دوائر - رواية - - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
أيُها الرُوَاد : سُؤال ؟ (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : فيصل خليل - مشاركات : 484 - )           »          ورده رقيقه .. (الكاتـب : تفاصيل منسيه - مشاركات : 5 - )           »          إلى روح صديقتي الغالية ولّادة بنت المستكفي ❤ (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 11 - )           »          [ أوراق ] ! (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 50 - )           »          بعثرة حرف !!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 0 - )           »          الصورة غير واضحه !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 9 - )           »          كلي أرق (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : تفاصيل منسيه - مشاركات : 1 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 519 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 534 - )           »          متعلق بروحي (الكاتـب : ميــرال - آخر مشاركة : تفاصيل منسيه - مشاركات : 12 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-26-2013, 09:49 PM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي دوائر - رواية -


دوائر
( رواية )
- الجزء الأول -
تأليف / علي مجدوع آل علي



بعد وفاة يزن والحزن الذي أحاط أسرته ، دخلت ابنته حنين مكتبه الخاص ، وقامت بالبحث ضمن أوراقه وملفاته ، وجدت تلك الرواية ، فشد انتباهها العنوان والذي كان ( مدار مجهول المصير ) وتلك المقدمة التي قرأتها حينما فتحت الصفحة الأولى فيها ، وبدأت الإسهاب في القراءة ، لتعيد ذكرى أباها الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى .
لقد كانت البداية لرحلة مجهولة المصير ، فيها من الغرائب والعجائب خيال أخر ، لم يكن للعقل أن يدركه أو أن يفهم محتواه ، ويحتاج إلى تعمق وتركيز شديد ، حتى تقتطف مراد أباها ( يزن ) ، والذي تعلمهُ عنه بأنه عاش يتيما منذ صغره ، ولم يكن له أخوة أو أخوات ، وهي هنا ترى بأن هذه الرواية تحمل الكثير من مصيره في نظرها .
تقرأُ حنين لساعات طويلة فلما فرغت من جزء كبير بدأت بتدوين ذلك فكان :
قرأتُ عن أبي رحمه الله تعالى ما يشيب العقول ، ويثقل الأفئدة ، ويجعل اللغز كبيرًا ، لا تتحمله الأدمغة ، ولا تستطيع إدراك فهمه ، فلعل من سيقرأ التالي سيعلم ما كنت أقصده .
كانت المقدمة التي وضعها أبي رحمه الله تعالى في روايته ( مدار مجهول المصير ) .
لم أكن أعلم بأنها بداية الرحلة ، بداية الخوض في المدار المجهول ، الذي لا أعلم عنه شيئا حتى الآن ، لم أكن أعلم بأن رحلة ستكون طويلة ، مسارها صعب وصبرها مر ، لم أكن أعلم بأنها رحلة إلى حياة فعلية كنت أعيشها ، هي من قذفتني إلى ما أنا فيه ، لم أكن أعلم بأن ما سيكون في الساعات القادمة لأيام طويلة ، هو مداد لإعادة الروح الفانية لجسدي المتهالك ، رسالتي هذه كتبتها بعد ما انتهيت من تلك الرحلة وما جرى فيها من أحداث ، قدمتها بصيغة أدبية تصويرية ، لعل هناك فائدة تتسلل إلى تلك الأرواح البريئة ، إلى تلك الأفئدة الحزينة ، إلى تلك البرايا الهائمة ، هذه التجربة تجربة حقيقة ليست خيالية في المعنى الحقيق لها ، الصور الخيالية في ما سيقرأ والأبعاد المدارية من نسج الخيال لها رواسي حقيقية التجربة ، سيطول ذلك المدار المجهول المصير ، وستظل أحداثه أياماً طويلة قد ينغمس القارئ في عمقها وقد يغرق قبل أن يصل إلى النهاية ، لذلك يجب التركيز وعدم الانجراف وراء العواطف فيما سيقرأ من بعد هذه الساعة.
هناك حقائق فعليه قد يصدم المرء منا حينما يقرأها ويظن لوهلة أنها ضرب من أوهام أو ترهات كاتب مهووس بعالم خيالي لا كائن فيه ولا هواء.
قد يظن القارئ وهو يصل إلى هذا السطر بأني أتحذلق وأحوم حول الحمى بما أكتب لأشد الانتباه أو لسخرية ما ، فليكن معي إلى النهاية ليعلم حقيقة هذا.
كانت هذه رسالتي وكانت هذه رحلتي في نهايتها التي سأبدأ غرار صبغتها من بعد هذه النقطة.


يتبع ....

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-26-2013, 10:03 PM   #2
علي آل علي
( كاتب )

افتراضي



( الفصل الأول )
استيقاظ في ذلك المجهول وفقدان ذاكرة
إلى كتاب صدري ، ومكنونات ذاتي ، إلى الأبدية العمياء ، حيث الحياة الصماء ، بكماء ، عالم فيه ريب ، مدينته جدلٌ وجدل ، هواءها شديد البأس تمتد أوتاري فيه ، إنهُ عالمٌ بلا كائن ، استيقظت فيه فوجدت نفسي على ظهر ناقة محمله بالمتاع والناقة تسير في وسط القفار ! أين أنا ؟ وما هذه الناقة !هل أنا في حلم !أم أنا في حالة جنون !فقدت الذاكرة !لا أعلم شيئاً عما مضى ! اسمي ما هو ؟ ، عمري كم مقدارهُ يا ترى ؟ ، وما هذا الوجل الذي يكسوني وأنا على ظهر هذه الناقة.
لا أرى أمامي حياة ، إنّها رمالٌ ممتدة لا نهاية لها ، حتى السراب لا يُرى ! وهذه الناقة تسير كمثل التي تعلم دربها جيداً! لازالت تسير بصمت رهيب !أجدني أحمل بعض المتاع !فأضع يدي لأتحسس ماهيته فوجدت قربة ؟ فتحتها فإذ بماءٍ فيها! ، ماذا أيضاً! وجدت ورقة! مكتوب فيها رسالة! قرأتها لعلَّ فيها دليلٌ ما! وإذ بسؤالٍ مُثير " من أنت " ؟ يا لغرابة هذا! ومن ثمَّ أعدتها ، وشيئًا فشيئًا ألحظُ عمرانًا كأنّهَا قرية !أمامي أراها .. فنزلتُ فورًا مسارعًا الخطى كي أصل إلى تلك القرية.
فلما وصلت إذ بالناقة خلفي فبركت ، وتسقط ورقة أخرى فقرأت ما فيها، وجدت ذلك السطر ، مكتوبٌ فيه، أبحث عن رفيقة في هذه القرية ! أطلقت الصرخة ,, أين أنا ؟ ومن أكون ؟ ومن تلك الرفيقة؟ جلستُ مكاني استسلمت لجهلي بما يجري حتى الظهيرة ؛ ولازلتُ بعالمٍ عجيب أجهلهُ تمامًا، مرّ بي الوقت وأنا هكذا حتى المساء ، إنّهُ الليل يزحفُ إلينا فانتابني نعاسٌ شديد فأغمضتُ عيناي وأنا أحلّق عاليًا وقد غُلبَ هذا الأمرُ عليّ وما عدتُ أدري ما لعمل.
في لحظةٍ أفقت، وحالي كما هو والأسئلةُ تتراقصُ حولي ساخرةً مني ، فلم تبرز أي إجابة أمامي كي تنتشل هذا الجهل الرابضُ فوقي.
حدثتُ نفسي حديث المحفّز ، هيا قم وابحث هنا وهناك ، لعلّكَ تجدُ شيئًا ؛ فقمتُ على الفور ، وبحثتُ هنا وهناك ، ومشيتُ في الطرقات ، وأنادي ( هل من أحد هنا ) ( هل من مجيب ) ولا مجيب ، لا يوجد سوى صدى ندائي المتكرر يرتد لي عابسًا.
عدتُ إلى الناقة حيثُ تركتها ، أشعرُ بالظمأ الشديد فبحثتُ في الرحل الذي على ظهر الناقة لأجد قربة ماء فأخذتها وبدأتُ أشرب الماء كي أروي ظمأي ، ما هذا الشعور الذي أشعرُ به كأنني بماء عذب !! بل أعذب من أن يكون عذباً ! لم ارتوي شربت حتى لم يُعد بوسعي شربَ المزيد.
أغلقتُ القربة بعدما فرغت ، يا للعجب !! ما هذه وكأنني لم أشربُ شيئا ، فما زالت القربة كما هي ، لم أُذهل فهناك ما هو أَدهى ذهولاً.
وما هذه ، إنني ألمحُ ورقة أخرى !وما مكتوب فيها !
إنها كلمات ، وما تلك ، إنها " بالهناء والشفاء أيها العزيز"!!!
جلست مكاني ، لا أعي وقتها شيئاً ، ضمور أصابني ، كلّي عجب ، لعلّ هذه تدلّ على أمر ، أيقنتُ الأن بأنني لست الوحيد ! هناك من يراقب! لكن أين هو ؟ وتسلسلت الأسئلة !كما هي وجدت ؟ عن تلك الناقة وتلك القرية وأمر القربة !! ما زلتُ مكاني بلا حراك أبتلع ريقي وأمسح رأسي مكررًا ذلك ، ومن ثمَّ أُلهمتُ الدعاء فقلتُ يا إلهي أيقظني مما أنا فيه !إنّها أرضٌ غريبة لا أجد نفرٌ من البشر ! ولا أجدُ وسيلة كي تنجدني فكن خيرُ معين يا إلهي ، وارفق بحالتي التي لا حول لها ولا قوة إلّا بك ، خذ بيدي إلهي فمن لي سواك.
بعدما انحنت الشمسُ قليلاً ، وإذ بي اسمع صوتا بالجوار : من أنت يا هذا وما اسمك ؟ هاه ، من صاحب هذا الصوت !التفتُ هنا وهناك وإذ به من جديد يقول لي : من تكون !! اتجهت لذلك الصوت سريعًا ، اقتربت منهُ حتى سمعتهُ بوضوح ، كصوت يبوح من ذات روح ففرحتُ قليلًا ، وإذ بهِ قد اختفى ذلك الصوت فبدأت المشي تجاه تلك الجهة التي قد سمعته ينادي منها ، وإذ بي على ضفاف بحيرة ، تعكس أضواء النجوم ، وجدت قربة ماءٍ هنا وهناك وفي كل موضع يحيط بقرب البحيرة ، ما هذا ! وكأنها تشابه القربة التي قد شربت منها الماء العذب ! لعل الماء من هذه البحيرة ، غرفت بيدي غرفة لأتأكد وأطمئن قلبي ، فشربت ولم أرتوي ، فعلمتُ أن الماء الذي كان في القربة الأولى من هذه البحيرة ، نسيت ذلك المنادي ، مددت جسدي بقرب البحيرة ، بدأت تأمل النجوم ، إنّي أشعرُ بإعياءٍ شديد ، لأنام على الفور.


يتبع ....

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:29 AM   #3
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي


فتاةٌ وشيخ
استيقظت وإذ بفتاة قد قدمت تجاهي من بعيد ، حاملة قربة ماء لتملؤها من تلك البحيرة ذهبت إليها ، ومن مسافة قلت لها : يا أنتِ هل لي أن أسألك ؟ فأجابت على استحياء ، ماذا تريد أيها الغريب ؟
فقلت لها : أنا غريب عن هذه الديار ، جئت من مجهول ؟ من ماض غير معلوم ، لا أعلم عني شيئا ! تائه بلا مكان ! فهل بالإمكان إرشادي عن أي طريق لأي مجيب عن حالي العجيب!
قالت لي : ألحقني إلى منزل ذلك الشيخ الكبير .
فمشت ومشيت ورائها , حتى وصلنا إلى الشيخ لينظر إليَّ مبتسماً, وكأنّهُ يعرفني ، فقال لي :
إذن لقد أرشدتك ابنتي إلى هذا المكان ، لأجيبك على ما لم تفهمه إلى الآن.
تعجّبتُ لهذا كثيرًا فسألتهُ / وكيف لك أن تعلم أمري وأنت لم تلتقي بي من قبل ؟
ليقول لي / اعلم أيها الغريب ذو الوجه الجميل أنت لست من هذا الزمن ولا من هذه البلاد فأنت منقول لنا من أبعاد .
لأتساءل مرّة أخرى :/ وأي أبعاد هذه.
فأجاب : لا أملك الآن إخبارك بالمزيد وما تلك القرية عنك ببعيد !
فتملكني استغراب شديد لأقدم على سؤالٍ آخر : وهل تلك القرية مصحوبة معي !
فأجاب / نعم أيها الغريب ، أسكن معي هنا فالليل بهيم ، وسأكون لك في الغد الراشد الأمين ، فأنت ذو ملامح حسنة وظاهرك الخلق القويم .
انتهى كلام الشيخ ، وهنا لم أجد بدًّا إلا أن امكث معه ، حتى أعلم حقيقة ما أنا فيه ، فماذا سيحصل غداً إن للغد علم أكيد .
ذهبت إلى ذلك الكوخ ، ونمت على الفور.

يتبع ....

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:43 AM   #4
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي إلى القدر المحتوم


إلى القدر المحتوم

بعد الاستيقاظ ذهبت إلى ذلك الشيخ ، وجدته على حصير جالساً بهدوء تام لا يحرك ساكناً ، تأملته قليلاً قبل أن أحدثه ، أمعنت في ذلك ملياً وإذ به يقول لي : أهلاً بك يا بني
فسلمت عليه ثم أردف قائلًا :
أهلًا بك . أنمت جيداً ؟
نعم وهذه المرة لم أكن كما كنت في ما مضى
ولماذا ؟
لأنني أعلم بأن هناك إجابة سأجدها عندك لكل استفسار لدي !
يتنهد الشيخ قليلاً ويقول : بدأت طريقك الآن فإن ما أنت فيه ليس انتقالا لزمان من الأزمان أو لمكان ما إنما شيء آخر وبعد أخر انتقلت إليه عبر مدار روحي بلا إرادة منك .
دهشت وتعجبت لما سمعت !
قلت على الفور : هذه محض خرافات لا أصل لها !
بدأ الشيخ بالضحك
وأسرد القول لقد كنت متيقناً بأنك لن تعي هذا، لذلك لم أعجل بتفهيمك هذا البارحة
ولكنك سوف تُسّلم لهذا فيما بعد شئت أم أبيت

أي بني ما أنت فيه لا يصل إليه إلا ندرة الندرة من النخبة ممن سيكون لهم شأناً يوما ما
أي بني لن تعي هذا الآن فبعد أن تنتهي رحلتك هنا ستدرك ما أقول جيداً

إن ما أنت فيه وحيٌ من نوع أخر وحيٌ روحي ينتشلك من ظلمات الضياع والتهلكة ينتشلك من براثين الجهل والظلم ينتشلك من شيخوخة هرمة في دنيا ليعود بك إلى فطرة إلهية سليمة

إن ما أنت فيه عالمٌ لا تدرك فيه من أنت ولما أنت هنا وبخلاصة أقول لك فيها ( لقد مسحت ذاكرتك تماما ) ولم يبقَ إلا الفهم والإدراك والقلم وما تتكلم به لكي تساعدك على الخروج من هذا العالم.

هنا لا يومٌ يحسب ولا ساعة تتقدم إنما تعاقب ليل ونهار بلا حساب وبلا رقابة
وكل المدة التي ستعيشها هنا مهما طالت ومهما كانت ستكون كلمح البصر من حسابات الدنيا
هنا الأعمار تقف فلا تكبر على ما أنت عليه ولا تهرم ستبقى هكذا إلى أن تغادر هذه البقاع

هنا تقلبت أفكاري أحسست بدوار شديد وإذ بي أقع على الأرض وقد غبت عن الوعي تماماً
فاستيقظت
حزيناً ، أليماً !

أصابني خوفٌ شديد
أمعنت التفكير طويلاً
وسرت إلى الشيخ
- ها أنا بين يديك
- أوعيت
- نعم وعيت جيدا
- وما بال علامات الدهشة والفضول على وجنتيك
- إنها الهمة أيها الشيخ
- تعال معي إذن إلى تلك الحافة
- هيا بنا
- أنظر الآن ماذا ترى
- ما هذا هذه الأرض وذلك القمر وتلك هي الشمس
- نعم وما أنت فيه الآن مكان هادئ لا صخب فيه ولا بذخ
هنا ستتعلم وتعمر عقلك وفكرك وروحك
هذا المكان له رواده عبر الزمان
أولئك النخبة على تلك الأرض
هنا قاموا برحلة المدارات المجهولة
وتمكنوا من سلك مدار الرجعة
- يا إلهي أحقيق ذلك ، وماذا بعد أيها الشيخ
- تعال معي إلى تلك الحفرة
- هيا بنا
- أنظر جيداً وتمعن
- ما هذا الزخم من أولئك ومالهم يصرخون ويهرعون في دوائر وما بال ثيابهم الرثة
- هؤلاء من فشلوا في المدارات فضاعوا هنا وأصبحوا كالمجانين هؤلاء لم يتمكنوا من عبور مدار الرجعة
فهلكوا هنا إلى الأبد

- بدأت أرتاب بعض الشيء ...
برهة كنت ذا أمل ولبرهة تمكن مني الألم
أذعنت بالطاعة لهذا الشيخ
وأذعنت للتقدم فلا أريد أن يكون مصيري مثل هؤلاء

لماذا لا أكون لماذا لا ألاعب هذا الكون
لماذا لا أضع له ميزاباً فتصب نجومه في المتون
وأتصفحُ وأختار من أكون.

عدت مع ذلك الشيخ إلى ذلك السكون
تأمل في تأمل
صرت أهوى التأمل
فهو طريقي إلى الأخيلة الشاسعة
فهو إلهامي الذي به سأكون
هذه قدراتي التي وهبني الله إياها

ستكون عنواناً لكل ما هو سامي في هذا الكون

هذه بداية لكل ما سأكون
فهل أكون يا ترى ستكون

ناداني الشيخ
- أمستعد أنت ؟
- - نعم مستعد
- إذن تعال معي
-- إلى أين ؟
- إلى ذلك الغار
-- وماذا فيه ؟
- تعال معي وستعرف
-- هيا بنا
انطلقنا إلى ذلك الغار
وإذ بداخله تلك الأبواب
حينها أشار الشيخ بعصاه إلى أحدها وقال أفتح هذا الباب
وبعد ما تدخل فيه أغلقه عليك وحاول أن تنام
وستجد نفسك بعد أن تستيقظ في عصر من العصور
أعلم ما فيه وتعرف على ناس هناك
فبعد أن تنتهي ستعود إلى هنا وعلى نفس الناقة ستكون
حينها لن تمسح ذاكرتك بل ستعي ما ذهبت إليه وتعود إلي
وسأناقشك عن ماهية رحلتك تلك

فتحت الباب وأغلقته علي كما قال لي الشيخ تماماً
وجدت نفسي في ظلام حالك لا أرى حتى نفسي فيه
حاولت النوم فنمت


كان النوم عميقاً
راودني حلمٌ فيه
كان الشيخ يتمتم في ذلك المنام
بتلك التمتمة العجيبة
وضحت لي بعض منها
ستعود صغيراً ، ستعود صغيراً
إلى ذلك الزمن الأليم حيث ستكون وحيداً
إلى أحضان أم حزينة
عاشت أليمة لكنها رشيدة
تشبثت بحياة شائكة
لكي تكون سعيداً
عش في تلك الأيام وأقبض عليها مزيداً
لكي تكون أو لا تكون
لكي تعي معاني كثيرة
لكن حذارِ من الغرق حذارِ من الضياع في ذلك المدار
ستعود صغيراً ، ستعود صغيراً
فعدت للنوم عميقاً
وذهبت عني الأحلام وتلك التمتمة
فطال النوم لرحلة مجهولة لا أعلم عنها شيئاً



يتبع ....

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-10-2013, 05:35 PM   #5
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي



استيقظت في ذلك العزاء، أرى نفسي صغيراً، لأربع سنين تقريباً، أرى حولي أناساً، أرى الأوجه باكية، تأتيني تلك المرأة، فتقول لي : يا بني تعال إلى أمك.
فعلمت أنها أمي، ذهبت إليها، سألتها: ما بالك أماه، ولماذا البكاء، قالت: يا بني إن والدك انتقل إلى رحمة الله.
دهشتي حينها ، شعرت بذلك الشعور ، وكأنني ابن المتوفى فعلاً.
سألتها: أين الأخوة لا أرى إلا أنتِ !؟
فقالت: لا يوجد لك أخوة أنت وحيدنا أيها الغالي ما بالك ألا تعلم هذا ؟ أم أن صدمة الخبر أنستك ؟
وحيد ! لا أب ، لا أخوة ، من لي غيرك أماه، أحسست بتلك الوحدة أحسست بتلك الأم الحزينة.
ويحي هل سأعيش هكذا سأستمر هكذا ، أي مدارٌ أنا فيه ، أي ألم سأخوض غماره ، وكم يا ترى سأبقى ، الأمرُّ والأدهى أن أحاسيسي تلتهب وكأنها ليست لي، إنّها لهذا الجسد الذي أسكنُ فيه.
هذا العالم ليس لي ، هذا الجسدُ ليس لي ، العزاء ليس لي ، وأنا هو ، ذلك الصغير الذي أصبح يتيماً ، أصبحت مقروناً بهذه الأم الحزينة.
كأني أبنها فعلاً ، يا إلهي كن معي .
طال وقت العزاء وعلت تلك الصيحات وذلك النحيب ، مشيت في ذلك الطريق إلى معشر رجال ، وجدتهم يقبلون رأسي بالتوالي ، يقولون لي : رحم الله أباك وأحسن الله عزائك .
زاد مشاعري حزنًا ، بدأت البكاء ، وإذ بلساني ينطق ، وتلك الجمل تتوالى ، إلهي أعد أبيه ، إلهي أعدهُ إلى هذا الصغير، لقد شعرتُ بحرقة آلامه فعلا.
طال الحزن أياماً ، لم يفارقني خبر الصدمة العظيمة ، وحزني على تلك الأم المسكينة ، وحزني على هذه النفس التعيسة.
عشت تلك الحياة الأليمة ، عشت تلك الحياة وحيداً ، كانت الأم معي للحظة تتلوها اللحظة ، كنت داخل الصغير لا أعي ولا أفهم شيئاً ، فقط وعيت أمرًا أن الأب قد مات ، لا أرى إلا هذا الأمر أمامي.
لا يزول في منامي ، ولا ينتهي من أحلامي ، ولا يفارق أنظاري ، كانت العين لا ترمش دائماً ، كنت أسبح في تيّار كوني.
أيها الأب الراحل أتسمع نداء هذا الصغير ، أين أنت الآن يا ترى ، إنني أرى أولئك الصبية ، أراهم وألحظهم ، كلٌ مع أبيه يمشي ، مع أبيه يجري ، أرى أولئك الصبية ، اقترب منهم ، استمع لحديثهم ، كلٌ يمسك بيديه تلك اللعبة ، ويتباهى أمام البقية ، ويقول : أبي من أحضرها فيفرح فرحًا ، فيقول الصغير : يا ليت ذلك لي .
فوجدت نفسي ، أذهب للأم وأطلب منها تلك اللعبة ، ويقول الصغير: أحضري لي مثلهم أمي ، فتبتاعها ، من أين لا أدري حينها ، كانت تعمل بخفية ، لتلبي المطالب ، الأمُّ ضحّت ، تركت ربيع حياتها ، لترعى أبنها ، وتحفظ حالته ، تطعمه ، تكسوه ،
وأنا من أنا حينها ، لم أعي ذلك ، ولم أشعر به شعورًا قد ينسيني ألم الصغير ، جل همي فقدان والده وما أراهُ من أمر الصبية.

لم يبقَ إلا هذه الأم ، ألبست الصغير عباءتها وضمته ، مسحت رأسه طبطبت على ظهره ، سهرت تلك الليالي تراعي راحته في سباته.
تهت في مدار أليم ، ما أصعب المشاعر ، وما أصعب أحاسيسها وألم سياطها ، يا لها من رحلة .


بدأت السنوات تنطوي بدأ النضوج لهذا الصغير، وهو بالنجاح يسابق النجاح، كان يتقدم الصفوف بجرأة عالية، كان يسابق الرياح.
لا أدري كيف مضت الحياة ؟ .. لكنها كانت عامرة بالتفوق والأفراح.. لم تكن همي ولم تكن تعني لي شيئاً.. كنت أسابق الزمن معه لعلي أجد الأب حيثُ يقودني تفوّقه.
كان يعتلي القمم لأنّه يأمل بأن يرى والده ، وكانت الأم وراءه تدفعه دفعاً ، وتقول دائماً : أي بني تقدم ، تفنن وتعلم ، أي بني لا تلتفت إلى الخلف ، واستمر قدمًا، أذهب لعلك تجد أباك يوماً ، وكلك نجاح ، لا تلتمس الأوجاع ولا تيأس من كرم الله ، فلتسمو سماء مجد افتخرُ بك حينها.
تساءل الشاب ذات يوم ، هل لهذا أهتم ، هل لهذا سبيل في أن يكون مرضياً ، ما زال يرى أولئك الصبية ، مع أبائهم وذويهم ، مكتملة هي حياتهم ، ومازال وحيدا ، لا يجد شغفا لأي فرح حوله ، وما زال فقدان والده يؤجج الأحزان ، وكأن هناك أمل أن يراهُ يومًا .
كان يتمنى أن يلقاه ويقول له: والدي العزيز، أنظر وتمعّن في ما أنجزتُ وإلى النجاح الذي به ظفرت.
وما زالت السنين تتقدم، حتى نضج فكره نوعاً ما ، وفقدان أمل أن يلاقي أباه.
اكتفى من بذل المزيد ، اكتفى من هذا الجهد ، اكتفى من هذا الزهد ، قرر أن يلهو ، ويرافق صحبة تُنسيه همومًا تحاول أن ترديه.
لم يعد له أي حياة تحييه أملاً! .
رافق الصحبة ، ولهى لهوًا ، وغنّى الأغاني ، وجفّ فكرهُ ، واختفت آماله ، اختفى كل نجاح كان يرافقه ،
كان همّه صحبة السوء ، وأمّه تندب هذا الحال وتعجب لهُ ، وهو في لهوه لا يضربُ حسابا لتلك المشاعر الحزينة ولا اهتماما لأمّه المسكينة.
وفي صحوة منه ، تدراك ذلك ، بعدما خَنِقَ من الهم ، ووجد بأنّه لا ينفك عنه ، ففكر كثيرًا وتأملْ !،ليحدث نفسه قائلا: هل انتهي هنا ، وأنا هكذا ..هل استمر هكذا !
وأنا بدوري داخله ، أشعر بما يشعر ، وأفكر كما يفكر ، فألهمته بما يجب فعله حتى لا أضيع هنا داخل حزنه.
فكانت صرخته ونداء لمن كان يراعاه؛ من الأقارب والدعاة ، قائلا: استمعوا يا رعاة ، استمعوا إلي يا من كفل تربيتي ، هذا ليس أمري ولا طريقي ، هذا ليس همي ولا علاجي ، إنه الهروب من ذاكرتي ، إنه بلوغٌ لذلك المدى الحزين ، لم أطيق الاحتمال ، فآثرت النسيان والهلاك ، على أن أبقى في أحضان ذكرى ، فوالدي لا يغيب عن الأنظار ، لا يغيب عن خيالي وعن أحلامي ، أيها الرعاة هوناً ، فأنا لست سيء الطباع ، أيها الرعاة أنا أداري نفسي ، بلثمتي لكي لا تعرفوني ، فهذا الاختيار فهل هو المعقول أم ماذا ؟
أيها الرعاة خذوا بيدي ، أيها الرعاة لا تخذلوني فأخذل ، أيها الرعاة لا تديروا الأوجه عني ، أدخلوا أعماقي وأعلموا ماذا حل بذاتي ، أعمروا فؤادي بعطفكم الذي مل مني ، أيها الرعاة أنا هنا فلاحظوا وجودي.
لقد تلذذ وتنكل الزمن في تعذيبه، بدأ طريقاً للضياع ، وأنا بداخله أشعر بمعاناته كما هي فأطلت التفكير ، أطلت التأمل ، فسألته إلهاما: وماذا إن كنت يتيماً ؟
أنت لست الوحيد ، أشباهٌ لك في أقاصي الدنيا أيتام ، لكنهم ذو أمجاد ، لم يندسوا وراء الجدران ، فكانوا بلا انهزام ، بلا انعدام وجدان ، كانوا ذو إقدام ، ذو كتمان ، لتلك الأحزان .
-
في تلك اللحظات راودني شعور غريب ، مساسٌ من قوة مجهولة ، بدأت تتسرب إلى عروقي ، وتجري مجرى الدماء ، وصلت إلى القلب ، جعلته ينبض نبضًا ، مع ذلك النفض له ، فنبض نبضاً شديداً ، بدأت رغبته في التنحي عن تلك الأحزان والأقدار ، قرر أن يصنع قدره بذلك الاختيار ، تحت مشيئة القدير المتعال.
فكّر وقدر، في خيط أمل يبدأ بإمساكه، وقبل أن يصل إلى جذوة أمل.. تنبه لأمر! غاب عن ذهنهِ تماما وقال: أماه و أماه، تلك السيدة الحزينة، تلك المرأة العظيمة، ما هذا الذي أنا فيه، وما لذي فعلتهُ تلك السنين، بذلك الجفاء لأمي المسكينة.
طأطأ رأسه حزيناً ، أليماً ، فأمّه وراء تلك السنين ، كانت الماثلة أمامه ، جهدت في إقامة رشده ، كانت سببا في بقاءه معززا مكرّما.
ذهب إليها سريعاً، قبّل يداها، ورجليها، وبدأ بالبكاء وقال لها:
أماه اعذريني، سامحي جهلي ونقصان عقلي، أماه، أنتِ الشهد المصفى، والعسل المحلى، أماه، سيدتي وتاج رأسي، العبقُ الريحانِ منكِ، يحملني إلى ذلك المجد، أماه لهيب ألمي يحرقني، أماه طوال تلك السنين، لم أركِ سوى الآن، عذراً أماه، عذراً أماه.
ذرفت الأم دموع الفرح وبدأت تنهال عليه تأنيبا متحشرج الصوت حزينا ثمّ قالت وهي تحضنه:
أي بني ، وفلذة كبدي ، ومهجة فؤادي ، قف هيا ، وكف عن ذلك البكاء .
أي بني ، تعال إلي ، وكن معي كما كنتُ معك.
في هذه اللحظة ، وفي تلك الساعة ، شعرت بذلك الرشد فيه حيث أنّه لم يعد يشعر باليتم ولا الوحدانية وفي هذه الأثناء ، أتتني مرحلة دوران ، كأن العالم من أمامي يتبخر ، ويسودُ المكان ذلك الظلام.
ما هذا ؟ أصبحت في بؤرة لا حياة فيها
أتاني ذلك التخدير فأغمي علي.


؛؛؛؛؛؛؛

يتبع ...

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-15-2013, 01:57 AM   #6
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي


شعرت بذلك الحلم ، يراودني من جديد ، كدت اختنق ، والعرق يتصبب ، والحرّ شديد ، أجد صعوبة في التنفس ، وإذ بي اسمعُ صوتًا ، وكأني أعرف صاحبه ..
إنّه الشيخ ، نعم إنه هو أكاد أميّز حديثهُ لي .
- أيها الغريب ، أيها الغريب أفق .. أفق .. أفق !
- أين أنا هل عدت إليك أيها الشيخ !
- نعم ، ومبارك عليك قد اجتزت هذا المدار بجدارة !
استيقظت في ذلك الغار ، وتلك الأبواب من حولي ، إنها سنين مضت عشت لحظاتها اللحظة تتلوها اللحظة ، وعيت وذهلت كأنها يومٌ أو بعض يوم
قمت من مكاني هَرِعاً هارباً من ذلك الغار ، أكادُ أجن ، إذ بذلك الشيخ في كوخه يتأمل .
ناديته من بعيد
- يا شيـخ
يا شيخ
فقال لي : ها أنت قد عدت !
أراك نجوت من ذلك المدار
- الحمد لله وما ذلك يا شيخ ؟
- - هذا ما قد حدثتك عنه أتذكر !
- نعم أذكره جيداً لكنني لم أكن أظن ولو لوهلة بأنه هكذا !
إنّهُ أليمٌ جداً !!
- - هذه هي المدارات تنقلك إلى حياةٍ ما ستفهم ما هي حينما تنهي جميع المدارات عندها ستعي ما تلك الحياة التي كنت فيها
إنما أخبرني هل استوعبت الدرس في ذلك المدار ؟
- نعم فهمته واستوعبته !
- - أتدري لو أنك استسلمت لكان حالك الضياع الأبدي في ذلك المدار ولن تعود إلى حياتك مرة أخرى وسيترحم عليك من هم في الانتظار
- ومن ينتظرني ؟
- - لا عليك الآن ، ستفهم ذلك لاحقاً المهم الآن لابد من راحتك راحة تامة لنكمل غداً.
تركت الشيخ وابنته ترقبني فلما نظرت إليها أعطتني تلك القربة
فقالت : - اشرب يا هذا لعلك تروي عطشك فيذهب سقم رحلتك !
أخذت القربة منها وشربت وإذ بذلك الزلال العذب كما شربته في أول الأمر
بعد الانتهاء تملكتني الدهشة من جديد فالقربة لازالت ممتلئة وكأن لم ينقص منها شيئاً !
آثرت عدم السؤال فلا استغراب لكل أمرٍ هنا لعلي أجد الإجابة يوماً
- شكراً !
- - بالهناء والشفاء أيها الغريب كيف أحسست الآن ؟
- الحمد لله بحالٍ جيّدة.
ذهبت إلى مكان نومي وبعد الاسترخاء والتمدد ، بدأتُ أتفكر ، وبدأت أتساءل كثيراً ، ومن ثمَّ آثرت عدم الاستسلام للتفكير
فالراحة همي الآن ، نمت من وقتي وكان ذلك السبات العميق ..
كان الصباح ، وكان استيقاظي ، شعرت بأمل كبير ، إنه الهواء العليل ، أرى الطيور تحلق أسراباً ، أرى ناسا أمامي ، يذهبون إلى مدينة ما !؟

ما هذا ؟ أين أنا وأين الشيخ وذاك الكوخ ! كيف حدث هذا ! أرى ناقتي التي كانت معي في بداية الأمر ! إنني على ظهرها ! وهي تمشي بي !!!
أراني لابساً حلّة من العصور القديمة ! ما هذا يا ترى وأين أنا ؟ أوَ هذه الدنيا ؟ تلك مدينة أمامي والناقة تسير بي إليها !
أدخل المدينة وإذ بذلك الصخب فيها ! الناس تبيع هنا وهناك وأصوات النحاسين والحدادين وبائعي القماش ! والغلمان تجري من حولي
وتلك المسارات التي تؤدي إلى وسط المدينة ! وإذ بذلك الغلام يشدُّ قميصي ! يا هذا يا هذا !!
- نعم ماذا تريد أيها الغلام ؟
- عن ماذا تبحث ومن أنت ؟
- أنا غريب وأبحث عن إجابات فما هذا المكان ؟ قلّي عما تعرف ؟

- أيها الغريب لكي تعلم عليك أن تذهب إلى ذلك القصر في أعلى التل فهناك الأمير إنسان يعرف كل شيء ونحن أميين لا نعلم شيئاً
ما أقدر عليه هو أن أقول لك أسم هذه البلاد ...

- وما هي ؟

- هذه بلاد لها طابع خاص مملكة عظيمة جيشها من عمالقة الجيوش وذلك الأمير في ذلك القصر
يحكم هذه البقعة من الأراضي وهذه المدينة هي سوقها ومقر نشاطها وتسمى مدينة ( الأساطير ) وهي تقع في مملكة الشرق

ماذا الزمان السحيق ؟

نعم ففي عالمنا الحالي توجد أربع مملكات عظيمة

مملكة الشرق ومملكة الشمال ومملكة الجنوب ومملكة الغرب

- عجيب أقولها باستهزاء أكاد اضحك فمسكت نفسي ) !!!!
أيها الغلام الخيالي، أين طريق القصر الذي يسكنه الأمير

- من هناك سيدي ,!!

فبدأت المسيرة على ناقتي

-- لحظة سيدي لحظة سيدي

- نعم ماذا تريد ؟

- أريد درهماً أريد أجري

- عجباً يا لك من فطن،
لحظة من أين أتيه بالنقود أدخلت يدي في تلك الجيوب في ذلك الرحل
وأجد كيساً كبيراً معقود بعقدة ذهبية اللون عجبي من أين لي هذا فتحت الكيس وأعطيت الصبي نصيبه وأكرمته

وذهبت في الحال إلى ذلك القصر لمقابلة الأمير ، وصلتُ إلى ذلك القصر ، رأيتُ حراساٌ كثر ، استأذنت بالدخول إلى ذلك الأمير ، ففتحت الأبواب
وكزتُ ناقتي ودخلت ذلك القصر ، يا له من قصر بتلك الهالة العظيمة ، بساتين وذلك الورد ، وبلاط أرى فيه نفسي ،
أنخت ناقتي لأكمل السير مشيًا إلى ذلك الصرح
وجدت رجلاً يبدو عليه الكبر في السن ، أصلع لا شعر له ولا لحية ولا شارب ، يلبس حلّةً قرمزية منقوشة بزخارف من ذهب ، مد يده وأوقفني
وقال لي إلى أين ؟
أجبته : إلى الأمير يا هذا ؟ ومن تكون ؟
أنا حاجبهُ ( رعيب ) لحظة من فضلك كي أستأذنه لتدخل إليه
ذهب الحاجب رعيب إلى الأمير وعاد إلي ثم قال :
تفضل أيها الغريب فالأمير بانتظارك
دخلت على الأمير وقلت له :
يومك بخير أيها الأمير فأجابني
أهلاً بالضيف الغريب تفضل بالجلوس
ينادي الأمير تلك الجارية يناديها باسمها "نيبال" يا "نيبال"
أحضري ما يروي عطش ضيفنا وقومي بتجهيز مائدة الطعام بما لذ وطاب
قلت للأمير : شكراً لك ولكرمك الذي لا حدود له
رد الأمير : ما أسمك أيها الغريب
اخترت لنفسي أسماً لعل هذا ينتهي سريعاً فهو أكيد حلم سريع
أسمي غريب أيها الأمير
ضحك الأمير وقال غريبٌ وأسمك غريب !! ومن أين أنت وما هو مطلبك من هذه البلاد ؟
رددت عليه : أنا يتيم مات أبي وأنا صغير وأمي عجوزٌ لا تقوى السفر معي أتيت هنا لأطلب علماً مما عندك فلقد أرشدوني إليك
أهلاً بك ولأنك يتيم سأقبلك تلميذاً لدي ولمطلبك الراقي أجيب
تحضر الجارية " نيبال" ذلك العصير إنه التوت في كأسٍ وقالت تفضل أيها السيد
وأنا أشرب عصير التوت الشهي أيقنت نفسي بفائدة تجربة مدار اليتيم لكي أكون هنا وأجيب على سؤال الأمير
شربنا العصير وذهبنا إلى مائدة الطعام بعدما قدمني الأمير إليها إكراماً لي
حينها أغمي علي !
في هذه الأثناء حينما وعيت ، وإذ بتلك العصا ممدودة إلي ، وإذ بصوت خفي ينادي ، أمسك أي بني أمسك
يدي خدرة جداً ، لا أكاد أحمل على رفعها ، لكنني وفقت لهذا ، أمسكت العصا ، وتم سحبي بقوة
فصوت الشيخ ينادي : هيه أنت أتسمعني ؟
ماذا ؟ أين أنا ؟
أستيقظ يا فتى قد كنت تهلك !
ولماذا أيها الشيخ ؟
يجيب الشيخ: لقد انحرفت إلى مدار أسطوري ! ليس أوانه الآن
قد يكون أمرًا ما دعيت إليه ! أرى في عيني الشيخ رؤية تأمل كبيرة كأنه يغوص في داخلي
يبدأ الحديث فيقول : يا بني إني أرى في أمرك عجبا ! فقد قدر لك أمر جلل ! كأني أرى بوادره وبعض منه
أتدري ستكون رحلتك القادمة في ذلك العصر لنرى ما إليه أمرك ! فكما يبدو لي بأنك هناك من ينازع نفسك ويعيش بها
أطمئن وخذ قسطًا من الراحة لكي نبدأ في رحلتك القادمة .
عجبي يا شيخ كيف تتركني أغفو ألن يحصل لي كما حصل بالأمس .
يطمئن الشيخ نفسي فيقول : أذهب إلى تلك البحيرة وأغتسل ، لكي لا تنحرف مرة أخرى في مدار ما
إني أبذل الآن جهدا مضاعفا معك فما رأيت مثلك قط ! إن في أمرك لعجبا ! .
قمت فاغتسلت ونمت ! ولعل في الأمر أجلًا
حينما استيقظت كان النداء ! من وأتى إلي إنه الشيخ !

ينادي :

يا هذا قم هيا ولا تطل مناما
فأنت هنا لعلم يراد به مقاما
فقم هيا معي ولا تطل أحلاما

- أيها الشيخ قل ماتود قوله :

الشيخ :
أعلم يا فتى أن مدار اليتم لم يكن لغيرك فأنت هو وهو أنت ، أعلم أن تلك المدارات تنقلك لعهدك السابق تعيد لك الذكريات
لكي تعيش مقداما أو تموت خسرانا ، فكن على وعي دائماً بهذا ، وما كان حلمك بالأمس سوى صراع بين ماضي وحاضر أنت فيه معمولا

أنا وقد أصابتني الدهشة : يا إلهي وما أنا فيه فكيف نسيته الآن ولا أذكره

يقول الشيخ :
لا تتعطل عن ما أنت فيه الآن وكن للصبر مسئولا ، قف هيا طوال هذا اليوم بلا حراك ..
حتى تتعلم معنى الصبر صبرا فلا تجزع ولا تمل.

أ مستعد أنت !
- كل الاستعداد وأنا أقف من الآن صبرا واحتمالا
كان النعي في نفسي ، تأن أوداجي ، ويعتريني الاختناق ، أفي حالي هذا لعنة ما ، أم دعوة من كان يظن ظن سوء
أفي حالي قلق أم خوف من مستقبل ، يا إلهي في حالة الصبر هذه أكاد أجن ، كنت واهم بأنها حال يسيرة من وقت
لكنها كئيبة وقاتلة ، أكاد أُقتل مكاني ولا أعي هذا ، لعل الفرج يأتي ، سؤال لنفسي هنا
هل أبقى ؟
أم أرحل ؟
هل هناك من يتربص بي ؟
أم أنا في حالة هذيان ؟

عمياء يا نفس عمياء ، هؤلاء هم الخلق ، فلا اعتراض ، هل أقول وداعًا أم إلى لقاء أخر يجمعنا
وهذا حديث مع نفسي تقول وأقول لها وما دار بيننا كان :
أعلمني يا هذا ، من تكون ولماذا ، ومن أين هم ، ومن أولئك ، أبشر ؟! أم نوع من الجن ؟!

ماذا ؟ ألا تعلم ماذا أقول ؟
أتظن بي الجنون ، أبتعد أبتعد عني

من تكون ؟ أبحر أغرق فيه ؟
أم بئر ترمي بي بها ؟

أيا ذكرى لروح أيا روح لذكرى ،آه من الذكرى حين تأتي فتنسيني حالي
تقسى علي ، تتسابق دموعي مع الجسد في أيهما سقوط للأرض

حالة يرثى لها ، فعذرا ، أين أنت أيها الشيخ !
الصبر طال وقته ، والحزن نزف في حالتي ، بدأت أرى نفسي بدأت أستدعي الآهات
أكاد أختنق لا أدري ما هذا الإحساس ، وحيدا وحيدا ، لا مؤنس ولا صديق

هذه الساعة وحيدا ، أين هم الأصحاب أين هم الأحباب ، نداء بعد نداء
ثم نداء نداء ، وأنتهي بنداء ، أيها الشيخ أين أنت ؟؟؟
أخ ، مؤلم !!!

يضربني الشيخ بعصاه
يقول : أفق هيا ما بالك فكلما تتقدم خطوات أراك تتراجع !
لو بقيت هكذا فسوف تضيع في مدار ما ! ألم أقل لك لا تضعف !
أجيب بكل حزن : إنما هي الأفكار والتيه في الآلام ، فكم تضعني تلك الأفكار في حالة ضعف شديد
يقول الشيخ :
تجلد يا هذا تجلد ولا تستسلم لها ، حاول ردعها بعمل ما يشغلك عنها ، فهذه الأفكار ما إن تتمكن منك حتى تقضي عليك
كن مع ربك دائماً ولا تكن مع نفسك طرفة عين ، قد تكون لكن بتهذيبها وتأهيلها لا أن تكون منقادا لها
إن النفس كالطفل اللعب هو جل اهتمامها فلا تجعلها المسيطرة فتكون أنت رهين أفعالها ، هيا أعد تمرين الصبر فإنك لم تنجح فيه
أيتها الأحزان
إليك عني وكفى
أيتها الآمال أقبلي هيا
وأزيحي هموم كالجبال
قومي بإزاحة تلك الأحزان عن صدري

هيا ، هيا

أيها الإحياء أقدم
إنها روح تملؤها الوئام
أقدم أقدم
نفسي توارت وراء السنين
آهات وآلام الحزين
أيا صبراً أيا أملاً أسكن بداخلي
وقم بانتشالي من وحل الآثام
أدر الرحى لأطحن الأحزان وأنثر بقايا مع التراب
كن أنا يا أنا
حينما بلغ مني الصبر ، ما بلغ ليبلغ ، أتى المساء ، وإذ الشيخ أمامي
وكنت أنا هنا ، تأدبت بأدب الصبر ، وتعلمت شيئًا جوهريًا
أتى الشيخ ، وفي وجهه علامة ابتسامة

يقول لي : أيا هذا
- ونعم فماذا !
لقد لعقت الصبر صبرًا
وأفنيت في ذلك فهمًا
أيا هذا
إني أراك الآن وقد صبئت
عما أسلفت
ستكون نبراسًا يوما
ستكون للإبداع إبداعًا
هيا معي الآن
فقد حان الوقت لرحلتك
للمدار التالي
ستكون رحلة مليئة بالمغامرات !
ستعمر نفسك فيها جمالا ! هيا معي
نسير إلى ذلك الغار ! إلى الأبواب
فيفتح الشيخ بابا

أدخل هيا
فدخلت

لأنتقل ! مثل السابق

أغمضت عيني
وفي ذلك سعادة وابتسامة

فانتقلت ! فكانت رحلتي
والى ماذا ؟ سأعلم حين أصل
لقد نمت الآن

يتبع ....

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-15-2013, 04:13 AM   #7
علي آل علي
( كاتب )

افتراضي


عدتُ إلى القصر فاتجهتُ فوراً إلى حيث الأمير وإذ بي أجد رعيب في الساحة فسألتُه عن الأمير فأشار بيده إلى حيث الشرفة وقال لي : إنّه هناك يقوم بإلقاء التحيّة على شعبه.
تركتُ رعيب وذهبتُ إلى حيث أشار لأقابل الأمير حينها رآني فرحب بي قائلاً : أهلا ... أهلاً أيها الغريب تعال وانظر معي إلى شعبي ، إنّي أشعر بالسرور حينما أراهم في رغدِ العيش ..! أرأيتَ ما أرى أيها الغريب !
فأجبته بفرحٍ وسرور : نعم أيها الأمير ... إنّ هذه غايةٌ سامية قد حظيتَ بها !
وبعد ساعة من ذلك ..! عدنا إلى مجلسه فجلسنا جلستنا التي بدأنا فيها حديث التدبير والتفكر لأتعلّم منه ما أوتيتُ فهمه من علم.
هكذا توالت علينا الأيام وهكذا كنتُ التلميذ بين يدي الأمير الإنسان.
دارت دائرة الزمن ومضت سنة إثر سنة ؛ حتى صار الأمير كالصديق بدلاً من كونه المُعلّم الذي كنتُ تلميذهُ النجيب ، لا أجد غيره كي أصحبه فلقد كان نعمَ الأخ لي والرفيق.
وفي إحدى الليالي وفي ساعة كان الناس فيها نيام أتى الأمير الجذام وحمى وآلام
تقلب على فراشه ونادى حاجبه رعيب يا رعيب أجاب رعيب / نعم سيدي الأمير.
فقال له الأمير / يا رعيب أحضر الحكيم.
فأجاب رعيب وهو قلق/ في الحال أيها الأمير.
فذهب كي يأتيه بالحكيم .
وفي تلك الساعة كنتُ في مخدعي أعاني من اضطراب تسبب به منام مزعج رأيتُ فيه الأمير وقد رحل عن هذه البلاد تاركاً عندي أمانة أجهل ما هي غير أنّهُ استحلفني بأن أُحافظ عليها.
فخرجتُ إثرَ ذلك إلى باحة القصر وإذ برعيب يُسارع الخطى وبرفقته أحد الحكماء فاستوقفته لأسأله ما باله ولماذا أحضر حكيما في هذا الساعة فقال لي: إنه الأمير يعاني من سقم شديد.
ذعرتُ ذُعراً لم أعهدهُ من قبل فقلتُ لرعيب : هيا أسرع وسألحقُ بك فوراً.
يا لهُ من منامٍ مُزعج و يا لهُ من خبرٍ مفزع !! لماذا أجدني ما زلتُ هنا ، سأذهب لأرى حال الأمير ومن ثمَّ ابحث في هذا الأمر وإلامَ ستؤول إليه الأمور !!
لقد وجدتهُ في حالة يرثى لها فقلت : يا صديقي العزيز ما الذي ألمَّ بك ؟
فأجاب : آه يا صديقي إنه الموت لا محالة إنني في سكرته ولا أظنّهُ بعيد عنّي.
فقلته لهُ : يا صديقي العزيز لا تتشاءم هكذا ! وتفاءل بالخير فإنّك إن تفاءلت بالخير ستجده بلا ريب !
يقول الأمير : دع عنك هذا وأسمع منّي ! فإنَّ الوقت لا يُتدارك ! هيا أفتح يدك وخذ ..! فتحت يدي فقبض عليها الأمير بيده ثمّ قال لي : يا صديقي الغريب ، أيُّ ديار أتت بك إليَّ ! آهٍ يا رفيقي فلقد كان للحياةِ روحاً حقيقية تسري في هذا القصر من بعد قدومك إليَّ ومصاحبتك إيايَّ ! نِعمَ الأخ أنت وإن لم نكن من بطن أُمٍ واحدة !
إنَّ لك منّي أُعطيتان عليك بأخذها والحفاظ عليها دونَ أي اعتراض أو جدال منك .
أما الأولى فخذ هذا خاتم السلطة لتكونَ السلطان من بعدي بلا ضير فإنني لم أعهد سواك له باع طويل في الحكم ! فأنت أهلٌ له.
أما الثانية فلقد اخترتُ لك زوجاً من إحدى جواري القصر إنّها جاريتي نبال طهرٌ لم يمسها إنسانٌ قط .
فجأة أنطفأ نور الأمير وقعت يده على السرير فمات وبعد موته أقيم الحداد لثلاثة أيام فعلت الأصوات بالبكاء الحاد وكان الحزن قد عمَّ المكان.
انقضت أيام الحداد وانتشر الحديث بين الناس ، من الأمير الآن ؟
قام الحاجب وأعتلى منبرا ألتف حوله الناس جميعاً.
" أيها الناس أيها الناس إنَّ أميركم قد مات فهل نستمر هكذا بلا خليفة له ، كما تعلمون بأن الأمير لم يكن له الولد أو قريب له لنعهد إليه هذا الأمر من بعده ، وإنَّ الأمير قد عهد بهذا الشأن لهذا الغريب الذي كان له من المقربين فلقد صاحبه في كل أموره ولقد كانَ أمين سرّه فهل رضيتم به بأن تسمعوا له فيما هو خير لكم.
كثير الحديث من عامة الناس حول هذا الأمر ، وبعد مضي ثلث اليوم تقريباً تمّ الرضا بأن أكون الأمير خلفاً للأمير الإنسان.
عاد رعيب إلى المنبر ليخاطب الناس قائلاً : إنّ الأمير الإنسان قبل وفاته قد زوّج هذا الغريب من إحدى نساء القصر والتي تُدعى نبال لتصبح منذ الآن الأميرة زوجة هذا الغريب وهذا ما تم و ما عقد عليه الأمر فهموا وباركوا بذلك وعاهدوا بالطاعة و عدم العصيان.
فتم الأمر وانعقد ليكون العهد الجديد للأمير غريب وزوجته الأميرة نبال.


يتبع ...

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-12-2013, 04:39 AM   #8
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي


في أحد الأيام ، دار حديث بين الغريب ونبال ،وفي الذكر آياتُ ذكريات الأمير الراحل الأمير الإنسان ، بدأ هذا حينما تساءل غريب : يا ترى كيف كانت حياة الأمير منذ نشأته !! لقد وجدتُ نفسي تتوق أن تعرف عنه ولو بعض ما قيل.
فأجابته نبال كانت قصته عجب العجاب كان فاقدا لوالديه فلم يراهما منذ أن ولد
أما الأب قد ماتَ مقتولا قبل أن ترى عيناه ما بشر به في بطن أمه وبعد ولادته مباشرة ماتت أمه حسرةً على زوجها السلطان فنشأ بعدها في أحد الدور التي تعتني بالأيتام.
.... مكيدة دبرت من رجل يقال له مقيت وزير الدولة آن ذاك الذي عيّنه السلطان ، قد طمع أن يرتقي مرتقاً لا نظير له، فلما علم بمولد الأمير أيقن أنه لن يكون له من الأمر شيء إن لم يبادر فدبر المكيدة وبرع في الحيلة فقتل بغيلة وغدر من كان له الفضل سيّدهُ السلطان سلطان هذه البلاد.
أُخفي عن الناس بأن السلطان مات مقتولاً ، وقام الوزير مقيت بتولي الوصاية على الأمير الإنسان، والوصي له الحق المطلق في التشريع وحكم البلاد حتى يبلغ ولي العهد سن البلوغ، ليتولّى بدوره حكم البلاد ويعود الوزير إلى سابق ما كان.
قام الوزير بالاستعانة بكاهنة تدعى كاهنة الزمان في تولي رعاية الأمير الإنسان فأرسلت به إلى دار ايتام وأخبرتهم بأن الصغير لقيط لا يُعلم له أب أو أم، فاستقبلته الدار وقامت بتربيته، فنشأ فيها ليتعلّم الفصاحة في البيان وأن يكتشف آيات الكون ولغز الزمان كان شجاعا يرقب الفرسان ويتعلم منهم فن القتال بالسيف وركوب الخيل لقد برز الأمير الإنسان في صباه بين الغلمان فأصبح شأنه ملحوظاً للعيان ، يضرب فيه المثل في الدار تلك وجميع الأركان حتى صقل عوده بإتقان وفي أحد ا لأيام خرج رعاة الدار بالأيتام إلى نزهة ما بأحد الضواحي وفيها التقى الأمير الإنسان بكهل يرثى له الحال سأله عن حاله فوصف الكهل حاله بأنّه سيء وبأنّه حاليا بلا وطن وبلا مكان.
إن الجور يسود هذه الديار فلا العدل كما كان ولا كرامة لأي إنسان فرحمة السلطان الذي يهابه الكبار والصغار لعدله وقوة بأسه قد ولّت بعد موته ؛ حتى أتانا هذا المقيت فتجبر ليكون له الشأن الآن قال الأمير الإنسان باستنكار: ومن في البلاد ؟ ألا يوجد من يتصدى له ألا يوجد من يردعه فأجابه الكهل محبطا: لا يوجد وَ أسفاه.
فعاد الشاب وحماسته تسابقه إلى إسقاط الأرعن مقيت أجتمع بأخوته الأيتام
وقام خطيبا فقال :
أيها الأيتام في حالنا نحن أيتام لكننا ذو مجد لا يبلغه الأمجاد نحن الأيتام مشاعرنا قوة وقلوبنا محفوفة بالرحمة والرقة نعتلي المجد سادة ونكرم الحشد كقادة فهموا بنا لإسقاط الطاغية فتجمع حشد الأيتام وأنضم لهم مدد الرعية المكبوتة فأسقطوا مقيت وأعلوا الرايات نصرا لا يضاهيه نصر فأقيمت الأفراح والأتراح ووضع القانون الجديد قانون الحرية العظيم هذه قصة الأمير الإنسان أيها الغريب فتمعن بإمعان سيرته وأتم المسيرة.

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية النفس اللوامة.. نضج التساؤلات المتضادة.! رداد السلامي أبعاد النقد 4 01-05-2020 12:21 AM
رواية النادل ,شيء فقط لأبعاد ادبية نايف فوزي أبعاد القصة والرواية 2 07-31-2012 11:29 PM
رواية " أيام العطش" لمريم الضاني مريم الضاني أبعاد النقد 6 05-27-2012 04:01 PM
رواية الشمري ممنوعة في السعودية ومسموح لها في الكويت والإمارات عبدالناصر الأسلمي أبعاد الإعلام 2 11-25-2011 04:38 AM


الساعة الآن 09:48 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.