ربما تجربة حب عن طريق المرسال ... ربما فشلت ... ربما نجحت.. لكن هذه الأبيات تحكي ذلك:
قالت عر فتَ البدر؟قلتُ: أفوله
قالت: رأيتَ الوردَ؟ قلتُ:ذبوله
قالت: أذقت الحب؟ قلت : كفرته
قالت: رويدك. قلت: أن أصبو له
قالت – و عيناها تحدق بي -: فمَنْ
ألقى عليك شقاءه و ذهوله؟
مالي أرى عينيك يملؤها الأسى
حتى رؤاك فلم تعد معقوله
قل لي ولو شيئا تُبَدِّدُ عنك ما
تشكو فقد يأسوك من تشكو له
و يكادُ لو مثُل الجماد لقولها
نفذ الجماد تخشُّعا و سيوله
فعصيتُ داعي الشوق بين جوانحي
و أبنتُ ضعفي مفعما برجوله
و غدوتُ بين لظى اصطباري حائرا
أ أطيعُ قلبي أم أصدُ ميوله؟!!
فتمردتْ نفسي و ضجَّ بأضلعي
ولهٌ يقعقع للغرامِ طبوله
فهنا ابتدأتُ مع الليالي قصتي
و بدأتُ أرسفُ في دُناً معزوله
لا الدهرُ يُحجمُ عن محاربتي ولا
أنا بالذي سطَّرْتُ فيه بطوله
يا ويح نفسي كيف راق لها الشجى
و استعذبت أشجانه بسهوله؟
ياليت أني قد عصيتُ ركاكتي
و أطعتُ لُوَّامَ الهوى و عذوله
فرجعتُ أخطبُ بين كل دُجُنّة
أُشجي الهجوعَ ... فيستجيشُ سُدُولَه
لكأنما عقدت تمائم سحرها
و رمته لج البحر في كبسوله
و لكان يكفيها لأصبو بعضُ ما
نفثتْ به كلماتُها المعسوله
ملكت فؤادي... و الأنامُ بأسرهم
لو أنهم راموه ما وصلوا له
فإذا الأسى حلوٌ و إذ بعذابها
عذبٌ .. و إذ بإرادتي مشلوله
و إذِ المنايا اُشرِعت بنواعسٍ
عجبا تنوش الأُسْدَ و هْيَ كسوله؟
أرنو فإذ بمصارع الماضين في
وجناتها ... و دماؤهم مطلوله
صبغتهما مُهجُ النفوس فلا تُرى
إلا مورَّدة الخدود خجوله
عانقتُ فيها كل آمالي و أحــ
ــلامي فعشتُ شبيبةً و طفولهْ
و طنُ الوصال و مرتع الأهات في
وهج الأثير و أربُعٍ معزوله
حيثُ الوُشاة تُخُطِّفَتْ أبصارُهم
و غدتْ أحاديثُ الهوى مكفوله
فهناك تزدحمُ الحروف لتلتقي
و ترى الجسومَ بعيدةً موصوله
فنجوب أفاق الدُّنا و جسومُنا
-رغم افترق ذواتنا – مشغوله
و تزور نادينا الخيالاتُ التي
يقضي بها كلٌ مُناهُ و سُولَه
فتعودُ أحلامي و قد مُلئت شجىً
أ أنا أنا؟ أم كنتُ في قيلوله؟؟؟!!
غيبي .... فلستُ -هنا- بأولَ مغرمٍ
فتكت به إنسانةٌ مجهولهْ
بُتي هواي و زلزلي روحي و لا
تَدَعِيْ لِقَلْبَيْنا عُرَىً مَوْصُوُلَهْ
و دعي فؤادي يستريح من العنا
و يكفُ عن جسدي الردى و نُحُوُلَه
غيبي ... ولا تتذكري عني سوى
ألقٍ تلألاء رقَّةً و سُيُولَهْ
لا تذكريني -إن ذكرتِ فإنما-
أنا في حياتك صفحةٌ مجهولة
لا لا تقولي - بعدما شَبَّ الهوى-:
أنا لستُ عن آثاره مسئوله
لا لن أطأطئ هامتي ليد الهوى
ما دمتُ أحمل عزَّةُ و رُجُولَه
سكتَ المدادُ... و جفَ نبعُ دفاتري
و بدتْ ملامحُ منطقي مذهوله
و طفقتُ أستجدي الحروفَ فلم أجد
شيئا يطاوع أبْحُري لأقولهْ