؛
؛
و تسألني هل تحبينني ..؟
و أُخبركَ _ أن الحب إجابات و ليس أسئلة
كما أنّ الغياب أسئلة دون إجابات .
و عند نعيم أُحبك ..
.. تطلب مني الحديث عنك ..
و لكني .. أتجاهلك ...
لأن الحديث عنك طويل جداً و أنفاسي لا تكفي ..
الحديث عنك يشبه الحديث عني و أنا لا أحب أن أتحدث عن نفسي ..
و كان سكوتي _ كإلهام فكرة .. أخاف شتاتها قبل أن أكتبها .
ترى .. ما هي ملامح صاحبة هذه الرواية؟
سؤالٌ ينتابني كلما قرأتُ رواية حزينة .
فملامح الحزن تستهويني كثيراً .. أتوق أن أعرف تفاصيلها
لأرسمها في لوحاتي .. و أتأمل .!
و كضياع تلك الإجابة و تخبط الأخيلة فيها ..
كان ضياعي و تخبطي منذ عرفتك ..!
كل شيئٍ بدأ معك سهواً .. لا بل فجأة دون توقيت ..؟!
ثمّ .. ينتهي بألف موعد و ألف دِقة ..!!!
ثمّ _ ماذا ؟!
ثمّ _ رفقاً .. !
فما زالت تسكنني امرأة عاشقة ثائرة تأبى السلام .!
و أسألك ..
يا من ملأت قلبي غواية من ثواب .!!
كيف أحلتني من امرأة هادئة إلى طفلة شقية لا تهدأ من جنونك..
إلى طفلة مزعجة حين تجلس بجانبك ..
لا تنام إلا بحكاياتك..
عادت لتسمع النغم ..
و تجمع الورد ..
و تغني كل صباح ..
كيف جمعتَ العالم كله في عينيك ..؟!
كيف اختزلتَ مسافات الأرض بين يديك ..؟!
......
و حين عدتَ إلي حاملاً الشمس في يد و القمر في اليدٍ الأخرى لتعتذر ..! و تعيد النور الذي سرقته .!!
لكنك لا تعلم أني لم أعد أحتاجه _ اختلفتْ طقوسي تلك التي كانت .. أصبحتُ أجلس كل مساء عند مرآتي .. اعتدتُ الظلام و أحببته .. أُشعل فيه شمعة صغيرة برائحة الياسمين الذي أعشقه ، أضع عطري الذي يشبهني أنا فقط ، و أغلق هاتفي .. و أقرأ كتاباً في التاريخ أو اللغة ، و أرتشف قهوتي ______ يا الله و .... أُحبك ..!!
و من آخر ذلك الليل الطويل ..كم تمنيت أن تأتي .. لتنهي تلك الأشواق مني .. لتهلكها بين يديك ... في غفوةٍ .. على غفلة من كبريائي .. خلسة من تمردي و إبائي .. متنكراً عن عنفواني و عنادي .
لأصحو على غير العادة الكئيبة التي اعتدها كل صباح ..
لأصحو خفيفة من تلك الأحمال التي في صدري..!
لأصحو مخمورة بنفسي التي اشتقت إليها كثيراً .
كنتُ كثيرة جداً عليك ..! و أتعبني أن أتجاهل كثرتي تلك بكبرياء. .!!
كم يبدو هذا الحب شيئا لا أفهمه .!
كيف يبدأ عميقاً و ينتهي عميقاً .!
كيف يبدأ كنهاية .. و ينتهي كبداية .!
كيف يكبر بدوننا ..!
كيف يختنق طويلاً و لا يموت .!
.......
و عند الفجر ..._ كنتُ قد خبأتُ لك ماتبقى من حبات العنب تلك التي كنا نأكلها سوياً عند مدفأة الشتاء ... إلى أن أصبحتْ نبيذاً محرماً أُجاهد نفسي ألا تقربه ... فكل التفاصيل هناك ..
خبأتُ لك الكثير من الشغب و الضجيج الذي يسكن لهفتي .. لنتقاسمه سوياً حين تأتِي ..
و كنتُ كليالي الشتاء التي يملاؤها الحنين .. مكتظة بحكايا الصيف القديمة .. أُسافر للأفق كل مساء .. باردة .. دافئة .. حزينة .. جميلة .. مورقة .. هادئة .. طويلة السهر .. معطفها هناك .
و باتت لهفتي _ كعازفٍ هاوٍ محترف فقد أصابعه .. فعاد يعزف بعينيه على كل وتر ..!
مازال في داخلي شىء لم أفهمه بعد ..!!
أهو أنت .؟ أم أنا .؟ أم كلانا .؟ أم فراغ ثقيل جداً ..!!
أم .. ماذا ..!!
من قال لك أن النوافذ للضياء .!
من قال لك أن الدواء للشفاء .!
من قال لك أنّ العيون ترى .. و أنّ اليدين تحتضن .. و أنّ السماء بعيدة .. و أنّ البحر عميق .. و أني أحبك .!!!
لا لا .. لا تصدق تلك الحقائق دعهم و ما يقولون ...
.....
و حين استحال اللقاء ...!
وددتُ أن أتحدث إليكَ طويييلاً دون توقف .. حتى دون تنفس .. إلى أن ينتهي صوتي و تنام عيني من التعب .. ففي الحديث الطويل عناق .
......
حسناً .. ابق حيث أنت .. لا تعُد .. لا تأتِ ..
فالمكان هنا مزدحم برحيلك ..!
و لكن _ حدثهم هناك عن كل شيء .
حدثهم .. عني .. و عن عيني .. و عن اسمي .. و رسمي..
حدثهم .. عن جنون قلمي .. عن غواية شعري ..
عن لوحاتي و رسماتي ..
حدثهم .. أني أحب المطر .. و أكره البحر ..
حدثهم .. عن قهوتي .. و نافذتي .. عن فرحي .. و حزني .
حدثهم ... و حدثهم .. حتى يرون ملامحي في عينيك.
حتى يخبرونك عني كل مساء.
حتى يسألونك عني كلما كنتَ بلا _ أنتْ .!
فهم الذين سيخلدون حكاياتنا و ليس نحن .
و أخبرهم ..
كيف هذه الحياة غريبة جداً ..
تجمع قلبين من أقصى الأماكن و تملأها عشقا .. ثمّ لا تبقيها حيث اجتمعت .. و لا تعيدها حيث كانت .. بل ترمي بها على أطراف الشوارع ...!!
و حدثهم ..
كيف أن القلوب لا تختار من تحب .. و يختارها من لا تحبه .. و حين نتصالح معها تتمرد و تعود لحنين قد أطفأته منذ زمن..
و حدثهم ..
عن التقاليد كيف تتجاوزنا و لا نتجاوزها .. كيف تضعنا على أطراف سياطها و تجلد بنا النعيم .. و ليتنا نخونها دون ضمير .. أو ليتها لا تخوننا بضمير.
و حدثهم ..
عن غوايتنا كيف كانت و كيف استهامت .. عن مواعيدنا كيف نسبقها إذا حانت .. ثمّ دون تعجب أخبرهم أنّ لكل ذروة انتهاء .. و لكل ربيع ذكريات .
و أنا سأحدثهم ..
أن للانتظار رائحة أعرفها جيداً .. تفوح في أدراجي .. و بين أشيائي .. تفتح أزارير صدري كل مساء .
كما أن للغياب فراغ يقتل كل شي ، إلا الأسماء لا يمكن أن تموت .. تبقى .. و تختبئ بين الشفاه .. و تحيا بتلك الأنفاس مع كل زفير ..!
و أُحدثهم سراً ..
أنّ الأشياء العابرة أجمل بكثير من الأشياء العميقة ..
و أنّ الصُدَف .. قد تحمل مواعيداً* للألم ..
.....
و عند الأمنيات..
أتمنى لقلبك ..
أشواقاً لا تهدأ ..
و لقلبي أتمنى ..
.. هدوءاً
و هدوءاً
و هدوووءا .
؛
؛