(1)
جلست أمامي عند طرف الطاولة
بارعة الحسن .. بديعة التكوين
كشمس سقطت توا من السماء
لتؤنس وحدتي و تقبل دعوتي
على العشاء ...
و كل شيء كما أردته تماما .. مرتب..
المطعم فاخر .. و الجو ساحر
سأبوح بعشقي و لن أكابر
أمضيت أياما و انا على البوح أتدرب..
لكن شيئا ما في صوتها يمنعني أن أتكلم
شيئا ما في صمتها يجعلني أتلعثم
كنت أظن أني في الحب مدرسة
لكني اليوم أتعلم
و كل شياطين أفكاري ما بين أبله و أبكم و مهذب..
**********************************
(2)
بأنامل رقيقة .. أمسكت سكينا فضيا
فإنشق صدري من رقة الأنامل لا النصل المدبب..
و غرست شوكة في قلبي .. ووضعته في ثغرها
فذاب في معسول لسانها حين قالت .. طعمه محبب
فتزاحمت الكلمات في رأسي .. و إختلطت بمشاعر في صدري
و شيء من خدر عطرها إلى دمائي تسرب ..
جعل من كل ما به بُحت
كلاما غير مفهوم .. و كأنني تنحنحت
فردَّت : أتريد أن تشرب؟..
لا أدري ماذا يحدث لي في حضرتها
لا أدري ما بي هذا المساء
الحروف ترفرف في صدري و تطير من فمي
و قبل أن تصلها تترنح و تسقط في الحساء
ما الذي يشتتني و يجعلني مذبذب؟..
يجعلني من نبرة صوتها .. أشعر بنعومة بشرتها
يحرقني بضيّ جبينها .. و يرميني في عتمة خصلتها
ما الذي في مقتلي يكاد يتسبب؟..
و أسئلة كثيرة في رأسي تدور
أتُرى إن بُحت بحبي ستبادلني ذات الشعور؟
أم بلباقة و كياسة ستتملَّص و تتهرب..
و ماذا لو قامرت بعزتي و كبريائي
و صدَّتني, فشربت ماء وجهي بعد أن أكلت عشائي
ما الذي عنه سيترتب؟..
و هنا أتي النادل قاطعاً كل أسئلتي و أفكاري
سائلاً إياي هل انا راضٍ عن إختياري
فنظرت مباشرة في عينيها و قلت : جداً
فقال: جميل أنكم أحببتم الأمسية
أتريدون شيئاً اخر
فقلت: لا. فأمام عيني التحلية
فتوَّردت خجلاً
و كأنه الإذن لي أن أتقرَّب..
حسناً يا صغيرتي سأتقرب..
حسنأ يا حلوتي سأتقرب..
فريد 4/2/2017