لقد كان لدي حدس [حدس.. بداية قوية!!] أي كان ينتابني شعوروإحساس بالذي سوف يحدث.. وكنت متوقعا ان ينتهي الحكم في العراق سريعا لان كل المؤشرات كانت تدل على ذلك وكل الدلالات السياسية والعسكرية والصحّافيـّة [من الصحـّاف] تدل على نهاية حقبة وبداية حقبة في العراق....
وقمت بتسجيل بعض الاغاني الوطنية العراقية التي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة لانني كنت أتوقع انها تبث للمرة الاخيرة وبعدها ترمى الى قارعة [بعد قارعة حلوة!!] ترمى الى قارعة الطريق بسبب انها لاتمجد في العراق ونخله ومآذنه ونهره وترابه وناسه وحضارته بل كانت تمجّد في [الراجل الراحل] ومن الطبيعي أن تذهب هذه الاغاني الى حيث لاعودة كما ذهب هو الى حيث لا عودة!! وكنت احتفظ ببعض هذه الاغاني من البث الفضائي العراقي الذي يظهر ساعة ويغيب 10 ساعات الى أن ودع ساعاته وصمت بمرض السكتة الفضائية حتى الان!! وقد سمعت هذه الاغاني بعد ذلك مرارا وتكرارا وطرحت على نفسي عدة اسئلة وهي:
لماذا تورط هؤلاء المطربون في طرح اغنية تمجد شخص ولا تمجد الوطن؟ وهل تعتبر هذه النوعية من الاغاني اغاني وطنية حقيقية؟؟ وهل تعتبر هذه اغنية مؤقته تنتهي بانتهاء المؤثر؟ وهل كان في النية عندما شرع المؤلفون والملحنون ان تكون اغنية مرحلية فقط؟ وهل ستسمعها الاجيال القادمة بنفس الزخم الذي غنيت به لهذه الفترة ولهذا الراحل!؟ وهل كان يظن هؤلاء المطاربة!! جمع تكسير للمطرب!! هل ظنوا أن اغانيهم ستخلـّد في الاذان وفي الوجدان وفي ذاكرة الانسان أم أنها ستطوى في دفاتر النسيان [سجع بالمجان!!] بالفعل اسئلة سيطرت على تفكيري كثيرا خصوصا واننا في الوطن العربي ولا استثني أحدا.. وحدنا المتورطون في هذا الشكل من الاغاني الوطنية التي تأخذ هذا المسمى بينما هي في الواقع تغني لشخص واحد فقط!! ولربما المبرر لذلك أن هذا الشخص الانسان يمثل الرمز لهذا الوطن لذلك يغنى للرمز.. لكن الرد على هذه النظرية أن هذا الرمز قابل للزوال والموت والذهاب لكن الوطن غير قابل لذلك!! والقيم الوطنية الاخرى غير قابله لذلك..
إذن هي الابقى والاكثر ديمومة ولعل التاريخ شاهد حقيقي لذلك والسنة الكونية تعطي الدلائل تلو الدلائل على ذلك فكم من اسم انتهى وبقيت الاوطان وكم من زعيم خالد!! وقائد رائد!!
ورئيس واحد ذهبوا وبقيت الاوطان هي الرائده والخالده والباقية بعد الله سبحانه وتعالى!!
الغريب ان هذه الاغاني الوطنية [مجازا!!] لاتوجد الا في العالم العربي لاننا لايمكن التصور مثلا أن نسمع اغنية للرئيس بوش او اوبريت لبلير او طقطوقه لشيراك لاأظن.. ربما هم يتمنون ذلك والود ودهم شوية تمجيد وشوية غناء وموال على خفيف مثل:
وياك.. وياك وياك بالروح نفديك شيراك...
ياوجه الخير أنت غير حبيب الشعب توني بلير
انت الخال وانت العم تفدا بوش الروح والدم
بالطبع لا يمكن ان يحدث هذا لانهم في العالم اياه!! يعاملون الرئيس معاملة تختلف عن معاملتنا له وينظر له نظرة أخرى بالتأكيد تختلف عن نظرتنا لهم.. أتمنى أن نعتبر من ذلك وأتمنى من صج!! أن نعدل المسار ونرسم خارطة طريق جديدة للاغنية الوطنية.. عموما من يود نسخة من الاغاني البائدة [حلوة البائدة!!] يتصل على ايميلي.. وبس