ع الروزنا ... ع الروزنا

[بدرالموسى]

" ع الروزنا ع الروزنا "

مسلسل : روزانا

رغم الغياب الملحوظ والتغييب الواضح للدراما السورية عن الفضائيات العربية في رمضان من هذا العام ، إلا أنها أثبتت أنها رائدة بين نظيراتها وأنها مثل الذهب بلمعانه وجودته وثمنه ، برأيي أن الدراما السورية لم تنال حقها من المنافسه لذلك وضح جلياً للمشاهد أن أغلب الكاميرات كانت موجهه صوب الدراما المصرية واللبنانية المشتركة ثم الخليجية ، وعلى ذكر المسلسلات الللبنانية المشتركة لابد أن نعرج على ما قدمته هذا العام خصوصا في مسلسلات ( طريق – الهيبة – تانغو ) والملاحظ أيضا بأن البصمة السورية واضحة وجلية في هذه المسلسلات من خلال عابد فهد في الأول وتيم حسن في الثاني وباسل خياط في الثالث ، فلا ينكر أحد بأن هذه المسلسلات الثلاث نالت الكثير من المتابعه والمشاهدة ودخلت ميدان المنافسة بقوة بل نستطيع القول أنها تصدرت المشهد في الفضائيات العربية .
لن نخوض في أسباب غياب الدراما السورية ولن نسأل عن سبب عدم وجود جزء جديد من مسلسل باب الحارة كما جرت العادة في السنوات الأخيرة ، لكن سوف أتحدث عن مسلسل وجدت أنه تميز وقدم وجبة دسمة من خلال الحبكة الدرامية والحوار والبصمات الإخراجية ، سوف نتوجه إلى حلب .. نعم حلب المدينة السورية الجميلة الرائعة الجريحة ، في هذا المسلسل كان هناك شيء مختلف لم نتعود عليه ، لم تكن دمشق متفرده بل شاركتها ونافستها حلب بقوة ، المسلسل حمل بصمة خاصة وطابع خاص لمدينة تحمل الخصوصية بكل شيء ورغم عدم إلمامي الكامل باللهجة الحلبية لكن بلا شك بأننا أحببتها وأنني عرفت عنها الكثير من خلال 30 حلقة قدمها فريق العمل بشكل أكثر من رائع وبكل بساطة نعرفها ويتميز بها السوريون ، هذا الموضوع لن يحتمل سرد القصة لكن باختصار هي حكاية سورية حدثت ولازالت تحدث في كثير من المدن السورية وكثير من البيوت السورية ، تصف المعاناة والفروقات الكبيرة التي أحدثتها الحرب هناك ، الحرب التي بعثرت كل الأوراق ومزقت الكثير منها ، في هذا الموضوع سيكون لتسليط الضوء على مكامن الجمال بهذا العمل ، سوف أبدأ بالحوار والجُمل التي جعلتني أزيد التركيز على كل جملة تقال استمتاع وتلذذ باللهجة الحلبية الجميلة البسيطه ، في كل حلقة كانت هناك بصمة فكرية مذهله ولمسة أدبية عميقة بكلمات بسيطه لكنها تترك أثر كبير لدى المشاهد ، الحوار كان من الممكن أن يكون عادي كما هو حال الكثير من المسلسلات العربية لكن في روزنا لم أهله أن يكون عادي حيث خيّل لي بأنني أقرأ رواية مشوقه لا أريد لها النهاية نعم كانت رواية مرئية مكونة من ثلاث حلقة تابعتها في ظرف 5 أيام تخيلوا ، من أن أنتهي من حلقة حتى يزداد التشويق لمعرفة القادم ومع إقتراب المسلسل من نهايته كنت أتردد بالمشاهدة لكي لا تنتهي هذه المتعة ، صدقوني لا أبالغ بل عليكم أن تضعو ما كتبت في خانة رأي مشاهد بسيط إن لم يلقى ما كتبت على استحسانكم ، بالمناسبة لا تربطني أي صلة قربى بأي ممثل شارك بالعمل ولا الكاتب ولا حتى المخرج عارف الطويل ، على ذكر عارف الطويل هذا المخرج او لنقل الفنان الشامل أثبت بأنه مخرج مميز حيث وضح لدي الفرق الكبير بالربط بين الأحداث والعدسة التي تحمل أكثر من عين التي أجبرتني على التركيز بكل تفاصيل المشهد ، حتى اختيار الموسيقى كان عامل مساعد ومشجع على التركيز واعطاء خلفية مناسبة للمشهد .
المسلسل تصدر بطولته الفنان بسام كوسا القامة الفنية السورية الرائعة ربما عندما نعرف – حتى قبل مشاهدة المسلسل – بأنه بطل المسلسل سنكون على يقين بأنه يحمل المسلسل وحده بكل تقليدية وعادة جرت في أغلب المسلسلات العربية ، لكن هذا لم يحدث فقد كان بسام كوسا أحد أضلاع النجاح وشاركه بشكل أقرب للتساوي الكثير من نجوم المسلسل لكن لا ننكر أنه أحدث الفارق وبصم على وثيقة النجاح .
اللافت في المسلسل أنه جعلنا نرى المجتمع السوري الحقيقي من الأرض ولم يكن مثالي كما يصور الكثير من المسلسلات التي كانت تعطينا الصورة من الأعلى ولم تكن تنزل إلى الحواري والمواطن البسيط والمعاناة التي يعانيها بشكل أقرب للحقيقي يقتنع بها من عاش بالفعل تلك المعاناة على أرض الواقع ، وجدت أن التسويق لم يخدم هذا العمل الجميل الذي أحدث فارق كبير في قائمة التنافس هذا العام .
المسلسل ناقش بعض القضايا الحقيقية بشكل مختصر وسلط عليها الضوء بطريقة ما مثال على ذلك :
- ( القواص ) وهو اطلاق النار في المناسبات بشكل عشوائي وما ينتج عنه من معاناة في بعض الأحيان .
- سلط الضوء على غلاء الأجارات بما لا يتناسب مع دخل الفرد هناك . -انقلاب حال الكثير ممن يطلق عليهم تجار الحروب
- وقضية أخرى ابرزها بشكل مختصر وهي التجارة بالاعضاء التي انتشرت بسوريا خلال الحرب .
- أبرز العلاقة العميقة بين الأرمن وأهالي حلب وكيف كان لهم دور في نهضة حلب الصناعية .
– تسليط الضوء على الترابط بين العساكر في الخدمة الالزامية رغم اختلاف مجتماعتهم وعاداتهم .


نقاط لابد منها :

1 – بسام كوسا أبدع بكل شيء كما هو دائماً .
2 – أندريه سكاف كان البطل البسيط الخفي رغم ظهوره .
3 – هبة زهرة وجه فني جميل .. أقصد دورها بالمسلسل طبعا و و و ( مُزهّ )
4 – سلوى جميل .. جيانا عيد .. بلال مارتيني .. ميلاد يوسف .. رامي احمر .. نادين تحسين بيك .. برافو برافو برافو .
5- دور الفنان عامر العلي ( جود ) كان تقليدي بشكل كبير ولم يترك بصمة كبيرة حسب رأيي ، حاله حال دور الفنان توفيق إسكندر ( عاصم )

العمل بالمجمل مميز ورائع ويستحق المشاهدة
التقييم 8 / 10

بقلم :
بدر الموسى