لأن الوفاء يتكرر كما يتكرر نقيضه أجدِّّدُ ما كُتِب :
" الوطن " حضنٌ ومأوى ، سترٌ يواري مواطِنَ الحياء في أبنائهِ .
أَلِأَنّهُ أمٌّ رؤومٌ يحتوي أبناءه صالحهم وطالحهم ، يُجازَى بالخديعة والغدر..؟!
أَلِأَنّه خفضَ جناح الاحتواء يُقابَلُ بالنكران ..؟!
من باعَ وطنه لن تسترَ عورتَه حفنةُ أوراقٍ نقدية ..!
من شرَى نفسه بثمنٍ رجسٍ دولارات معدودة ، مارقٌ مخاتلٌ لفَظَتْهُ الأرضُ الطيّبة ...!
إليه نقول :
تُسائِلُكَ الرجولة : ماذا أبقيتَ لنفسكَ من أماراتها ؟!
أما علَّمَتْكَ أمّكَ أن " الحرَّة لا تبيعُ شرَفها " ، وإن فتَّتَ كبدها الجوع ، وأدركَتْها غلَبة العطش .. لكنها تموتُ عفيفة ..!
أما ناداكَ منبر الوطن وذُللّتْ لكَ خيراته ، لتبني بكفِّ الحرص وعرَق أبنائه حصوناً لا تدكُّها المكائد ...؟!
لكنكَ ابتلعتَ وابتلعت حتى أصابتْكَ التخمة و " البطنة تذهب العقل " .!
زادَ على ذلك ..أن تستبدلَ حُسْن الختام بشيبةٍ وخيبةٍ في أرذل العمر ؛
ووابلٍ من البصاق لا تدري من أين يأتيك ..!
لا تزال تحثو التراب على وجهك طمعاً في سترِ عريه ومحوِ عهره بعدما أسْفَرَ الذلُّ عن قبحهِ وتساقطََ ماؤهُ تحتَ أقدام السابلة .
ولا يزال جااااري التطهير في أرض الوطن منكَ ومن أشباهكَ .
إلى وجهٍ آخرَ ممن خانوا فهانوا :
إلى من رضيَ أن يكون إمّعة ، ونصَّبَ نفسه نائباً عن خالقه ، فحكمَ بهوى نفسه معتلياً منبر التكفير، فأحلَّ الحرام وحرَّم الحلال .
أما قطَّعت أوصال قلبكَ صرخة طفلٍ يتيم ، أم أنه تحجّر..؟!
أما هزَّتْ وجدانكَ لطمات الثكالى ، أم أنه تجبَّر..؟!
أما عذَّبتْ ليلك أرواح أزهقْتَها ، أما علمْتَ أنه لا صلاة لمن كان وضوءه بدم الأبرياء ..؟!
كيفَ سوَّلتْ لك نفسك أن تستبيحَ قداسة حرّاس الواجب وحماة الوطن ..؟!
متى يصحو ضميركَ الذي غشيتْه أمنةٌ من نعاسٍ أم أنه قد مات ..؟!
في كورال الغناء التكفيري سيتحول القائد أو مفتي الموت إلى الصف الأخير؛ لأنه يؤثركم على نفسه ، ويدفعكم من الخلف إلى أتون غضب الربّ ولعنة الوطن .
إلى كل من خانوا فهانوا :
إنَّ مِنْ أبناء وطننا شرفاء نبلاء يُصْلِحُون فيهِ ـ من أماكنهم ـ ولا يخربون ؛
يبنون ولا يهدمون ، لأنهم يؤمنون بأن نار الوطن خير من جنة المعتدي ، وبفكرهم وغيرتهم تؤولُ النار إلى جنة .
في أوطاننا نسوة ودودٌ لإلفها ، ولودٌ للرجال ، ترضعهم ( حبُّ الله ، وعشقُ الوطن ، وفضيلةُ العلم ) ، فيصير كلٌّ منهم ابناً شرعياً للحريَّة برضعات ثلاثة .
لو صرخَتْ إحداهنَّ أن : سَـ يُداسُ على طرَفِ ثوبي ، لـَ لبتَّها الرجولة من أقاصيها ..!
فتحولت أطواق الياسمين في يديها إلى حبال من مَسَد ، ونرجسُ الشرفاتِ إلى قناديلِ أفكارٍ ، ومطرُ وثلجُ البلاد إلى حجارةٍ من سجيل ، وعذْبُ الأنهارِ إلى مارجٍ من نار ..!
يا من خانوا فهانوا :
توبوا أو تنحّوا قبلَ أن تصيبكم لعنة الوطن ..!
ــــــــــــــــــ
* العنوان : مقتبس من قول أحفظه " من خان هان "