---------
الواقي الذكري و فتاة كالقمر
----------
يوم الخميس و علاقات اجتماعية
في نهاية الأسبوع الماضي كان يوم الخميس حافلا و ممتعا , اجتمعت مع مجموعة من الأقارب و الأصدقاء في استراحة العائلة , كان اجتماعا رائعا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى , بدأ الاجتماع بعد صلاة العشاء و قمنا بإعداد وجبة عشاء دسمة على طريقة شباب في رحلة , فلقد أعلن البعض شعار (( لا للمراءاة )) , شجع البعض ذلك الشعار و التزم البعض الصمت و الابتسام , قد يكون بعضهم خشي أن يكون للجدران أذان و يصل هذا الخبر إلى زوجاتهم , فقد تطور عالم الاتصالات و التكنولوجيا في تطور مستمر فلقد ظهرت مؤخرا وسائل تجسس اقرب إلى الخيال .... هنيئا للنساء سيراقبن و يتمتعن و يقضي على فضولهن.... الحقيقة أن الاجتماع هو ما يحتاجه الشباب هذه الأيام.
كرة القدم و الروح الرياضية
بعد العشاء تجهز الجميع لإقامة حفل كروي على طريقة كرة القدم تقاسم الفريقان و بدأت المباراة و الكرة تتدحرج هنا و هناك كانت الروح الرياضية هي الفيصل دائما , و بينما كنت أسير بالكرة و أتفنن في دحرجتها قررت تسديد كرة قوية من مسافة بعيدة نسبيا فقد تعود الجميع على تسديدات القوية و في وضع الاستعداد حصل ما لم يكن في الحسبان دخول خلفي من احد أفراد الفريق الخصم ألقت بي أرضا كانت ضربة مؤلمة جدا , تأسف الرجل و بدأ على محياه ابتسامة عريضة و قال : يبدو أنني كنت محقا في صنيعي فلو اتجهت الكرة إلى المرمى ربما أصيب الحارس بركلة قد يقع مغشيا عليه , أعلن الحكم عن ضربة حرة مباشرة , و رغم الألم الحاد إلى أنني اصريت على تسديد الكرة ... و فعلا سددتها باتجاه المرمى بقدمي اليسرى و عانقت الشباك ... و لكن الألم بدأ يزداد ... انتهت المباراة و انتهت الليلة الرائعة بسرعة كعادتها ..
حواء (برافو)
في اليوم التالي و بعد صلاة الجمعة بدأ الألم يشتد قررت التوجه إلى الصيدلية القريبة من بيتنا , هكذا نحن الرجال لا نحب التوجه إلى المستشفيات ابصم بأصابعي العشرة بان حواء تهتم بنفسها أكثر منا و لا يوجد مقارنة بيننا و بينها في هذا الموضوع لها مني شهادة تقدير على اهتمامها بنفسها فالعقل السليم في الجسم السليم ..
و فور وصولي إلى مقر الصيدلية و بعد إلقاء السلام طلبت من ذلك العامل أو الموظف الذي يعمل فيها أتمنى أن يكون حقا يحمل شهادة صيدلة فيقولون أن هناك أشخاص غير مؤهلين يعملون في مثل هذه الأماكن , شرحت له الحالة و طلبت منه أن يعطيني رباطا و مسكنا للآلام ..
القمر يظهر في النهار
و بينما كنا نتكلم إذا بباب الصيدلية يفتح و تدخل معه فتاة كالقمر و برفقتها طفل صغير قد يكون في السابعة من عمره , لا أعلم ما لذي أصابني عندما رأيت ذلك القمر يطل في النهار سأبين صفاتها في أخر مقالتي هذه إن صح تسميتها مقالا ... كانت تبحث عن شيء معين أخذ الطفل يدور في أرجاء الصيدلية و فجأة صرخ ذلك الطفل و قال يا ساره أريد هذا العلك ( اللبان )) لست متأكدا من التسمية العربية الفصحى لهذا المنتج , قالت له لا ... اخذ الطفل يبكي و يصرخ و أصر على أن يأخذه لم انتبه و لم اعلم ما هو سبب إصرارها على عدم السماح له بأخذه كنت أتوقع انه باهض الثمن فأحيانا يوجد في المحلات التجارية بعض السلع التي لا تسوى ريالا و تباع بأضعاف مضاعفة .
الرف الحقير
ركزت على ذلك الرف الذي يقف عنده الطفل و إذا به قد رتب بطريقة تجذب الجميع و وضع فوقه مجموعة كبيرة من العلب الملونة, زاد صراخ الطفل و ارتفع صوت تلك الفتاة.. اتجه إليهم ذلك الصيدلي المزعوم وقال بصوت عالي و بأسلوب جاف جدا : (( هـــوو في أيه ... )) .
أصابني الغضب و قررت الاتجاه إلى ذلك الطفل و عندما اقتربت منه و يا ليتني لم أقترب لقد كان يمسك بعلبة ملونة رسم عليها بعض الفواكه و الطبيعة الخلابة و من الوهلة الأولى لتفكير طفل سيتوقع أنها علبة حلوى , و لكن الحقيقة المره التي أربكت و أقلقلت تلك الفتاة أن تلك العلبة كانت لواقي ذكري و كان ذلك الرف مملوء بأنواع لا تعد و لا تحص , و قد وضعت أمام الجميع بطريقة غريبة .
حاولت أن أتفاهم مع ذلك الطفل و أحضرت له علبة لبان من مكان أخر و أعطيتها له لكنه أصر على تلك العلبة , فقامت أخته حسب ما فهمت من طريقة مخاطبتها لها بأخذه بقوة و خرجت من الصيدلية بعد أن رمت بتلك العلبة على أرض الصيدلية,
لا علاقة لي
اتجهت إلى ذلك العامل و قبل أن أوجه إليه تساؤلي , قال لي : أعلم ماذا ستقول و لكن ما ذنبي انا موظف هنا و أطبق ما يريده مني مديري و صاحب الصيدلية , فقمت و دفعت له حساب الرباط و المسكن و قدمي قد نسيت ألمها و بدأت أحس بألم في قلبي . خرجت من الصيدلية و أنا اعتصر ألما و حسرة على هذا الزمان , فكرت في تلك الفتاة و كيف كان موقفها و أثق تماما بأنها لعنة الساعة التي دخلت بها الصيدلية ذلك اليوم , لماذا فعل مالك الصيدلية ذلك لماذا كان الرباط مخبئا في احد أدراج الصيدلية بينما ذلك القذر كان مرميا و مرتبا بطريقة تسويقية حقيرة , لماذا يا معشر البشر .. تطالعنا بعض الصحف من وقت إلى أخر عن إغلاق بعض الصيدليات و بها مجموعة كبيرة من الممنوعات من الأدوية الجنسية و المنشطات الهستيرية و الأدوات المخلة بالآداب.
قلبي معها
و لكن قلبي كان مع تلك الفتاة التي قد اظلمها عندما أصفها بالقمر فقد كانت عفيفة بحجابها الإسلامي الشرعي بعباءتها و بيديها اللتان غطاهما قفازان أسودان و بمشيتها المتزنة لم أرى تمايل السفيهات و لم أشتم رائحة طيب بعض المغفلات و لم أسمع أصوات الضحك التي نسمعها من بعضهن في كثير من الأماكن ... أنوثة عفيفة على طريقة أمهات المؤمنين .
في قاع الكأس
*يبدو أننا أصبحنا و أمسينا و أضحينا و سننام و نحن نفكر كيف نجلب اكبر قدر من المال بأي طريقة...!!!.
**لماذا و كيف و متى كثيرة هي الأسئلة....؟؟؟
***دعواتكم لي بالشفاء و لأولئك بالهداية و أن يرد الله لهم عقولهم
أخوكم
م.عبدالله الملحم
2 شعبان 1427هــ