02-07-2012 11:07 PM
عرعر اليوم ـ خلف جويبر : الحوار مع الشاعر والأديب وحامل شهادة الماجستير في الصيدلة عبدالإله منصور المالك ، يأتي مختلفًا وله طابع خاص ، خاصة حينما ندرك ما لدى هذا الرجل من عمق معرفي ، ما يجعلنا نتوق للتعرف عليه عن قرب وكم نحن متطلعون إلى الاستمتاع بما لدى ضيفنا الكريم من معرفة بصيرة، في هذا الحوار اقتربنا من فكره النيِّر وشخصيته الجذابة التي أحببنا أن نطلعكم عليها عن قرب
في محاولة أولى إلى التعرف عليك عن قرب لنا وللقارئ العزيز، ولتكن أولى مهامك في إجابة هذا السؤال فنود بعد إذنك تعريفنا بمعلومات بطاقتك الشخصية ؟
متخرج من كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود، وحاصل على درجة الماجستر في إدارة الأعمال. وأب لأسرةٍ من أربعة أطفال. وكتبتُ الشعر منذ سنٍ مبكرةٍ ففي العائلةِ هناكَ عددٌ لا بأس بهِ من الشعراء، وأعمل وأقيم في مدينة الرياض. وإنسان يحاول أن يقول شيئًا عبر كلماتٍ .. يسمونها.. شعرًا ..
سيدي الكريم بودي لو تحدثنا عن أبرز محطاتك العلمية والعملية؟
أعمل في القطاع الصحي الخاص بعد أن عملت لفترة في وزارة الصحة. وأقوم منذ فترةٍ بالإشراف على منتديات "أبعاد أدبية" القسم الفصيح، وشاركت في العديد من البرامج الثقافية واللقاءات المتلفزة وقمت بنشر العديد من القصائد في الصحف والمجلات المحلية والخارجية. وأحييتُ سلسلة أماسي شعرية في بلادي وفي بعض الدول العربية والأوربية.
هذه الرحلة العلمية والعملية الشيقة هل اعترضتها عراقيل كادت أن توقفها يومًا؟
الحمد لله لم تعترضني عراقيل تستحق الذكر مع أنّ أيّ حياةٍ لا تخلو من بعض المصاعب التي يجب على الإنسان أن يتغلب عليها حتى يصل إلى أهدافه المنشودة .. وإن كانت أهداف الشعراء على وجه التحديد لا توصل.
المالك خلال إحدى اللقاءات على القناة الثقافية
في الفترة الأخيرة نرى تذمر العديد من خريجي القطاع الصحي بسبب عدم تعيينهم والذي يمتد لسنوات مع أننا نرى وفرة في الكوادر الأجنبية واستمرار التعاقدات، من وجهة نظرك كخبير وكونك مطلع عن قرب ما هي الأسباب التي آلت لذلك وهل ستتم معالجتها؟
لست بخبير في التعاقدات لكي أكون معكم صادقًا .. ولكن من الضرورة بمكان الاستعانة بالخبرات المؤهلة اللازمة للرفع من مستوى الكفاءات المحلية ..وزيادة في التلاقح المعرفي والعلمي والفكري وإن كنت آمل ألا تكون هذه خطوة لمجرد التعاقد مع خبرات أقل من مستوى أداء وجودة الكفاءات المحلية التي ينبغي أن تكون لها الأولوية دائمًا، فتوطين الوظائف له بعد الاقتصادي ناهيك عن الإستقرار الأمني على المديين المتوسط والطويل.
في ظل الثورات العربية التي نراها في أيامنا هذه فقد كتب العديد من الشعراء أمثال نزار قباني وأحمد مطر وغيرهم عن ثورات داخلية لمشاعرهم وعبروا عن ذلك في قصائد عدة فمن وجهة نظرك الخاصة هل الثورات التي حدثت ما هي إلا إنعكاس لتك المشاعر في تلك القصائد وأسمح لي في الجزء الأخير من السؤال ما ذا كتب أبو نايف حول تلك الثورات ؟
الشاعر هو وليد بيئته ويعيش وسط ظروف وملابسات أمته .. فما يحيط بالأمة يعبر عنه إن إستطاع أدراك الأحاسيس والمشاعر المتولدة لديه من خلالها .. ثم إن أفق الشاعر يحلق به عالياً ويجنح به منفردًا متجاوزًا الحدود الجغرافية الطبيعية حسب خرائط الحدود إلى الآفاق الرحبة الفسيحة حيث لا حدود ولا تذاكر مرور أو جوازات سفر. لقد كتبُ عدة قصائد معبرة ومؤثرة .. من ضمنها "الراقصون في صخب" و "وجه السماء".
بحسب مصادر خاصة قد منعت لك قصيدة من النشر في الإعلام السعودي فماهي أسباب المنع وماتقييمك لسقف الحرية في إعلامنا السعودي وهل ترى أن المستقبل للإعلام الجديد أم التقليدي ؟
كلتاهما لم ينالا حظًّا من النشر .. ووقف مقص الرقيب حجر عثرة عن نشرهما .. وما قد لا تتم اجازته للنشر فسيتم ذلك في الغد القريب .. ثم أن السؤال كان حريًّا أن يجيب عليه من لم يجز مثل تلكم النصوص .. ولكن ما يحزن أو يضحك وشر البلية ما يضحك .. أن أحدهما نشرت في موقع إلكتروني والآخر منع فعند السؤال .. جاء الجواب من الذي لم يجزه بتعذر السيطرة على وزن النصّ بعد محاولة تعديل بعض مفرادته!
أمّا المستقبل فهو حاصل والصحف والمجلات ستتحول في القريب العاجل إلى الحالة الإلكترونية بدلاً من الورقية وبرؤى متعايشة مع الوقع والمستقبل .. والآن لدينا الحكومة الإلكترونية واقع مشهود.
الشاعر الجميل عبدالإله بن منصور المالك بودي لو تحدثنا عن (الراقصون في صخب ) وهل لك ديوان سيصدر قريبًا؟
"الراقصون في صخب" نصٌّ كتب نبوءة للثورات العربية وقبل حدوثها .. بسنوات عدة. وهو نصٌّ يستحضر ماضي وحاضر ومستقبل الأمة .. آمل فيه أنني قد أستطعت التعبير عن ما يدور في خلج أفرادها من الخليج إلى المحيط.
أما الديوان فهو سيكون – بمشية الله- في معرض الكتاب لهذا العام وعنوانه "سادة اللحظات" وهو من إصدارات دار المفردات للنشر والتوزيع وبتقديم معالي وزير الثقافة والإعلام د/ عبدالعزيز خوجه.
اتجهت بوصلة شوقك يومًا ما لشمال المملكة تحديدًا – مدينة عرعر – فكتبت قصيدة ، هل لنا أن تنثر لنا إبداعك فيها مع القارئ الكريم عبر عرعر اليوم ؟
هي شوقي ... هي وجدي .. هي حبي .. وشكري وتقديري للرِّجال ذوي القامات الباسقة وأصحاب الظلال الوارفة .. أهلي بكل حق .. ومرجعي وظلالي.. كتبت القصيدة في عرعر بعد أيام معدودة بقيت فيها عندهم .. فجاشت المشاعر بكل عنفوانها الشِّعري وانهمرت المشاعر دفاقة ورقراقة بقصيدة عنوانها "لأهلي بعرعر"، وهي ما يزدان بها ديوان "سادة اللحظات".
كتبت لعدة من الفنانين أمثال فارس مهدي وغيره هل هناك تعاون مع فنايين أخرين مستقبلا ؟
صدقًـا فالأغنية تشهر القصيدة وكاتبها أكثر من الصحف والدواوين إلى حدٍّ ما .. التعاون مع الفنانين يكتنفه العديد من الصعوبات أو المتاهات في بعض الأحايين حيث اختلاف قراءة وأداء النص الشعري ماثلة بين الطرفين، وقد يلتقانِ في جزئية ويختلفانِ في جزئياتٍ أخرى. وهو تعاونٌ أتمنى من الفنانينَ العرب أن يعيدوا الصلة بينهم والشعر على مستوى الأداء والتعامل والتعاون والنظرة حتى لا تتسعَ المساحةُ للعديدِ من الأغاني الهابطة والكلمات التي لا طعم ولا رائحة ولا لون لها، ولعلهم لا ينكرون أن أنحج الأغاني وأكثرها إنتشارًا وديمومةً هي التي قد كتبت بالفصحى.
المرأة هي ذلك المخلوق اللطيف والنصف الأخر للمجتمع هل كتبت يوما فيها ونتمنى أن تذكر لنا أبياتا حولها و هل كانت يوما ما مصدر إلهام لكتابة قصائدك؟
علاقة المرأة بالشعر علاقة أزليةٌ حتى أنها انفردت بغرضٍ كاملٍ من أغراض الشعر لا ينافسها أحد عليه وهو باب الغزل.. ولها نصيبٌ وافرٌ في تجربتي الشعرية ويكفي ذلك مصداقيةً قول الرسول صلى الله عليه وسلم، لكعب بن زهير، لا تمدحني بِخَصِيِّ الشِّعرِ أي الشعر الذي لا غزلَ فيه. وسيجد القراء في ديواني المعنون بِـ"سادة اللحظات" قصائد غزليَّة مثل "السَّاكناتِ على الرموش" و "سادةُ اللحظات" و"رسالةُ غرام" و"حسنُ باريس".
دكتور عبدالإله لو وجهت لك دعوة من النادي الأدبي بالحدود الشمالية هل تلبي الدعوة وما هي صورتك الذهنية عن منطقة الحدود الشمالية ثقافيا وأدبيا ؟
دعني أكونُ أَكثرَ صراحةً هنا فمن حيث التوجه إلى عرعر فذلك واجب علي وحق من حقوق عرعر عليّ ويلزمني أداءه واستيفاءه .. فشعري يأتي عندما تتراءى أمامي هامات الرِّجال الأفذاذ العرب الأقحاح الكرام .. فينثالُ شعري مُنْدَاحًا بين جنباتِ الأَخيلةِ الشعريةِ المعانقةِ للسماءِ السابعةِ بكلّ ألقها وإبداعها ..
ومن حيث النادي الأدبي والدعوات والأمسيات فهذا مصدر فخري وحضوري في منارة فكرية مدعاة لتموسق أشعاري وإنارة لأفكاري ..
وكل ما في مخيلتي وصورتي الذهنية أنني منهم وهم مني..
أبرز من تأثرت بشعرهم وما هو البيت الذي تمنيت أنك كتبته ؟
ما قد أثر فيني هو القصيدة على وجه التحديد والشعر لا الشاعر الشخص .. ولكن حق لي أن أتأثر بشعراء مثل: المهلهل، أمرىء القيس، عمرو بن كلثوم، جرير، الفرزدق، أبو تمام، البحتري، المتنبي، أبوفراس الحمداني، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، الجواهري ومحمد ولد الطالب.
البيت الذي تمنيت أنني كاتبه:
بيت المتنبي:
وَلمْ أرَ في عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبًا .. كَنَقْصِ القادِريْنَ على التَّمَامِ
رسالةٌ تود أن توصلها ما هي فحواها ولمن توجهها ؟
أوجهه للجميع .. لجميع أفراد الأمة قادةً وشعبًا، وهو أن لا مخرج لنا من واقعنا إلا بإعادة المصداقية للغة العربية الفصيحة ومن المستحيل أن نحقق أيّ هدفٍ حضاري بلغةِ غيرنا. حيث أن الفصحى هي الأجمل عالميًّا بإقرار المنصفين
كلمة تختم بها لقاءنا مع شخصك الكريم لعرعر اليوم ومتابعيها في منطقة الحدود الشمالية ؟
الشكر لكم أخي الكريم والزملاء الأفاضل وكل من يقرأ هذه الكلمات المنثورة صدقًا .. وحبًّا .. واعجابًا .. وتقديرًا ..واحترمًا. .
قصيدة ( لأهلي بعرعر )
[poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لأَهْلِيْ بِعَرْعَرَ مِنِّيْ سَلامُ (١)=تَعَطَّرَ مِنْهُ الشَّذَى والْخُزَامُ
هُمُ الأهْلُ أنَّى تَمُرُّ بِهِمْ =وعَنْ كَامِلاتِ الخِصَالِ وئَامُ
هُمُ الأهْلُ والجُوْدُ وَسْمٌ لَهُمْ =وعَنْ ناَقِصَاتِ الفِعَالِ صِيَامُ
هُمُ الأهْلُ سَابِقُهُمْ ذِكْرُهُمْ= طُمُوْحَاتُ نَفْسِيْ إليْهِمْ مَرَامُ
كِرَامٌ إذا مَا أنَاخَ غَريْبٌ= وإنْ حَلَّ فِيْهمْ قَريْبٌ كِرَامُ
يَجُوْدُوْنَ باِلنَّفْسِ لَوْ سُئِلُوا= خِصَالٌ نَمَاهَا الجُدُوْدُ العِظامُ
تَبَشُّ الْوُجُوْهُ كَأقْمَارِ لَيْلٍ= وَيَحْلو الْقِرَى عِنْدَهُمْ والمُقَامُ
وَلا غَرْوَ إذْ هُمْ بَنُو وَائِلٍ =حُمَاةُ الْعُرُوْبَةِ حِيْنَ تُسَامُ
أدَارُوا كُؤُوْسَ المَعَالِي نَدًى=وَسَادُو الأنَامَ، فَعَزَّ الأنَامُ
عَليٌّ أقَامَ لَهُمْ عِزَّةً (۲)= كَذاكَ كُلَيْبُ الزَّعِيْمُ الْهُمَامُ (٣)
مُهَلْهِلُ خَاضَ الوَغى ثَائِرًا (٤)= وَدَانَ الْقَصِيْدُ لََهُ وَالْحُسَامُ
وزَيْنُ الشَّبَابِ أقَامَ لَهُمْ (٥)= مِنَ الْمَجْدِ فَخْرَاً، وَلاتَ فِطَامُ
وَمِجْلادُ حَامِي الْحِمَى عنْوَةً(٦)= عَلى خَيْلِ تَغْلِبَ مَوْتٌ زُؤَامُ
جُعَيْبٌ سَليْلٌ لِمَجْدٍ وجَاهٍ (۷)= وفارِسُهَا يَوْمَ ثَارَ الْقَتَامُ
هُمُ لابَتِيْ وَمَلاذِيْ وَذُخْرِيْ= إذا مَا دَهَتْنِي الْخُطُوبُ الْجِسَامُ
زَهَوْتُ بِهِمْ فِي المَحَافِلِ فَخْرًا =وَجُزْتُ بِِهِمْ حِيْنَ ضَاقَ الزِِّحَامُ
أحِنُّ إلَيْهمْ وَلا أرْعَوي =كَمَا حَنَّ بَعدَ الْهَدِيْلِ الْحَمَامُ
وَأعْشَقُ مُكْثِيْ بِدَارٍ لَهُمْ =رَعَاهَا السَّنَا وَسَقَاهَا الْغَمَامُ
جُدُوْدِيْ وَمَنْ لِيْ بِغيْرهُمُ= فأكْرِمْ بِهِمْ أيُّهَا الْمُسْْتَهَامُ
رُسَيْسٌ (۸) نَمَانِي إلى دَهْمَشٍ (٩)= فكَيْفَ أذلُّ وكَيْفَ أُضَامُُ
وخَبْرَاءُ نَجْدٍ فَكَانَتْ مُقامًا (١۰)= وَهَذِي مُرُوْءَاتُهَا وَالذِّمَامُ
ومَالِكُ أسْدَى لَهُمْ ذروَةً (١١)= فَهُمْ لِلوَرَى هَامَةٌ وسَنَامُ
وهَذا نَصِيْرُ الضَّعيْفِ الكَريْمُ =وَذا حَمَدُ الشَّهْمُ فَذٌّ إمَامُ (١٢)
وَجِيْهًا على أمَّةٍ مَاجِدًا =أبَانٌ وَرَسٌّ شُُهُوْدٌ كِرَام ُ(١٣)
وَمَنْصُوْرُ شَيْخُ الْمَعَالِي حَمَاهُ (١٤)= إلهِيْ وَرَبِّيَ حِيْنَ يُرَامُ
عَلى كُلِّ مَعْنًى أتيْتُ إلَيْهِم ْ =كَأنِّي المُضِيْفُ وَطَابَ الكَلامُ
إذا مَا ذهَبْتُ هُنَاكَ بَعِيْدًا =فَفِي القلْبِ شَوْقٌ وَزَادَ الْهُيَامُ
حَنِيْنِيْ إلَيْهِمْ على نَأيِنَا =حَنِيْن ُ الدِّمَا جَذَبَتْهَا السِّهَامُ
سَأبْدِعُ فِيْهِمْ مِنَ الشِّعْرِ بَوْحًا= فَكَبْتُ المَشَاعِرِ فِيْهِمْ حَرَامُ
سَأرسِلُ فِيْهمْ قَصِيْدِي تِبَاعًا =كَحَبَّاتِ دُرٍّ حَوَاهَا نِظَامُ
سَأحْمِلُ رُوْحِيْ كَطِيْرٍ إليْهِمْ =فِإنْ غَابَ جِسْمِي فَفِي العَقلِ هَامُوا
إذا ابْعَدَتْنَا صُرُوْفُ الَّليَالِيْ =فَهَلْ لِيْ بِقُربٍ إذا مَا الصِّرَامُ
سَأشْدُوْ بآلائِهِمْ مَا حَييْتُ =وَأصْحُوْ عَلى ذِكْرهِمْ وأنَامُ
سَقَاهُمْ إلهِيْ شَآبيْبَ غَيْمٍ =وَعَاشُوا بِخَيْرٍ عَلَيْهمْ سَلامُ
[/poem]
قصيدة ( الراقصون بصخب )
[poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
اضْربْ عَصَاكَ فَمَوْجُ الْبَحْرِ قَدْ وَثَبَا =وَاسْلُكْ طَرِيْقَكَ لاخَوْفًا وَلاهَرَبَا
وَكُنْ كَمَا شِئْتَ لا مَا شَاءَ سَادِنُهَا =وَاتْبَعْ لَهَا سَبَبًا تَلْقى بِهَا سَبَبَا
شَاخَتْ على تَعَبِ الأَيَّامِ رَاحِلَتِيْ= لَمْ أُبْق ِ مِنْ جَمَلِيْ رَأْسًا وَلا عَقِبَا
يَاحَادِيَ الْعِيْسِ والأَمْصَارُ مُقْفِرَةٌ =وَاللِّصُّ أَمْتِعَةَ الأَحْبَابِ قَدْ نَهَبَا
وَتِلكَ خَيْلُ الفُتُوْحِ الْيَوْمَ صَائِمَةٌ =لَمَّا غَدَا مَنْ غَزَا يَوْمًا وَمَنْ رَكِبَا
لَنْ نَبْرحَ الدَّهْرَ مِنْ طُوْلٍ على عِلَلٍ =حَتَّى نُلامِسَ مِنْ جَوْزَائِهَا الْقُبَبَا
وَلَنْ تَدُوْرَ الرَّيَاحُ الْخُضْرُ ثَانِيَةً= إِلاَّ إِذَا السَّيْفُ قَدْ آخَى لنَا الْكُتُبَا
الجَالِسُوْنَ مَعَ الأَعْدَاءِ قدْ طُرِدُوا =وَالنَّائِمُوْنَ على أَذْقَانِهِمْ رَهَبَا
وَالرَّاقِصُوْنَ على الأَمْوَاتِ فِيْ صَخَبٍ= بَادُوا وَلَمْ يَتْرُكُوا عِلْمًا وَلا أَدَبَا
وَالتَّائِهُوْنَ غَدوا فِيْ غَيِّهِمْ صُوَرًا =على الشَّتَاتِ بِهَا أَلْقَوا لنَا خُطَبَا
أصْمَى على سَمْعِنَا فِيْ كُلِّ نَاحِيَةٍ= مِنَ الفَضَاءَاتِ إِذْ نُهْدَى بِهَا عَجَبَا
مِنَ الخَلِيْجِ إلى ذاكَ المُحِيْطِ مَدًى= لكِنَّ سَاكِنَهُ لا يُشْبِهُ الْعَرَبَا
وَيَعْتَلِي النَّاسَ مِنْ أشْيَاعِنَا صَنَمٌ =لا يَرْتَقِيْ لِعُلاً أَوْ يُوْردُ الْقِرَبَا
بَاءَتْ بِجَاثٍ عَليْهَا مَالهَا أَمَلٌ =إِلاَّ إِذا أَشْرَقَتْ بِالصُّبْحِ فَاخْتَضَبَا
دَسُّوا السُّمُوْمَ لِبَعْضٍ فِيْ كُؤوْسِهِمُ =وأَدْمَنُوا الطَّعْمَ مِنْ أَذْوَاقِهِمْ رُطَبَا
مِنْ عِطْرهَا مَنْشِمٌ حَتَّى إذا ثَمِلُوا =أَلْقَتْ بِهِمْ فِي لَظى نِيْرَانِهَا حَطَبَا
قَرْعُ الطُّبُوْلِ غَدا مِنْ غيْرِ مَعْرَكَةٍ =فنَحْنُ قَوْم ٌ نُجِيْدُ الرَّقَصَ وَالطَّرَبَا
لا خَيْلُ بَكْرٍ بِهَذا اليَوْمِ نُدْرِكُهَا =وَخَيْلُ تَغْلِبَ لَمْ نَشْهَدْ لَهَا خَبَبَا
وَالْقُدْسُ فِيْ قَيْدهِ لَمْ يُفْدَ مِنْ زَمَنٍ =جِسْرُ الرَّصَافَةِ قَدْ آخَاهُ فانْغَلَبَا
بِعْنَا مَفَاتِيْحَ بَغْدَادٍ لِمُغْتَصِبٍ =وَالطُّوْرَ بِعْنَاهُ وَالجَوْلانَ وَالنَّقَبَا
قَدْ تَحْتَفِي الخِرقَةُ السَّوْدَاءُ مِنْ خَتَلٍ =وَتَقْلِبُ الصِّدقَ مِنْ أَفْهَامِِنَا كَذِبَا
لا تَذْكُرِ الآلَ إلاَّ وَالْهُدَى مَعَهُمْ =لِخَاتَمِ المُرْسَلَيْنَ المُصْطَفَى صُحُبَا
نَبْكِيْ بِقُرْطُبَةٍ آثَارَنَا خَجَلاً ل=َمَّا أَضَعْنَا بِهَا الأَعْذَاقَ والْعِنَبَا ن
َزُوْرُهَا اليَوْمَ أَغْرَابًا فَتُنْكِرُنَا =وَغَايَةُ الْبُؤْسِ مَنْ فِي دَارهِ اغْتَرَبَا
حَتَّى إِذا نَضُجَتْ أَكْبَادُنَا أَسَفًا =عُدْنَا إلى الدَّارِ نَبْكِيْ غَابِرًا ذَهَبَا
أضْحَتْ مَنَازِلُ بالأَهْلِيْنَ نَادِبَةً =ثَكْلى ولا أَسْمَعَتْ هَذا الَّذِي انْتَسَبَا
لَوْنُ الضُّحَى بَاهِتٌ فِيْ كُلِّ نَاصِيَةٍ =لا يَرْفَعِ الَّرأسَ مِنْ لا يَرْقُبُ الشُّهُبَا
مِنْ مَشْرقِ الأَرْضِ نَمْشِيْ صَوْبَ مَغْربِهَا =نَسْتَنْطِقُ اللَّيْلَ والأَفْلاكَ والسُّحُبَا
نَتْلُوا على مَسْمَعِ الأَحزَانِ سُوْرَتهَا =وَنَرْقُبُ الْفَجْرَ عَنْ بُعْدٍ وَمَا اقْتَربَا
لَيْتَ الرُّبُوْعَ الَّتِي مِنْ أَرْضِنَا دَرَسَتْ =عَادَتْ إِلى سَالِفٍ مِنْ عَهْدِنَا اغْتُصِبَا
ذكَرْتُ أَهْلِي وَقَدْ بَانَتْ هَوَادِجُهُمْ =وَاسْتَوْحَشَ الطَّلَلُ المَسْلُوْبُ وانْتَحَبَا
أَقْسَمْتُ باللهِ فَرْدٌ لا شَريْكَ لَهُ =أَنْ نُرْجِعَ الأَرْضَ مِنْ مَنْ خَانَ واسْتَلَبَا
مَادَامَ فِي نَجْدِنَا الْغَرَّاءِ أَلْويَةٌ =لِرَايَةِ الدِّيْنِ إِذْ نَعْلُوْا بِهَا الرُّتَبَا
[/poem]
قصيدة ( وجه السماء )
[poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فِي الأَرْضِ كُنَّا شَمْسَهَا وَظِلالَهَا= نَتْلُوْ على وَجْهِ السَّمَاءِ جَمَالَهَا
نَشْدُوْ على ألَقِ الرِّيَاحِ مَعَارِفًا =وَمَكَاشِفًا مِنْ فِكْرهَا أفْضَى لَهَا
نُوْرُ الدُّجَى مِنْ هَدينَا وَقَدْ انْتَشَى =فَأبَانَ مِنْ بَيْنِ الْحَرَامِ حَلالَهَا
مَا حَرَّمَ الرَّحْمَنُ نَهْجًا رَاشِدًا =مِنْ كُلِّ مُبْتَكَرٍ، وَلاتَ عِقَالَهَا
مِنَّا مَن اقْتَبَسَ الجَنَاحَ وَطيْرهِ= وَأشَاعَ فِي الدُّنْيَا الفُنُوْنَ كَمَالَهَا
وَأدَارَ مِنْ دَمِهِ كُؤُوْسَ مُدَامَةٍ =لِلْعَالَمِيْنَ إذا رَمَتْ تِرْحَالَهَا
مِنْ كُلِّ بَارِقَةٍ على ضَوْءِ الفَضَا =لَمَعَتْ لَهُ عَيْنٌ بِهَا فَأجَالَهَا
تُفْضِيْ إلى ذاكَ الَّذِيْ أهْدَى الْوَرَى= سِرَّ الطَّبِيْعَةِ عِلْمَهَا وَخَيَالَهَا
وَتَعُوْدُ مِنْ فَرْطِ الْغِيَابِ بلا هَوًى =قَدْ أنْكَرَتْ أحبَابَهَا وَرجَالَهَا
مَا لِلثُّرَيَّا في مَدَاهَا مَا اهْتَدَتْ =قَدْ ألْجَمَتْ قبْلَ الجَوَابِ سُؤَالَهَا
وَتَرَى سُهَيْلاً فِي الهَزيْعِ مُسَهَّدًا =يَرجُوْ على طُوْلِ الفِرَاقِ وِصَالَهَا
نَرْويْ جَبِيْنَ الأرْضِ مَاءً زاكِيًا= مِنْ حُسْنِهِ قدْ أخْرَجَتْ أثْقَالَهَا
لِمُضَمَّخٍ بالطُّهْرِ وَسْط مَفَازةٍ= قَيْلٌ إذا قَوْمٌ دَعَتْ أقْيَالَهَا
هَذِيْ مَوَاجِعنَا أسًَى مَوْصُوْلَةٌ =فِي حَيْرةٍ، قَدْ هَالهَا مَا هَالَهَا
مَا عَادَ يُبْصِرُنَا النَّهَارُ وَضَوْؤُهُ= وَالنَّجْمُ في عيْنَيْهِ يَشْكُوْ حَالَهَا
كُلُّ الْمَدَائِنِ لَمْ تَعُدْ سَكَنًا لنا =حَتَّى الْبَوَادِيْ بَدَّلَتْ أحْوَالَهَا
لَمْ نَسْمَعِ الأطْفَالَ أضْنَاهَا الجَوَى= لَمْ نَسْألِ الْعَذرَاءَ يَوْمًا مَالَهَا
فِيْ مَشْرقٍ للأرْضِ ضَاعَ شِرَاعُنَا =بَغْدَادُ تَرْجُوْنَا وَلا نَسْعى لَهَا
لَمْ تَشْهَدِ الأيَّامُ مِثْلَ سُقُوْطِهَا =مَا كَانَ حَرْفُ الضَّادِ إلاَّ فَالَهَا
وَالْقُدْسُ مَأسُوْرٌ فَكَيْفَ نُعِيْدُهُ =مُذْ أنْكَرتْ زَيْتُوْنُهُ أطْلالَهَا
دلْمُوْنُ تَرْصُدُهَا الشُّعُوْبُ نِكَايَةً =فِيْنَا، وَنَلْبَسُ مِثْلَهَا أسْمَالَهَا
عَيْنُ الْجَنُوْبِ لَمَنْ شَكَتْ أَحْزَْانَهَا= مَا عَانَقَتْ فِيْ عِيْدِهَا شَوَّالَهَا
بَلْقِيْسُهَا تَجْثُو على قَطْرِ النَّدَى =وَأشَابَ مِنْهَا عُمْرَهَا وَقَذالَهَا
مَحْكُوْمَةٌ هَذِيْ البِقَاعُ بِعِشْقِهَا= لِلعَازفِيْنَ وَرَا الْمَدَى مَوَّالَهَا
يَا هَذِهِ الْفَيْحَاءُ أيْنَ مَصِيْرُنَا =لا بُوْركَتْ يَدُ صَائِلٍ قَدْ غَالَهَا
وَالنِّيْلُ ذا حَيْرَانُ أيْنَ قَرَارُهُ =مَا شَيَّدَ الأهْرَامَ أنْ يُبْنَى لَهَا
مَا عَادَ يَحْمِلُهُ فَضَاءٌ شَامِخٌ =وَبِتِيْهِهِ حَتَّى "شَلُوْمٌ" قَالَهَا
فِيْ مَغْربٍ لِلْعُرْبِ ضَاعَتْ أحْرُفِيْ= مَا مَيَّزَتْ أعْمَامُهَا أخْوَالَهَا
يَهْذِيْ عَلَيْنَا كُلّ بُوْمٍ نَاعِقٍ =مَا أُنْصِفَتْ مَنْ ضَيَّعَتْ خَلْخَالَهَا
وَثَنٌ على أقْوَامِهِ طوْلَ الْمَدَى =بِجُنُوْنِهِ قدْ ضَاعَفَتْ أهْوَالَهَا
غرْنَاطَةُ الْحَمْرَا مَآثِرُهَا شَكَتْ =مِنَّا أضَعْنَا شَمْسَهَا وَهِلالَهَا
هَاتِيْ لنا سُفُنِيْ التَّيْ رَحَّلْتُهَا= طُرًّا، وَعَلَّمْتُ الرَّجَالَ فِعَالَهَا
يَا لَحْنَ قُبَّرَةٍ على أنْغَامِهِ =كُتِبَتْ مَآسِيْهِ الَّتِيْ يُرْثَى لَهَا
يَا بَحْرَ تِيْهٍ عَانَقَتْ أمْوَاجُه= ُ ظلْمَاءَ لَيْلٍ شَتَّتَتْ أشْبَالَهَا
النَّايُ يَعْزفُنَا وَلا نَغَمٌ لَهُ =قِيْثَارَةٌ قَدْ قَطَّعُوا أوْصَالَهَا
يَا هَذِهِ أُسْدِيْ إليْنَا عِزَّةً =وَلَعَلَّنَا نُحْيِيْ بِهَا آمَالَهَا
الرَّوْمُ تُبْحِرُ فِي الْعُلُوْمِ حَثِيْثَةً =وَالْعُرْبُ تَقْتِلُ شِعْرَهَا وَمَقَالَهَا
يَا سَاقِيًا سِحْر الكَلامِ صَبَابَةً =قَبْلَ الْوَدَاعِ بِرَشْفَةٍ إنْ نَالَهَا
لَهْفِيْ على حَرْف ٍ هَجَرْنَا رَسْمَهُ =قدْ كَانَ بِاليُمْنَى وَصَارَ شِمَالَهَا
لُغَةٌ تَكَفَّلَ ذو الْجَلالِ بِحِفْظِهَا= يَا رَوْعَةَ الرَّحْمَنِ .. مَا أهْدَى لَهَا
[/poem]
قصيدة ( المد الأزرق )
[poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
رُؤَاكِ وَهَذا المَدَى الأزْرَقُ =يَلُوْحُ سَنَاهُ لِمَنْ يَعْشَقُ
ترَكْتُ وَرَائِيْ جَزائِرَ تِيْهٍ= تَرَاهَا عُيُوْنِي فَلا تَرْمُقُ
وَذَا سِنْدَبَادُ بَدَا مُغْرَمًا= وَثوْبُ الحِكَايةِ لا يَخْلَقُ
وَأَجْنِحَةُ الرِّيْحِ طوْعَ يَدِيْ =وَخَلْفِي دَيَاجِيْرُهَا تنْطِقُ
وغَنَّيْتُ لِلْمَوْجِ حتَّى انْتَشَى =قصَائِدَ سَارَ بهَا المَشْرقُ
وَسِرْتُ شِمَالاً وَسِرْتُ جَنُوْبًا =فأصْغى لهَا الحُوْتُ إذ تُطْلَقُ
كَتبْتُ على المَاءِ أُحْجِيَةً =وَمَنْ رَامَ أَسْرَارَهَا يَغْرَقُ
وأَسْرَابُ طيْرٍ تَحُوْمُ بِقُرْبي= وَلِلنُّوْنِ تحْتِيْ مَدًى أَعْمَقُ
فَتَحْتُ حُصُوْنَ الخَيَالِ بهَا =إذا هُوَ عَنْك بَدَا يُغْلَقُ
وَقَالُوا الصَّبَابَةُ دَاءٌ بهِ =تَضِيْعُ المَشَاعِرُ أوْ تُسْرَقُ
فقُلْتُ لَهُمْ إنَّنِيْ عَاشِقٌ =وَهَذِي الشُّمُوْسُ بَدَتْ تُشْرِقُ
وَلا خَيْرَ فِي مُهْجَةٍ لمْ تَذُبْ =وَلا خَيْرَ فِي الحُبِّ لا يَصْدقُ
[/poem]