كأنه مدخل: (الشاعر نايف عوض)
مدخل:بل أرحب..
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أنا الليله وحيد ومامعى غير القصيد احباب=بعد ماقطّنى عمرى هنا... وإغتابنى موتى
أبآخذ مابقى من فرحتى وإن كان عندى باب=أبطلع والشوارع وين مايمشى مشى صوتى
بلايه كنت ناسى لين جيت افتش الدولاب=وهنا.. حصّلت له أول رسالت حب فى كوتى[/POEM])
تماماً هو كذلك سحابة شعر, وحيداً, لم أُفلح بالقبض على المزيد من خراجه, حتى وانا استعين بالجهبذ السيد"قوقل!"..لكن وللأمانه ان لم يكن مامعه من الأحباب سوى الشعر, فشعره له من الاحباب مايُغبط عليه,فصوت الشعر منه خرج من الباب وانساب حتى استقر في دولايب القلوب,معلنة موعداً لايُنسى للبهجة والشعر, يكتب ببساطةٍ أخّاذة, يسكب الدهشة شعراً سليقاً بلا زخرف ولا تقعّرات,يتكيء على أكبر من ضيقة وارفة, يلتقط وداعاً مُرّاً ويسكبه شعراً مُرّاً –ايضاً- كدواء!, المشهد ينّز ألماً , الصوت مُتحشرج , أقرب لهمسٍ يدفع عصّة دمع, وقصّة رحيل:
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تضحك قبل ليلة سفرها بـ ليله = قبل السما تستقبل أزهارها روح
ماتدري إن العمر حفنه قليله=ماتكفي لـ موعد ولا تكفي لـ بوح
بتاخذ معاها كل حاجه جميله=وبتترك الدنيا على هيئة جروح !
قنديل حزن وكن قلبي فتيله =والدمع قاز وزفرته تشبه النوح [/POEM]!!)
هُنا سيكون القاريء عاقاً لروحه اذا لم يعطِ الحرية لتنهيدةٍ حارة بالعبور وإسبال كل شيء بالحواس الست!
كما تتساوى اصابعه وهلو تلّوح وكأنها بشير البُعد,او حادي النوى,فترتفع الأصابع وتعلو..تعلو..فتتساوى بعين المُودع والمُنتظِر, فتسقط الدمعة حزناً على ارتكاب رؤيتها لحزن متساوٍ, دمعةٍ انتظرت زمناً , و/\ ويتّسع المشهد تذبل أضواء المكان, مع ملاحظة أنني لم أذكر ان احداً:قارئاً/شاعراً/ذائقتةً/مشاهداً .. طأطأ راسه بعد:
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لوحت لك جروحي من ورى ألف سور =لين كن الأصابع في بعادك سوى !
أعترف لك بدمعة قبل سبعة شهور=ذيك طاحت علشانك وشان النوى
كنت أحس إني بلحظة بكاي معذور= مثل من يخنق الحيّه عشان الدوا[/POEM]!)
وكأن ان "التدوير" سمة اكتسبها الإنسان من أُمه/الأرض, التي انجبته وحيداً, وتضمه وحيداً, وبينهما يكون أكثرمكاشفة حينما يختلي بها وحده أيضاً,يحكي لها –بمودةٍ لاتخلو من خذلان- رحلةٌ كادت ان توصله لمداعبة أبدية لأهداب غيمه:
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]هالحين أنا ماعندي أحباب ياريم= أمشي وكني غربةٍ مستبدّه !
من بعد ماكنت ألمس بضحكي الغيم= صرت أحفر قبور الحزن بالمخدّه [/POEM]!!)
وللأعذار حكاية حبلى بالصبر الطاعن في ألمه,ولا أكثر صدقاً من عاشق يطلب من حبيبه فقط أن يُوجد له عذراً –ليس بالضرورة مقنعاً- حتى لو كان الاعتذار في جملةٍ عابرة, في وقت عابر:
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]هذا أنت ماعمرك تغيّر معايه =تخطي وانا أقبل منك كثر المعاذير
ياخي تجمّل وإحكها من ورايه =قل لأخوياك إنه بدا منك تقصير [/POEM]!!)
هذا المبدع أخطر شاعر يجيد التمريرة الفاتنه,حتى لو غضب فهد عافت وانحاز لزيدان! ,وهل يستطيع غيره أن يمرر غوايته ولاينتظر من يكمل متعتها, لا أريد أن اشرح كيف مرر ولم تنته مهمته, فتفكيراً كهذا قد يؤطر الشعر بمستطيل , والشعر وشاعره أرحب, فقط هاكم:
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]يمكن عشاني بالغلا رافعك فوق=صرت تحسب ميزان الأحباب مايل[/POEM])
وشاعراً لايتمتّع برؤية مخرج سينمائي هو شاعر شائع, بل ان السينمائي ينفّذ بتقنية مساعدة في احايين كثيرة تُربك الفكرة , وتبقى أجمل في ذهن الشاعر, تغلق أذنيك, وتشاهد:
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وبنتٍ جت كأن الشارع اللي تحتها مخمور =كأن اقدامها اكواب السهر للصبح ..... والساقي
تعدت من خلال الشاعر.. المتناثر .. المهجور = تناديها .... الدروب الفارهة .... عن شمس خفاقي[/POEM])
قلت أغلقوا آذانكم, ولم أقل اكتموا انفاسكم!,
لكنه قادرٌ على تهيئتكم بشحنة إسترخاء, قبل ان يسرق أحد أسراركم !, لاخوف منه, فقط يعيد ترتيبها, ويغلّفها :
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تصبح على خير تدري .. قبل لا أقفل=بقول لك كلمةٍ فالبال من مبطي :
"محتاج تفرق عن ليا قلت متطفل=بس أنت تخلط عشانك ماتبي تعطي"!!
وأنا منيب مغصوب وماني مغفّـل=طرقي بدرب الهوى والقلب تحت إبطي[/POEM]!)
وللرحيل حكاية مع نايف , الشعر إرتحال دائم, وشغب دائم, وشجن مليء بالتلويح , وهذا الأعرابي كجده القديم , الأول يترك لناقته العنان حتى تجد الكلآ, والحفيد يترك لشعره الرحيل حتى يجد لفكرته المأوي البكر,:
(جواهر ينتظرها ألف شاعر يكتبون الموت=على كرّاسة قبور ودفاتر ليلة الميلاد !
وأنا ياهــ الجواهر لعنة الصحرا علي..بيوت=يديني ماتطول إلا الرحيل اللي بليا زاد
أحبك رغم كرهي كل شيٍ عايش بلا صوت !!=وأحرّك بك رغم طول المسافه نزعة الميعاد !!
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وذا ماهو زمان "عقاب" لوّك ياجواهر "نوت" = وجوهٍ سامجه مثل الحواري والقلوب بعاد
ترامى لك صباح الياسمين وطيب المنبوت = على الله ماتسميني مطر وأنا ظماي بلاد !
كتب لك ربي إنك تطلعين فـ هالصبايا توت= وأنا ربي كتب لي هالطريق .. وقلـّة المرقاد[/POEM])
والرحيل لا يحتاج لمبرر , لمن هو قُدره, تميد بك الأوطان زغم ثشبثك بترابها وتراءبها, لكنها تأتي منه لا تبريراً بل كتنهيدة جذوتها لن تسمد يوماً, فالشعر كائن يحترق, وان انطفىء/ بُرر.. أصبح شيئاً أخر:
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وش معنى (تضيق الوسيعه)؟=معناتها إني بين ميّت .. ومحتاج !
وإن الثواني ماتعدى سريعه !=وإني عجزت ألقى مع العالم علا ج!
وإنك خذيتي هالمسافه ذريعه =عشان ما ألقالي من البعد مخراج [/POEM]!)
وللأغاني مذاق يتراقص على أي بحر شاء, احياناً يخيّل لك ان الكتبة تأتي على "وزن حوريةٍ" لا على بحر يكسيها الهيبة, وترتفع الصوت ليوحي بأهمية /صدق/اعتراف,أتذكر على عزت بيقوفيتش (نرفع اصواتنا عندما نكون أكثر صدقاً, وبموضوعاً اكثر أهمية).. لهذا نطق نايف عوض:
([POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أنت غيبتك ليلة بيّحت سدّ ..،=كيف أجل لو تفارقني ياجدّي !
هاك الأيام كلّ أيّامي وعدّ ..،=وآتحداك إذا مهيب ضدّي !
لاتجرّب غلاك بسالفة صدّ !!=خاف ترخص وأنا ماهوب ودّي !!
جنّة الحب بين المزح والجدّ=فرصةٍ ماتمنّاها تعدّي [/POEM]!!)
وبعد:
لا اعرف نايف عوض-لسوء حظي بالطبع-لكنني أعرف ان شاعراً كهذا يجعلني أكثر تفاؤلاً بالشعر, وأكثر جرأة لتقديمه-وهو المتقدم قبلي-كإنموذجاً للشعر الواعي الجميل الذي لا يُصّعر فكره لكذبة حداثة, ولا يمشي على عكّازٍ وراثي, هو التحليق لاغير!