوي
لك العطر والمطر والبهجة والسنابل والنسيم وكل ماهو نقي وسخي مثلك..

زكية يا صديقتي المُبدعة الكريمة

شكراً لنسمةٍ عليلةٍ حملتكِ إلى كلماتي، ولغيمةِ عطرٍ أقلتكِ؛ ثمَّ حطَّتْ بكِ على جبين المعاني،
شكراً جزيلاً، يا شذيَّة، يا ماطرة، ولكِ تحياتي وتقديري واحترامي، والله يحفظكِ ويرعاكِ ويبارك في قلبكِ وقلمكِ وجميل أخلاقكِ وأدبكِ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة










 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2014, 04:14 PM   #4
عبدالإله المالك
إشراف عام

افتراضي


يا لهذا المدى الأزرق من إمتداد شاسع

محمد البلوي

جميل كل هذا

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 07:58 PM   #5
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك مشاهدة المشاركة
يا لهذا المدى الأزرق من إمتداد شاسع

محمد البلوي

جميل كل هذا

أخي العزيز عبدالإله

ما بين الأزرق والمدى،
ما بين الأزرق والرؤى،
حكاية تضيق وتتسع، والرَّاوي لئيم، ونحن مساكين.

شكراً جزيلاً لكَ، والله يحفظكَ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة












 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2014, 05:11 PM   #6
انبعاث شاكر
( كاتب )

الصورة الرمزية انبعاث شاكر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

انبعاث شاكر جوهرة في الخامانبعاث شاكر جوهرة في الخامانبعاث شاكر جوهرة في الخام

افتراضي


- ابتسامة -

 

انبعاث شاكر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 08:01 PM   #7
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انبعاث شاكر مشاهدة المشاركة
- ابتسامة -

المُقدَّر انبعاث شاكر

جعلها الله ابتسامة رضى، يا صديقي النبيل، وزادك حبوراً وجذلاً،
ولك الشكر والتحية والتقدير.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة











 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-29-2014, 12:09 AM   #8
ساره عبدالمنعم
( كاتبة )

الصورة الرمزية ساره عبدالمنعم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14671

ساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعةساره عبدالمنعم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


وهذا ما نفتقده نصوص
بها من التفوق والتميز
عوده حميده زاخر بروائع
الكتابه

 

التوقيع

شمس الغلا

ساره عبدالمنعم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فقط أنتِ | محمد البلوي محمد سلمان البلوي أبعاد النثر الأدبي 20 10-10-2014 10:05 PM
ممحاة الملامح | محمد البلوي محمد سلمان البلوي أبعاد النثر الأدبي 26 08-10-2014 04:36 AM
أبعاد الإستشارات القانونية طارق أحمد الجريان أبعاد العام 14 05-02-2014 03:01 PM


الساعة الآن 08:43 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.