صباح الخير ...
اسمحوا لي أن أسكب سواد أحرفي على بياض أوراقكم ...
ربما تبخر من عناقهما ألفة ً / استلطافا ... من يدري ...
و عذراً على أعمال الحفر التي أقمتها في ذاكرتي منذ زمن لأبحث في نقوشها البائدة
عن شيءٍ يليق بجمالكم ...
كلي أمل أن تصعد لذوائقكم ...
ــــــــــــ
سأزين سقف همساتي بلمساتٍ مبحوحة ... وسأزينها بها لأصعد إليها ...
رياح البوح تقتلع أشجار الصمت لتحرقها المآسي في مدفأة الوقت ...
في مرسم الكلمات الغابرة تنفض الأحرف غبار حلمها من قلب الورق / الأرق ...
بهذه وتلك سأقف عند مفترق الوجوه لأتأملكم بـ :
ما قبل الـفـاء وبعده :
فجر - فؤاد - فراق - فقد - فُتات - فناء ....
كما لم أكنه من قبل :
غدٌ يحمل لي مصائب الأمس في حقائب ذاكرتي العتيقة ...
ويومٌ يداعب خيال الغد بأمانٍ لا تقف عند حدود ...
وفضاءٌ يقطّع أحاديث الأرض الجوفاء ...
ومسافات لا تشتهيها سوى قدماي ، ولا تطويها سوى عقارب ساعتي المملوءة بالوجع ...
وأقلام تبحر في محيطات أوراقي مرتديةً سترة الحرف المحشوة بالهواء ...
كما كتبته الأقدار :
بين ارتواء أحرفي وعطش كلماتي ثمة ماء يشبهها في غمرة الفرح ، وفي نقي جمالها نُطفتا خجلٍ تُشتهى ...
طهرٌ للماء يغتال جسد العقل بكل براءة ، ويكسر أغلال الذكريات بحرارة ودفء ، ويتسلل بين أضلعي بحلاوة ورقه ،
هو طهر لأنثى يغتسل الصبح بوجهها مع كل إشراقة ، ويستلهم الندى كسله من تثاؤبها في كل فجر ، وتتناجى لعبق أنفاسها عصافير الحياة ، وتتهادى شلالات السعادة لتُقبّل نهر الحلاوة ...
بأنوثتها تُنثر أكاليل الجنون في مقبرة عقلي ، و لأنوثتها تتعانق كريات نبضي ، وفي أنوثتها تتدفق قطرات الروح ، وعند أنوثتها الرقيقة تغفو الكلمات ...
تحمل في جوفها كل أوجه البراءة ، وتسقي بجسدها حقل الجمال ، وتهب في بوحها أصدق الأعطيات ، وتعلم بعشقها أبجديات الوفاء ، وتخط بغنجها مبادئ الحياة ، وتسقط في عقلها مرافئ الجنون ، وتنساب من هدوئها نسمات الوجود ...
طفلة تتبعثر الكلمات في فوضى شفتيها ، وتنزلق من وجنتيها عذوبة حمراء ، وتتعالى في سكون أهدابها صرخات الليل الباردة ، وتتماوج في عينيها مدامع الفرح / الحزن ، وتتساقط من أحرف اسمها عناقيد الوله ...
طفلة تشرب الحياة بحياء ، وتسكب الحياء للحياة ، وتعطش بألذ كاسات العشق البريئة ...
طفلة دافئة الملامح ، بهية الإطلالة ، ذائعة العبير ، عذبة اللمى ، مُبدَعة الخلْق ، كريمة الخُلق ، رقيقة الأنفاس ، منتشية الإحساس ...
كما كنته من بعد :
وبين هاته الكلمات يتبقى للورد ذرة استنشاقٍ عابرة لطيف الحلم الجميل ، ويتبقى في حدائق الأخييلات نشيجٌ يصم أذن الأمل عما هو مقبل و آت ...
في أحشاء النص شظايا أوجاع تستقي طهر العشق وكلماتٍ لا تشبه الحلم إلا في بياضه وانتهائه ...
هنا يقف الحديث وتمشي الأمنيات بلا توقف ..
وعذراً على أي شيء ...
3 / 5 / 1426 هـ
وعذراً آخر على نشرها في منتدياتٍ أُخر ...
دُمتم بخير ...