إهداء للأخ العزيز : قايد الحربي ، ولجميع مرتادي هذا المنتدى الرائع ، ولقلوبكم البيضاء ..
ومن ثم لروح إنانا !!
لفظ كأن معاني السكر تسكنــــــه .. فمن ترنم حرفا منه لم يفق
الحجل للرجل والتاج المنيف لما .. فوق الحجاج وعقد الدر للعنق
أولا / النص :
مِعراجْ ..!
- وَ (رَبُّكَ) الأْعْلَى .. لاَ تَتَهَاوَى فِي ذَنْبِي
فَتَسْتَحِيِلٌ كُلُّ الْقُلُوبُ إِلَى رَمَادْأَذَرُهَا بِـيَدِي وَمَا تَبْسُطُهُ عَلَى قِفَارِكَ
وَجُوعٌ يَلْتَهِمُكَبِــكُلِّ شَبــَقٍ يَكَادُ يَعْصِرُ بَقَايَا عَرْشِي فِي سُلْطَانِكْ ..!
وَتَعْرُجُ فِي أُوُلَى سَمَاوَاتِي الثَّمَانْ .. تَتَنَزَّلُعَلَيْكَ آيَاتٌ مِنْ رَحْمَةٍ
تَزْرَعُ فِي قَلْبِكَ قَطْفٌ مِنْ رَيْحَانْ .. تَتَوَسَّدُ بِهِ أَحْلاَمَكَ السَّبْعَة ..
ثَمَّةُ أُمْنِيَةٍ ثَامِنَةٍلِـسَمَاءٍ لَمْ يَعْرِِجْ عَلَيْهَا نَبِــيٌّ مِنْ قَبْلْ ..!
مَثْوَىأخِيــرٍ لَكْ عِنْدَ سِدْرَةِ عِــشْقٍ تَنْتَهِي كَمَا بَدَأْتَ بِهَا أَوَّلَمَرَّةْ !!
تَسْتُرُ عُرِيَّ رَغَبَاتِكَ فِي لَحَاءِ ذُنُوبُ مُكَدَّسَةُعِنْدَ مُفْتَرَقِ طُرُقٍ كُلُّهَا تُؤَدّي إِلَى دَاخِلِ كَهْفٍ مِنْكَوَابِيسْ
تَغْفُو بِها مِئَةَ سَنَةْ .. عِقَابٌ لِــطُهْرٍ آثِــمٍـاقْتَرَفْتَهُ عِنْدَ بَابِ السَّمَاءِ الْخَامِسَةْ ..!!
مَسِيِرةُثَلاثُ سَمَاواتٍ .. دَيْـــنٌ سَيُسَدُّ بَعْدَ حِيـــنْ !!
كَهْفُ الأحْلاَمْ :
وَيَغْفُو عَلَى حِجْرٍ يَمْتَلاُبِـأَسَاطِيِرِ الأَوَّلِيِــنْ .. مَا لَبِثَ أَنْ تَوَسَّدْ حَتَّى تَرَاءَتْلَهُ أَشْبَاحَ
جِلْجَامِشْ وَأنْكِيدُو .. يَرْحَلُ إلَى الفَنَاءِ بحْثاً عَنْالخُلُودْ .. يُوَارِبُ الشَّمْسَ بِكَفَّيْهِ وَتَتَقَاطَرُ الأَحْلاَمَ
ذَوَبَاناً حُلْماً .. حُلُما ... يَجِفُّ بَحْرَهُ وَهُوَ فِي عَرْضِهِيَتَخَبَّطْ مَوْتاً ..إِثْرَ مَوْتْ ...
تَسْحَقَهُ رُؤْيَا لـِذي الْحُلُمَيْن .. مَلِكاً يَحْكُمُ أَرْضَ الأَحْلاَمَ بِـقَبْضَتِهِ , ويًنْفِي مَنْ يَتَجَاوَزُأَسْوَارَهُ
خَلْفَ شمْسٍ يَمْسِكُهَا بِـيَمِينِهِ .. وَيَقْذَفُهَا عَلَىصَدْرِ حُورِيَّةٍ فِي حَرَمْلَكِها تَطُوفُ دِيَارَ المُعَذَّبِينْ
وَالْمَسْجُونِينَ فِي أَقَاصيِ المَنَافِيَ يَقْبَعُونْ ..!
لِلسَّمَاوَاتِ أَبْوَابٌ لاَ تُفْتَحْ .. إِلاَّ بـَعْدَ قَتْلِثُعْبَانٍ كَبِيرٍ ..أَوْ تِنِّينْ يَنْفَخُ فِي صُورِ الْحَيَاةِ نَاراً تَلَظَّى !
عِنْدَ الثَّامِنَةَ ثَمَّةُ حُلُمٌ يَتَحَقَّقْ .. يَتَقَشَّرُ عَنْهُغِلاَفٌ لُفَّ بِهِ لِكَيْ لاَ يَعْفَرَ بِـفِعْلِ (سَابْنَا) تِلْكَ الفَتَاةُالهِنْدِيَّة ..
غِوَايَةَ طُهُرٍ مُعَفَّرْ ...فِي أَسَاطِيـرِ بِلاَدِالسّنْدْ ..!
-سَابْنا = تَعْني (حُلُم) باللَّغَةالهِنْدِيَّه
. غِوَايَة :
مَائِلاَتٌ مُمِيلاتٌ مَنْ بِـقَلْبِهِمَرَضٌ فَـكَادَ يَكُونُ صَرِيعَ الهَوَى
قَانِطاتٌ سَابِحَاتٌ فِي مَلَكُوتِالعِشْقِ بِحَمْدِ آدَمَ يُسَبِّحْنَ بُكْرَةً وَعَشِيَّا !
وَفِيهَوْدَجِهَا ..تَجْلٌسُ الْقُرْفُصَاءْ ..تَنْتَظِرُ وُصُولَ الْقَافِلَةْ الّتِيأَضَاعَتْها فِي جَوْفِ السَّمَاءْ !
ذَاتَ مِعْرَاجٍ لاَمَسَ الْعَرْشَ فِيشِمَالِ الرَّغْبَة .. وَفِي يَمِينِ البَتُولْ !!
وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونْ ..عَنِ حَوّاءَ الْمَصُونْ ..؟ ..
فِي طَرَفِ قَدَمِهَا وَطَأَتْ الأَرْضَفَـاسْتَحَالَتْ جَنّـــةٌ عَرْضُهَا مَنَاكِبِ الرَّكَّعُ السُّجُودْ !!
- للشّمْسْ التّي تَوَارَتْ فِي خِمَارٍ مِنْ سَحَابْ ..!
بُكَاؤُهَا عَلى بُسُطٌ مِنْ خَضْرَاءُ الجَنَّــة .. وَ زُرْقَةُ السَّمَاءْ ..!
. أَنَّى لاَ يَتَهَجَّدونْ فِي مِحْرَابِكْ ؟!
. لِـيَوْمٍ لاَ رِيْبَ فِيهْ :
رَتَاجٌ يُشْرَعُأَجْنِحَتَهُ لِـطَيْــرٍ قَصْقَصَ المَطَرُ عَيْنَاهٌ وَبَكَى عَلَيْهِ
فِيجَنَّــةٍ بَالِيَة !!
يَوْمٌ مِقْدَارُهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ سَنَه .. كُلُّسَمَاءٍ يَعْرُجُ إِلَيْهَا بـِعَشْرَةِ آلاَفِ عَامْ !
عِقَابٌ طَالَ أَمَدَهُ .. وكَابُوسٍ يَضُمُّ بِـلُجَّتِهِ قَوْمٌ يَتَرَاقَصُونْ فِي أتُونْ !
وَسِبَاعٌ تَنْهَشٌ لَحْمَها , وَذِئْبٌ وَدِيعْ , وَطُيُورٌ تَزْحَفْ , وجِبَالٌ تَسِيحْ !!
وَبِحَارٌ بِلا زَبَدْ .. كَـحَدِيثِ الاَسَا.... طِيــرْ ... ..!!
و .....
- أَجْداثٌ فَارِغَـــــــة ..
. نَازِعَـــة
وَتَتَفَسَّخُ رُوحاً رُوحْ .. فِيشِبْهِ مَوْتٍ شَحِيِحْ
يُمَزِّقُ الْحِسَّ .. وَيَتَقَاطَرُ الضَّمِيرُقَطْرَةُ ..قَطْرَةْ ..
يَسْتَحِيلُ الْعُمْرَ رَمَاداً مَنْثُورَا فِي نَهْرٍمُقَدَّسْ ..!!
يَا قَرِيبَهْ .. يَا بَعِيدَهْ .. أَنَّى لَكِالرُّوحُ مَوْطِئا ..؟
هَيْتَ لَكِ الْقَلْبُ ..سَلاَلِمَ تُصَعَّدُ بِهَا مِنْالفَنَاءْ .. أَرْضَ الْخَرَابِ ..
إلَى سُحُبٍ عِظَامْ .. وَعَرْشٍ لاَأَسْقُفَ لَهُ .. وَلاَ أَرْضٍِ .. فَقَطْ سَلاَمْ!!
- وللنّزْعِ الأَخِيــرْ .. لَحْدٌ آخــــر !!
زَلْزَلَة
لَحْدٌ فِي بَاطِنِ الرُّوحِ يَقْبَعْ .. لاَ بَابَ لَهُ سُوَى
سَفَرٌ تُصَعَّدٌ بِهِ الأَرْوَاحْ .. فِي هَزيِعِاللَّيْلْ !!
وَفِي نُبُوَّةِ سُجَاحَ لَنَا مَذْهَبْ .. أَنْ حَوَّاءَ لَهافِي الْعَقْلِ زَوَايا
كـَبِيُوتِ الْعَنْكَبُوتْ .. تَلِفُّ بِـخُيُوطِهَاآدَمَ الذِّئْبْ ..تَسْحَقُ رُجُولَتَهُ فِي طَرَفِ غِوَايَة ..
وَتَسْتَحِيلُأَرْمَلَةً عَذْرَاءْ !!!
لاَ سَكَنَ لَهَا سُوَى شَيْطَانٍ يُلاَعِبُ فِيقَرْنِهِ ..أُنُوثَتَهَا الْهَارِبَةِ نَحْوَ الْسَّحيِقْ !!
للَّهِ .. نَحْنُ ... / وللأُنْثَى اللَّعُوب ..شَيْطَانْ !!
-بَتُولٌ ذَاتَتَعَرّي !!
. صِلْصَالْ ~
تَتَفَسَّخُ السَّمَاءُ عَنْ جَسَدي .. تُوَارِي رُوحِيَ طِينُ تَشَكُّلِكْ
فَتَنْهَمِرُ فِي حِجْرِ الشَّمْسِ سُحُبٌحُبْلَى بِـدَمْعِ الخُشُوعْ !!
تَتَهَادَى فِي حَضْرَةِ القَمَرِ .. نَجْمَةٌ ..
تَحْتَضِنَ ابْتِهَالاتَ بَتـولٌ فِي هَزيعِ اللَّيْلِ تُواصِلُصَلَواتِهَا عَلى رُوحِكَ المُجْنَحَةِ
نَحْوَ الأُفُقْ .!!!
تَزِيدُالسُّحُبُ صَرَخَاتِهَا ..
وَيَزيدُ احْتِراقيِ فِي بَرْقِ يَخْتَرِقُ جَسَدي - السَّمَاءْ- !!
كَمَداً عَلَى هَجْرِكَ مَوْطِني , الشّيْطَانُ يَنُزُّنِيفَـأصْرَخْ .. وَيـولدُ قَمـَــرْ !!!
- جُرْمٌ سَمَاوِيّ !~
. تِيـِهْ
جَابَتْ طُرُقاتَ رُوحِها , طَريِقاً إِثْرَطَريِقْ ,تَبْحَثُ عَنْ قَتْلَى جُدُدْ ,
مَرّوا هَا هُنَا ذَاتَ يَوْمٍ , وَخَطَفَهُمْ التِّـيـه ! ,
رَائِحَةُ الْمَوْتِ تَعْبَقُ بِـ الْمَكَانْ , الشَّمْسُ تَدْنِي مِنَ الرُّؤوسْ
الْـ تَتَدَلَّى بِـ حِبالٍ مَا بَيْنَالسَّمَاءِ وَالأَرْضْ !
تِلْكَ التّي حَقَّتْ عَلَيْهِمْ الّلعْنَهْ ! ,
مُدَوّنْ عَلَى جِذْعِ شَجَرَةْ : أَنْ كُلّ الْوَدُودُ الْوَلُودُ لِلْعِشْقِتَتَنَزَّلُ عَلَيْهَا صَوَاعِقٌ مِنْ آثَامْ ! نِكَالاً لـِ كُلِّ نَفْسٍتَمِيــلْ ! .
وَالشَّمْسُ تَميــلْ حَتَّى تَدْخُلَ فِي جَوْفِ البَحْرَ , لِـ تُطْفِأَ ظَمَأَهَا!
تَحِقُّ عَلَيْهَا اللَّعْنَة , إِذْ كَانَتْ أٌنْثىتَعْشَقُ ذَكَرْ !!
الشَّمْسُ مُعَلَّقَةً إِلَى حِيـِنْ ......!
- فَتْوَى حَيَاة -
ثانيا/ بين يدي النص :
تكمن قيمة هذا النص في عدة امور تقاطعت وتنازعت الاضطلاع بمهمة الإيصال ، عبر عديد من المقومات التي توافر عليها
لنص وتموضعت فيه ، إذ أخذ كل صوتيم داخل النص على عاتقه شرف التمثيل الأداتي ، لتكوين نسيج تواصلي يسعى
لحيازة قصب السبق للإلماح ، متوسلا إشارية اللغة للإيحاء بما يُثقل النص ، ويحاول النص من خلاله أن يبوح به ؛ ولقد
وجدتني حائرا بين كثير من المناهج النقدية الحديثة ، لتناول هذا النص ومقاربته ، (كالمنهج التاريخي ، النفسي ، ا
لإجتماعي ، البينوي ، التفكيكي ، السيميائي ، الأسلوبي ، التداولي ، التلقي والتأويلي ، وكذلك النصي ) ، وفق ا
لتصورات التي تمكننا عند الإنطلاق من حيثياتها فتقَ كثير من الدلالات التي ينطوي عليها النص ، وينوء هو بحملها الثقيل
الذي يود الإفصاح عنه .
ويميزه كذلك تمنّعه ، إذ أنه يحجب مايريد قولَه ، ولما يحمله أيضا من إغراء للمتلقي بشكل عام ، ولقارئ مثلي يمارس ا
لعملية القرائية كناقد يريد التوصل للحجب الذي يمارسه النص على ما يريد الإشارة إليه في الوقت نفسه ، والإفصاح عنه .
ولكنه يحتاج لهذا قارئا ذكيا بقدر الإسقاطات الذكية التي يزخر بها النص ، ويتمنع من البوح بها ومع هذا يحمل صفة
الإغراء والتمنع ، حيث يبدي من مفاتنه اللغوية ما يغري القارئ ، وإن رام منه شيئا تمنع وتأبّى عليه ، وفتحَ مغاليق
النص والتلذذ بفتق الدلالة الكثيفة التي اتسم بها ، ولكنه لم يكن بالسهولة التي تصورتها ، إذ أمعن في تأبيه علي
حتى قادني بإبدائه//حجبه إلى درجة الغواية ، فطفقت لمراودته عن مكنونه ودلالاته البيانية المخبوءة بكثير من
المناهج والرؤى الآنية ، والتي لا تزال تحمل زخما –لا في مقاربة النصوص فحسب- ، وإنما في محاولة لتفسير الكون
تفسيرا شموليا ، متوسلة الآليات التي توافرت عليها ، وكان متّكأها الفلسفة ؛ فلئن كانت الفلسفة سلاحا امتشقه الفلاسفة لهدم الميتافيزيقيا فيما سلف من زمن ، فإن اللغة والفكر اللغوي –بعد عجز الفلسفة في عملية هدم الميتافيزيقيا- ، هي ما راهن عليه النقاد//الفلاسفة في إتمام عملية الهدم ، كما يصرح بذلك الناقد التفكيكي : بول دي مان ، فتكمن قيمة النص بثرائه وانطوائه على خاصيتين ذكرتهما سلفا هما ؛ الإغراء والتمنع والقدرة على الحجب ، أي بعبارة أخرى ، أنه يقول مالايقول ، ويبدي مالا يود أن يبدي ، وذلك بتوافره على تكنيك الكتابة كمتحصِّل ؛ لمناقشة قضية كبرى ، لم يُجْد معها سبيل في البوح إلا عن طريق مجازية اللغة والمراهنة عليها ، وكما أنه توافر على نوعي الكتابة التي تراوح بينهما أسلوب النص ، لينبئ في الظاهر عن المستور الكامن في رحمه ، عبر التركيب (الاستاتيكي) //الثابت ، ويلفت النظر للمخبوء في ثناياه ولكن بطريقة التعمية عنه ؛ عبر التركيب (الميكانيكي)//المتحول ، فكان لابد لي للإمساك بعنانه ، وتسنم ذرا زمامه من مخاتلته ، لأظفر بالحد من تأبيه وامتناعه ، لا سيما وأنه يعرف غوايتي وأرقي ، وكل أملي أن يورق لي (على حد تعبير عبدالقاهر الجرجاني) ، بعد أن أكشف مخبوءه ، وأهتك حجبه التي أجاد توظيف اللغة للتقنع بها ...