.
.
لَيستْ الأمُور تُقاسُ بالجَلبَة ،
الأشيَاء عَبثُ يَتعرَّضُ للإحترَاقِ ويَنوي فَرقَعة الهَواءِ بسُرعَة ..
الرِّيَاحُ تَسرِّي في الدِّمَاء المُثخَنة بأصوَات المَارقينَ مِن فَوقِ جسُورِ الذِّكريَات والتي لا تمتلكُ المنَاطيد المُلَّونَة الزَّاهيَة ..
أنَا هُنَا مِن تَحتِ الأرض ، أستمِعُ لِمَا لا يُسمع وأكتوي بالمَاء وأثقُبُ الأفكَارَ مِن مَفرقِ جَديلتَها البيضَاء ..
رأسي كَالهُلامِ لا يَثبَت ، أقدَامي لا أصابع لهَا ، الطُرقَات تَملؤهَا القِطَط ، أعمدَةُ الإنَارة عميَاء .!
بدَاخلي مَدينةٌ مِن حَنين و وَشوشةٌ لَها مِن المَوتِ أكثَرُ مِن فَصيلَة \ أكثرُ مِن رَائحَة ..
بجِيدي قِلادةٌ زرقَاء والحِرزٌ بقَلبي والكحل بعيني وقلبي يبكي ، يَئن ، يَمُوتْ .!
الرِّيبَةُ كَانت عَادلةً مَعي ثُم جَارت مَعهم ضِدِّي وكُنتُ غَجرِيَة ..
غَجريَة الحرفِ لا يوافقُ لهَا الدرب للإلتقَاءٍ مُحبَّب أو لصَوتٍ مُقرَّب أو لِلَسعةِ احتضَانْ ..
الشتَاءُ مَواسمٌ تَتَابعْ ، والنوَارس ُمَا عَادتْ تَقترب لإقتنَاص السمك من صَفحة المَاء فتخمرَّت صِنارةُ الصيَاد وإلتجأ للفحمِ والنَّارْ ..
الحُمَى فَاحشَة ، والغَيمُ يَعتصرُ من عَينيهِ لأرضِي بعدَ الجدبِ والصلَوات ولا جَنَّةً تفُوحُ بِخدِّي ...!
الأسمَاءُ قنَاديلٌ نَفذِتْ زيوتهَا والشجرَةُ المُباركَة مفزُوعةٌ مِمَا تَرى ..
لي النجُوم والعُلب الفَارغة من قُصَاصاتي و ألواني ، لي السمَاء والأصيص الذي كَانَ مِيلاداً لأحلامي وظَلَّ يكبرُ مَا بدَاخله كُلما
تَرعرع الهَّمُ بِصدري أو تَمتَمَ بالغِنَاء ..
لي الأنَاشيدُ التَّليدَة والفرَاشات التي تَحطُ على البنفسج فحَارتْ مِن دَمي .!
لي عشرةُ أصابع ولَونين يتموجَان وعينٌ واحدة تَأمرُ الأصَابعَ وتَصفعُ اللَّونينْ ..
لي آلافُ الأسمَاء التي لَم يقرأها أحَد ولَم تُبصِرُها بَصيرَة ولي من الخريفِ النقَاط التي لا تَسقُطْ ..
لي الخَشب المُؤطر وأنَا بِدَاخله ، ولَهُ أنَا حِين تَعنكبتُ بِشبَاكِ سَاعةٍ لا تَتحرَّكُ عقَاربُهَا..
مُوجبٌ أفتقدُ السَالب ، ورمَاديٌ وُلِدَ دُونَ إرادةٍ أو رَغبَة ، و مكَانٌ تَاهَ بينَ الخرَائط فأختنقتْ كرَاسيه بالوِحدَة والمَدينةُ تَشخُرْ ..
أُوجِسُ خِيفةً مِن هَذا الظلام ، الخطُوب والنَوائب وصِيغ الجَمعِ كُلهَا تتَكَاثرُ في المَساء دُونَ مُراعَاة الأذواقِ أو احترام الأحلامْ .!
الرطُوبةُ عَاليَة ، أجِدهُا بوجهي مَرسماً يتَكلَّم ، أجدُهَا بالورقِ دَوائرَ لا مَنفَذَ مِنَها ..
الحيَاةُ دُونَ رغبة كَالدفَاعِ عن وطنٍ لا أنتمي له .!
فَلِمَ أتكَاثرُ على حُدودِ الحيَاةِ وهِي تجَهلُنِّي ..؟!
..