جمال عبد الناصر

[أسامة سمير]

جمال عبد الناصر
ــــــــــــــــــ
كان يوجد فى دارنا فى القريه صوره فى برواز والتى توضع على منضده وكانت هى الصوره الوحيده فى دارنا الموجوده بهذا الشكل كان صاحب الصوره لايمت لنا بقرابه عائليه وكنت أرى أمى وأبى حريصين كل الحرص على وجود الصوره بمكانها بإستمرار وكنت غير مظطر للسؤال عن صاحب الصوره فالكل يعرفه انه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
وكنت اسمع دائما الناس البسطاء من اهل قريتى عندما تجئ سيرة هذا الرجل لأى سبب يردوون جميعهم ( الله يرحمه ) .
كان رحمه الله له وضع خاص فى قلوب البسطاء واعتقد ان الفلاحين منهم بوجه خاص يعرفون قدره ولكل منهم اسباب كثيره لذلك .
ثم مع مرور السنوات وفى العشرينات من عمرى فى بداية التسعينات من القرن الماضى كنت لازلت وما زلت أحبو فى عالم القراءه وخاصه قراءة الكتب السياسيه التى احب قرائتها ليس غراماً بالسياسه ولكن قراءة هذه النوعيه من الكتب تروق لى وخاصه تلك الكتب التى تحكى صفحاتها كواليس الأحداث السياسيه المختلفه .
فكنت أجد هوه واسعه بين موقفين وفريقين مختلفين كل الإختلاف من الكتاب .
هناك فريق جعلوا من الرجل نبياً وبطل كل الأحداث وفريق آخر ينسبون اليه كل الكوارث والسلبيات التى لحقت بمصر وخاصه عندما تجيئ سيرة السجون والمعتقلات وهزيمة يونيه سنة 1967وعنما يرد شخص ما على هؤلاء عن الماكسب التى اكتسبها الفلاح عن طريق قانون الإصلاح الزراعى وتملك الفلاح المصرى للأرض بعد أن كان منذ محمد على أجيراً والسد العالى الذى حمى مصر من الفيضان وحول طريقة الرى فى مصر من طريقة رى الحياض الى رى دائم مما ساعد على زراعة الأرض اكثر من مره فى العام .
فكان الفريق الثانى والمتحامل على عبد الناصر يفندون ذلك من وجهة نظرهم بحيث تظل صورة الرجل وكأنه لم يفعل شيئاً لمصر سوى جلب المصائب والهزائم .
ولا انكر اننى فى تلك المرحله العمريه كنت من اتباع الفريق الثانى الذى لايرى شيئاً ايجابياً فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومما زاد هذا الشعور عندى أمرين اولهما القصص التى كانت تتردد دائما عن المعتقلات والسجون فى عهد الرجل .
وايضاً ما قرأته فى كتب السيره الزاتيه الى أحبها لكتاب كبار ومرموقين من أمثال الصحفى الكبير الأستاذ مصطفى أمين رحمه الله وحكايته التى تضمنتها كتبه فى السجن وكتاب البوابه السوداء تأليف الأستاذ أحمد رائف عن ما حدث له فى السجن الحربى وحكايات الكاتب الساخر الأستاذ محمود السعدنى شفاه الله وكتاب الصحفى الأستاذ فتحى عبد الفتاح رحمه الله ثنائية السجن و الغربه ومذكرات السيده زينب الغزالى رحمها الله وكتائب مذبحة الإخوان الملسمين فى ليمان طره وغيرها من الكتب .
وايضاً حكايات غريبه ومروعه لايصدقها عقل عن ما فعلته لجنة تصفية الإقطاع واخيراً الكارثه الكبرى وهى هزيمة يونيو عام 1967 .
وكتب اخرى من مذكرات شخصيه وشهود عيان على عصر الرجل تقول عكس ذلك تماماً وتتحدث عن الرجل من منطلق انه غير مجرى تاريح مصر والعالم العربى والعالم اجمع .
ثم بدأ يتسلل الى رأسى سؤال محدداً كيف نحمل اناس واقصد بهم الظباط الأحرار وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كل السلبيات وهؤلاء الناس هم من عرضو حياتهم وحملو رؤسهم على أكفهم يوم الثورة وعرضو حياتهم واسرهم لعواقب لا يعرف الا الله سبحانه وتعالى مداها لو تم اكتشاف امرهم .
ونحن نعلم جيمعاً المكانه الإجتماعيه المرموقه والراقيه لضابط يعمل بالجيش المصرى الآن وحرص الأسر على الحاق أبنائهم بالكليات العسكريه المختلفه لنيل هذه المكانه المرموقه ونيل شرف خدمة الوطن متمثلاً فى الإنضمام لصفوف جيشه الباسل فما بالنا بضابط يعمل بالجيش المصرى فى نهاية الأربعيات وبداية الخمسينات من القرن الماضى بالتأكيد هى مكانه اجتماعيه كبيره جداً جداً فى وقت كنا نسمع عن الحاله المتدنيه لحالة المواطن المصرى العادى فى تلك الفتره .
ودعنى اتسائل معك ايها القارئ العزيز أى نوع من البشر هؤلاء يمكن أن يضحى بكل هذا ويعرض نفسه وأهله للهلاك من أجل الوطن .
لا أجد غير لفظ ألأبطال الحقيقين والذى يمكن اطلاقه على هؤلاء الناس وأقصد بهم الضباط الأحرار وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولا اعرف غيرهم يمكن ان نطلق عليه لفظ ( نقاء الثوار ) وخاصه فى مرحلة بدايات الثوره .
نعم اعرف رد البعض بأنه حدث بعد ذلك انفراد بالسلطه وتجمع حاشية السوء حول اصحاب السلطه الى اخر تلك الأشياء التى تفسد صاحب السلطه .

نعم هناء اخطاء حدثت لكن هل تمر الأحداث العظيمه بغير اخطاء .

لابد ان نقول شيئاً هاماً وضرورياً انا شخصياً عندى يقين به انه لولا ثورة 23 يوليو عام 1952 لكان معظمنا الآن يعمل عاملاً أجيراً فى حقل من الحقول أو عامل بسيط فى مكان ما .
ووجدتنى بطريقه لا اراديه وعن اقتناع أحب الرجل وأقدره كل تقدير يليق به ربما إذداد هذا الحب والتقدير فى السنوات الأخيره ونحن نستقبل عام 2010 كلما رأيت ما يحث فى العراق وفى فلسطين وفى حال الأمه العربيه عموماً .

مادمنا قد وصلنا الى نهاية الحديث فسأذكرك عزيزى القارئ بنهاية رحلة الرجل لقد ودع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وودعهه الآف من البشر فى جنازه يمكن أن يطلق عليها أنها جنازه شعبيه مهيبه بحق .
وربما تكون مشاركة الجماهير فى تشييع جنازة الرجل إستفتاء حقيقياً على حب أبناء وطنه له وما أصدق نتائج تلك الإستفتاءات التى يكون مشاركة اصحاب الأصوات فيها بدافع الحب والحب فقط وتكون وسيلة التصويت فى هذا الإستفتاء الدموع والهتافات بدلاً بطاقات الإقتراع فالدموع الحقيقه لاتسكب الا لمن نحزن عليه بصدق ونتيجة الإستفاء فى هذه الحاله تعلن بغير بيان رسمى .
وقديماً كان الحكماء الحقيقون يتابهون امام منافسيهم وخصومهم بتباهى عجيب وغريب ويقولون لهم
بيننــــــــــــــــــــا وبينكم الجنــــــــــــــــــــــــــــازات

ويقصدون بذلك ان يقولو لمنافسيهم وخصومهم سنرى كم من الناس سيشيعوننا الى مثوانا الأخير بعد وافاتنا حيث لاسلطان لنا عليهم الا ما تركاناه لهم .

ويــــــــــــــــــــاله من تبـــاهى ويــــــــــــــــــــاله من رهـــــــــــــان





وفى النهايه لا اجد أجمل من الشعر الذى قيل عنه فى رثاءه واعتقد ان شعر الرثاء قد يعبر عن مشاعر صداقه فالمرثى يكون قد رحل ولم يعد له أى نفوذ .
فرثاه الشاعر الكبير الراحل نزار قبانى وسطر الأبيات التاليه
كل الأساطير ماتتْ
بموتك ، وانتحرت شهرزادْ ..
وراء الجنازة .. سارت قريشٌ
فهذا هشامٌ ..وهذا زياد ْ..
وهذا ، يريق الدموع عليكْ
وخنجرهُ ، تحت ثوب الحدادْ
وهذا يجاهدُ فى نومه ،
وفى الصحو ، يبكى عليه الجهادْ ..
وهذا يحاول بعدك ملكاً ..
وبعدك ..كل الملوك رمادْ ..
وفود الخوارج .. جاءت جميعاً
لتنظم فيك ملاحم عشقْ ..
فمن كفّروكَ ..
ومن خوّنوكَ ..
ومن صلبوك بباب دمشقْ ..
أنادى عليك .. أبا خالدٍ
وأعرف أنى أنادى بوادْ
وأعرف أنك لن تستجيبَ
وأن الخوارقَ ليس تعادْ ..


وقال الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم أمد الله فى عمره فى رثاءه
ابوه صعيدي و فهم قام طلعه ظابط
ظبط على قدنا و ع المزاج ظابط
فاجومي من جنسنا
ما لوش مرا عابت
فلاح قليل الحيا
اذا الكلاب سابت
ولا يطاطيش للعدا
مهما السهام صابت
عمل حاجات معجزه و حاجات كتير خابت
و عاش و مات وسطنا
على طبعنا ثابت
و ان كان جرح قلبنا كل الجراح طابت
ولا يطولوه العدا
مهما الأمور
جابت

وفى النهايه مدام انهيينا حديثا عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالشعر لا اجد غير كلمات الشاعر العراقى الكبير الجواهرجى فى وصفه لجمال عبد الناصر عندما قال واصفا الرئيس جمال عبد الناصر
أنه كان عظيم المجد والأخطاء

ربما عبرت هذه الكلمات القليله عن كل ما قيل عن الرجل .

هذا المقال من ضمن مجموعة مقالات تضمنها كتابى
( ما بين الحكمة والجنون )

 

[علي آل علي]

كم لهذا المقال من وقع ومن زمن ومن مكان
ويا له من رجل ( جمال عبدالناصر )
راية كان يحملها هي السمو بحد ذاتها
هي أفعال قد أخرجت العبودية إلى الحرية العظيمة
حتى واجه العالم بأسره وأدهش الأعداء بقدرته
بغض النظر عن شرعيتها أو نهجها
إلا أنها تسمو أفقًا
فتح لمصر أبواب التاريخ وأهداهم المفاتيح
حتى قام السادات بإغلاقها جميعا باتفاقية كامب ديفيد المذلة
حتى نجد العالم العربي بأسره يعارض ويستنكر
وإذ به يسير على هذا النهج فيما بعد


جمال عبدالناصر ( أمة حرّة أبية )
لم تنجب النساء مثله آن ذاك

شكرًا لك يا أ. أسامة على هذا الملف الهام والذي يعيد ذكرى جمال عبدالناصر الرئيس الراحل
وكأنك تنعي حال مصر الآن والتي اكتفت برفع الشعارات العريضة كقول بلا أفعال ..
مع تفاؤل بسيط في الرئيس / محمد محمد مرسي بأن يرى له راية كراية جمال عبدالناصر

تحية وتقديري
ونأمل أن نراك قريبًا

 

[أسامة سمير]

اشكر حضرتك استاذى الفاضل على واتشرف ان حضرتك تقرأ كتابى ( ما بين الحكمة والجنون ) كاملا اكرر شكرى لحضرتك

 

[نادرة عبدالحي]

راق لي الاُسلوب الفني الذي إفتتحتَ بهِ مقالك ألاخ الكاتب أسامة سمير
وصف الصورة المعلقة التي يحرص عليها أهل البيت . والإنتقال إلى وصف
محبة أهل القرية البسطاء لشخصية لن تغيب عن أذهانهم ما دامت محبته دخلت قلوبهم .
ومن ثم مهدت الطريق أمام القارئ لكيفية حصولكَ على المعلومات تاثرت بها فكرياً ومن ثم
تتجه كيف أراء الأخرين إستطاعت تغير الإيجابية إلى سلبية ومع مرور الوقت عادت الإيجابية تظهر
بثقة أكبر .المقالة كانت عبارة عن مذكرات كاتب أحب التمسك بالحقيقة وإظهارة بأجمل صورة .
الإنسان الذي إستطاع أن يكسب محبة اوطاان عديدة بلا شك أنه كان رجل ذو شان عظيم
الكاتب أسامة سمير أشكركَ على مقالة نحتاجها في هذا الوقت العصيب ..

 

[أسامة سمير]

استاذتى الفاضلة نادرة عبد الحى اشكر حضرتك جدا جدا

 

[سعود القويعي]

اخي الفاضل

لاشك ان عبد الناصر كان بطلا عربيا قوميا له بصمة قويه في عالمنا العربي , وجاء في وقت كانت الشعوب فيه تنتفض على المستعمر , لكننا وإن اعتبرناه كذلك , وهو يستحق هذا , لايجب ان نغفل عن كفاح من سبقوه ثاروا على المستعمر ودفعوا نتاج ذلك من حريتهم ووجودهم , واظن جازما انهم من اشعلوا فتيل الثورة ضد الظلم والاستعمار , وتاريخ مصر طويل بأسماء تستحق منا التقدير والاحترام والاعتراف بفضلهم في هذا , منهم سعد زغلول صاحب ثورة 1919م والذي دفع من حياته الغربه والنفي , ومحمد فريد ومصطفى كامل وغيرهم ممن لايسع المداد ذكرهم .
نحن لانظلم عبدالناصر اذا قلنا ان ثورته كانت وطنيه نظيفه لها مالها من نبل المقصد , لكنها ولأسباب عديده وقعت في اخطاء قاتله , ويعود ذلك الى انهم كانوا مجموعة من الشباب المندفع اغرتهم السلطه ببريقها , فتقاسموا الوطن بشكل ازعج الناس , وتحولت مصر في وقتها الى ثكنة عسكرية تلبسها الخوف , رغم مااعطته الثورة للفلاح والعامل من بعض الحقوق وكل الكرامة الوطنيه , لكنها في المقابل اصابها التخبط في التخطيط , والتضخيم الاعلامي , فرأى البعض منهم انهم انصاف انبياء , ثم جاء التأميم الخاطيء لتهرب روؤس الاموال , وتم تطبيق النظام الاشتراكي الشيوعي برائحة عربيه فقهر الشرفاء ممن جمعوا اموالهم بجهدهم وتعبهم دون وراثة او سرقه , وكممت الافواه وامتلأت السجون , ولن اقول ان الخطأ مرتهن بشخص عبد الناصر , بل انه خطأ جماعي من تلك المجموعه الثائره , ومع ذلك يتحمل عبد الناصر القسم الاكبر كونه رأس النظام
هذا على مستوى سياسة الدوله , اما على المستوى الشخصي فعبد الناصر كان رجلا محترما نظيف اليد وطنيا لانشك في وطنيته , لكنه اشبه بزهرة رزعت في حديقة اشواك , فاللأسف اغلب من حوله اساؤا له وتلاعبوا بالوطن وعلى رأسهم عامر , الذي كان عبدالناصر ضعيف امامه بسبب صداقتهما المبكره ومادار فيها من وفاء وتقارب اخوي شديد , وبسبب عامر اصبح التعيين والايثار رهين الولاء وليس الكفاءه , فضاعت البلد , وكثرت الوشايات والدسائس حتى جاءت النتيجة الحتميه بنكسة 67م , بعدها حاول عبدالناصر ان ( يلم المتكسر ) لكن بعد ايه , ولم يمهله القدر لترميم تلك الشقوق الرهيبه , فمات في 28 سبتمبر وحرب الاستنزاف على اشدها , رحمه الله فقد كان رجلا في امّه وامّة في رجل .

 

[أسامة سمير]

تعليق شامل ووافى استاذ سعود اشكر حضرتك على المرور