تحربه اولى او محاوله اولى
....... البداية ........
في ثالث ايام إجازة الربيع لعام ١٤٠٨هجري
وصباح السبت صباح عادي جداً الجو فيه معتدل لا اثر لعصافيره ولا لتغاريد الصباح لان الساعه قاربة العاشره صباحاً ،
وصالح يقوم بتثاقل بعد صرخات ابيه
صالح : ابي الا يحق لي ان انام في الاجازه .
ابوصالح : يا ولدي لا تكن كسولاً فإن النوم هكذا يجلب الكسل والمرض .
ام صالح : يا ابا صالح دع ولدنا الوحيد يرتاح بعد عناء الاختبارات ونتائجه العاليه لايام ومن ثم سيكون انشط من السابق .
*ابا صالح : لا يأم صالح للنوم حدود وانا اريد من ابنك ان يترك السهر لانه ضياع للوقت وللصحه .
صالح يقوم ويغتسل ويذهب لاباه في المجلس ليعد القهوة والشاي قبل افطاره .
وفي تمام الساعه الحادية عشر يسمع صالح صوت غريب في البيت المجاور واصوات تتعالى فشدته وبعثت فيه الفضول ليستكشف مصدر تلك الاصوات وإذا بجيران جدد
صالح بدأ يهلي ويرحب بجيرانه ويساعدهم في نقل ما يستطيع حمله ولفت انتباهه ابنت الجيران وصال وكان عمرها ١٢ عاماً وصالح ١٤ عاماً الا ان قلبه بدأ يحفق ويتسارع كلما نظر اليها وكلما مر بقربها مع ارتعاشات وراحه لتلك الالتفاتات ، مرت الايام وزاد تعلق صالح بوصال وزاد تولعه بقصائد الغرام فبات يرددها كلما القت به الصدف بقرب وصال وكانت وصال تبادله المشاعر وذلك بابتسامات نابعه من القلب وكانوا في بداية امرهم يتخاطبون وكانهم في مسابقة الغاز الى ان صارحها صالح بحبه لها وكان انتظار ردها ايام بؤس قضاها صالح ما بين لوعة الانتظار وخوفاً من خيبة حبه لها وعدم ردها على رسالته وماهي الا ايام حتى يكتب الفرح لصالح ويقرأ رسالتها واعترافها بحبه .
مع الايام كبر صالح ووصال ولم يعد قادراً على رؤيتها لانها بدأت تلبس الحجاب فما عادت طفله كالسابق وقد مضى على هذا الحب سنتين الا انهما يشعران بانه منذ ولادتهما .
في شهر صفر من عام ١٤١٠ هجري صعق الجميع بخبر وفاة ابا وصال في حادث مروري وبعد مضي ايام الحزن لم يكن صالح قادراً على رؤية حبه وكان التواصل بينهما عن طريق الرسائل ومضت شهور على ذلك ، وكانت هناك مشاكل وديون تلاحق ورثة ابا وصال فلم يكن له الا وصال ولم يكونوا قادرين على السداد .
وفي زحمة هذه المشاكل والمطالبات تقدم رجل ثري ليخطب وصال وكان قد تكفل بسداد جميع ديون ابيها وزياده وكانت ضغوط الاهل كبيره لكي توافق على هذا العرض او الفرصه الوحيده لحل ازمة والدتها وسداد ديون ابيها فكانت مضطره للتضحيه ولا توجد اي خيارات اخرى .
صالح بلغ ١٧ من عمره وهو في الثانويه ومجتهد في دراسته وله مستقبل باهر وكان ما بين ترك الدراسه واغضاب والديه او اكمالها ونيل رضاهم وكان هدفه من الوظيفه تسديد ديون والد وصال، وكانت الفرص المتاحه وقتها للوظيفه بسيطه بل ضعيفه فلم يستطع على ايجادها فأرغم على اكمال دراسته وتسليم امره لله .
رحلت وصال وامها وتزوجت ولم تترك له الا الرسائل وبقاياها في دارهم المهجور .
اكمل صالح دراسته ودرس خارج البلد الطب ورجع للبلد ولم يتزوج لان وصال مازالت عالقه بذهنه ومتملكه لقلبه وكان عذره الوحيد بتاجيل فكرة الزواج هي الدراسه ومستقبله لانه كان يوهم نفسه ان الزواج سيعيقه ويقلل من طموحه في اكمال دراسته وكان مجد وطموح جداً وحقق بذلك جميع ما كان يخطط له من شهادات وعلم .
صالح بعد مضي ١٣ سنه على فقدان وصال الا انه كان يبحث عنها وعن اي شيء عنها ولم يفلح بذلك .
وفي احد الايام اتصل بصالح احد زملاء العمل يدعوه للقهوه في محل يعد القهوه ( كوفي شوب ) باحد مراكز التسوق وفي طريقه لذلك المكان مرت بنت لا يتجاوز عمرها الـ١٣ عاماً وكانها وصال قبل ١٥ عاماً وصورتها العالقه بذهنه ، دهش صالح لما رآه فقرر ان يتتبعها من بعدين واذا بامرأه معها تناديها وصالح ما زال يتتبعهما من بعيد الى ان ركبا مع السائق ووصلا البيت ، حفظ صالح المكان والمنزل وسار مسرعاً لوالدته وقلبه يحدثه ان البنت لها علاقه بحبيبته وصال دخل المنزل ونسي امر القهوه ومع دخوله اتصل صاحبه فعتذر منه وانه غير قادر على الحضور وكانت الافكار تتزاحم براسه بكيفيه الدخول ومعرفه هل وصال موجوده بالبيت او لها صله بذلك البيت .
جالس صالح شارد الذهن ووالدته تناديه وهو على غير عادته ولا جواب صرخت بوجهه ابني صالح ما دهاك ،انتبه صالح وجلس يروي لامه ما جرى*
ام صالح : بني التفت لمستقبلك وابحث عمن تستحقه ةلا تلتفت للماضي ومن هجرتك
صالح : امي انتِ تعلمي انها مجبره وموقفها مشرف حيث باعت سعادتها واشترت سعاده والدتها وسداد دين ابيها المتوفى
ام صالح : نعم يا بني لكنها تزوجت وعلى ذمة رجل آخر .
صالح : امي اريد ان اعرف اخبارها لا ارتاح*
ام صالح : وكيف يا بني
صالح : اماه سنذهب غداً للبيت بحجه اننا نريد شراءه وانتِ تعرفيها واهلها
ام صالح : نعم يا بني
صالح : متى يأتي الغد فإني اتلهفه
ام صالح : وليكتب الله الخير لك يا بني
صالح :آمين
وفي صباح اليوم التالي وفي تمام الساعه العاشره والنصف كان صالح ووالدته امام المنزل فقرع الجرس وخرج لهم السائق فستاذنت ام صالح بالدخول فاذنوا لها فستقبلتها ام وصال وكانت المفاجأه وارتباك اللقاء فسلمتا على بعضيهما وكان صالح بانتظار والدته خارج البيت في سيارته واتت وصال وقد طارت فرحاً بوالدة صالح وكلها شوق ولهفه لتستمع لاخبار صالح .
فحاولت ام صالح ان تستأذن للذهاب لبيتها ولكن ام وصال ووصال الحتا عليها بالجلوس وتناول الغداء معهما ، فقالت : ان ولدي صالح ينتظرني بالخارج ، فوقفت وصال والفرح لا يسعها لسماع اسم صالح فامرت السائق بدعوه صالح للدخول ولكن صالح رفض بحكم ان البيت لا يوحد به رجل لان امه اتصلت عليه واخبرته بذلك بعدما انفردت بوصال وسألتها عن حالها واخبارها فاخبرتها ان زوجها كان كبير بالسن وتوفي بعد اشهر من زواجها وهي الان مع والدتها فقط وابنتها سوسن ، وقد سالتها والدة صالح لماذا لم تتزوجي فقالت ان حياتي كرتستها لابنتي ووالدتي فقط ولست بحاجه للزواج بعد تحربتي الاولى وانا ولله الحمد لست بحاجة احد فقد عوضني الله خيراً ، وبحياء سالت ام صالح عن صال وهل لديه اولاد وكان جواب والدته بعد زواجك ماكان من صالح إلا ان يهتم بدراسته ولله الحمد فقد حقق كل ما يطمح له ولم يفكر بالزواج لان قلبه ممتلئ بكِ انتِ فقط ولم تستطيع اي انثى ان تنتزعكِ من قلبه وهو الان هنا لانه قد لمح ابنتك في السوق وتتبعها الى ان عرف منزلك وكان يقول يا اماه انها وصال وهي في سن ١٣ سنه ، وقد خطط للقدوم الى هنا بحجه شراء البيت ليتاكد من وجودك ليتقدم لكِ ، فقالت وصال: انتِ يا ام صالح امي الثانيه ولكن صالح يستحق انثى ثانيه تعوضه صبره وليس بحاجه لانثى لاقت الويل والعذابات ،فقالت ام صالح: ولكن يا ابنتي يا وصال ان صالح لا يريد اي انثى سواكِ ابلغي والدتكِ وتوكلي على الله فانكما قد لاقيتما الويل والمرار وآن لكما ان تنعما بالاستقرار والفرح .
ابغلت وصال امها وكانت الامور على ما يرام وحددا موعد عيدهما اي زفافهما فكانت تلك الليله قصيدة فرح قبل اللقاء واثناء اللقاء وبعده.
لي باللقاء عوده :
يتبع ........>