يضم أبعاد الصورة الكثير من الموهوبين والمحترفين للتصوير الفوتوغرافي أمتعونا بروعة لقطاتهم وبحديث صورهم الشجي
فكان لابد من وقفة مع هذا الفن الراقي
درس في قواعد التصوير ( مترجم )
الإنشاء و التأثير- إنها صورة جميلة, لكن لماذا هي جميلة؟
لنتكلم قليلا حول الصورة التي نحبها
الصور الجميلة يمكن أن نزين بها البيت أو المكتب. أيضا يمكن أن تنشر في الكتب أو المجلات أو التقاويم. و يمكن أن يحوزوا على جوائز في المسابقات. تلك المناظر الطبيعية ممكن أن تنقل المشاهد إلى مكان و زمان أخر ولو لوقت قصير. الصورة الجميلة ممكن أن تأسر عينا تائهة, و نفسا دافئة, و روحا ساحرة. صورة وجها رائعة لشخص ممكن أن تريك أرواحهم. وقد تجعلك تشاركهم أفراحهم و أحزانهم. الصورة الجميلة * تتواصل *. فكر في الموضوع قليلا. فهناك أسوق ضخمة لصور. لماذا؟ لان الناشر يعلم أن الناس الذين يشترون السلع سوف ينجذبون نحو الصور الجيدة التي تمد أيديها إليهم. الاتصال البصري هو الشيء الذي يولد معنا و نحن قادرون على الوصول إليه. أن الموضوع المطروح هنا لالتقاط الصور غير محدود. إن الحدود الوحيدة هي قدراتك
لكن ما الذي يجعل الصورة ناجحة؟ الإجابة بسيطة. و بإمكانك تطوير قدراتك في التصوير * اليوم * بتعلم بعض القواعد الأساسية البسيطة.
تنبيه!! كما قالوا قديما " القواعد وضعت لتكسر " يكسر العديد من المصورين المفضلين لدي قواعد التصوير كثيرا وعن قصد, لكن كسر القاعدة يجب أن يحسن الصورة بشكل مؤثر بحيث يحولها إلي صورة رائعة. لذلك يجب أن * تعرف * القاعدة و يكون لديك المبرر لكسرها. لذا نحن هنا اليوم لنتحدث عن تلك القواعد البسيطة التي ستجعل من صورك أفضل.
أولا: اقترب قليلا, اقترب أكثر. كلا, أبقى قريبا. هناك! ... حصلت عليها!!!
بداية بالقاعدة الأكثر أهمية وهي : بسطها. كلما بسطت صورتك أكثر, كلما جذب موضوعك الانتباه أكثر. و ستكون الأكثر نجاحا في إيصال رسالتك للمشاهد. هناك تقريبا مليوني طريقة لعمل ذلك. لذلك أنا سأبقيها بسيطة و التزم بتكتيكاتي هنا. و كالقاعدة القائلة أبقى قريبا من موضوعك حتى لا تشتت الخلفية انتباهك.
خلال سنوات كنت أتردد على صفحات التصوير الفوتوغرافي حيث يضع الناس صورهم و يناقشونها مع أناس آخرين. لا استطيع إحصاء تلك المرات التي كنت أشاهد فيها صور الزهور الجميلة. لكن ألم نقم كلنا بتصوير الزهور الجميلة؟ نعم, لان الزهور متوفرة في كل مكان.
قبل أن تلتقط صورتك التالية للوردة, قم بهذا: انظر إلى الوردة عن قرب, اقترب كثيرا. انزل عينك قريبا من أوراق الوردة و عاينها مع كل الأجزاء الصغيرة و الحساسة فيها, تعرف على خصائصها و مميزاتها. أسال نفسك ماذا عن تفاصيل تلك الوردة التي تريد أن نلتقط لها صورة. هل هي الدمية المتمددة هناك خلف المزهرية ما يجذبك لتصويرها ؟ ربما المنضدة الخشبية هي العنصر الأجمل؟ أو تنسيق وضعية الدمية و هي تتكئ على المزهرية؟ ماذا عن المادة الخضراء الموجودة على مزهرية الوردة؟ هل كل تلك الأشياء ستحسن الصورة؟ لا ... إنها الوردة نفسها نجمة تلك الصورة و العنصر الأساسي.
حاول القيام بهذا, ضع الكاميرا على حامل ثلاثي اقترب قدر المستطاع من الوردة بحيث تحافظ على التركيز عليها. تلك المسافة بين العدسة و الوردة تعتمد على عدستك و التي سنتحدث عنها في درس مستقبلاً. قد تتضمن صورتك بعض أوراق الوردة أو ربما جزء من المزهرية أو المنضدة, إذا كان الأمر كذلك تخلص من الدمية. الأشخاص الذين ستعرض عليهم الصورة سينظرون إلى ورقة مستطيلة الشكل, و الشيء الذي تريدهم أن يروه هو الوردة, لذلك يجب أن تغطي الوردة الجزء الأكبر من المستطيل. سنتطرق أيضا إلى الإطار الذي سيؤثر على صورك لاحقا.
الاقتراب يبدوا شيء واضح عندما تفكر فيه. لا استطيع إخبارك كم من الخلفيات شتت موضوع الصورة. حيث أن الوردة تشكل 10/1 من الصورة و باقي العناصر هي مشتته للانتباه. هناك طريقة واحدة لإزالة العناصر المشتتة للانتباه. طريقتي هي الاقتراب أكثر و أكثر لاحتواء الموضوع في الصورة. تلك الطريقة تعرف بالتقاط صورة الموضوع بشكل مباشر و من الوجه عن قرب و تسمى أيضا بـ " ملء الإطار ". حينها لن يسألك احد عن موضوع الصورة, لأنك تواصلت مع مشاهدي الصورة بنجاح.
اقل ما يمكنك فعله هو التركيز على ما يجعل موضوعك جذاب بالتفكير فيما تريد التأكيد عليه في موضوعك, حاول في المرة القادمة التقاط صور بعد التفكير في الموضوع. هنا مثالين من محفظة صوري.
قدمت لي العديد من الورود في يوم الحب. و لم اترك هذه الفرص تمر بدون صور. التقطت عدة صور لباقة الورود لكن الصورة المفضلة كانت هذه الصورة لوردة واحدة فقط. أوراق الوردة بدت ناعمة جدا. بدت الأوراق وكأنها ستذوب عندما تلامسها مثل الزبدة. اعتقد أن * التركيز * على الوردة استطاع إيصال الرسالة إلى مشاهد هذه الصورة. أسميت الصورة " الزبدة " لم يفهمها الكثيرون. لكن هذه جزء من المرح لكونك فنان. من حقك الفني أن تبقي هذه الاسم مدعاة للتخمين في مدلوله.
هذه الصورة هي سهمي الأكثر رواجا في أغلب الأوقات. الصورة مفيدة جدا للمصممين لأنها تتصل جيدا مع المشتري. و مرة أخرى اقتربت أكثر من الموضوع. بدون شك موضوع الصورة الابتسام. و سبب بروز تلك الابتسامة هو احمر الشفاه الفاقع الذي يتباين مع باقي الصورة البيضاء. لا توجد عناصر تشتيت. حيث لا يظهر باقي الوجه الذي قد يجعلك تتساءل عن حالة الشخص, فقط فم و ابتسامة.
ثانيا: الإنشاء الفوتوغرافي
هناك نقاط قوية في الصورة بحيث يمكن وضع العنصر الرئيسي عليها في الإطار. عندما تفكر في أين ستضع موضوع صورتك فأنت * تنشئ * صورتك. عندما يبدأ الرسام بالرسم على قماش فارغ, فهو يقرر أين سيكون النهر و تلك الجبال و الغيوم و أي شيء أخر ستتضمنه اللوحة. لإنشاء صورة, يجب عليك أن تمر بنفس العملية.
تذكر الوردة في القاعدة الأولى. تصوير الوردة مع الدمية و جعل الوردة في وسط الصورة هو بحد ذاته موت للصورة. التصوير بهذه الطريقة التقليدية هي غريزة عند كل شخص يلتقط الكاميرا في بداياته. عندما ننظر إلى شيء فإننا نركز على شيء يكون أمامنا مباشرة. نحن لا نضع الوردة على منضدة, ثم ننزل إلى مستوى الوردة و تكون بجانب إحدى أذاننا و نحاول النظر إلى الوردة من هذه الزاوية. جزء من عقلنا يحاول أن يضع موضوع الصورة في وسط الإطار حيث تنظر عيوننا عادتا. الخدعة هي انك عندما تريد التقاط صورة, ضع منظار الكاميرا أمام عينك في البداية انظر للموضوع وهو أمامك, بعدها أنسى شيء اسمه وسط الصورة. هذا المبدأ صعب التطبيق في البداية أكثر مما تتصوره, عندما تقوم به لعدة مرات و ترى نتائج هذا المبدأ على صورك سيصبح أسهل في المرات القادمة.
هناك العديد من الطرق الكلاسيكية لإنشاء صورة. ولكي تستخدم هذه الطرق عليك بالتدرب عليها بتصور صورك على شكل خطوط و إشكال. أحيانا تكون تلك الخطوط واضحة مثل خط الأفق لحظة الغروب. و في أحيان أخرى تكون تلك الخطوط غير واضحة جدا. هناك طريقة لرؤية تلك الخطوط و هي بالتحديق في الصورة حتى ترى الصورة بغشاوة بعدها سترى أي خطوط خلقتها الظلال و الأضواء. و هي طريقة رائعة لترى المناظر عندما تفكرك في كيفية إنشاء صورة لها. قد تلاحظ أحيانا أن الظلال عندما تمتزج بطريقة ما قد لا يستطيع المشاهد ملاحظة الأشكال و الخطوط فورا لكن هذه تؤثر في فهمه لجمال الصورة..