ما أعلمه الآن أني أحبك حد النهايات و ما أعلمه أكثر أن هذ الحب لن يدوم و ما أعلمه أكثر و أكثر أني في يوم ما سأنساك كما لم تكن..! و ما أجهله حقا ياصديقي هو إن كنتُ صادقة فيما أكتب الآن!!!!!
و لكن الحب الذي أشعر به تجاهك أناني جدا و ربما محتال لايسمح لي أن أرى عيوبك و لا ينبئني بالحقيقة و لا يجعلني افترض فيك أنك إنسان قد تخطئ وتصيب ، و لا يعطيني حقي في أن أغضب منك متى ما أغضبتني.. يأخذني إلى النار و يوهمني بأنها الجنة و أنا أصدق كل ذلك بإرادتي ، إنه يخلق مبررات سخيفة لكل أخطائك و أنا العاقلة الحكيمة أصدق !! يصفك لي باالملاك و أنا أعلم أنك لست كذلك. أعلم أنك بشر مثلي و لست منزّه..
أتعلم يا صديقي..
الحياة كلها ليست حب ! ففيها الكثير من الجمال إن خذلنا الحب.! و إن كان حبك قد تجذّر في أضلعي فإني انتزع روحي منه قليلا لأنظر بها إلى كل ما حولي و اكتشف الكثير من الحياة التي تجاهلتها بسببك ثم أكرهك قليلا.!! لذا لا يعجبني أن هذا الحب يختزل الحياة في شخص واحد و تخضع كل أيامنا لتقلباته هذا بلاء يفتك!!.. و يجعلنا نتجاهل كل من حولنا حتى أنفسنا.. أليس ذلك إنكار للذات.!! الحب يجعلنا نضحي من أجل الحبيب و قد لايبقى .. !! _ نعم وكلنا نعلم ذلك_ ، فهو بشر قابل للزوال، للرحيل، للخيانة، للتغير، للتكبر، للأخطاء الموجعة و للغباء أيضا..يجعلنا نطير فوق الغيوم و لكن خوف السقوط يجتاحنا أكثر ..يجعلنا نخطىء في حق أنفسنا ومن حولنا ليحيا الحب كمايُريد لا كما نريد نحن..يجعلنا مسيّرين لا مخيّرين. يضرب قلوبنا بسوطه و نقول هل من مزيد !! أنا أمقتُ هذا الحب ! هذا السحر ! هذا الهواء!!!
أتسائل دائما لماذا لايكون حبنا بسيط بسيط جداُ لم هذا العمق في الحب الذي يسبب الكثير من الندبات في النفس من أدنى خطأ أو تجاهل يصدر من أحدنا ..
أنا أحبك و أنت تحبني أليس كذلك ؟؟ لم إذن لايتعادل الشوق في قلوبنا و الخوف و القلق و كل مافي دواخلنا !!؟ لم تأتي على أحدنا أوقات نعيد فيها نفس الأسئلة هل تحبني؟ هل مازلت تحبني ؟هل أنا كل حياتك هل؟ وهل..!!؟؟
دعنا نتفق ياصديقي.. أن نجعل لحبنا تاريخ انتهاءا!! .. _هذا غريب أعلم _ سنبقى حبيبين إلى نهاية هذا العام مارأيك؟! ..المهم أن نتفق سويا متى ينتهي!! حتى لايُنهيه أحد منّا بطريقة سخيفة و يرحل!!! سنمتص فيه كل التجاوزات و الخذلان و الأخطاء و نمارس كل أنواع الحب والهجر والبعد واللقاء والشوق بطريقتنا ! إلا الرحيل فهو خطيئة لا يُسمح بها إلا في وقتها المحدد...!! _ كما نتفق _ !!.. أنت تعلم أن هذا الحب سينتهي في يوم ما ؟أليس كذلك ؟! فإن لم نحدد نحن له الوقت الذي ينتهي فيه سيحدد هو ذلك.. لا تصفني بالتشاؤم ياصديقي بل هذا واقع الحب و اقرأ قصصه في عالمنا الآن و في من كانوا قبلنا.. وخاصة حبنا هذا انت تعلم أنه يعاني الكثير من المصاعب..!!
أعلم أن كلامي غريب جداً لايصلح للأحباب و لن يقبل به أحد و ربما حتى أنت !!! و لكن أنظر إلى كل العشاق ألم ينتهي بهم الحب عند أحد الأسباب !! ألم ينتهي كل ذاك الفرط من الإحساس و الشعور.. و بات ذكرى موجعة ! و قد يمر على الذاكرة مروراً مؤسفا... ليس صعبا ما أطلبه هو مدة من الزمن نحب فيه بكل مقومات الحياة نحب بطريقة لا نخشى فيها أن يهرب أحدنا أو ينسحب. لأن رحيل أحدنا هو أكثر وجع يفتك بالقلب و هو الذي يهوي بالحب إلى متاهات موجعه... إذا اتفقنا كما قلت لك سنُحب بصدق حتى النهايات سنُحب حتى جراحنا و أشواقنا و كل مانخشاه .سنحب بأمان و طمأنية و سكينة إلى أن يقترب موعد النهاية حينها أعدك ياصديقي أننا لن نسمح له بالإنتهاء !! سنعيده كما كان أو ينتهي بوداع مليء بالحب.!
أحبك بكل ضجيج الحياة . بكل صمت. و بكل صوت.
أحبك و أحبك و أحبك و أكره هذا الحب الذي يختزل العالم فيك..
و لو قُدّر لي أن أختار غير حبك لاخترته و اخترته و لا شيء غيره
و لكني مازلتُ أكره هذا الحب..
أعلم أنك لاتتفق معي في كثير مما قلته و أنا أيضا قد لا أتفق كثيرا معك حين تقول: دعي الحب يأخذنا إلى الغيوم إلى الجنون دون قيود دون تعريف و تصنيف دون حدود دون خوف دون ماذا سيكون بعد؟! ..
رغم اختلافنا هذا فإننا نلتقي دائما فوق الغيوم و نطير مع الطيور و نحلق حول الحب الذي اتفق عليه العالم كله، و مازلنا نلتقي خلسة خلف الأسوار ليزداد الحب وهجا في قلوبنا و مازلنا نحب الليل و هدءة الفجر والورد والشموع والهمس والحلوى ونطفئ الكون حال اللقاء..
سأخبرك شيئا..
اطمئن مازلنا نتفق في الكثير من طقوس الحب..
و مازلنا نكره الكثير من اختلافنا.. و الأكثر من ذلك مازلنا في الحب حد الثمالة.!