.
.
إلى البياض عبدالله الملحم بمناسبة إحداهن
ليس جديراً بالذكر
رغم أنك كل شيء , رغم أني لا أحد , بيد أنك اليوم دفعتني لأشياء لم تكن قطّ بالحسبان
سأمحو في هذا اليوم بضع خطوطٍ من تجاعيد وجهي , ثم أنظر في المرآة قلـِقاً
أراقب من خلالها حركة يدي المثقلتين المتعبتين , فكم أشتاق لأن احتضن صدري بعد أن أعدتهما إلي.
وسأسعى جاهداً بأن أعيدَ النضارة لشفتيّ المترهلتين والمتناسبتين مع قبح وجهي
ثم أحسنُ الغناء بما يليق حضورك , فاغمضْ عينيك وتظاهر بأنك تسمع واحذر بأن لا اخدش سمعك
بعد أن هان قلبي واستوطنته الجنادبُ و مجّهُ البعوضُ ,
ها هو ذا يفرّ فيما رسمتَ له من فضاءٍ واسع ٍ ومدًى فسيح ,
فأيّ صنيع ٍ جميلٍ فعلت يا شجر الزيتون وطعم التين
فشكراً لأني فرحت كثيراً بذلك .
أسِفتُ كثيراً كثيراً لمّا حـَزِنـْتَ , حينَ وشمـْنـَكَ الجميلاتُ من قهرِهنْ وعيـّروك بأني أحبك ,
سحقاً لهنَّ على صدقهنْ
أتعلم ماذا سأفعل هذا اليوم ؟
سوف أصافح كل المارّة وأتصدق للعاجزين الذين سألمحهم في طريقي
بعبارات أحفظ نصفها , كنت قد سمعتها قبلاً فأعجبتني ,
لا ضير أن لا شيء يذكر فيها فأنا لا أملك سواها حتى الآن ,
سأقبل كلّ الشتائم من السفلة بمحض إرادتي وليس قسراً كما عهدتني
فقد آن أن أرقى قليلاً بعزي
اليومَ فقط ,
سأميط ُ نفسي عن الطريق بلا مقابل , وأتوبُ عن مراوغة المباح , وأقنعُ بالمحال حلماً ,
سأتذكر خيباتي تباعاً وأبررها بأن الله قد منحني اليوم شيئاً جميلاً يحثني بأن أطيلَ العيش
وأن اُفـزِعَ رغبتي النـّعِسـَة بعشق الحياة .
ليس جديراً بالذكر بأن أقاضيك بفعلتك
فأقولها لك : كن آمراً لي... يا من تجاهلت عمراً , ثم أعرتَ انتباهاً لموتي فقط
.
.
.
.