إطلالة على أساطير الشعوب
منذ فجر التاريخ لكل شعب من الشعوب أساطير ، و الأساطير هي عبارة عن حكايات منها من نسج الخيال توارثتها الشعوب جيلاً بعد جيل و اتخذت كثقافات و معتقدات مقدسه وأكثر ما أشتهر أساطير الإغريق . وننقل ما اخترناه من هذه الأساطير على حلقات:
النرجسية
اعتاد شاب جميل الوجه والمظهر اسمه نرجس أن يذهب كل يوم لينظرويتمتع بحسن صورته على صفحة مياه البحيرة. وكان يستغرق في تأمل صورته بافتتان إلي درجة أن سقط ذات يوم في البحيرة و.. غرق! وفي المكان الذي سقط فيه ذلك الشاب نبتت زهرة نعرفها نحن باسم "النرجس".. وعندما مات الشاب جاءت حوريات الغابات إلي ضفاف تلك البحيرة العذبة المياه فوجدتها قد تحولت إلي مستودع لدموع مالحة.. فسألت الحوريات هذه البحيرة: لِمَِ تبكين؟
فردت البحيرة: أبكي على نرجس. عندئذ قالت الحوريات للبحيرة: لا غرابة فنحن أيضاً كنا نتملى من جمال هذا الشاب في الغابة.. فأ نت لم تكوني الوحيدة التي تمتعتي بجماله عن قرب. فسألتهن البحيرة: هل كان نرجس جميلاً؟! فردت الحوريات في دهشة: من المفترض أنكِ تعرفين جمال نرجس أكثرمنا، فقد كان ينظر إليكِ ليتمتع هو بجماله يومياً. فسكتت البحيرة لفترة ثم قالت: إني أبكي على نرجس، غير أني لم أ نتبه قط إلي أنه كان جميلاً. أنا أبكي على نرجس لأنه في كل مرة تقولون أنتم أنه كان ينحني فوق ضفتي ليتمتع هو بجماله، كنت أرى أنا في عينيه طيف جمالي .
ثمار التوت الحمراء
كانت الثمار الحمراء لشجرة التوت بياض كالثلج ، وقصة تغير لونها قصة غريبة ومحزنة، ذلك أن موت عاشقين شابين كان وراء ذلك. فقدأحب الشاب بيراموس العذراء الصغيرة ثيسبي وتاق الاثنان إلى الزواج. ولكن الأهل أبواعليهما ذلك ومنعوهما من اللقاء ، فاكتفى العاشقان بتبادل الهمسات ليلاً عبر شقفي الجدار الفاصل بين منزليهما. حتى جاء يوم برح بهما فيه الشوق واتفقا على اللقاء ليلاً قرب مقام مقدس لأفروديت خارج المدينة تحت شجرة توت وارفة تنوء بثمارها البيضاء.
وصلت الفتاة أولاً ولبثت تنتظر مجيء حبيبها. وفي هذه الأثناء خرجت لبوة من الدغل القريب والدم يضرج فكَّيها بعد أن أكلت فريستها، فهربت ثيسبي تاركة عباءتها التي انقضت عليها اللبوة ومزقتها إرباً ثم ولَّت تاركة عليها آثارالدماء. حضر بيراموس ورأى عباءة ثيسبي فاعتقد بأن الوحش قد افترس حبيبته، فما كان منه إلا أن جلس تحت شجرة التوت وأغمد سيفه في جنبه ، وسال دمه على حبيبات التوت ولوَّنها بالأحمر القاني. بعد أن اطمأنت ثيسبي لانصراف اللبوة، عادت إلى المكان لتجد حبيبها يلفظ اسمها قبل أن يموت وعرفت ما حدث، فالتقطت سيفه وأغمدته في قلبها وسقطت إلى جانبه. وبقيت ثمار التوت الحمراء ذكرى أبدية لهذين العاشقين.
أسطورة سميراميس
(سميراميس) أي (الحمامة)، حملت هذا الاسم لأن الأساطير تقول إن الحمائم احتضنتها عند مولدها ورعتها وأشرفت على غذائها. قصة (سميراميس) التي حدثت قبل أكثر من ألفي عام ليست أسطورة بل هي جزء من التاريخ الساطع إلا أن قصتها تعتبر أسطورة هزت التاريخ والثقافة فرضت حضورها شأنها شأن (كليوباطرا) الفرعونية و (الزباء) و (بلقيس) في الأدب والنقش والرسم والنحت والمرئيات والموسيقى والسينما والمسرح والأسطورة في العالم حتى هذا اليوم. إنها (سميراميس) التي شربت من ماء دجلة والفرات. (سميراميس) المعروفة بجمالها وقوتها وحكمتها، وقدرتها الفائقة في إدارة الدولة وقيادة الحروب والتوسع بالفتوحات. تقول الأساطير، أنها هي التي شيدت (حدائق بابل المعلقة) ، وغزت أرض الفراعنة وشطرا كبيرا من آسيا حتى الحبشة، حاربت الميديين وأخيرا وصلت أعتاب الهند.