تجيئين من جهة الشوق مثقلةً بالعتاب
تجيئين عبر تراتيل نايٍ قديمٍ
أشاطره النوحَ والاغتراب
يضيق المدادُ على جرحنا الليلةَ اختزلي لغة الدمع
من مقلتي صبرنا
تعالي نجربْ حديث العيونْ
أي نهر سيمتد بين ضفاف من الظمأ الآدمي المذاب ؟
أي بوح سيورق هذا السكونُ ونحن نحررُ أحرفَنا من ولادتها
نرتدي صمتنا
ويسألُنا الماءُ عما يشاء ؟
أينا سيغالبه الملح قبل احتمال المحال ؟
أينا سينادي نداءً خفياً : تعالَ تعال ؟
يجيئ عتابك هذاالمساء وقد ذبلتْ مقلةُ الصبر
حدَ العذاب
وراودها الليلُ عن لهفة لا تموت
ذكرتُك أمس
وقد مر عام على ما أراه انقطاعَ السنا
وتسمينه فسحةً و انعتاقا
من الخوف من خفقان الحروف التي لاتبينمر عام على ضفتين نأى عنهما الماءُ طوعاً ولم يظمآ
لفرط اشتعالهما بالحنين
ولم يُشعرا أحداً أن نهراً نأى عنهما
لشدة ما أضمرا من أنين
لفرط شعورهما بهما .