في لحظة فجرٍ مفخخٍ بالمطر
وتحت مد ّ النقاء الأول للحلم
كأنّي وقلبي شجرتان من شفق
نعبر مسافات الغيم النائم
فوق وسائدي!
نفتش بين التواءات الشتاء
عن قلب ٍ أينع لؤلؤاً
عن وجه امرأةٍ مازال
يلعق ذاكرتي !!
يهطل جنوناً شهيّاً
ينبثق من متاهات طفولتي
امرأة تغزل نزق الربيع بأهدابها..
ولكنّ عقاربَ الوجع الثائر تنهمر
قد تغسل الأمل بشهقة ألم!!
وبعدها ربما..
أصلبُ قلبي تحت وثن الليل
فالريح في الخارج لا ترحم
تسطر ربيعاً
من دخان !!
* * *
أنا وهي ..
مازلنا صنمين من وردٍ أو ركام
نبحث عن محراب
ننفض فيه الأوهام!
ونعلّق بجواره
أجراساً من جلد الحرير ..!
نخبئ صمتنا فيه
فقد يلجم الريح العابثة
في وجه الأحلام !
ولكن أين أولّي أوراد الأحزان؟
إن لم تكن (هي) أغنيتي
المتلعثمة بأسراب الأمطار !!
إن لم تكن (هي) صنمي المعبود
كفراً بكل النساء !!
حتماً..
سألصق نبضي
تحت جُنحِ التيه
وأحترف الوجع
وأمضي فيه!!
* * *
ها أنا مازلت ُ
في الثامنة َعشرة َ
ولكن حُلمي يسبق
نبوءات الوعود المصلوبة
فوق وميض الأيام..!!
وبعد عامين بل حقبتين
من غسق الأوجاع..
ومن ثرثرات الأفول
تٌعلَن اللحظة المغسولة
برداء البياض..
حلم ٌ يشرّد عبثية الليل
ويجلد الأرق المدفون
في أوردة الأنين..
يميط عن صفحة الربيع
شيئاً من لعنة الوجع!
* * *
الآن تبدّلت شهقات الأيام
أصبحنا جسدين نتموّج
في ظلٍ واحد..!!
وقد جاء غيم من أقصى
السماء يسعى !!
يحملنا نحو أبدية اللقاء
كنجمتين سقطتا
من سرج السماء !!
تلوذان بالموت معاً
إن أومئ سراج البقاء
يوماً بالانطفاء..!!
سيدتي..
بعد أن كاد القدر أن يمجّ أحلامنا
عاد ذاك القدر ليأوينا
تحت ظلٍ ونهر..!
وعاد
سحرك ليُراوغ َ الدفء
المنسل من دثارك..
كلوحة من صبحٍ ومطر!
أيتها المغسولة بالحرير
كيف أحايل وحشيتي عنكِ؟
وأنتِ الآن تقطنين أقصى أفقي
الممتد بين أوطان السنابل
وتلال الشفاه الحمراء
وحين تلملمين البياض من عتمة المساء
تقف موشّحة أندلسية بين أصابعي
تقطف جنون تلك (الغمّازة) من خدّيك
وعصف ذهني
يغتال هدوئي إن تعثرتُ بالشامة
المزروعة فوق شفتيك !!
* * *
الآن وبعد صفحتين
ستذوب الورقة الرابعة عشرة
من وهج العمر بيننا..
وزمن العشق الأبيض يعبُّ في أنفاسنا
وحولنا ثلاث غيمات وشمس..
وفي ذروة الأحلام يبللنا
بياض من نزق الكلمات
يتدلّى من محبرتي وكأسي..!!
فمن أجل عينيك كفّنت النساء
ودفنت آخر أيامهنّ
في معبد النسيان!
فلم يعد لي وطن سواك
يا كل النساء..
فقد وهبتيني الحب
كشمس الريف
ومنحتك العشق
كأغنية فيروزيّة لا تذبل
* * *
(ناديه) أنتِ وهج ٌ
في جسد أيامي يشع من
رائحة الصباح
يصطفيه الغيم ليطرد شحوب الحياة.
(ناديه) أتذكرين وجعي قبل أن تجمعني بك
شرعيّة الحياة؟
مازال ذاك الجنون يتّقدُ على قارعة قلبي
ووجهك القمريّ مازال ينبض بين أصابعي
ومازلتُ أنا ذاك العاشق المتهجّد فوق صومعة
سحرك !!
ومازلت ُ أطاردُ أنفاسكِ على سعف النخيل
على ضفاف ريفٍ تعبره أرواحنا في كل مساء
لأصنع أكاليل حبٍ صاخبة
تكفّن عهداً من عمر الشموس
وأمزّق عبادة الأوثان
في حب الذات..
ومعك وحدكِ أنشر القناديل
فوق الطرقات
وأغزل خيوط الحياة
بلغة من حرير!!
عاشقكِ/ محمد