يا أَبِي
حينما كُنْت طِفْلِة
كنت أَرَاك فِي لَوْن عَيْنِي
و فِي فُؤَادِي
و حَتَّى فِي لعبي
و خَالِقِي
ان أَرَدْت دَمِي
ان طَلَبَت حَيَاتِي
وربي
لأفعلن فَعَل
إسماعيل عَلَيْهِ السَّلَامُ
بِلَا صخبي
يا أَبِي
أنا الْمَحَبَّة و قَدْرُك
عِنْدِي مِثْلُ قَدْرِ نَبِيّ
لدى أَصْحَابِه
يا أَبِي
أنت عُزِي و جَاهِي
و رِضَاك فَقَطْ هُوَ مَطْلَبِي
لكن
العفو
يا أَبِي
أنا لَا أَحْتَقِر أنوثتي
ألم تَقُلْ فِي نَفْسِك
عندما بشروك بِي
ليتها كَانَت صَبِيّ
أليس كَذَلِكَ يَا أُبَيّ
و انْحَدَر رَأْسَك
خجلا مِنْ قَوْمِك
إذ سَأَلُوك . . مَا أَنْجَبَتْ أُمِّي
و قُلْت متنهداً : مَا هَذَا السُّؤَالِ الْغَبِيّ
و خَفَضَت صَوْتَك وَقْتمَا سَأَلَك عَن اسْمِي
موظف الْمِيلَاد . . و كَأَنِّي سَبْي
العفو
يا أَبِي
ما ذَنْبِي
إن أَتَيْت هَكَذَا . . أُنْثَى
إحساسي أَعْلَى مِنْ السحبِ
و أنفاسي أَرْقَى مِنْ الرطبِ
و مذاقي أَحْلَى مِنْ العنبِ
ما ذَنْبِي
إن أَتَيْت لمجتمع ذكوري
لا يَرَى الْمَرْأَةِ إلَّا سِلْعَة
أو بَهْرَجَةٌ لِلضُّعَفَاء
و يَا عَجَبِي
يا أَبِي
أمد يَدَي لجبين طيفك
لأخذ بَرَكَتِك كُلِّ صَبَاحٍ
و فِي الْمَسَاءِ
أسامر خيالك
و أُفْرِغَ فِي أَنْفَاسِك غَضَبِي
أبي
توشح الْوَهْم أظافري
و اِرْتَدَى الْجُنُون جَفْنِي
و اِحْتَلّ الظُّلْم ملامحي
و أَقَامَت الظُّنُون بِذِهْنِي
يا أَبِي
عندما كُنْت تَنَعَّت أَخِي
و تَقُولُ يَا ذِئْب
كان يَفْخَر كَثِيرًا
و هَامَتِه تَنْتَصِب
و أَنَا مِنْ غيرتي
ذهبت لِمَجْنُون اللُّغَة
ليخبرني مَا اسْمُ أُنْثَى الذِّئْب
ألا تناديني لمرة وَاحِدَة بـ ( عسقله )
يا أَبِي
أبي
أنت لَا تُعْرَفُ مَا بِي
و مَا فِي قَلْبِي
من وَجَع و دُمُوع
أبي
أنت لَا تُعْرَفُ مَا بِي
فقد رَحَل حِبِّي
بلا وَدَاع بِلَا رُجُوعٍ
أبي
أنت لَا تُعْرَفُ مَا بِي
انتهت ذِكْرَيَات دربي
و اِخْتَفَى رَمَاد حطبي
أبي
ألا تُعْرَف
آسية بِنْتُ مُزَاحِمٍ
و رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ
و جَمِيلَة بُو حيرد
و دَلَّال الْمَغْرِبِيّ
إحْدَاهُنّ أَفْضَلُ مِنْ مِئات الرِّجَال
عبر التَّارِيخ مُلُوك و أُمَرَاء و فرسـان
أبي
يا مهملي إِنَّك أبياً عَلِيّ
أبي
يا قَاتِلِي إِنَّك جاثماً فِي
يا معذبي
أرحم وَحْدَه مشاعري
و بَرَاءَة خَاطِرِي
و ضِمْنِيٌّ
ضمني طَوِيلًا
حتى أَشْعَر براحتي
هذه غَايَتِي
ضمني طَوِيلًا
حتى تَهَرَّب الْجُرُوح مِن جَوَارِحِي
حضنك واحتي
ضمني طَوِيلًا أَوْ قَلِيلًا
و لَا تَشْعُرُ أَن عَنَاقٌ المحرومة حَرَامًا
و اُنْظُرْ إلَيَّ
كإنسانة مِنْ لَحْمٍ وَدَمٌ
و لَا تمقتني بِنَظَرِه فَاشِيَةٌ
فاني لَمْ أَكُنْ عَارِك
و لَن أَكُون
و إنْ كَانَ عَصْرِنَا
ذل و هَوَان و مُجُون
أبي
أنا مِنْكَ مَنْ صُلْبِكَ النَّقِيّ
و هَذَا يَكْفِينِي
لكي أعانق السَّمَاء
و اجْعَل النُّجُوم تَنَام فِي هدبي
و أَكُون حَدِيقَة لِلنَّفْس و غَيْمُه لِلرُّوح
عنفواني أَغْلَى مِن الذهبِ
أبي
احتراما لمكانتك الْعَظِيمَة لَمْ أَضَعْ مَع لَفْظِك أَيْ كَلِمَةً
إلا حَرْف النِّدَاء و هو الْحَرْف الذي يخصك أنت فَقَط
.
.
.
. . . بإحساس أُنْثَى لَا أُعَرِّفهَا داهمت شُعُورِي ثُمّ رَحَلْت . . .
اعـتــذاري
،
،
،
،
،
؛
بـ قَلَمِي