قرأت موضوع الأخ ( شاعر البدر ) عن السعوديين وموقف الآخرين منهم
http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=1414
أحببت أن أهديه هذه المقالة التي كتبتها منذ زمن والتي تركض في ذات الاتجاه
...............................
عفواً .. الأخ سعودي ؟!
قبل أكثر من عشر سنوات كنت في سورية وتحديداً في منطقة عين الفيجه , أهلها طيبون ومحافظون , كرماء لا ينفرون من الغريب , فترة مكوثي في تلك المنطقة كونت صداقات مع المحيطين بي من أهلها وغالباً ما كنت أسمر معهم ونتجاذب أطراف الحديث .. ذات مرّة كنت مع صاحب الدار التي أسكنها ولفيف من ضيوفه , كانت الأحاديث شتى , من ذكرياتهم أيام الصبا إلى تاريخ العرب القديم والحديث , المخاطر التي تحدق بالعرب من كل جانب وكيف يتسنى للعرب الخروج من عنق الزجاجة هذا وووووووووالخ من هموم العرب التي لا تنقضي , كنت أدلي بدلوي في الحديث بحسب معرفتي والمعلومات التي في جعبتي , التفت أحد الحاضرين مستغرباً ..عفواً ..الأخ سعودي ؟!..قلت له نعم ..لماذا ؟ .قال ..لا فقط كنت أسأل ثم غير مجرى الحديث , كان سؤاله مبني على التفكير الاستباقي بأن جميع السعوديين ماهم إلا قوم يجرون وراء شهواتهم بحثاً عمّا يشبع غرائزهم , لا يهتمون إلا بالبطون وما تحت البطون ..
السؤال الذي نبض منذ تلك اللحظة ومازال حتى الآن .مالذي جعل الآخرين ينظرون لنا هذه النظرة ؟ أمن أجل حثالة من السعوديين يعربدون ويسكرون ويفعلون ما يندى له الجبين يُحكم علينا جميعاً بأنّا طلاب شهوة ومتعة .
أمن أجل قلة من الأعراب المنافقين الذي آمنو بأمريكا رباً لا شريك له وسبحو بحمدها ومجدها ليل نهار يُحكم علينا بأنّا خونة للأمة ..أمن أجل قلة من المفسدين الذين ساهموا وبشكل فاعل في تلويث قلوب وعقول الشباب العربي يُحكم علينا بأنّا ذيوليون و طلائع الغزو الثقافي
لماذا لا يكون النظر إلينا من خلال آلاف الشباب السعودي الذي تنحني لأعمالهم - كلاً في مجاله - الجليلة الهامات .
مصيبتنا في أحداقنا التي تضيق عند أشياء وتتسع عند أخرى و من هذه النظرة الضيقة ينطلق التعميم في الحكم على الأمور دون تمييز وتحديد ..
أتعرض لحالة نصب في القاهرة لأحكم بعدها على جميع المصريين بالنصب والاحتيال .
أرى فلسطينياً ضاقت به الدنيا حين حاصرته دوائر الظلم والجوع والتشرد فصرخ يشتم العرب المتخاذلين ويخص الأغنياء منهم لننطلق نحن بحكمنا ونقول كل الفلسطينيين حاقدين .
أسمع سوريّا يشتم الرب والدين لأصدر حكمي على جميع السوريين بأنهم فجرة كفرة ...
.
متى نعالج أنفسنا من هذه الأمراض التي نهشت ومازالت تنهش في علاقتنا العربية العربية ...
ابن المدينة / يوسف الحربي