حفنـةٌ من نـورٍ لأيامنا..
أحاول أن أغرس نخلةً تمنحنا فيء السلام في يومٍ سيءٍ دام ٍ ونحن نختبىء في ممرات البيت والقذائف تمطرنا لكننا ـ الحمد لله ـ نجونا كأبطال أفلام الأكشن ..
حلب صباح اليوم ...
أبريل 2016
عن سـيّدةِ المحبةِ أحدّثكم :
حَمَلتني إلى جوارها الإقامة القسرية في ظروف الحرب ..ويبدو أن وراء كل محنةٍ منحة .
واسـعة كمدى ، عميقة كبحـر ، بيضـاء كـغيمة ، طيّبة كأرض ، سـخيّة كـسماء ، لطيفة كنـسمة ..
تأتي تماماً في الوقتِ الذي يفتح جراحـهُ نحـوي ..كنـعمةٍ تتدلّى من سرارة السـماء..كأمٍّ رؤوم ترفو ثوب ابنها بعناية .
السـيّدة التي اعتادت أن تشكرَ الله كثيراً على كفاف يومها ..وأن تهب ممّا يكفيها لكل من يترامى إلى علمها انه محتاج ..
لطالما اتفقنا أن" الفرق بين الجوع والشبع رغيف واحدٌ ".. كما تقول غادة السمّان .
السيدة التي تهذبت من تعاليم السيد المسيح تمنحني من هَدْيهِ كلما نحاذي طريق النور سالكين إلى الله ..فأسّاقطُ عليها من نور النبوّةِ رُطَبا جنيّا ..اشتغلتُ ـ سلوكاً وقولاً وفق سجيّة ماتعلمتُ من هَدي الحبيب ـ على مساحة الضباب التي ساقها الأرضيّون حتى انمحى وانجلى ..و أصبح بريقه مضيئاً بين السماء والأرض
...
التقينا كثيـراً ..فارتقينا أكثر ذهبنا واستضأنا بنور السماويين ..
آمنّا ولا زلنا نؤمن أن لغة الحبّ هي اللّغة الوحيدة التي تجمعُ البشرية ..
ولأننا نحبّ الله فنحن نحبّ صنيعته وخَلْقه ..اتفقنا اننا لانكره المخطئين أو المسيئين ولكننا نكره الخطأ والإساءة ..
" أولئك الذين الذين يملكون قلوباً مليئةً بالمحبة ، تكون أياديهم دائماً ممدودة " *
عن تلكمُ السيدة أحدّثكم التي حين امتلأنا خوفاً أخبرتني أنه علينا أن نصوم ونبدأ الدعاء ليقبلنا الله فصمنا وصلينا معاً..
السيدة التي تقاسمنا سويةً الماء والخبز وقهوة الصباح وشاي المساء .والخوف والرجاء ..والحزن والفرح ..الأمل والدعاء وحتى الهواء
السـيدة التي تسندُ قلبي كلما انكسر ، وتطفىء جذوة قهري ووجعي بنور يضيء من قنديل قلبها .
" هناك شـمعة في قلبك تنتظرُ أن تضاء
هناك فراغ في روحك ينتظر أن يملأ " *
كلمـا التقينا ..تشارَكْنا الهواجس ..واليقين مشرعين نوافذ صدورنا لأقصى النور النازل من السماء ..نوقظُ فينا تلك المشاعر السامية والتعاليم النبيلة التي خنقها انزياح البعض من الاختلاف إلى الخلاف ..ومن التشارك إلى الاقصاء والإلغاء.
تحية إلى السيدة "زوڤيك زغجانيان " ..تحية إلى ابتسامتها التي لا تفارق محيّاها ..تحية إلى عربيتها الممزوجة بالأرمنية ..والتي أحرص أن أسعفها بكلمة عربية تنتظرها لتكمل حديثها ونضحك ..
دمتِ أنتِ أنتِ ..وأنا أنا ..لنبقى نشـعر بأن بلادنا التي كلما طحنتنا الحرب ومالت نفوسنا إلى مغادرتها ..لازالت تحتفظ بتلك البركات النبويّة التي تشدّنا إليها ..
وتتجذر فينا ..!