لن أطيل المقدمه عليكم
لأدعكم وبكل جمال تبحرون معي في بحر هذا الشاعر العذب / الجزل / الحزين
هذا الشاعر الذي لم ينعم على الشعر بـ بركه واحده فقط ! بل انعم عليه بـ بركات
من ألقابه التي أطلقها عليه الجمهور , بركات الشعر / بركات الكون و صاحب السمو
ورغم انه الـ ( عادي جداً ) إلا إن هذا اللقاء لم يتسم بـ العاديه
بل خرج عن نطاقها وتوشح بالتفرد والنقاء والشفافية وكان نقطه فارقه لي شخصياً
هو لكم , الشاعر السعودي / بركات الشمري
بركات , بدايتها معك مطر ونقاء , فالتبدأها لنا بإحدى أبياتك؟
الحزن قوت الهجوس ولونها الداكن
والجرح كسر الشعور وخيبة آمالي !
ياكثرهم يوم أغرد بالسما ... لكن !!
هم وينهم يوم آواجه حزني .. لحالي !؟
بطاقتك الشعريه لكل من لم يعرف حرفك للآن؟
شاعر وأدوّر للأماني .. أماني !
واحاول إني أرسم الناس .. للناس !!
كتبت الشعر منذ مايقارب خمسة عشر سنه , ومازال الكثير يجهلونك إسماً وشعراً
فهل ظلم بركات نفسه بإبتعاده عن الإعلام , وتواجده القليل على الشبكه العنكبوتيه؟
دعيني أصحح لك ِ معلومة هُنا أختي علياء
بدايتي بالشعر كانت منذ مايقارب التسع أو العشر سنوات فقط وليست خمسة عشر عام
ولكن شغفي وولعي بالشعر وبدايتي في قرائته واللحاق به كانت أكثر من عشر سنوات
أما عن شعوري بأني ظلمت نفسي فصدقيني أختي الكريمة لم أشعر به على الإطلاق
وذلك لسبب واحد فقط وهو لأني لم أكتب الشعر ولم تكن نيتي ان أبحث عن الشهرة والضوء الإعلامي على الإطلاق
في بداياتي وكأي شاعر مبتدأ كنت أبحث عن إثبات شاعريتي فقط !
وكنت قد راسلت بعض المجلات آنذاك
فبدأت بمجلات لم تكن مخصصة للأدب الشعبي ولكن كانت تحتوي صفحات تُعني بالأدب والشعر الشعبي
على سبيل المثال مجلة مجالس الكويتية واللتي كان يرأس الصفحات الشعبية بها الشاعر محمد يوسف العنزي
وكان متجاوب مع الشعراء الشباب بشكل جميل جدا ً
تلك الفترة لم أكن حريص على النشر أو على الظهور وكان إهتمامي بكتابة شئ يرضيني وقتها !
أما عن ظهوري القليل في الشبكة العنكبوتية فهذا غير صحيح
كان تواجدي منذ مايقارب الخمس السنوات الماضية
يكاد يكون في الإنترنت فقط وبشكل كبير وكان في عدة منتديات أدبية
قد يكون تواجدي القليل في هذه الفترة وقلة نتاجي هو مايدعوكِ تقولين تواجدك قليل في عالم الشبكة العنكبوتية
قلائل هم من يجيدون الشعر العامودي والتفعيله معاً , وانت أحدهم , فحدثنا عن تجربتك؟
أولا ً أشكرك على هذا الإطراء أختي علياء وأتمنى والله أن اكون أحدهم
تجربتي ومن وجهة نظري أنا لم تكتمل بعد ، لازلت أشعر بأني أبحث عن القصيدة الحلم !
مازلت أشعر بأن هُناك شيئا ً لم يصل إلية بوحي وقلمي !
هي بكل الأحوال تجربة جميلة وكل مايهمني الآن هو إرضاء ذائقة القارئ والمتلقي عن كل ماأكتبه
برأيك ألا يستحق فن التفعيله بعض الإنتباه والإهتمام , وإعطاءه بعض مايعطى من حقوق للشعر العامودي؟
بالتأكيد هو يستحق ذلك وأكثر , لكن يبقى هنا توعية المتلقي والقارئ عن شعر التفعيلة ، وكل هذا لايستطيعه إلا الشاعر ..
الشاعر هو من يستطيع تثقيف المتلقي والمتابع للشعر عن شعر التفعيلة
أنا أجد أن أغلب متابعي الشعر لايدركون ماهية شعر التفعيله
فبعضهم يطلق عليه الشعر الحر وبعضهم يطلق عليه الخاطرة والبعض يقول عنه ( مو شعر ) !!
شعر التفعيلة كما قلت يحتاج لتثقيف وتوعية
وعلى من يجيدون هذا الشعر العبء الكامل لإيصالة للجمهور بالطريقة اللتي يرونها ملائمة وتساعد في إنتشاره
ولمن لايعرف شعر التفعيلة هو شعر كتابته أصعب بكثير من كتابة الشعر العمودي !
وليس كل من أجاد كتابة الشعر العمودي يجيد كتابة شعر التفعيلة !
بمن تأثرت في كلا الحالتين؟
أتمنى لو إني تأثرت باأحد في كلا الحالتين أن لايكون التأثير واضحا ً للقارئ فعندها سوف أصبح شاعر مقلد فقط !
نعم قرأت للكثير ولكني لاأرى نفسي قد تأثرت باأحد !
الكثير من الشعراء يقولون ان الشعر في عصره الذهبي , فما رأيك انت؟
لااعتقد بأن الشعر يمر في عصره الذهبي !
الشعر الآن وحسبما أراه يمر في مرحلة نهوض يجاريها حالة كساد شعرية
فالشعراء كُثر والشعر الحقيقي قليل !!
أتمنى أن تكون مرحلة لإفراز الجيّد من الشعر !
برأيك ماهو ( المفروض ) ان يكون دور الإعلام الشعري
وماهو دوره الواقعي الحاصل الآن , هل ساهم بالإرتقاء قليلاً
أم يسعى فقط للماده والهبوط في مستوى المتلقي , ليملئ جيبه؟
بالتأكيد الإعلام يقع عليه العبء الأكبر فيما يطرح للجمهور !
يجب أن يكون القائمين على الإعلام الشعري كما تقولين
هم أناس يدركون ماهية الشعر الحقيقي ويبحثون عن الشعر الجميل
وليس ماتبحثه مقولة ( الجمهور عاوز كده ) !!
من جعل الجمهور يطلب الشاعر الذي يتمتع بموهبة الصراخ العالي !
أو الشاعر الذي يعرف بما لايعرف ! أو ليس هو الإعلام !!؟
الإعلام عليه أن يقوم بواجبه لخدمة الشعر أولاً وتثقيف الجمهور المحب للشعر
بطرح نماذج لشعراء مبدعين وبالتأكيد الساحة لاتخلو منهم !
تقول : ( هذه الساحه غبيه ) , لماذا , وفي اي جزء مرتكز ذلك الغباء؟
أنا لم أنعتها بالساحة الغبية !
ولكن ! إن أستمر الأغبياء والمستشعرين وأصحاب رؤوس الأموال والذين يفكرون بالمادة قبل الأنسان في التحكم بها
ستكون غبية بدون أدنى شك ! وستكون خالية من الشعر !
الإعلام سلاح ذو حدين
فـ بإهتمامه يوصلك للجمهور وبإهمالاه يُصعد آخرين اقل مستوى منك عليك
فلماذا ( بركات ) لم يظهر لهذا الإعلام وترك المجال للمستشعرين؟
لأن الآن من السهل أن تجدين شاعر ولكن من الصعب أن تجدين الشعر !
هل راسلت الصحف والمجلات بغرض النشر؟ وكيف كان تجاوبهم؟
كما قلت لك ِ في سؤالك ِ عن بدايتي في كتابة الشعر ، نعم ..
راسلت عدد كبير من المجلات ولكن لم أجد الإهتمام الكبير ولم أجد الإحتواء الذي أشعر من خلالة بقيمة ماأكتبة !
هنا لن أنسى شعراء كان لهم الفضل بعد الله بأخذ يدي وتحفيزي للكتابة ومن أهمهم أستاذي الكبير بشعره وأخلاقة بدر الحمد
كان إحتوائه لإسم بركات الشمري كبيراَ عندما كان المعد لصفحات بكور الوسم في جريدة الرأي العام الكويتية
وللأمانة لم يحصل لي شرف الإلتقاء به قبل النشر وبعده
ولكن ثقتي به كشاعر ومحب للشعر أولاً جعلتني أدرك بان هذا الرجل يسعى للجمال والجمال فقط
بغض النظر عن الأسماء والألقاب !
أذكر أيضاً بأني قد فزت بجائزة أجمل نص في مجلة الغدير الشعبية
( أول مجلة شعبية تختص بالأدب الشعبي في الخليج ) وقبل ان تتوقف عن الأصدار
وكانت هذه أيضا ً في بداياتي ..
نُشر لك في مجلة وضوح و مجلة مقناص وجريدة الإقتصاديه بما لا يزيد عن نصين او ثلاثه
فهل ينصف هذا التواجد شاعر بحجم إبداعك , بينما يتوسد المستشعرين أغلفة المجلات؟
نعم أختي علياء ، نُشر لي في مجلة وضوح ومقناص وفواصل وجريدة الإقتصادية.
وللأمانة أختي الكريمة
كان لمعديي الصفحات الشعبية بهذه المجلات والجرائد الفضل الأول بعد الله لتواجدي بها وأتشرف بذلك لثقتي بهذه الأسماء
لن أنسى على الإطلاق أخواني المخلصين والغيورين على الشعر والشعراء المبدعين أمثال :
فوزي المطرفي / ياسر الكنعان / ممدوح الراوي / فايز الزعل / شهاب الأحمد
وأسماء جميلة لاتحضرني الآن ، كان لهم الفضل بتواجدي بالإعلام المقروء بعد الله
صدقيني اختي الكريمة هذه الأسماء وانا كلي ثقة بما أقوله
هي أسماء تبحث عن الشعر الجميل بغض النظر كما قلت لك عن الأسماء الإعلامية المعروفة بالساحة
هم أناس يسعون للنتاج الشعري الجميل فقط
لك تحفظ على بعض الأسماء الشعريه المعروفه
كون قصائدهم لاتخلي من الكسور الوزنيه والتي تعتبر في الشعر الشعبي من اساسيات القصيده
فأين من يحاربهم ويرفع ستار كسورهم؟
الإعلام الشريف والغيروين على الشعر !
هم فقط من يخلص الجمهور والشعر عامة من هذه الآفات !
مارأيك بمن يقول ان شعراء الساحه يشوهون بعضهم البعض بدءاً بمستشعريها إلى مبدعيها في الخفاء واحيانا في العلن؟
بيئة الشعر كأي بيئة في هذه الحياة تجدين فيها الظلم والحسد والغيرة والإبداع والجمال والقبح
ولكن مايفرقها عن غيرها أنها بيئة واقعة تحت الضوء !
والكل يستطيع رؤيتها !
شاركت في إحدى امسيات ملتقى الشعراء الشباب الثاني وكانت الأصداء طيبه جداً , حدثنا عن الدعوه والأمسيه كـ كل؟
من أجمل التجارب اللتي مررت بها في الشعر هذه الأمسية !
أمسيات كانت من ألفها إلى يائها تنضح بالشعر الحقيقي
تواجدي مع هذا الكم الجميل من الشعراء المبدعين كان بحد ذاته مكسب لي
ولن أنسى مجهودات أخي الغالي الشاعر الجميل سامي الجارالله في لم شمل الشعراء المميزين في مكان واحد
وإقامة أمسيات رسمية وتحت مظلة وزارة الإعلام وبرعاية أستاذي الكبير الشاعر فهد عافت
كانت هذه الدعوة الكريمة والأمسية الرائعة من أجمل التجارب اللتي مررت بها !
ألا تتمنى إعاده التجربه وإحياء أمسيه شعريه؟
بالتأكيد وهذا شرف يتمناه أي شاعر محب للشعر وغيور عليه !
ألا تصلك دعوات لإحياء أمسيات داخل وخارج المملكه؟
لم تصلني إلا دعوة أخي سامي الجارالله ولم أتلقى أي دعوة غيرها سواء كانت داخل الممكلة أو خارجها !
أين أنت من مهرجان الشرقيه الشعري المقام في هذا الصيف؟
سؤال أعتقد انه لايطرح إلي ّ !!
ألم توجه لك دعوه لإحياء إحدى أمسياته؟
أبدا ً !!
برأيك من المقصر هنا , كونك أفضل شعراً من بعض المشاركين فيه؟
كوني أفضل شعراً من بعض المشاركين فهذا إطراء أشكركِ عليه
أما من المقصر فهذا سؤال يطرح على اللجنة المنظمة لهذه الأمسيات ..
تقول : ( الشعر وسيلة لطرح قضية وتسليط الضوء عليها )
فماهي قضيتك التي تحملها شعراً , وهل تسعى جاهداً لحلها , وكيف؟
قضيتي هي ( الإنسان ) ! وكل مايحيط به من هموم وأوجاع وإنتكاسات
والشعر لم يكن حلا ً لأي قضية بل كان وسيلة لتسليط الضوء عليها
تقول : ( على الشاعر ان يحاسب نفسه عند خروج اي نص للناس )
وفي الطرف الآخر هناك من يصدح بقصائده الإباحيه ويتفاخر بها
فهل أثّر الإنفتاح الحاصل حتى على الشعر نفسه وعرّاه أمام الجهلاء من الشعراء والجمهور؟
لايوجد مايسمى بالإنفتاح الشعري !
نتاج الشاعر هو خليط من تجاربه وتجارب الآخرين وثقافته ووعيه وتربيته أيضا ً !!
هناك اسباب كثيرة تدعو لبعض الشعراء إلى التوجه لشعر أقرب مايكون إلى ( قلة الأدب ) وأبعد مايكون عن ( الأدب ) !
قد يكون أحد هذه الأسباب هو الشهرة وقد يظن بعض الشعراء أن الوصول إليها من باب ( خالف تُعرف ) يكون سهلا ً !!
يتبـــــــــــع