السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
عذراً لتاخري
إليكم الجزء الثالث من قصتي
آملة منكم الآراء فيها وإبداء النقد
اتمنى أن تنال إعجابكم
الجزء الثالث
بعد أن أصبحت مريم وحيدة
جاء إليها ابن عمها مانع يريد أن يأخذها لأنهم الأولى بها , لم يكن لزوج الأخت أي رأي وحتى مريم فهي لم تكن تعلم ماذا تفعل فهي في حقيقة لم ترى أبناء عمها ولكنها سمعت أنهم ثلاثة شبان مانع ومحمد وسليمان وسمعت كثيرا عن مانع بأنه رجل محتال يحب المال ولا يحبه كثير الناس بعكس أخيه محمد الذي سمعت عنه بأنه محبوب لدى جميع الناس أما سليمان فقد كان صغير السن ولا يذكر كثيرا بين الناس.
فأخذها مانع يجول بها عبر الجبال في الليل المظلم حتى أوصلها إلى بيته وكادت روحها تخرج من التعب , فأدخلها عند زوجته وعندما رأتها مريم صعقت فقد كانت زوجة أبيها سابقا فتغيرت ملامح كل منهما
وأخذت زوجة مانع تنظر إلى مريم باحتقار وتقول : أنت تلاحقيني في كل مكان لم يبقى لي غير هذه الحمقاء.
أخذت مريم تنظر إليها وهي تلهث في تنفس سريع ومضطرب ومندهشة مما تقوله فقد قالت لها نفس الكلام عندما رأتها أول مرة في بيت أبيها
مانع : دعيها وشأنها وأدخليها الغرفة لكي ترتاح قليلا.
الزوجة وهي تكاد أن تنفجر: لماذا أحظرتها إلى منزلي؟
مانع : اصمتي ولا تتدخلي في ما لا يعنيكِ.
صمتت والشر يتطاير من عينيها.
ادخل مانع مريم الغرفة وقال لها : استريحي هنا البيت بيتكِ
تمددت مريم قليلا وأخذت تلفظ أنفاسها وحاولت أن ترتاح من عناء الطريق ولكنها أخذت تبكي وتشهق شهقات مروعة لم يصدر مثلها يوما في صدر إنسان ..... شهقة فتاة تحس في الوحدة والخوف والغربة .
وما أن ظهر الفجر حتى طرق باب الغرفة مانع وقال لها: هي تعالِ معي
ـــ أين تذهب بي في هذا الفجر؟
ـــ تعالِ وسأقول لكِ في الطريق
ـــ أنا منهكة قدماي تورمتا من المشي
ـــ لا تأخريني تعالي الآن وسترتاحين لاحقا.
ـــ لن أذهب معك حتى تقول لي أين ستذهب بي؟
سحبها من يديها بقوة وأخذها إلى مكان بعيد حتى وصلوا إلى القاضي ليتزوجها .
صرخت مريم وقالت للقاضي : لالالا هو لا يحل لي هو متزوج من عمتي وأنا لا أريد ه.
فرفض القاضي أن يزوجه إياها.
فخرج وهو يفور من الغضب ثم ذهب إلى منزل صديقه وقال له بعد السلام والترحاب وبكل : لقد جئتك ومعي ابنة عمي وهي لا تحل لي لأني متزوج من عمتها فما رأيك بأن تزوجني ابنتك وأعطيك ابنة عمي ؟
رفض الرجل وبشدة وقال له بغضب : أتجول بابنة عمك وأخوك محمد مقبل على الزواج ؟! هذا عار لك اتق الله في تلك اليتيمة.
لم يأبه مانع لما قاله الرجل فخرج من عنده يفكر ويخطط ماذا يفعل بها
فذهب إلى صديق آخر وعرض عليه مثل ما عرض للرجل الأول
فوافق الرجل بكل سرور ولكنه اشترط ان يتم الزواج في الأسبوع القادم حتى يجهز ابنته.
رجع مانع مسروراً يرقص فرحاً يرفع يديه عالياً ويهزها وكأنه فاز بغنيمة.
ولكن هياهات له ذلك فقد سرت الأخبار سريعا ووصلت إلى أخيه محمد
فشد رحاله لينقذ ابنة عمه من يد الطماع أخيه مانع .
وما ان وصل إلى منزل أخيه وطرق الباب فتحت زوجة أخيه فسألها عن مانع فلم يجده فسأل عن ابنة عمه فأجابته بلهجة ساخرة وكأنها تقززت من سماع اسمها : هي في المزرعة.
فأسرع متوجهاً نحو المزرعة فرأى فتاة جالسه تحت النخلة فأمعن النظر فيها فوجدها في غاية الجمال والحسن وهي تحدق بعينيها في الفراغ غارقه في التفكير هاربه من الأحزان تستمتع بالهدؤ فقد كانت تتحدث مع ذكرياتها وتفكر في مصيرها المجهول، فشق هدوء أفكارها شاباً وسيماً يقف بين يديها طويل القامة نحيفها ذا عينين سوداوين وشعر فاحم في لون جناحي الغراب وفي هيأته ما يدل بوضوح على الهدوء والعزم المألوفين في الرجال الذين تمرسوا بالأخطار منذ نعومة أضافرهم.
فنهضت وأسرعت بالمشي وقلبها يدق من الخوف
فقال لها: قفي لا تخافي أنا ابن عمك محمد .
وقفت واطمأنت قليلاً ولكن دون أن تدير وجهها إليه
ـــ لقد علمت ما فعله أخي مانع بكِ واعتذر بالنيابة عنه.
فأجابت وهي مازالت مديره وجهها عنه وترتجف : لا تعتذر فأنت لم تفعل أي شيء سامح الله أخاك هكذا كتب لي القدر بان أعيش بائسة في هذه الدنيا
ـــ بعد اليوم لن تجدي إلا السعادة
ـــ إجابته بنبرة ساخرة : السعادة إنها كلمة لم توجد في معجمي ومن أين ستأتي السعادة؟!!
فقال لها بدون مقدمات
ـــ مـ مر مريم هل توافقين بي زوجاً لكِ .
استدارت إليه وأثبتت في وجهه عينيها العسليتين وقد كستهما طبقة رقيقة من الدموع ،وحاولت أن تجيب ولكن الكلمات خانتها، وأخذت تنظر إليه واستمرت تنظر إليه وكأنها تريد أن تقول نعم أوافق على الزواج منك خلصني مما أنا فيه أريد الاستقرار ، فكأنه قرأ ما في عينيها
فقال لها: السكوت علامة الرضا .
فطأطأت رأسها واحمر وجهها وكأنها تداركت نفسها
فقال لها: سأعود إليكِ لاحقاً ، ورحل عنها.
فذهب محمد إلى عشيرته وجيرانه وأخبرهم بأنه يرغب في الزواج من ابنة عمه, فرح الجميع وأيدوه وباركوا له مقدماً.
وفي اليوم التالي ذهب محمد ومعه رجلان إلى بيت أخيه ليأخذ ابنة عمه ويتزوجها .
وبعد أن طرقوا الباب فتح مانع .
ـــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــ نعم ماذا تريدون ؟
ـــ رد السلام أولاً .
ـــ وعليكم السلام ماذا تريدون؟
ـــ أريد ابنة عمي مريم أريد أن أتزوج منها .
ـــ ومن قال أنها ستتزوج منك هي ستتزوج من رجل آخر.
ـــ ليس هذا بيدك ولست ولياً عنها هي تريد الزواج مني .
ـــ لن يكون هذا لك .
وأغلق الباب في وجهه
صعق مانع أخاه وكاد محمد أن يختنق غيضاً ولكنه كتم غيضه وتوجه إلى القاضي وشرح له الأمر .
فتوجهوا جميعاً مع القاضي إلى منزل مانع الذي أبى أن يفتح الباب إلا بعد تهديد القاضي باقتحام المنزل بالقوة.
فقال له القاضي بكل أدب بعد أن فتح الباب لم كل ذلك ؟
نحن نريد أن نزوج أخيك من ابنة عمك ونريد منك أن تبارك لهما في عرسهما .
ـــ ومن قال أنها تريد الزواج منه ؟
فقال القاضي : ونحن نريد أن نتأكد من ذلك ونسألها
رفض مانع وتعلل بأنها تخجل من الحضور والكلام
وبعد كلام طويل طال فيه الجدال وعلت فيه الأصوات وبودلت فيه الشتائم
قاطع القاضي أصواتهم بعنف وانفعال ظاهرين ووجه الكلام لمانع :
اذهب واحضر ابنة عمك وافعل ما آمره بك وإلا ستندم على ذلك
وافق مانع وفي عينيه وميض من المكر وقال لن يكون ذلك إلا غداً
وافق الجميع حتى تهدأ الأمور .
وكانت مريم تراقب الأحداث في قلق وكان قلقها يزداد كلما تذكرت أنها وحيدة في هذا العالم .
كان في نية مانع أن يأخذ كل الأراضي والممتلكات التي ورثتها مريم من أباها.
فقد هدد مانع مريم بأن يزوجها صديقه إن لم تعطه ممتلكاتها فوافقت وكادت تموت من الغيظ الكامن في صدرها وتنازلت عن كل شيء من أجل أن تعيش في استقرار فقد سئمت من تكرار الألم وسئمت العذاب .
ولكن بعد هذا التنازل ؟!!!
انتظروني مع الجزء الرابع والخير
دمتم بكل ود
أنتظر آرأكم