تعرض قناة دبي الفضائية وحصريا المسلسل الكويتي « ويبقى» وهو من تأليف واخراج الكويتي خلف العنزي وهو نفسه الذي ألف واخرج مسلسل «وبعد» الذي عرض العام ما قبل الماضي في رمضان وقامت ببطولته حياة الفهد ولقى نجاحا جيدا.
ونجده يعود بالاسلوب والأفكار نفسها وبالأبطال انفسهم إضافة إلى انضمام من باب تدعيم العمل فنانين عرب وممثل سعودي واحد فقط هو الشاب عبدالله الحسن..!
من تابع العملين سيلاحظ وبقوة ان المخرج والمؤلف نفسه لم يأت بالجديد, كل ما في الامر هي محاولة كربونية لاعادة العمل الأول بطريقة اخرى, فمازال الاعتماد على الطابع الرومانسي عبر علاقة حب جريئة في تفاصيلها وتعاطي الوضع السياسي بالمنطقة عبر شخصيات متطرفة دينيا تذهب لأفغانستان أو العراق...!!
لكن المفاجأة الكبرى....وما زاد طين بلة الطرح الذي جاء اكثر جرأة عبر مسلسل «ويبقى» من «وبعد» في العلاقة التي تربط العاشقين في المسلسل وهما خالد امين والممثلة الاردنية صفاء سلطان حيث وصل بهما الامر ان يعيشا في شقة واحدة وغرفة واحدةايضا ويجتمعا يوميا في صالون الشقة يتبادلان سواليف العشق والهيام وعبارات الغزل وحاول المؤلف والمخرج تصوير هذه الحالة في المسلسل وكأنه وضع طبيعي وعادي او أنها شهامة عاشق مثل ما صورها في العمل رغم ان الوضع الحقيقي او الطرح المتزن يفرض على المؤلف ان يطرح افكاره بطريقة مقبولة ...او يجبر المشاهد على التفاعل مع احداث العمل لاسباب مقنعة..دون ان يخرج عن حدود العادات والتقاليد والمحاذير الشرعية.....والتي من خلالها نسمي هذا الوضع بالغلط لانه امر محرم.....فالمتعارف عليه ان اي فتاة تقبل العيش مع شخص غريب في منزل واحد هي فتاة غير سوية...!!! الا ان المؤلف والمخرج اظهر تلك الفتاة مؤدبة ومحترمة ولا ترضى بالغلط في تناقض غريب وغير معروف السبب .........؟!!! وهذا ما اثار استهجان كثير من المشاهدين الذين رفضوا بشدة نظرته تجاههم ومحاولته فرض قناعاته على حسابهم دون ان يكون نصه ذا حجة مقنعة...!
اما الجانب الاهم من ذلك دور الارهابي او المتطرف الديني الذي وقع ضحيته الممثل الشاب السعودي عبدالله الحسن والسبب ان المؤلف والمخرج حاول من خلال هذا الدور ان يعكس صورة في داخله عن الفرد السعودي...
وهي بالتأكيد صورة خاطئة وفيها كثير من الافتراء وبالتالي حاول ان ينقل هذه الصورة الى الملايين ممن سيشاهدون عمله ونعلم جميعا مدى تأثير الدراما على فرض او ايصال رسالة معينه خاصة اذا كان دينيا او سياسيا اكثر من اي شيء آخر خاصة اذا ماعلمنا ان خلف العنزي انتهج الطرح السياسي والديني..في نصوصه واعماله الدرامية...حيث اعطى الحق لنفسه في طرح معتقداته ويصر على انها كلها معتقدات صحيحة..وهذا شأنه...لكن هذا لا يعطيه الحق في تشويهه كل ماعدا ذلك..!هو استغل طموح وحماس وقلة خبرة الممثل الشاب السعودي عبدالله الحسن وجعله طعما..ليبث سمومه....ويقول عبر مايريد...فما تفسير ان يكون الحسن الوحيد في العمل..رغم ان قصة العمل تقتصر على الممثلين من الكويت والعرب هل لأن الحسن ممثل بارع..؟ مع احترامي له هو ممثل جيد وربما يكون بارعا حقا. لكن الدور لا يتطلبه اي ممثل سعودي آخر فكان بإمكانه ان يأتي بأي ممثل كويتي وبمقابل مادي قليل لكن المغزى كان اكبر وتتطلب حتى تكون الصورة اكثر رسوخا ممثل سعودي فكان الحسن اخيرا. العمل ظهر كنص ركيك ولا توجد به حبكة درامية ولا يعتمد على طرح قضايا حقيقية وواضحة ووفق احداث مترابطة كل ما في الامر هو..» سلق بيض « ويوضح ذلك في الطريقة التي تعرفت بها لمياء طارق .بصديقتها بثينة الرئيس . مسلسل «ويبقى « اخترق حدود الدين والعادات والتقاليد في الخليج. ويحاول ان يطرح افكارا هابطة وغير مقبولة...ولا يحمل اي مضمون او قيمة ويسيء للمجمتع الخليجي ونأسف ان يبث عبر قناة محترمة وراقيه مثل قناة دبي الفضائية.
هنا مساحة لأرائكم