اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بَلْقِيسْ الْرَشِيدِي
...
...
أهلاً بكَ أُستاذِي عِماد وأهلاً بكَ فِي أول ليالِي شَهر رمضانْ المُبارك
كُل عامٍ وأنتَ بخير وكُل عامٍ ونحنُ ننهلُ من فِكركَ وحرفكَ وإبداعُكَ مالذ وطابْ من الأدب !
أُمسيتُنا ستكُونُ مُختلفة بِرفقتِك وسَنبداُها بِأسئِلة بسِيطة جداً نُسلط بها الضَوء
على مُقتطفات منْ روح عماد ولَحظاتهِ الرمضانيَّة واللتِي ننتظرُها بشوقٍ جميعاً !
.
من تكونُ روح عِماد فِي رمضان ! ومَامدى فَرحتهِ بشهر الرحمةِ والقُرآن !
هَل لـ شهرِ الرحمة متَّسعٌ لـ الكتابَة فِي فِكر وأنامل عِماد !
كيفَ تقضِي لَحظات رمضَان نَهاره و لَيله !
القُرآن هُو ركِيزة شَهر الرَحمة والغُفران كَيف يكُون تقسِيم وقِتك من أجلِه !
" عُمره فِي رمضان تُعادل حجَّة مع رسُول الله صلى الله عليهِ وسلَّم " هلْ حضيتَ بشرفْ
زِيارة مكة وعُمرة بيت الله الحرام !
ماهيَ الأكلات اللتِي يتفرَّدُ بها شَهر الخَير فِي سُفرتك الرمضانيَّة
وأيُّ الأطباق اللتِي لابُدَّ أن تكون موجُوده عند الإفطار !
" سًؤال مُتداول دائِماً "
هلْ لدى عماد مُتَّسعٌ من الوقتْ لمُتابعة ماتَعرضهُ القنوات الفضائية فِي رمضان !
هذِهِ بعضُ الأسئِلة اللتِي وددت أن أقتصَّ منك إجاباتُها وبعدهَا لك الحُرِّية
فِي الحديثِ عن بلادكَ . عادتكم . طقوسكم . أجوائكم . أطباقكم فأهلاً بكل هَذَا الضياء .
|
بسم الله الرحمن الرحيم , و الصلاة و السلام على سيد المرسلين , سيدنا محمدٍ و على آله و أصحابه و أزواجه أجمعين .
أستاذتنا القديرة \ بلقيس الرشيدي ,
آل أبعاد أدبية الكرام ,
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
بادئ ذي بدء , أبارك لكم حلول شهر الخير و المغفرة و الرضوان , فكل عامٍ و أنتم برضىً من الله أكثر .
ثم , بودي أن أستبق احتمال الأحداث فأعتذر عمّا قد يعثِّر و يعسِّر متابعة هذا اللقاء الذي أفخر به و أعتز كثيراً ؛ فلأجل ما تعرفونه من الظروف التي يمر بها بلدنا الحبيب , فإنَّ احتمالات انقطاع الاتصالات واردةٌ في أي لحظة , فإنْ تأخرتُ عنكم , فلهذا الاحتمال لا غير بإذن الله .
و ها أنا أحاول أنْ أعطي كل سؤالٍ ما يليق به و يكفيه من الإجابة بمشيئة الرحمن .
من تكونُ روح عِماد فِي رمضان ! ومَامدى فَرحتهِ بشهر الرحمةِ والقُرآن !
لرمضان الكريم عندي هيبته العظيمة ؛ و لأجل ذلك فإنَّني أحاول جاهداً قبل حلوله بأيام عديدة أن أهيِّئ روحي لاستقباله كما يحب ربي و يرضى , فأعمل على تقمُّص حالة الصوم الكليِّة من قبل أن يكرمنا ربنا تبارك و تعالى بالإذن بدخول رمضان .
أستعيد من الذاكرة استذكار كل ما قصَّرتُ في أدائه على الوجه الأكمل في رمضان الفائت , و أعزم على تعويض ذلك , و المعاهدة على ألّا أقع في ذات التقصير أو سواه في العام الراهن .
و للروح فرحتها التي لا تعوَّض بإكرام ربنا تبارك و تعالى بالآلاء الكثيرة في هذا الشهر الفضيل , فتكاد النفس تسابق ذاتها لتغرف من فيوض الرحمات و غدران الحسنات و أنهار العطايا الربانية .
هَل لـ شهرِ الرحمة متَّسعٌ لـ الكتابَة فِي فِكر وأنامل عِماد !
الكتابة عندي لا قوانين لها , و لا تأبه لزمنٍ و لا لظرفٍ , و لا ترتهن لنوءٍ معيَّن , اللهمَّ إلّا ما كان من أمرٍ شديد الأثر على مسار الحياة ؛ فذلك يستدعي المداد و البنان على وجه السرعة , أمّا ما خلا ذلك , فالحرف رهين وحي الخاطر , و يأبى الارتهان لغيره , و هذا الخاطر يحكمني كثيراً , و أنا طوعه تماماً , و بالتالي ففي رمضان الكريم كما في باقي الشهور , أكون رهن إشارة الخاطر ممسكاً بزناد الفكر و اليراع و على أهبة تمام الاستعداد .
كيفَ تقضِي لَحظات رمضَان نَهاره و لَيله !
في زمن الطفولة و الصبا كانت لنا طقوس مختلفة في تمضية أيام رمضان , و في زمن الشباب و الكهولة تغيَّرتْ الأنماط , و تبدَّلتْ العادات في هذا الشهر الكريم , حتى كادت أن تنقلب رأساً على عقب .
في طفولتنا كنا نمضي يوم رمضان الشتائي - قصير أمد اليوم - بين دوام المدرسة صباحاً ثم بعد الظهر نكون في تنفيذ الواجبات المدرسية إلى ما بعد العصر بقليل , حيث ننتقل لقضاء باقي يوم الصوم مع صحبة الطفولة في الحي , بين اللهو بألعابنا التي اندثرت الآن و التي كانت تستهلك منّا الجهد و الوقت حتى يكاد يمر الوقت بسرعة فننتبه على حين غرة على أذان المغرب , فينصرف كلٌّ منّا إلى بيته . حتى إذا حل موعد العشاء خرج الأغلبية لصلاة العشاء و التراويح في المسجد , ثم لا مفر بعدها من النوم مبكراً كي نستيقظ لتناول السحور في أوانه قبيل الفجر بوقتٍ ليس بطويل ...
أمّا حينما بلغت مرحلة الشباب و الكهولة , فكان لانتقالي من مدينتي حلب , و هجرتي القسرية إلى السعودية , كان لها الأثر الكبير في تغيير نمط الحياة ككل , و تغيير ترتيب أولويات أيام رمضان بشكل خاص , إذ صار العمل هو المستحوذ على طيلة وقت النهار مالا بعد الظهيرة و جزءٍ من الليل حتى إلى وقتٍ متأخر منه , فكان لا بد من اليقظة حتى الفجر , ثم النوم بعدها , مما قلب ترتيب كل شيء .
بالمجمل فإنَّ نهار رمضان يذهب في طاعة الله في العمل , إذ الكسب هو من العبادات و لا ريب , و ليل رمضان يكون أكثر اشتمالاً على العبادات الروحية من قيامٍ و تلاوة القرآن ...
القُرآن هُو ركِيزة شَهر الرَحمة والغُفران كَيف يكُون تقسِيم وقِتك من أجلِه !
من فضل الله عليَّ أنَّه أعانني على استمرار معاهدة القرآن الكريم في كل الأيام , و أسأله تعالى أن لا يحرمني فضله هذا , و بطبيعة الحال فإنّي أضاعف من كمية التلاوة في رمضان الكريم .
و من خصوصية تلاوتي للقرآن في رمضان أنَّي أوزع ما سأتلوه على ثلاث مراحل : بعد السحور و قبيل الفجر \ بعد صلاة الظهر \ و قبيل أذان المغرب .
أمّا في الأيام الأخرى فأجعل تلاوتي مرةً واحدة فقط .
أستاذة بلقيس المحترمة ,
بمشيئة الله سأعود للرد على باقي الأسئلة إمّا بعد صلاة الفجر , أو في صباح الغد , و ذلك لأنَّ التيار الكهربائي قد غادرنا قبل قليل , و بالتالي فإنَّ المُدخَر في بطارية الحاسب لن يكفيني طويلاً من الزمن , فأرجو المعذرة , و لا تنسونا من صالح دعائكم في ظهر الغيب .
مودتي