قراءة في قصة انسان مسكين لخلف المشعان !! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
قال لي مجنوني .. (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 1 - )           »          رثاء متأخر، وعتب على الـ"غرغرينا"! (الكاتـب : حسام المجلاد - مشاركات : 6 - )           »          ورده رقيقه .. (الكاتـب : تفاصيل منسيه - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 529 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 470 - )           »          طفل الغيم (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 518 - )           »          تساؤلات تضج بالإجابة (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 255 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7499 - )           »          {} أؤمِــــــنُ بـِــ ...... {} (الكاتـب : إبتسام محمد - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 190 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-31-2006, 03:52 AM   #1
عيد المطرفي
( شاعر وكاتب )

افتراضي قراءة في قصة انسان مسكين لخلف المشعان !!


:
:

مع قدمها وتغير بعض الآراء ؛ إذ وافقت النقاد ، ولكن ليتقبلها ذوقكم الراقي كما هي منبأة عن فترة حماس للشعبي ،

مع أن النظرة للشاعر لم تتغير أبدا :

أود أن أنبه بداية قبل طرح هذه الدراسة أنني كنت أقدم رجلا وأؤخر أخرى في طرحها تبعا لنظرة النقاد والأدباء وموقفهم من الشعر النبطي (وليس الشعبي) وخصوصا المكتوب سواء كانت دراسة فنية أو نقدية أو غيرها ، لأنهم يرون أنها ليست شعبية ، أي لا تعبر عن الحالة الشعبية وليست بلغتها ، وإنما حين تعلم الشاعر وتثقف ودرس في المدارس والجامعات والمعاهد أتى ليكتب بلغة ليست لغته ، ولا تعبر عن الشارع وتصطبغ بصبغته ولا تعكس وجدانه ، ورؤيتهم له أنه لابد أن ينحصر بالمشافهة والرواية دون أن يكون له من يهتم به دراسة ونقدا ، وأنا ومع احترامي لوجهة نظر النقاد الذين يقولون بهذا القول إلا أنني أخالفهم في هذه النقطة لأمور كثيرة منها :
أن هذه الدراسات توافق الفترة الزمنية للتوجهات العامة في الوقت الــ (ما )بعد حداثي من العودة للخصوصيات ، وفتح الآفاق للمهمش والمسكوت عنه في الخطاب ، وليست هذه القصائد النبطية إلا نافذة تطل على قدر كبير من المسكوت عنه إذ كان أسيرا للإعراب النحوي الذي لا يتقنه إلا المتخصصون في هذا الفن ،وكذلك للرؤية العامة لبعض المناهج النقدية الحديثة التي ترى أن اللغة هي التي تتكلم على ألسن قائليها وليس هم الذين يتكلمون بها ، فعلى ذلك فلغة القصيدة النبطية تحمل ما تحمله اللغة الفصيحة من إشارية الكلمة ورمزيتها ودلالتها لمدلول غائب وصورة في ذهن المتلقي ، ولم تتخلف فيها إلا العلامة الإعرابية (النحوية) في أواخر الكلمة – الترتيب الذهني وإدراك العلاقات الذهنية بين الكلمات في الجملة-
ولا تخفى دلالة لغة القصيدة النبطية على المعنى العام وإشارتها للمعنى المقصود دون الترتيب النحوي بين أركان الجملة الأساسية من مبتدأ وخبر وكذلك بين الفعل وفاعل ، وكذلك هذه هي توجهات الجامعات الغربية في هذا الوقت ودراسة اللهجات دراسة لغوية وفنية لأنها أصدق في عكس الحياة العامة التي يعيشها الجميع وكذلك يتحدثون بها لا الفصحى التي لا يتقنها إلا النخب وطلبة الجامعات وأساتذتها .
كانت قصيدة الشاعر / خلف المشعان ( حكاية عن إنسان مسكين) هي التي قادتني لكل هذه المقدمة ،لأنها تجري مجرى الحكاية ، وذلك لتشريحها والغوص في المسكوت عنه فيها – رغم ضعفها ، لا من الناحية الفنية وإنما لعدم انفتاح النص وقابليته للتأويل القرائي – والذي يبدع فيه الناقد إبداعا آخر يكون امتدادا لإبداع الشاعر في قصيدته .

بحكي لكم قصه عن انسان مسكيـن
ربـا يتيـم وكـان رابـع خواتـه
ابوه مات ولا تـرك لامهـم شيـن
ما غير رحمة ربهم فـي وصاتـه
وعاشوا على شغل امهم بالفساتيـن
وياحسين ود الثوب يا حسين هاتـه
باول حياته جرب الشين و..........
هو فيه زين يجربه فـي حياتـه ؟!
باول حياته جرب الشيـن والشيـن
مافيه زيـن يجربـه فـي حياتـه
إن راح يلعب عيـروه الوراعيـن
واذا رجع للبيت مـو مـن حلاتـه
يسمع كلام امه عن الفقـر والديـن
ويضيق فيه الكون باربـع جهاتـه
يعني بنت مستقبلـه دمعـة العيـن
ما عاد تفرق عـن حياتـه مماتـه
كبر وصار اكبر حرامـي دكاكيـن
يسمـع بفقـر الذيـب والا غناتـه
لين كفشوه وصارله اربـع سنيـن
يدعي لرب البيت بآخـر صلاتـه
يارب تشملنـي بعفـو المساجيـن
وتفرج عن اللـي يرتجنّـه خواتـه

 

عيد المطرفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-31-2006, 03:54 AM   #2
عيد المطرفي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عيد المطرفي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

عيد المطرفي غير متواجد حاليا

افتراضي


"
"
كان بالإمكان أن نقتل خلف المشعان ليخلو لنا النص ونتعمق في بنيته النصية على ضوء "موت المؤلف" ، وبذلك نقف على عتبات النص بلا سلطة قائله ،(وهي مقولة أي موت المؤلف، لا تعني ظاهر معناها اللغوي ، وهي لا تعني إلغاء المؤلف وحذفه من ذاكرة الثقافة . إنها تهدف إلى تحرير النص من سلطة الظرف المتمثل بالأب المهيمن : المؤلف، إنها تفتح النص على القارئ بما أن القارئ هدف أولي للنص، وتزيح المؤلف مؤقتا إلى أن يمتلئ النص بقارئه والقارئ بالنص ثم يصار بعد ذلك إلى استدعاء المؤلف ليحضر حفلة زفاف النص إلى قارئه ليبارك هذه العلاقة الجديدة وينتظر الولادة الآتية فرحا لابنه-حسب تعبير أبي تمام-أو شوارده- حسب المتنبي لكي يتزوج الابن ويتمدد في أسرة جديدة من النصوص الموازية ، ولكي تدخل الشاردة في خصام مع الخلق يجعلهم يسهرون حيث ينام المؤلف/ الأب سعيدا بمجد نصه وتاريخانيته المستديمة)1 ، ولكن مع ذلك فالشاعر بفكره الثاقب وشاعريته الفذه نزع سلطته عن النص طوعا ، واكتفى بأن يكون حاكيا مستترا خلف نصه من بداية القصيدة ، إذ يقول :" بحكي لكم" فاقتصرت مهمته على الحكاية من بداية النص ، ولا أدل من أن يأتي الفاعل في "بحكي" مضمرا ، وهو خلف المشعان ، ولا تخلو هذه الشاعرية الفذة من أن تعي دور المتلقي وأهمية الجمهور في العملية القرائية ، دون أدنى تدخل من الشاعر ولذلك قال: " لكم" ، وهو بذلك يفتح النص لمتلقيه ليفهمه كيفما شاء وحصر وظيفته في ايراد الأخبار مع وصف الشاعر لما رآه وصفا شخصيا ، ونحن في هذه المقاربة لا نريد أن نحلل ماقاله الشاعر في قصيدته ، ولا إلى مقصديته وإنما نحاول أن نستنطق مالم يقله النص، ونكشف عن المخبوء في ثناياه ، وكذلك ما سكت عنه في القصيدة الميلودرامية ، التي جسدت بطولة مأساوية ، وكذلك دراسة التراكيب دراسة أسلوبية ، من حيث حذف المسند أو المسند إليه وكذلك تقديمها أو تأخيرهما وما في ذلك من دلالة بلاغية ، وندرس كذلك التركيب الصوتي في القصيدة ، إذ أبدع الشاعر في توظيف الصوت أيما إبداع وفقا للحالة التي يرويها ويتكلم عنها.
ففي بداية القصيدة/القصة ، نجد حذف المسند إليه- قصة- في (قصة انسان مسكين)، والظاهر للقارئ أن الحذف لا يخلو من دلالة تتبين في أول شطر في البيت الأول وهي أنها ليست قصة إنسان مسكين ، وإنما قصة عنه ، أي ليست هي كل حياته ولكن جانبا من جوانب حياته ودليل ذلك أن الشاعر الفذ ، وظف حرف الجر ، لعلمه أن حياة هذا الشخص لا تصورها قصيدة/قصة ، فلذلك نسقط "قصة"ونجعل العنوان : إنسان مسكين ، لأن القصيدة أصلا كانت بلا عنوان ولا أدل من ذلك أنها كانت في صورة أخرى ، في موضع آخر قد يكون هو نص الولادة // ولادة النص ، وهو في مواقف كتبها الشاعر فكان المطلع : والموقف السابع عن انسان مسكين ، ولكن الذي يحلو لي كقارئ يمارس العملية القرائية للنص بلا سلطة الشاعر ، إذ تخلى لي خلف عنها –قرائيا- بعد أن حصر مهمته في الحكاية ، وكذلك ذاتيا أو شخصيا ، فلذلك يكون النص " بحكي لكم قصة عن انسان مسكين" . ونريد بداية أن نشير إجمالا إلى ما سكت عنه النص ومن ثم نعود لنؤيد ما ذهبنا إليه من بنية النص وتراكيبه الأسلوبية والصوتية كذلك.
إن الموضوع الاجتماعي للقصيدة/القصة ، هو الذي جعل القصيدة تتكلم بذاتها ، لأن هذه القصيدة/القصة ، هي واقع اجتماعي ، أو واقعة اجتماعية يعرفها الجميع ، والمتتبع لقصائد خلف يكاد يجزم أنه شاعر اجتماعي بالدرجة الأولى كـ حافظ ابراهيم- شاعر الشعب-، ولا أدل من ذلك نظرة عابرة على قصائده ، وقد لا أكون مبالغا إذا قلت : أن خلف تغلب الغيرية عليه وتتغلب غيريته على ذاتيته ، وإذا أردت البرهان فانظر إلى وصفه لمشاعر غيره في قصائده فتجدها قوية جدا ، بل وأقوى بزعمي منها عندما يتكلم عن ذاته.
وأجزم أن أغلب قصائده -إن لم تكن كلها هي نتاج موقف- ، وتمظهرا لشئ وقع عليه أو جرى له .
نعود إلى قصيدتنا//قصتنا ، لنسمع الحكاواتي ، يتربع في صدر المجلس ويحكي لنا هذه القصة الحزينة كالمنشدين اليونانيين وهم ينشدون الأساطير عن آلهاتهم ، ونحن نسمع ، والسماع له دور خطير في القصيدة/القصة ، لأننا بداية نتلقاها سماعا ، ولأن مأزق بطل القصة(حسين) ، كان بالسماع.
بداية بالإرث السلبي –الوصية الأبوية- إذ نعلم أن الوصية مسموعة كما أنها قد تكون غير ذلك ، ولكن الذي يجعلنا نجزم بسماعية الوصية ، هو قصرها الشديد إذ لم يترك لهم إلا رحمة ربهم ، ولا يخفى الدور السلبي لأب ، الذي يقر به الأب نفسه ولذلك قال :" ربهم" ، فأسند المضاف إليه، إلى ضميرهم الجمعي "هم" ، دون أن يشركهم ، وما ذاك إلا دلالة على أنه رحل وهو يدرك أنه خالي الوفاض من دون شي ، ولو أن يشرك زوجته وأولاده في رحمة يستنزلها لهم من ربه.
وتتكرر مأساة السماع صريحة كصراحة اسم بطل القصة (حسين) في هذا الشطر الذي لم يأت صريحا إلا في هذا الموضع المتضمن لمأساة السماع التي يعيشها حسين ، إذ يتجدد حزنه بعد سماعه:"و يا حسين ود الثوب، يا حسين هاته" .
ليأتي الشبح السمعي له بالضيق والضجر والشعور بالامتهان عندما يسمع (الوراعين) يعيرونه ، بأي صفة أو قذف يجعله يعود للبيت لكي ينقطع السماع عن أذنيه ويطلب الراحة ، إلا أن السماع يقف له بالمرصاد ، ليكرس المأساة في داخله ، فيسمع كلام أمه عن الفقر والدين ، لتضيق به الجهات الكونية ، جهتي الداخل وجهتي الخارج ، إلا أن خلف المشعان يتدخل في اللحظة الأخيرة ، ليصف شعور البطل/حسين ، وهو التدخل الوحيد في القصيدة/القصة ، منه بعد أن قصر مهمته على الحكاية كما مر معنا سابقا ، وما هذا إلا تأكيد على كلامي السابق من أن خلف شاعر غيري يبدع في وصف مشاعر غيره ويجسدها تجسيدا قلما نلحظه عند غيره من الشعراء ، وليته أخره قليلا ولكن اللحظة كانت تستدعي هذا التدخل خصوصا عند شاعر غيري كما نزعم ، ليقرر بمفارقة عجيبة وهذا اسلوب يتكرر في مفردات وقصائد خلف كثيرا- كأحمد مطر –وهو أسلوب المفارقة ، فالحياةهي الممات وقبل ذلك كانت تجاربه في حياته ناتجها الشين والشين ، وان راح يلعب عير وان رجع فالشكوى تملأ أذنيه ، تعددت مصادر الشقاء والبؤس واحد.
وبعد هذا التدخل الخارج عن البنية النصية ، يرجع غول السماع ليردي بطلنا/حسين ، في الهلكة ، بعد أن شكل السماع فهمه وتصوره ، وذلك متزامنا مع حالة حتمت على البطل أن يتخذ قرارا مصيريا ، تغيب فيه المنطقة الرمادية ليصبح الحل الأمثل ، إما السواد الخالص أو البياض الخالص ، (فقر الذيب/السواد ، غناته/ البياض) وبأسلوب المفارقة ذاته يصور لنا الطريق الذي وضع فيه البطل كل آماله بالغنى ، لتنقلب عليه طاولة الآمال وينقلب السحر على الساحر ويكون حظ المستقبل فعلا دمعة العين ، وما هذه الأبيات المحكية بعد تدخل خلف على الحكاية إلا دلالة استتباعية على صحة حكم خلف على مستقبل البطل/حسين . فكأنما أبا موسى أراد أن يقرر الجميع بصحة تدخله الوحيد على السرد الروائي . ويوكد صحة استنتاجه وتنبئه بمصير حسين ، والنتيجة واضحة هي سجن مدته أربع سنوات .. وهذا الرقم ليس بغريب علينا في القصيدة/القصة ، إذ تكرر في أكثر من موضع :
وكان (رابع) خواته.
ويضيق فيه الكون بـ(اربع) جهاته.
وصار له (اربع) سنين.
ولا يخلوالإصرار على هذا الرقم من دلالة ، لأن الرقم وظف توظيفا مقصودا ، فإن سلمنا بأن مجموع الأبناء أربع ، فما الجهات الأربع للكون ؟ ولماذا حددت جهات الكون بأنها أربع، مع أن الكون لا تحده الجهات المعروفة .. الشمال .. الجنوب ..الخ .
لأن الكون فضاء متسع لا يتحدد بجهة معينة . ؛ وقد تكون هذه الجهات جهتين داخليتين وجهتين خارجيتين بالنسبة لبطل القصة/القصيدة ، متمثلتين بــ 1- الجهة الداخلية ببعديها ؛ أ-هم أخواته . ب- كلام أمه عن الفقر.
2- الجهة الخارجية ببعديها؛ أ-تعيير الوراعين . ب- السماع بفقر الذيب أو غناته. والتوكيد الدلالي على مقصدية الرقم4 ودلالته
أنه مكث في سجنه أربع سنوات ، فهل يحدثنا القاضي : خلف لماذا حكم على بطله أربع سنوات؟! ، مع أن جريمة السرقة لا يكون حكمها ، أربع سنوات. لا نريد الإجابة من خارج النص ، وإنما نريد أن نفسر النص بالنص ، والقصة بالقصة ؛ قد تكون في المفارقة
المشعانية تفسيرا لهذا الرقم من داخل البنية النصية .
فنلحظ : حياته/مماته .. ود/هاته .. الشين/زين يجربه .. فقرالذيب/غناته..
ولا تخفى سلبية البنات –أخوات حسين- ، إذ كن ثقلا ينبئ به المسكوت عنه في القصيدة ، وغيابهن جلي وواضح ، إذ يغبن غيابا فعليا وتاما ، في المشهد المأساوي لحسين وأمه ، فهو وأمه كانا يقتسمان العمل ، وبالتأكيد كانت البنات عالة عليهما ، فالأم تعمل بالفساتين ، وحسين (يودي ويجيب) ، وبذلك يكون حسين وأمه قد اقتسما الشقاء والعذاب والشين والشين ، متمثلا بالعمل الشاق ، وكذلك وضاعة العمل .
ولكن الغريب في النص أنه غيب الأم تماما في نهاية القصة/القصيدة،وذلك أن (حسينا)، لما استزل رحمة ربه التي كانت هي رأس ماله التي ورثها من أبيه لا غير ، لم يذكر أمه التي طالما اقتسم واياها المر والمر والشين والشين على حد تعبير النص .
وإنما كان تفكيره منصبا على ثلاث أخوات له ، إذ أن الأم قد ماتت أيضا –وبدون وصية- ايجابية أو سلبية كانت . وماذا عساها أن تفعل وكل ما كانت ما تجيده صنعة تصنعها بيدها ، وماتت بموتها ، (صنع الفساتين) . ولم يبق للبنات سوى أخ أستنزل-كأبيه- رحمة ربه من أجلهن .
دراسة التراكيب : كانت الأفعال تحتل المرتبة الأولى في النص وهو توظيف جيد للجملة الفعلية التي تدل على التصعيد والحركة والتجدد والحدوث إذ تلحظ الأفعال من بداية النص ؛ بحكي ، ربا ، مات ، ترك ،..... الخ القصة/ القصيدة ، لتدل على الصراع بين الحدث وذاتها الفاعلة ولا أدل من ذلك وقوع الذات مضمرة في موضعي الفاعلية والمفعولية في مواضع كثيرة، ستتبين بالأرقام فيما يلي ، ولم تأت صريحة إلا في موضعين سيأخذان الرمزين أ، ب. في نفس موضع القصيدة .
ونلحظ حسن الاستخدام التركيبي والصوتي في القصيدة ، إذ أتت الجملة الإسمية (انسان مسكين) ولا تخفى دلالة الجملة الإسمية التي تفيد الثبوت والدوام ، لتدل أن الفقر ملازم لبطل القصة//القصيدة.
ولا أدل من ذلك أن كل طرفيها أتى منكرا ؛ إنسان .. ومسكين .. ولم تكتسب التعريف إلا بالإضافة ، لتوكد ملازمة الفقر والشقاء لبطل القصة الميلودرامية.

 

عيد المطرفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-31-2006, 03:55 AM   #3
عيد المطرفي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


"
"

أما من الناحية الصوتية فقد أبدع الشاعر أيما ابداع في توظيف كل لفظة صوتية ، وكل (فونيمات النص) تحمل دلالة معبرة عن مشاعر الشاعر وقت روايته، إذ يبدأ النص بقوله:
"بـــــ / حـــ / كــــي" وحرف الباء حرف شفوي يناسب بداية الحكاية التي فاهت بها شفتا الشاعر//الحاكي .. ليأتي بعدها حرف الحاء وحرف الحاء حرف حلقي يدل على الصعوبة وينحبس معه الهواء والنفس حال نطقه ، وما ذلك إلا دلالة على نفسية الشاعر وهو يروي القصة//الغصّة .. تأتي بعدها كلمة .. قصّة ؛ بتشديد الصاد ولا تخفى دلالة التشديد الصوتية التي تعكس الشدة وبلوغ أقصى الغاية في الشدة .
وأكثر الشاعر من الحروف الحلقية ( ح ، ع ، ء ، ...) وكذلك التشديد .. وكلها أحرف ينحبس فيها الهواء داخل الرئتين حال نطقها فتعكس الشدة حسب التشريح الفيزولوجي ، يكاد معها ناطقها أن ينفجر لولا أن الشاعر أحسن اختيار حرف ( التأسيس) في قافيته ، وهو حرف المد- الألف- ، خو/ا/ته ، وص/ا/ته . ... الخ قوافي القصيدة .
ومع حسن اختيار التأسيس ، برع الشاعر في استخدام أحرف المد والتسهيل والتأوه لتعطي الحاكي//الشاعر فرصة التنفيس من الحروف الصعبة التي أحسن وأجاد استخدامها في حكاية القصة ووصفها .
بقي أن نذكر قضيتين مهمتين وهما :
أولا : التناسب الصوتي إذ نلحظه في .. حرف السين في انـــ/ سـ / ــــان مـــ/ س /ـــكين.
وكذلك الألف للتنفيس انســــــــــــــــ/ا/ن والياء في مسكـــــــــــ/ ـيــ /ـــن .
ولا يخلو أي بيت في القصيدة من تناسب صوتي لولا الإطالة لذكرناه، و من حرف مد أو تسهيل ، ليكون هناك مجال للتأوه الذي قد يكون كالزفرة الرائبة على كبد صاحبها .
وثانيا : أن الشاعر استنبأ جمهوره حينما قام بدوره وحكى القصة عندما قال : باول حياته جرب الشين وسكت ليكمل الجمهور بقية الشطر بكلمة (الزين) ، استكمالا للمفارقات داخل القصة // القصيدة... وكان رده معاكسا للحالة التي قالها المستمعون وتتطلبها المفارقة لتكون .. جرب الشين والشين .. أيضا ... ويعقبها الشاعر باستفهام انكاري على من أكمل الشطر بــ(الزين) . بقوله: هو فيه زين يجربه في حياته ؟!!
ليعود بعدها مقررا ويعيد البيت ليقرر مستمعه بأنه لا يوجد (زين) يجربه (حسين) ولذلك تعمدت أن أجعله في بيتين على الصورة التي كتبتها في بداية الدراسة .
والآن إليك قارئ الكريم القصيدة بعدد الذوات المضمرة والبارزة فيها :



بحكي لكم قصه عـن انسـان مسكيـن
ربـا 1 يتيـم وكـان2 رابـع خواتـه
ابوه3مـات ولاتـرك4 لامهـم5 شيـن
ماغير رحمـة ربهـم6 فـي وصاتـه
وعاشوا7 على شغل امهـم8 بالفساتيـن
ويا حسين أ ود الثوب ياحسين ب هاتـه
باول حياته9 جرب10 الشيـن والشيـن
مافيـه زيـن يجربـه11 فـي حياتـه
ان راح12 يلعب 13 عيروه14 الوراعين
واذا رجع15 للبيـت مـو مـن حلاتـه
يسمع16 كلام امه عـن الفقـر والديـن
ويضيق فيه17 الكـون باربـع جهاتـه
يعني بنـت مستقبلـه18 دمعـة العيـن
ما عاد تفرق عن حياتـه19 مماتـه20
كبر21 وصار22 اكبر ***** دكاكيـن
يسمـع23 بفقـر الذيـب والا غنـاتـه
لين كفشوه24 وصار لـه اربـع سنيـن
يدعي 25 لرب البيـت بآخـر صلاتـه
يـارب تشملنـي 26 بعفـو المساجيـن
وتفرج عن اللـي يرتجنّـه 28 خواتـه



أخيرا : لقد امتعنا الشاعر خلف المشعان بهذا النص الرائع والآن ندعوه لحفل زفاف النص إلى قارئه .

 

عيد المطرفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-02-2006, 07:59 AM   #4
حنان محمد

كاتبة وإعلامية

مؤسس

افتراضي


عيد

عندما يجتمع الوعي بالأبداع يكون

للجمال مذاق آخر

كم رائع ماتنثره لنا من وعيك ..

 

التوقيع

حنان محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2006, 05:53 AM   #5
حمد الرحيمي

كاتب

مؤسس

افتراضي




عيد المطرفي ...


صباحك خير أستاذي الكريم ...


اسمح لي أن أشاكسك قليلاً بما يتسعه قلبك من ود ...


بهذه اللغة الجميلة وما تحمله في جوفها من فلسفه كأني أقف أمام المبدع إبراهيم محمود ...

لذا اسمح لي أن أتخيل نفسي أمامه وأن أهب نفسي حلماً سيطول أمده ...

برأيي المتواضع يا سيدي الكريم فأنت هنا لا تقف على الحياد ، فالناقد ليس مع ولا ضد بل هو تجرد تام من كل شيء حتى من نفسه ...


أنا لا أختلف معك في شاعرية المبدع خلف المشعان ولن أختلف أبداً...

لكن أرى أن هذه القراءة النقدية تحولت بهذه الكلمات ( فالشاعر بفكره الثاقب وشاعريته الفذه ... ويجسدها تجسيدا قلما نلحظه عند غيره من الشعراء ... ولا تخلو هذه الشاعرية الفذة ... قد تكون في المفارقة المشعانية ... ) المتكدسة فيها إلى وصاية تمارس على القارئ بصورة غير معلنة ...

لم تعد قراءة نقدية / نقية / عادلة / منصفه بقدر ما هي تكريس لإعجاب ذاتي في نفس المتلقي باستثناء إلماحة سريعة في عدم قابلية النص للتأويل القرائي ....

أنا كقارئ عادي جداً وجداً أيضاً بحاجة لناقد يظهر كل أوجه الجمال وبالمقابل أوجه الاعتوار بصورة متوازية ...

وأن يقف في المنتصف ...

أما أن أقف أمام ناقد منجرف بشكل هائل لمنقوده فلا بد أن أفقد ثقتي فيه يوماً ما إن لم أكن قد افتقدتها ...



أثق بسعة صدرك وأجزم أن رأيي سيُرد /سيؤخذ ...


كُن بخير ...

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حمد الرحيمي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2006, 04:14 PM   #6
سطام الصعب
( شاعر )

افتراضي


لأنّه

داهية الشعر

وهذا ياعيد بختصار

 

التوقيع

[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]اقسى من الهم والحرمان والذكرى=احساسي انّك لغيري وانت في يدّي


[/POEM]

لـ فرج صباح

سطام الصعب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 01:27 AM   #7
شوق
( كاتبة )

افتراضي


الله رائعة

استمعت لهذه الذائقة الرائعة والقراءة الجميلة

كون بود

أختكـ/شووق

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أنا أتنفس هواااااااااك وأنام على أنفساك يابعد هاالدنيا


التعديل الأخير تم بواسطة شوق ; 09-11-2006 الساعة 01:29 AM.

شوق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-16-2006, 08:19 PM   #8
عيد الحواشيش
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عيد الحواشيش

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

عيد الحواشيش غير متواجد حاليا

افتراضي


"
"


الوعـــي // والمعرفةُ الحقيقةُ لأصولِ النقد / الأنامل التي أؤمنُ أنها تكتب ما تعرفُ قراءته




عيد المطرفي






النقد يرتدي ثوب الفقد إن ابتعدت عنه





لك الشكر بقدر وعيك

 

التوقيع

قايــد

عيد الحواشيش غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نقد بناء ( 2 ) خلف المشعان نواف الغريّب أبعاد النقد 23 11-19-2006 08:01 PM


الساعة الآن 07:03 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.