السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أسلط الضوء على شخصية رائعة
ألا وهي شخصية الأستاذ الراحل محمد حسن فقي
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
سيرته الذاتيه:
ولد في 17/6/1332ه في مكة المكرمة حيث نشأ وتعلم بها في مدرسة الفلاح ثم انتقل مع اسرته الى جدة حيث درس بمدرستها المسماة ايضا الفلاح ثم عاد مرة اخرى الى مكة المكرمة واكمل الدراسة بها وبعد تخرجه في المدرسة المذكورة وكان في سن صغيرة عهد اليه بتدريس الطلبة الذين كان بعضهم اكبر منه سنا وكان يدرس الخط العربي والجغرافيا والادب العربي وكانت مصادر المعرفة لديه متنوعة بتنوع وتعدد من يقرأ لهم مثل طه حسين العقاد المازني واحمد امين والرافعي وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وإيليا ابوماضي ونسيب عريضة والزهاوي والرصافي والجواهري والاخطل الصغير وبدوي الجبل كما قرأ أمهات الكتب في التاريخ والفلسفة وما إليها من شتى المعارف والعلوم والفنون عربية ومترجمة وكابد ضيفنا هذه الصعاب والعقبات العديدة ولعل اول ماكابده شاعرنا واديبنا الفذ هو وفاة والدته رحمها الله وهو في سن سبعة اشهر فقط حيث تولت المرضعات والمربيات تربيته، وفي الوقت الذي فرح فيه بتخرجه في مدرسة الفلاح انتقل والده رحمه الله الى الدار الآخرة.. ويقول شاعرنا الكبير واديبنا المرموق ان الهواية والهواية وحدها هي التي قادته في عالم الأدب والفكر.
وكان السبب في ذلك يعود الى والده رحمه الله كما يقول شاعرنا حيث كان يشجعه على القراءة والاطلاع وتثقيف نفسه وكان يبذل له المال اللازم لشراء الكتب الادبية والدواوين الشعرية ومختلف مصادر الثقافة.
بداياته في عالم الأدب
كانت بدايته مع عالم الفكر والادب وهو في سن الثانية عشرة وكان في ذلك الوقت طالبا على مقاعد الدراسة وبدأ بنظم الشعر وكتابة المقال الادبي.
تأثره بالأدباء والمفكرين
يقول شاعرنا واديبنا محمد حسن فقي انما أقرأ في كل الجوانب الادبية واخذ من كل جزء من الثقافة بنصيب من القديم والحديث ويقول انه اعجب بالكثيرين من القدامى والمحدثين ولكنهم لم يستطيعوا ان يطمسوا شخصيته ومن الذين تأثر بهم كما يقول: الجاحظ وابن زيدون والغزالي وابن خلدون والمتنبي والمعري وابن الرومي والبحتري وابو تمام وجماعة المهجر وكبار الشعراء في مصر وسوريا ولبنان.
وتولى ضيفنا رئاسة التحرير في جريدة صوت الحجاز وهو في سن مبكرة وعن طريقها تعرف على الادباء والمفكرين ونشر لهم واطلعوا على شعره وادبه ومنهم الاستاذ محمد حسين هيكل والاستاذ العقاد الذي اعجب بشعره.
شخصيات غير أدبية تأثر بها
من الشخصيات غير الادبية التي كان لها دور بارز في حياته من غير الادباء واصحاب الحرف كما يقول شاعرنا والده ثم الملك فيصل والشيخ عبدالله السليمان والحمدان وآخرون يأتون بعد هؤلاء في التأثير والاعجاب يرحمهم الله جميعا .
أهم إنجازاته في الأدب
لدى شاعرنا المجموعة الكاملة لشعره وكذا ديوان «قدر ورجل» ومجموعة الرباعيات «ونظرات وافكار في المجتمع والحياة» «هذه هي مصر» «الفلك يدور» «ترجمة حياة» «مذكرات رمضانية» «فيلسوف» بالاضافة الى مجموعة كبيرة من المقالات الادبية التي نشرت في شتى الصحف والمجلات المحلية والخارجية.
إنجازاته وأعماله في الحياة العامة
دخل شاعرنا معترك الحياة صغيرا في السن لكنه كان كبيرا في الهمة حيث مارس العديد من الاعمال المهمة في الدولة:
_رئيس تحرير صحيفة «صوت الحجاز» بعد سفر الاستاذ عبدالوهاب آش.
-محرر في وزارة المالية والاقتصاد الوطني وقد عين بها بناء على طلب من معالي الشيخ عبدالله وزير المالية والاقتصاد الوطني حينذاك.
_ثم ترقيته الى وظيفة رئيس ديوان التحرير بنفس الوزارة.
_مفتش عام مساعد.
_رئيس لديوان الواردات العامة.
_مدير عام مكاتب وزارة المالية والاقتصاد الوطني في مدينة جدة.
_ مفتش عام وزارة المالية و الاقتصاد الوطني.
_مدير عام وزارة المالية والاقتصاد الوطني.
_وبناء على رغبة سامية من جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله تم تعيينه سفيرا للمملكة العربية السعودية في اندونيسيا وحضر مع جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز المؤتمر الاسلامي في «باندونج». ثم عاد الى المملكة العربية السعودية وامره جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز بتأسيس ديوان المراقبة العامة وكان ذلك بتوفيق الله ثم بدعم الملك فيصل رحمه الله ثم استقال من هذا المنصب لأسباب صحية.و عين بعد هذا المشوار الحافل بالعمل رئيساً لمجلس إدارة البنك الزراعي.ويعتبر الاستاذ محمد حسن فقي اول مدير عام لمؤسسة البلاد الصحفية. ثم صدر امر معالي الشيخ حسن بن عبدالله ال الشيخ وزير التعليم العالي رحمه الله بتعيين الاستاذ الفقي مستشارا للمجلة العربية.
-------------------
وفاته:
بعد أكثر من تسعين عاماً، قضاها أديب الحجاز ونابغة الوطن السعودي، متنقلاً بين القوافي والكلمات، وراحلاً زاده الصبر والأناة بين الفجائع والأحزان، يحمل نعش الكلمة على حبال التشاؤم حد اليأس، وينظر الى الكون من حوله بعيني ابي العلاء المعري، ناسجاً على منواله نغماً تتناسق فيه عواطف الشاعر المرهفة برؤية الفيلسوف، ووجدان المتصوف واحتجاج الثائر. رحل الشاعر محمد حسن فقي عن 93 عاماً.
وحسبما كان يتمنى ويوصي، فقد أديت صلاة الميت على روحه في المسجد الحرام بعد صلاة الفجر ووري الثرى في مقابر المعلا بمكة المكرمة.
يتبع