أيها الغضب الكامن في الأعماق
فلسطين تحترق
أيها الجنين المدفون في الأحشاء
فلسطين تحترق
من اجل أن تبعث من جديد
من اجل أن تشرق في عينيك شمس الحرية
بل حتى تولد حرا غير موءود
أيها الطفل في ثوب البراءة
ما ذنبك تدفع فاتورة الأحقاد و تتجرع سموم الدمار
هنا في ارض السلام
من القدس إلى عسقلان
من الرملة إلى الجليل
من جبل الثور إلى جبل صهيون
يموت كل يوم ألاف الأطفال
تتوشح النساء السواد
في الضفة يتظاهر الشباب
في بيت لحم
يصلب المسيح كل يوم
في بيت المقدس
تنتهك محارم الإسلام
في كل مدينة و قرية
هدمت الديار
و حول الأسلاك قد ذبلت الأزهار
من الرملة إلى تل أبيب
مستوطنات تنمو كأشجار الصبار
على أنقاض المقابر
و الجماجم المحطمة كالآثار
هياكل المساجد المهدمة
و الكنائس المهجورة
هنا يعيش شعب صهيون
يبدو للعالم انه سعيد
إلا أن الخوف من المستقبل البعيد
يحاصره من قريب
هذا صهيوني يحمل السلاح
و اقرأنه في العالم ينعمون بالحياة
سيأتي يوم و تمر عليه السنون
و عندما يبلغ الستون
سيلعب لعبة الأطفال
لأنه في شبابه لم يعرف سوى
لعبة النار
لعبة الرشاش مع الكبار
انظر إلى الأطفال الحفاة العراة
بأيدهم حجارة
على رؤوسهم أكاليل النار
يرجون السلام
يرجون الحرية و الأمان
بكل لغة تنطقها الشفاه
كفى تقتيل و إرهاب
هناك
عندما انكسر الحاجز الأمامي
اخترق صوت الرصاص الظلام
نسفت المتفجرات البيوت
نسفوا المخيم .... نسفوا الجرح
هناك .......
أم صرخت
قتلوا أطفالي ... قتلوا أطفالي
حملتهم جثة هامدة بلا حراك
رصعت جبينهم بالورود
و أرضعت طفلها الأخر
حليب الانتقام من بني صهيون
هناك ....
قمر يحف به الظلام
وجدوه يمشي في الحقول
و خلفه تمشي الخيام
لطالما قتلوه ثم تقاسموا دمه المعلق
في ذبائحهم و مجازرهم
قمر السلام
دمه على وجناته و يداه تنزف و العظام
قمر تكسر في المرايا لا يلوم و لا يلام
أردت أن احكي حكاية القدس
و صلاح الدين و المعتصم
فعاندني الكلام
فلسطين تحترق
و الكلام يتواصل بالكلام
في كل ساعة تغيب فيها الشمس
يولد فجر أخر
أملي أن يأتي يوم قريب
نصلي فيه أحرارا
هناك ....هناك
في مسجد الأقصى
لله الواحد السلام
في ارض السلام
• من ديوان " اسمك فلسطين "