[ أبْعَادُ إبْدَاعِهِمْ : نـــثـــراً ..( 1 ) ] - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ورده رقيقه .. (الكاتـب : تفاصيل منسيه - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )           »          قال لي مجنوني .. (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 3 - )           »          النهر النبي (الكاتـب : كريم العفيدلي - مشاركات : 3 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 531 - )           »          رثاء متأخر، وعتب على الـ"غرغرينا"! (الكاتـب : حسام المجلاد - مشاركات : 7 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 568 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 470 - )           »          طفل الغيم (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 518 - )           »          تساؤلات تضج بالإجابة (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 255 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2009, 03:38 PM   #1
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي [ أبْعَادُ إبْدَاعِهِمْ : نـــثـــراً ..( 1 ) ]


رؤية متواضعة لجمع مسارب ضوء إبداعكم وبتلات إمتاعكم في بوتقة واحدة ، نصوص يسكنها الغيم ويلحنها الديم ويردد سيموفنيتها سرب سنونات ونوارس البحر ، نصوص كتبت للرحيل ، والغياب ، للضوء
والعتمة ، للشوق والوله ، لمحيطات البوح وانكسارات الروح ، لجروح عميقة ، ولمواعيد يسكنها العتب والتعب والعنب ،
لشمس مندلق دفئها على قلب عاشق ، ولقمر ينسج للحب ألف قصة وألف غصة ، قراءات انطباعية قد تمسك بلحظة الومضة السردية وقد تقصر دونها ، كان اختياري للنصوص بشكل عشوائي لكل كاتب وكاتبة ، فلم أبحث عن أفضل النصوص لديكم لأني أعي أن كل ما يندلق من فكركم ضوء بحد ذاته ، فعذرا لكل من لم تصافح كفوف قلمي المتواضع
مسارب فكره وعزائي أن صدوركم أرحب ببحر حبها وسمو حبرها من أن آتي به هنا .

* * *
الكاتب : صالح الحريري ... [يقظة حالمة ..! ]
عندما ينثر حروفه وكلماته هذا الكاتب فنحن نعلم ان الربيع آت ٍ ، وأن غرس الحلم في ارض بور ينبت غضا يانعا ، فله تجربة سردية جميلة ، ومعجم لغوي زاخر باهر ، فأتى هذا النص مشبعا بالتخيل وحالما بأمل لم يتحقق بعد ، وتتسم تجربة أخي صالح عموما بالتماسك النصي / المعنوي ، وترابط الدلالة وانسجامها لغويا بأنساق متسقة ، ورؤى متكاملة قابلة للفهم والتأويل ، فيشعرنا أن نصوصه واحات نخيل ، ولوحات صور مكتضة بالألوان المتناسقة والأبعاد المتسقة ، مفعمة تلك اللوحات بأحاسيس ومشاعر متناثرة تشرق بالروح وتغدق بمسافات ومساحات البوح ، لذى أتت دلالاته مؤثرة بالنفس وتراكيبة منغمسة بالهمس :
يتلو بعضكِ شريعة فرحي حين كان الفرح عزفاً شاعرياً تعزفه شفتيكِ بهدوء يذيب فيني جبروت الصمت ...!
تتأملكِ عيناي بتلك الطريقة التي يمارسها كل رسّام قبل أن يبدأ بقراءة لوحته..
بلسان فرشاته ذات الألوان الناطقة بالربيع ..! "
"أقبّل فيكِ أطراف اللهفة بقبلات كأنها وقع المطر على شفاه العطش ...!"
" لا تقلقي سأضع ميثاق عهدي خاتماً يتزين بأصبعكِ كلما غبتُ عنكِ تأمليه سيحدثكِ عنّي ...! "
" اجعلي حركتكِ خفيفة كالطيف الذي يأتي بكِ عبر شبّاك الشوق ...! "


* * *
الكاتبة : عطْرٌ وَ جَنَّة... [ تَكّة مِشْبَك ]
مشهد سردي متسع الأفق الفني وغني بدلالاته الخصبة المتجددة والمتعددة ، ضمن مناخ إيحائي متكامل ، الذي يؤدي إلى توهج الطاقة الإيحائية وتحريك الذهن وتراسل الحواس فيما بينها ، فأتى هذا المنجز ليضع المتلقئ امام احتمالات كثيرة لا تنفصل عن بنية النص وفكرته ، فكل يقرأ النص بحسب ثقافته ورؤيته ، جاعلة الدلالة تتكئ على واقع معيشي مسبق ، وتجربة شعورية محسوسه ، فهناك العديد من الانزياحات الدلالية المدهشة والمبتكرة في هذا المشهد السردي ، محطمة اللغة العادية لسياق سردي خلاب ، راسمة لنا صور فنية حسية نفسية عبر صور جزئية وكلية ( لأجلِ رَحْمَةِ الْذَاكِرة الْعَجوز الْتَي كانت تَطردنا دَائماً من أمامِ شُباكِها الأبيض الْمكسُور حِينما نَلْتَقِي خِلْسِة ..) ومثل قولها في هذه الصورة المشهدية (قُدْرَتِي ضَعيفة جِداً .. حَتى فِي انتزاعِ اسمك الَّذي عَلق فِي حُنْجِرتي و ما استطعت دَفْعهُ بكلّ الْغصّات الْمُعضّلة بالاحتياجِ .. حَتى أنَادِيك ..)
ف" َثمَّة حَواسٌ تَتجاوز الْخَمس يا ’’أسماء’’ ..تَحتاجُ أن أنْسَى ضَمائر عَيْنيك فِي جُمْلة وَجْهِي ..وَ تَناقص أصَابعك فِي عَددِ فَقراتِ ظَهْرِي ..
وَ الأسَماءُ الْتِي أسميتها لكُل ِ شَعْرةٍ فِي زِندك "
"وَ كذبة الإبهامِ فِي المصَّة الأخيرةِ قَبل الْحَبو ببصمةٍ "
ل" َستُ الْمُذْنِبة فِي ضَيَاعِي مَع الْرَياحِين ..وَكتم الْعَهد الْبَاقِي بَيْنَي وَبَين أُمِي بِكيسٍ لا يَدْخله إلا غبار الْدُولاب الَّذي يُحاول أن يَكُون نَبْيلاً فِي أن يُفْرغ خَاصيتهِ عَند فَوهةِ الْعُقْدة .."
" لِذا يا أسْمَاء لمْ يَكُن مُمْكناً أن أرْعَى شُعْور أمي الْتِي خَبأت الْمِشبك فِي كِيس الْرَياحِين لِيظن أبي أنَّها لا تَلْبس الْخُرص ..وأنّها تُحاول تَرطِيب رَائِحة ثِيابهِ الْجَافة فَقط
وَ لمْ يَكن مُمْكِناً أن أعضّ أصَابع أبِي بلثَةٍ نيئةٍ..حِينما أمتدّت للكيسِ ..الًّذي يَحْمِل نُطْفة الْحبْل الْسِّري الْمُتشبثة بِصرخةِ الْمِيلاد فِي ذِراعِ الْمشبك الْوَرْدِي الأصَم .."
" لا أسْتِطيع أن أحبُّكَ أكْثَرُ مِن أن أحبُّكَ يَا أسْمَاء ..
قُدْرَتِي ضَعيفة جِداً .. حَتى فِي انتزاعِ اسمك الَّذي عَلق فِي حُنْجِرتي و ما استطعت دَفْعهُ بكلّ الْغصّات الْمُعضّلة بالاحتياجِ .. حَتى أنَادِيك .."

* * *
الكاتبة: نُورَة عَبْدُالله عَبْدُالعَزيز... [ بَسْمَلَةُ العِشْقِ لِـ ضِلْعُ الفَجْر ،! ]
تحفل تجربة الكاتبة نورة تحفل بإمكانات فنية رائعة وفي مضمون يتنامى في دواخلنا وبإسقاط لفظي يضفي على دينامكية المشهد السردي بعدا جماليا أخاذا نابعا من تجربة سردية ناضجة وثقافة معرفية عميقة.
أول ما نستقرئ في هذ إيحاءاته وإيماءاته ورموزهووسائل تعبيرها المبطّنة بتجسيد سريالي كما استطاعت ترميز اللغة.. ودفع الدلالة الشعرية إلى أقصى احتمالاتها.. ونجد أن هذه النصوص لا تخلو من التراكيب المنطقية واستدراج المعاني بصورة حسية مفعمة بالتمرد والتموج.. صور عميقة ذات أبعاد شعورية تنقلنا إلى ما وراء الواقع .. وأفق مشحون بطاقات واحتمالات لا تنتهي .. تظهر فيها انفعالاتها ورؤاها. المنبثق من هندسة إبداعية وذائقة تعي ما تطرحه لنا من أفكار ورؤى
" يَمّمَتنِي شَطْركَ وَ أرّختُ مِيْلادِي بِمَطْلَعِكَ ،
وَ سَأؤرّخُ مَوتِي بِالمَغِيب ،
وَ سَلامٌ عَلَيْكَ يَومَ وُلِدَ حُبّكَ فِيْ قَلْبِي ،
وَ يَومَ أنْ أتِيتَ إلِيَّ تَسْعَى ،"

وفي فكرتها لكتابة النص نجد أنها تعكس الواقع الملتصق بروحها والمعبر عن همومها والملامس لنبضات غيرها ، بلغة سردية مكثفة مستفيدة من تقنية التتناص مع القرآن الكريم ، كذلك استطاعت ابتكار صور فنية جديدة استنبطتها من المحسوسات التي حولها ، بحدس دقيق عميق، كما نلاحظ ذلك في الرمز الممزوج بالحسي والذي يتسم بمسحة قصصية. في أسلوب سردي جميل ..
تتضح منها مدى وعيها الثقافي في لحظة إمساكها باللحظة الشعورية عند البدء في تدفق النص وانطلاقه مستفيدة من التـراكم الدلالي والمخزون اللفظي لتجنح أحينا إلى إعتام الصورة والعبور بنا إلى ما خلف الوعي..
وعندما نستقرئ مخزونها الثقافي من معطيات النصوص نجدها
للمعاني والأفكار في منظور شعري وفلسفي واعي..
معتمدة على البناء الرمزي في بعض المقاطع المكتنزة بالجانب اللغوي والبناء التركيبي تاركة مدى واسعا من حرية الحركة وتعدد الاتجاهات في داخل المقطع الواحد ومن تلك الرؤى والصور الغائرة بالدهشة والرعشة :
" رَبّيْ إنّيْ آنَسْتُ حُبّاً يَتَدَلّى مِنْ فَاهِ صَيّادٍ فَخَطَوتُ إلِيْهِ لِأكَذّبَ السّنَارَة وَ مَا تَدَاوَلتهُ السّيّاره
فَأضَعْتُ العَقْلَ مِنّي وَ الْتَقَطَنِي صَدْرهُ مَثْوَى ثُمَّ تَدَاعَت لَهُ سَائِرُ الخَلايَا حُبّاً "
" رَبّي إنّي مَسّنِي الحُب وَ إنْ لَمْ تَعْجِن طِيْنِي بِمَاءهِ فَلَنْ أكُونَ أوّل عَاشِقَة خَسرَت عِشْقَها ،
وَ لَكِنّي سَأكُون ثَكْلَى بَائِسَة غَاضَ بِهَا الجَذَل مُبَكّرَاً وَ خَسَرَت أوّل مِيْلادٍ لهَا ، "
" إنّيْ قَدْ كَنْتُ بِالحُبِّ مِنَ المُنْكِرينَ لا لِيْ حَوجٌ فِيهِ وَ لا لَوجٌ
فَكَيْفَ اصْطَفَاكَ القَدْر لِتَكُونَ فَاتِح مُدُنِي وَ قَاهِر تَمَنّعِي
وَ أكُونُ أنَا الـ غَشَى نَبْضهَا البَوَار فَمَا نَالَ هَشِيْمِي قُبْلَة الحَيَاةِ إلا
مِنْك"
" وَ إنّيْ قَدْ هَتَكْتُ قُدْسِيّةِ الحُبّ وَ وَشَيْتُ لِلزّنَابقِ بِأنّهُ مَحْض كِذْبَة
وَ هُرَاء أسْطُورَة تَدَاوَلهَا الرّوَاةِ لِيَصْرِفُوا النّاسَ عَمّا سِوَاهم فَيْسَرِي حَرْفهم فِيْ الأوْدَاجِ أفْيُونَاً
فَ أوْصَدْتُ أبْوَابَ القَلْبِ تَمَنّعاً وَ هَاهُوَ حُبّكَ يَجِيْؤني مِنْ حَيْثِ لا أحْتَسِب
لِـ يُضَعضِعَنِي وَ يُنِيخَ كِبْرِيائِي وَ يَهْزَمنِي فِيْ عُقر نَبْضِي ،!"
"لأقْطِفَ عَنَاقِيد النّجُوم وَ أعْتَصِر ضَوؤهَا الفُضّي فِيْ قَبْضَتِي لِتَخْرجَ يَدِيْ بَيْضَاء أبْسِطهَا لَكَ
كَيْ تحْتَسِيْ نُعُومتهَا فِيْ مَجْرَى كُفُوفكَ الوَفِيّة ،"

* * *
الكاتب : سعد المغري...[ إحْيَاء بَعْدَ الجَدْب ]
في هذا المنجز السردي يتكئ الكاتب سعد على تلك اللغة العليا التي يحشد بها الكثير من المتقابلات والمتضادات وبين الحركة والسكون في قالب فني غني بالصور المتآلفة بين الشكل والمضمون، فنجد الغموض الشفيف البعيد عن التقريرية القريب من استدراج القارئ لفضاءاتها الرحبة ..مدعومة في ذات الوقت بلغة عالية تومض معانيها كلما مرت عليها مسارب الذائقة. تأكيدا منه بتدوين أثر تلك اللحظة العابرةفي الصيرورة الوجودية وفي الصيرورة الإبداعية فسأترككم مع بعض هذه الرؤى التي جسدها بضوء لغته ومعين معانيه :

" تَدَجْدَج الليلُ ودَجَتْ السمَاءُ لـ.تُهثْهَثَ علي بـ.غَيْداقٌ
يَنْتِق ماتَكالَبَ منْ بَعض هُمومٌ مُرْتَكَمة..
وشْوَشْتُ الرَّوْح بتَبَتَّل الطُهْر لَحْظةُ التجلِّي مُرتَمية..
لـ.تُنَاغِي مُتَلحَّفة السمَاءببـ.عْض تَفاصِيلها المُتَرْنِمة..
نَزَزت من وَزَغ السُّكُون إلى الـ.الداكِنْ..
وأَصْداء خِلْخال جِلْجال ومنْ بَيْنهُما الضِياءُ الرَاكِنْ.."

" لَمَحْتُها تَذْعَن من البَحْرُ مُؤوجةً ,تَتَسَاوَك هَوْجاء مُهْتَصِرة..
سَجْحاءَ مُسَرْبَلَة ,تَرْتَهَنَ المَشْي نَحْوي بـ.النَّدْرَة مُتَغَيِّفة ..
تَغْدَق الأَرْضُ فَيْضاً منْ البَهاء وتَسْتاف بـ.الأُفُق القَََِرِيب الهَباء.
تَتَحْولق لـ.تَنْعَرُ العَبْهرُ بـ.كُل ماتَجُوسُ عليه لِسانُ مُلكيّتُهَا وتُزْهِر."

احْرِمِيني من ضَنْك نَفْسِي وارْحَميني ..حتى ألَمْلَم ماسَقَطَ من حُر عيني,
حَدَقَت بـ.هَاتيّن العَيْنَينِ..
وزَفِير أَنْفاسُها كَـ.قِيثَارة الرُوح تَعْزفُ لَحَن الحُب..
وصَوْتُها التَغْرِيدي يَهْفُو بأكاييني لـ.يَدهق رُوحي."

* * *
الكاتبة : آعائشه المعمري... [ما نسبة هذا الحزن ]


وعبر تخوم الحزن نعبر مع الكاتبة عائشة إلى حيث مدن ذاتها ، تلك المدينة الحزينة التي أنهكتها رياح الغياب ، وتباريح الفقد ، حزن شفيف نكاد نرى تفاصيله من خلال مفرداتها الثكلى ، ومعانيها المكلومة " يَتَجمدُ الحُزن فِي عُروق الغَيم فـ تَثقل ، لـ تدنو مِنا
ويُمنع سائل أحمر من الجريان فِيها
ننتَظر المَطر فِي حَالٍ حالِـك السَواد .. "

فأتت اللغة السردية عند الكاتبة عائشه تتوافق مع الإطار العام لتلك المشاهد بشحنة نفسية ودلالة سردية تتناغم مع الرؤية الداخلية للمنجز السردي " وسَماء تَنعي لَونها الأَزرق فِي نَهار غَيّب الشَمس ..
وغيّب بُشرى صَغيرة مَلفوفةٌ فِي طَرف وشَاح شَفق بَالي
يَستَحي مِنه الفَجر ويُنَكس رِياحه القَادمة مِن الغْيَاب
لـ تَضْرب الأَرض وتَتَشربُها الرِمالَ بِلا تغاريد ،
فـ العَصافير تَنتحر قَهراً "


" نمد أيدينا كـ مُتسول ينتظر ما تجود به السماء ..
ثُم نُغلقها على قِطعة حُزن معدنية بقيمة مطر لا قيمة له ..

" بـ ربك أيها البحر .!!
ألم تَكن كَذلك ..
يَمر بِك العَابرون فوَق شَظَايا آهَــاتكْ
فَـ يَتَجاوزون بِك أَخر الأحزان ، بِالرغم مِن أنك مَنفى لـ الحُزن المُؤمن
ومَكمن لـ ذَات رُوح الحُب ، وإِن كَان لـ الأرواح ذَوات ..
وكَادت الـ ( أَتمنى ) بـ وَمضة ، أَن تَضيء فِي عُري الحُزن نَجمة حَارقة "

" وتَطير النَوارس بـ تَباريحها ،
و زَعيقها فِي السَماء يَجتَث قُلوب الأَطفال ويُعلقها بِحبال مَبتورةٍ مِن القِمة
فِي الوَقت الذي تَتوسد فِيه يَديك وَجهك ،
حتّى تَبحث عَن أَخر مَلامِحُك التِي تَركها الزَمن مَا قَبل الأَخير ،
ولا تَجد
ولا بَأس أَن تَخيب المَرايا وتُصاب بنَوبات العَتمة ، فَقط لأنها لَم تَستطع أَن تُفسر مَلامحك الذي يَجلس عَليها حُزن بـ وزن العَالم .
فـ تَغيب قَبل أن تُغيب ..
فِي الوَقت التِي تُحاول فيه أَعضَاء جَسدك التَمَاسُك
ثم تُحطمه صَخرة بثقلِ جملة : ( تَعبت من التعب ) "




***
الكاتبة :العطر ... ][ إغْتِيــَالْ ][
ما أقسى الرحيل وما أصعب الفراق ، خصوصا عندما يكن غياب لا ينتظر بعد إياب ، فأتى هذا الغياب عند الكاتبة عطر على هيئة " إغتيال " للمشاعر ، للأحاسيس ، لذات انهكها الرحيل خلف ذالك الوجع ، أغتيال لفرحة لطالما تعلقت على اهداب قلب لم يتعود على الأغماضة بدون من يحب ، لذى أتى هذا المشهد السردي محملا بتلك الرؤية القاتمة والتي تشكل دلالة إنسانية عميقة المنبثقة بشعور التملك لمن تحب والخوف من الفقد والحرمان في لحظة تفقد كل شيء به ، يرى الناقد " رولان بارت" أن للعنوان وظيفة إغرائية إذ أنه يفتح شهية المتلقي للقراءة ,وكما نلاحظ تآزر عنوان هذا المنجز السردي " اغتيال " مع الرؤية والرؤيا التي أرادات الكاتبة عطر ايصالها ، فكان هذا النجز رحلة شاقة بين الجسد / الذات / اللغة التي دشنت من خلالها فضاء حزين مؤلم ، لذى أتى الخطاب قائما على " الأنا " الراوية ، تلك الأنا التي تسرد صور ذات دلالات حسية عميقة :
" لسْتُ نَاقِمَةً عَلَى القَدَرْ فَمَا زِلتُ مُؤمِنَة ً بِأنَهُ يَرأفُ بِنَا حِينَ تَرَكَ لَنَا القُدرَةَ
عَلَى أنْ نَنَسَكِبَ حُزنَاً عَلَى الوَرَقِ الأبيَضِ الذي يُشبِهُنَا تَمَامَاً ,, خَالِياً مِنْ كُلِ شَيءٍ .
وَلَكِنْ حَقَاً أعتَرِفُ بِأنَهُ إغتَالَنِي دُونَ رَحْمَةٍ حِينَ سَلَبَ مِني أجمَلَ شَيءٍ
وَتَرَكَ لِيَ كُلَ شَيء ... تَرَكَ لِي كُلَ شَيء ..!!! "
" فالنتمعن بهذه الفلسفسة الصوتية ولمفاجأة السردية في جملة " تعثرت بك "
كُنتُ أتَجَاهَلُ ذَلِكَ الصَوتَ المُربِكَ بِدَاخِلِي لأَستَمِعَ لِصَوتِ قُدُومِكَ إليَّ .
كُنتُ أرفُضُ أيَّ حَدِيث ٍ لا يُقَرِبُنِي إليكَ . كُنتُ مُتَعَلِقَة ً بِكَ لِدَرَجَةِ أني كُلَمَا
حَاولتُ تَجَاوُزِ إنشِغَالِي بِكَ تَعَثَرتُ فِيك ."
" كَانَ ذَلِكَ المَسَاءُ الذِي تُوَدِعُ فِيهِ مَدِينَتِي حَامِلاً نَكهَةَ المَوتِْ مُرِيعَا ً, تَسكُنُهُ وُجُوهُ الأموَاتْ لا أحَدَ فِيهِ يَشعُرُ بِالحَيَاةِ , كِلانَا كَانَ يَحتَضِر !! "
" يَا رَجُلاً تَبكِي السَمَاءُ .. وَالمُدُنُ . وَأنَا لِرَحِيلِهِ .. لا أستَطِيعُ تَجَاوُزَ حُزنِي عَلَيك !! "

* * *
الكاتبة : صبح ... [ لا مستقبل ]

نمر بظواهر اجتماعية تتزيدا مدا وجزرا حسب الطقوس الحياتية لأنساقنا المعيشية والفكرية..للجيل المعايش لهذه الظاهرة
وحسب النظام السوسيولوجي التي أفرزتها له العادات والقيم المتمددة في قنوات العرف الاجتماعي
..وعندما يكون هذا النظام موضوعا على حد التجريد التأملي.. تنكشف العين الثاقبة والتجربة الناضجة سوءتها القبيحةوتعريها أمام المرآة والمارة.. لتكشف بدورها إرهاصات الممارسات.ومراحل تولدها ا في ضمير تراوده حقيقتهاالمطلقة..
إيمانا من الكاتبة صُبح بسلخ تلك الأفكار عن جلد المسلامات الصحية المنيطة بالعادات والتقاليد وتُقيم نتوءاتها وحوافهاالمتقشرة
ومن هذه المنطلق كان نص ( لا مستقبل )
تسليط الضوء على رؤى و سلوكيات فردية نابعة من ضمير يريد أن يُشرح مفاهيم تتراءى وفق أنساقنا الاجتماعية والثقافية والفكرية عبر مستواها الخارجي المباشر موجهة حدسها باتجاه عمقها الداخلي.. وبعدها الفلسفي..لتلج إلى التجاويف والممرات والمضائق التي أفرزتها تلك الرؤية
..رغبة منها بنقل خطابها وحكمها إلى الآخر دونما فرض قيود معينة للإمان بتلك الصيغة المباشرة نحو محيطها الناس والأشياء ونحن معنـيون بالتواجد ومناقشة الأبعاد الدّلالية للتفاعل النصي من جهة و الإستسلام لتلك المسلامات أو رفضها مع واقتحام مجاهيل النص وكيانه الأدبي من جهة اخرى ..
لا مستقبل)
فكان لاختيار النص بهذا الاسم بعد آخر لتتشظى عبره محاور النص العشرة المنبثقة من قراءة لأنماط تدور في فلك الكاتبة وتشع ..
نلاحظ هنا تصدر ( لا ) النافية لأسم الموضع لتنفي كل رؤى تصطدم مع مدركات الكاتبة ولا توافق مفاهيمها المطروحة هنا.. بحيث يصبح
أسم النص الانطلاقة ولمركز المهيمين على مقاطع ودلالات النص عموما..
لا مستقبل للشعر ... صدقوني !!
لا مستقبل لمن ينسج قصيدته بدمٍ بارد يتهادى في عليين خيالاته شطراً من تين وآخر من يقطين !
ينفث عرجونه في كبدٍ شمّاء ...
لا مستقبل "للشعراء" المطاردون بالحلم عيونهم مثبته بسماءٍ لا أصل لها وأصابعهم مشغولة
بالإشارة الى أقاصي المجرات ، وقلوبهم تحتضن فجيعة القلب بأنثاه !
يرسمون أوهامهم بألوانٍ عذراء وريشة خيبة هدت جميع حصونها في محاولة لتأبط شيطان القصيدة !!!
.. ( لا مستقبل للشعر ... صدقوني !!)
فأتبعت لا هنا بـ ( صدقوني ) لجمع أكثر عدد من ألأصوات وحشدها أمام الفكرة المصلوبة في ساحة النص .
إمانا من الكاتبة صُبح بغرس الفكرة الصحيحة وتجريدها بأسلوب أدبي رائع أمام القارئ وتكريس مفهومها المبني على ثقة مرجعية تعود إليها ..
ثم نأتي للمصاهرة بين ( الشعر / الشاعر )
كوحدة مترابطة للفكرة ومتوازية بالاتجاه ..
فالكاتبة لجأت إلى أسلوب الشحن العاطفي انتقاء مفردات ذات شحنة تقريرية واضحة لتعطي نفوذها إلى نفسية المتلقي بصورة واضحة فاضحة ..جاعلة من الترميز والإشارة. سلاح غائر في صومعة التفكير وبيئته المناخية التي تعيش به مشاعره وأحاسيسه ..
فكانت المشاعر والشاعر بكل عنفها السّلوكي نحو اللّذة المكبوتة وتحقيق غايات مشبوهة ( لا مستقبل لها )ونلاحظ أن الكاتبة لا تطرح هذا الرصد دون إيغال في الأبعاد الاجتماعية السليمة ولتي لا تستحق إلا أن يكون لها مستقبل مشرق.. فهي تسلط الضوء على واقع الشعر والشعراء ذلك الشعر المقترن بالجسد..
الممعن في الغاوية وتناقض سلوكياته دون أن تتغلغل كثيرًا في سبر أعماق الرؤيا فتكتفي بأن تضعنا على المحك فقط فنسج النصوص ( بدم بارد ) لتنفذ عبر نوايا لا بياض لها ولا أصل سوى خيالات تصب في رحم مكايد شيطانية من مضاجعة أفكار منحرفة وأجساد عارية و في كل وادي تهيم وتهوي . ..
" لا مستقبل للنصوص العابرة لنتوء اللغة بمنأى عن الزمن ...
مثل نفق نورٍ يؤدي الى الجحيم ، لا مستقبل لكم يامعشر "الكتاب" بصدرِ البهوِ المسكون بين الكلمات وأجسادها لمسافةٍ تطمس أكثر مما تفصح !! "

وهنا أيضا (لا مستقبل للنصوص) أي نصوص ياترى ؟
حاولت هنا تأصيل الأدب.. ودمجه في جمالياته ( لغة وفكرة ومضمون.. لإثبات نسقه الثقافي.. وبعده الإبداعي فغير هذه الفكرة لا مستقبل للنصوص المنفصلة حلقاتها والمتباعدة أدواتها وشروطها ..
فلا نصوص بلا كاتب ..
فأتت بالطرف الثاني لتسبر أغواره وتنسق وجهته ..
فالطريق مهما كان أخضرا لا يعني ذلك أنه يؤدي إلى بحيرة عذبة أو حديقة غناء ( قد يسلك بنا إلا مستنقع موبوء بالجراثيم أو جرف هار..
استطاعت الكاتبة صُبح أن توفق بين الحركة المترددة بالذات والحركة المترددة بالموضوع
كذلك استطاعت أن تؤثر بأسلوبها على التّفاعل الجدلي بين النص من جهة وبين ومحيطه الخارجي من جهة أخرى
فلو أمعنا النظر في المعطيات الموجودة في النص لا لحظنا أنها تقوم على صراع عميق يتحول في ضوئه الموضوع إلى
رؤيا إنسانية شاملة منبثقة من تجربة ناضجة تعيشها الكاتبة بمنأى عن أسلوب التفسير المباشر الممل ..ويعتبر الأسلوب هنا مناخات خصبة لجذب المتلقي لفضاءاته فجاءت المفردات في بنائها و علاقتها مع المعنى طاقة تتفجر اللغة من خلالها شظايا تأسر المتلقي وتشبع ذائقته وترضي نهمه .بمنأى عن أسلوب التفسير المباشر
***
الكاتب : عبدالله الدوسري [ ثرثرة ]
استطاع الكاتب عبدالله باختزال فكرة النص عامة من خلال العنون ( ثرثرة ) جاعلا من النص رؤى دينية فلسفية واذاتية واجتماعية ومعرفية متنقلا بينها عبر حوار مع الطرف الآخر ، لينسج كما من الرؤى التي عبر عنها حسب فكرته الخاصة التي أراد إيصالها لنا :
" أخشى ما أخشاه أن يضيق الوجود بنا
كما ضاق كل شئ بكل شئأما أنت ِ فقد عرفت لك جدة قديمة كانت تسعى في الغابات قبل أن يقام بناء واحد على ظهر الأرض "
"فإن الذي جعل من تاريخ الإنسانية مقبرة فاخرة تزدان بها أرفف المكتبة ،، لا يضن عليها بلحظات مضمّخة بالمسرة "
وتكلم الظلام خارج النافذة فقال : لا تكترث لشئ
وإذا أردت ِ حقا ً لفت الأنظار إليك فتجردي من ثيابك وتبختري على الكورنيش ،، وهناك ستجدين ليلى العامرية تجلس فوق قارب مقلوب تبكي "وفي يدها عصا لها رأس ثعبان
***
الكاتب : ثامر الجريش....[بدايةُ الـ ن ـــهـايــة ..~! ]
كان لزمانية العنوان ( بدايةُ الـ ن ـــهـايــة ..~! )رؤية تتحكم في الاطار العام للمنجز السردي لدى كاتبنا ثامر ، واقد استطاع أن يؤهلنا للدخول لعوالم فكرته عبر الاستهلال (فيّ قعرِ المُخيّلة...وَشمُ بـِ الذاكِرة ) في بداية النص ، جاعل من ذاكرته التاريخية نزفا وعزفا لمداده المسترسل في أطراف اللاوعي ، محيلا إلى بؤرة مفارقة فلسفية في باطنى المشهد السردي ، فاللغة هنا مكثفة والصور الفنية تنطلق من حدس دقيق يلتقط الأشياء المجسوسة ويعيد رسمها ألوان تتراسل الحواس فيما بينها ومن الإضاءلات التي تركها لنا ثامر :
فيّ قعرِ المُخيّلة...وَشمُ بـِ الذاكِرة
"فيّ ذالِكـَ القُعرِ أبصرتـُ ليلاً..
وكُلَ العُصورِ وكُلَ طريق..
لـِ[يأتيّ] وحشاً.. يرحلُ وحشاً. "
" حِمَمُ بُركانِ تَزفِرُ مُلتهِبة تُحرِقُ حُلماً بسيطاً.."
" قلميّ...
رأيتنيّ وَ هوَ في رُكنٍ قصيّ من غُرفةٍ مظلمة / موحِشة
يَكتسيّها [البردْ]."
"تَردُدُ موحِش لشئٍ مِنْ بقايا [الأنين].. وَ بعضُ مِنْ نشيّجٍ مكبوتـْ..
وَ قلمُ مسجون فيّ أصابِعِ السجيّنْ... يَئِنُ وجعاً..يحاوِلُ الصمودَ أمامَ
حِمَمِ بُركان...
يُقاوِم سقوطَ دمعةِ انكسار أمامَ ريحٍ غاضِبة..بِـ[صمتـٍ] يُعانيّ جراحَ غُربة
وَ[مرارةَ] غدْر..وَ [استارَ] كآبة.."
"عِندما تركتـُ العالَمَ يرحَل وبقيتـْ لمْ يكُن غباءً مـِــنيّ,, ولا استسلاماً ..بل احتجاجُ موقِفـ.. ورفضُ مواصلةِ مسير..فقدْ سِرتـُ طويــــــلاً لكيّ [أجِـدْ] وكُلما اقتربتـْ
وَجدْتنيّ فيّ نُقطةِ الـ[بِدايّة]...
انتهيتـ..ووجدْتنيّ مُرتحِلاً يدورُ فيّ دائِرةٍ صغيرة لاطاقةَ لها بـِ[استيعابـِ] ما أحمِلُ مِنْ أمانيّ وَ تمْنيّاتـ "

* * *
الكاتبة: نَفْثة ... [ َنشَازٌ مُمْتَدْ ]
ومن اللازمة التكرارية ( مؤمنة ) تتدفق معالم النص لتستنبت أروحنا بها وتنغمس خلجاتنا بماء فكرها وسماء وعيها ، فاللغة هنا وسيلة عضوية تختفل بفسائل تعبيره قادرة على حمل عذوق الجمال ورونق الكلمة ، متخطية ومخترقة ومكتشفة عالم لغوي مكتنز بالروعة والدقة والبهاء ، فكانت الأنساق متسقة برؤية منغمسة بدلالة عالية التكثيف دانية القطوف ، جاعلة من الترميز جزء من فضاء النص ليسبح به فكر المتلقي ويحدد اتجهاته..(مُؤمنة بإن نَحْنَحة أَبي تَمتدُ مُتَضَلعة ببابي الْخَشَبي وَ أن أُمي لنْ تَجْتاز نَداءاتي بلْ سُتَخْتبئ بالوَتر الْغَاص الذي سَيبزغ فَجري دُونها . )
" مُؤَمنة أنا بِمُصَافحة تلك الْمَشْنَقة اللتي تَتَدلى من رأَسك وَ يَنبعثُ الْشَيطان من خِلَالِها لتشخر بالمُوت وَ تُنَاغي خَساراتُك الْكَثِيرة "
"مُؤمَنة بإن سُدَفة الْأَشياء مَاهي أَلَا تَشبُثات بالمآتم الْسَابِقة وَ أَنْفِراج للْدَركِ الْأَسفلِ من الفقدْ .."
"
غَصن كَسِيرْ يَمنحُ للحن أُنَثى تَنفثُ من جَانِبها الْأَيسرُ دَوماً ."
***
الكاتبة : جــوى... [ ما أسقطته العصفورة .]
في هذا الحضور السردي استطاعت ان تمرراسقاطاتها الذاتية عبر انحراف اللغة وبقدرة بالغة التاثير والتأثر ، فكانت تلك العصفورة السوداء لها إيحاءها وحياتها المندلقة عبر ذاكرة مستترة ، فأتت المشاهد كمقاطع لمواقف تتنامى عبر الحاضر الماضي ( تقنية الفلاش باك ) في حضور فلسفي يضفيى على العمل نوعا من الجمال والدقة في التعامل مع اللغة وتركيب الدلالة .
" بردنا المنزوع الرحمة
سمعته يغني , مجافياً النار
ويفكّ بيده جوزة للسنجاب الذي أطعمناه
فطيرة التوت في صيف لعوب ."
" الثمالة لاتعني أن أحلم عنك
وأسرد إليّ الحلم كأني أعرفه لأول مرة .
حتى الصحو أيضاً ."
" يغريني الموت
وأخاف على جسدك الظلمة ."
" أنت الوريد
والظفر المخلوع والمعطف
والحفاء و الوسادة ."

****
الكاتبة : منى الصفار... [أنثى مَعطوبةْ ]
بأسلوب السرد الذاتي الذي يقوم على لسان الكاتبة عبر تلك الصباحات وما تحمله من انطباعات لحالة شعورية داخلية (أورَقُ الصباحُ كما كثيرٌ مِنْ صباحاتيْ ) إذا نحن على موعد لكما كبير لهذا الموعد المعد بانتظارات واحتظارات مختلفة ، مستشرفين من العنوان ( أنثى معطوبة ) أن هناك جرحا /حزنا / انكسار يصحى أو تصحيه الذاكرة معها كل صباح ، فأصبح وجبة رئيسية لا يستغنى عنها على مائدة الافطار ، مستثمرة لغتها وآليتها السردية في عمل فني جميل ، واترككم مع بعض الإضاءات التي تركتها لنا :
" إنّ أولَ الوجوه التي تعاتِب الغيمَ في منابِت أحداقِنا تولدُمع أول لحظةٍ لاستيقاظنا دائماً. "
" مليئ فنجاني هذا الصباح بذاتِ الزوابعِ التي أستيقظ على رائحتها كلّ صباحْ .. "
"بعضُ الصباحاتِ يتمْ
وانا يتيمةٌ بغيابكَ هذا الصباحْ."
" كنتُ أتنفَسّ رَائِحتكَ مع أحزانيْ، ألملمْ شتاتَ الروحْ،
صوتٌ يتداعى في مسامعي... "
"موعودْ بـ عيونِكْ .. أنا موعودْ ......... "
"أقف متثاقِلةً أمامَ مرآتيْ، وأبعثرُ اصابعي حيثُ تركتَ شحوبيَ نأمةَ حبّ، وحيث عبَثتَ بملامحيْ، فأصيبت باليتمِ هي الاخرىْ .. "


* * *
الكاتب : صالح العرجان... [آثار لـ جُرم .. .. ..!!]
استطاع الكاتب صالح العرجان إلى دفع الدلالة في المنجز السردي لديه لاحتملات تؤدي إلى وضيفة بلاغية داخل انساق تنهض على تقانة القص المركز :
" قصور الكلام خلف أسوار الصمت مدينة ساهرة
توحي لك بأرق الندى على أوراق الورد تحت أضواء القناديل
من الإحتراق تحت ألسنة الشمس "
جاعلا من هذه المشاهد انطلاقة إلى عالمة المتخيل الذي يعمل على تركيز المشهد البصري والذهني :
" يسكنها جسد عليل إعتكفت اعضاؤه محراب السطور بين الورق
في زمن لا يعد به صوت الرصاص جريمة .. .. ! "
كذلك في قوله :
" يزفر أنفاسه في رئة الليل كي يكتمل القمر بلون الرحم لمنفى جنين
ود لو انه لم يغادره "
فنجد يقظة المفاجأة السردية منبثقة من بؤرة الرؤية الخاطفة كقولة :
" ولم يتذوق طعم الملح بعد أن إختلط بالتراب ليقتات عليه عند صخرة المساء الحالم بزفاف الحرية على أصوات الغناء وفراشات الربيع ."


* * *
الشاعرةوالكاتبة : سكون ... [ مـا لم أقـله / لـك ]
اتخذت الشاعرة والكاتبة سكون الجملة (مـا لم أقـله / لـك)
ثيمة رئسية ابتدأ من العنوان ومراورا في مقاطع النص وتوقفا في عند فكرتها العامة المسيطرة على مناخات النص ، إيمانا منها أن العنوان ينهض بدور تأويلي فعال ليؤسس العلاقة بين الرؤيا وبين المتلقي كشريك مهم لأنتاج النص وتشكيل الدلالة ، فكانت مساحة السرد هنا موزعة بين ( الأنا ) و ( ألآخر ) ومن هنا نستطيع أن نختزل النص كخطاب عام متكامل ، له إيحاءاته وظروفه الخاصة ، ولشفافية المناسبة ، أتت الكلمات متدفقة بكل هدوء وسلاسة ، منتقية مفرداتها بعناية خاصة ، ومؤسسة تراكيبها بتناغم تام بين الفكرة والمعنى ، لذى رسمت صورها الفنية بألوان هادئة تتوافق مع الاطار العام للرؤية ، ومن الإضاءات التي توقفت عندها في النص :
أن كلماتي كانت تتخذ من صدري ملاذاً

" آثرت الركون في وداعة مهدها
ارعاها بلهفتي وحنيني كي لا تذبل ورودها
وأشفق عليها من الهلاك "
"فأعيدها الى مكانها القصي.
مالم أقله / لك
صباحاً اتفحص وجوه القادمين هنـاك.. علني المحك بينهم
فأن لم تكن
بحثت في أعماقي عن ملامحك التي احتفظ بها "

" انك في داخلي تتوارى بين الحقيقه والخيال

اكسبك خيالي جناحات اطير بها حيث آمل

واكسبتني حقيقتك تأثيرك على امتدادي

فكل ما وجهت وجهي اذ بك انت

وانت وحدك في مكانك القصي."

" ان اللليل لا يجلبك لي بقدر مالنهار يصحبني لك

فاتحسس قلبي فـ اذ به ينبض بك

فـأعلم انني مازلت أعيش

وتعيش أنت في مكانك القصي."


* * *
الكاتبة : فاطمه الغامدي ... [وماتت—الأشياء ]
وكيف لا تموت الأشياء يا فاطمة والماء غَادر بقدرة غادر ..
دائما الجذور تتجه لباطن الأرض كقبر مشروع وقرب ممنوع من الماء ،
عبر ماضي أخترناه فعلا ماضيا في طريقنا إليهم ولكنه هو ايضا لم يفعل إلا التجاوز إلى ذواتنا ، يحفل هذا المشهد السريدي بالكثير من الأساليب الفينة والرؤى الذاتية ، التي تسبر السراب والغياب وتسري بالوريد إلى ننشيد شجي مع عصافير تعي أن الأشجار غالبا تموت واقفة ، تاركة للمتلقي فسحة من نور ليصافح ذاتها ويعبر عن خلجاته من خلال رؤها ودلالاتها وإيماءاتها التي تركتها لنا في هذا النص :
" عانقت الماء بشفتيها** بحثا عن ارتواء فرحلت اليه غير عابئة بمآلها
حملها إلى الجبال والتلال والأودية فمزق جسدها *وعند مفترق الطرق كتبت إليه : أيها الصافي ليس ((كثله شيء )) وداعـــا "
" دغدغت الرمل بقدميها فأبرم اتفاقا معها على البقاء مقابل أن يبني لها قصرا جميلا على مشارف الشتاء "
" ((عندما أموت ازرعيني في منابت شعره حتى يبعثون ))
كان السراب يلوح بيده فمضيت اليه ،صفق لي كثيرا وقال أما زلت تؤمنين بي فأسقاني عطشا مازلت انهل منه"
" كانت العصافير ترقبني ، شاركتها التغريد والسكن في احضان الشجر وعندما ضحك الصباح رحلت العصافير وبقيت وحيدة --أغرد حيث لا تنتشي الحقول
صاح النذير ((الاشجار تموت واقفة )) "

الكاتبة : نهله محمد... [ للمــدينةِ نيّــةٌ أخـــرى ]

استطاعت الكاتبة نهلة أن توضف ادواتها السردية بكل دقة واقتدار لتوصل اسقاطتها بوعي وحرفنه ، جاعلة من الرمز هنا دلالة أنثروبولوجية لواقع ملموس وهاجس يؤرق تفكيرها ويشرق بمدادها الممتد في فضاءات الذهن ، ومن الرموز التي أشارات إليها مثل في قولها
الطاعون / المدينة / الريح / الأبواب / الظلام / الجبال / الشطان /جمرة / الشوارع / حبة خردل / الحاويات / سليمان / مريم ، لفظ هنا دلالة عميقة تتراسل الحواس عبرها للوصل لبنية دلالية واضحة دينية / أنثروبولوجية / تاريخية سامحة للمتلقي النفوذ داخل النص عبر مشروع فكري قابل للتأويل والتحصيل كل حسب ثقافته ورؤيته ، فأتت اسقاطتها على شكل مقاطع تضج بالحركة والديمومة والصور الفنية المتنامية في دلالاتها وتراكيبها :



" الطاعون يرتدي الأوراق على بُعدِ شهقة من المدينة..."

" يقاسم خطى الموت شهوة المباغتة...
و يمضغ أعتاب المدينة علك انتظار
حتى تُرفع دفوف القارعة...."
"يتمرد الظلام ..
يفرد مظلته السوداء فوق المدينة.. رمز بين الزمان والمكان "
ويبصق في عينها غُمّة تلتقم نورها..
فتلهج أعمدة الانارة بـــ لا إله إلا أنت..
سبحانك إنا كنّا من الظالمين "
" الكراسي على الجبال ...
والحق أجيرٌ أعياه المشي حافياً بين جبل وآخر
ملمعاً القوائم البعيدة ...
بينما يُخمّر الباطل صناديق العنب/التعب "
"شيح الشطآن بوجهها عن المدينة ..
متجنبةً طيشها..
تمد موجة
وتسرق ربع سيجارة من زورق منسي..
تبحث لها عن " قدّاحةٍ " في سرائر المارّه..
فلا تجد سوى جمرةٍ تحترق في صدر " منهوب "
الحاويات المنزوية في القصور
متخمةٌ بالشبع...
بينما الجوع خارج ترفها
يحمل بندقيته
بحثاً عن حياةٍ تتسول من القطط فتاتها بمواءٍ زائف..
و تتبع أثر كسرةِ رغيف مشرئبةٍ بلعابِ كلابٍ ضالة
قد تضمن لها رشفة بقاء "
" خلف شخير الليل...
يتسلل الحب على أصابعه
ليُشعل شموعه خلسةً وراء صمت " الإسمنت "..
فيمد النهار شفتيه من النوافذ ليطفئها ..
منبهاً ,
بأن هناك من يتأثّر دمعة
بحثاً في نقائِها عن خطيئةٍ مزورة...
عن عود ثقابٍ يشي باحتراقين..
وقدر مفزع لمدينة.."
الطرقاتُ أسرّة المتعبين ...
والنخل المزروع في زاويةٍ قصيّة
لم تلجأ له مريم لتدرأ عنها رجم الأفواه ...
أمّا الظلمات تحت جلباب المدينة "

* * *

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2009, 03:39 PM   #2
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


الكاتبة : ندى القحطاني ... [ || من أنتِ يا أنااااي ؟! ،، ]
أنها ( الأنا ) الغائبة أو المغيبة على أهداب غيمة غائرة في كبد السماء ، فأتى هذا المشهد السردي كنوع من تعزيز روح استقلالية الذات تلك الذات المفردة المتشبثة بآخر تفاصيل حلم ومحاصيل حضور تلمسه على أرض الوجود ، ذات أنهكها الترحال المقيد في خارطة الضمير الجمعي للتوقف على مشارف الحدود لتفك القيود وتشعل الأسئلة من جديد بهذه الاسقاطات في آخر المشهد "
" من أنتِ يا أناي؟!
أناااااا
علامةُ مجهولٍ عتيقة ،
تتناوشني كفوفَ آل الإستفهامِ الموشومُ ب تعجبٍ أرعن !!
ولا تزال سمفونيةُ الإبهامُ تُنافس الإلهام ..
في عزفِ مقطوعاتِ الرجاء الخائب والأمل المصروع !!
وس أظلّ أدفن ب الشتاتِ ملاذي !! "

فالكاتبة والشاعرة : ندى ..
تمتلك رحيق المفردات و التوهج اللفظي الذي يمنحها تملك زمام الفكرة والموضوع كمزجها
في قالب فني غائر بالمشاعر والأحاسيس الشفيفة المرهفة عبر رؤيتها الذاتية ، والتي ترتكز هيمنتها على حدود الفكرة وخلجاتها بهندسة إبداعية متكئة على رؤى تسبر أغوار المعنى وتنبثق منه ،عبر الانحراف اللغوي وبوعي عميق وثقافة مكتنزة بالإبداع و بدقة متناهية جاعلة الصورة الفنية مميز نوعي وعنصر فعال في تركيب الدلالة ورسمها ، مستفيدة من أساليبها الرمزية اللغوية والفكرية لتعبير عن رؤية نفسية فكرية ، ومستفيدة من تقينة اللون في اسقاط الرؤية التي تريد إيصالها للمتلقي وتعبر عن الحالة الشعورية التي تشعر بها مثل قولها : " وبِ لسآنِ السمآء الأزرق ..الذي لم تلوثه أكاذيبٌ صفراء !! "
مما أعطى لنصوصها ترابط الوحدة والبناء مكونة لها تجربة سردية ناضجة تحمل مقومات العمل الأدبي الناجح ، تاركة للقارئ حرية الدخول لفضاءات النص كل حسب رؤيته وخلفيته الثقافية ، وتأويله ورأيه الحر في مقاربة النص الشعري والتحاور مع إشاراته وإيماءاته ورموزهوهذا ما يسمى ( بأفق التلقي )
ومن تلك الإضاءات التي شكلتها لنا :
" أصحو مُرهقةٌ بعد إغفاءةٍ سقطت من أعيآني _ سهواً _ !!
ل أختلس العُمقَ في دهاليزِ بعثرةٍ عاثت في أعشاشِ كوامني | الفوضى حتى أزهقت العصآفير !! "

" لا أستطيعُ قيآسَ المسآفةِ المُتأرجحةِ ما بين الظلامِ والضوء ..و النجاسةِ والوضوء ..
ما أشبهني بِ غرابٍ منكوبَ القدر .. وعصفورٍ منكود الحظ !! "
" يتدلى عنكبوت الوحشة من عُلوٍ مسقوفٍ ب الإنحدار ..
و يُحكمُ ب خيوطه الرثّة .. زوايآ الظلّ المُتراكم والتي كآنت مقّراً لِ شبحي ذات خوف !! "

" من أنا ؟!
_ زمهريرُ شمس !!
_ سلسبيلُ علقم !!
_ تدني سماء !!
_ إرتقاءُ أرض !!
_ غيمةٌ معصورة .. لا أثر لِلمآءِ فيها !!
_ منشفةٌ بآليةٌ ..في زوايا مطبخٍ عتيق !!
_ عنقودٌ مُتدلى من صدرِ شجرةٍ خجولةْ !! لا لشيء .. إلا لأنه يآبسٌ | جداً "
"أشعرُ بِ وطأةِ / وقعِ خطواتِ زفيري .. تدكُّ آل الحَلقِ آجمعين !!
وطوفانُ التجاعيد .. يُثيرُ بلبلةَ الإجتياحِ
على ميناء بحري الجاف !!
والمُكدّسُ ب أطنانِ ملحٍ مُتراكم .. ك دلالةٍ على أن البحر | كان يامكان !!
وعلى ميناءِ ساعتي العتيقة !!
والتي تنبضُ مقصوصة الأنفاس | مكسورة العقارب !!
أسوقُ جحافلَ أعياني المُنهكة لِ تُنيخ ركابِ أهدابها عندَ منضدتي البآليه "
***
* * *
الكاتبة : نفع القطوف ... [ لم يمهلني .. لأحدثه]
وفي لحظة خاطفة ودقائق معدودة ومشاعر متقدة ، تختزل الكاتبة نفع القطوف ذلك المشهد وما يحمله من كما هائلا من الاحاسيس بجملة زمانية اختصرت الموقف بــ ( لم يمهلني .. لأحدثه ) بحيث أنها جعلت النهاية بداية ، لتعيد أسئلة الخلجات بلا اجابة منتظرة ، معتمدة على مفردات تسهم في كشف الخطاب السردي الوصفي إيمانا منها بــ ( النص – الواصف ، الذي يجب ان يولد في النتيجة وان يفهم في لسان معين وسياق توصيلي معين ، بحسب فان دايك ) تاركة لنا مفاجأة اللقطة ، واتتفاصيل الومضة :
" ولكن .. ما بال تلك الكلمات متعثرة .. ومشتتة بداخلي
سأعيد ترتيبها .. وأرغمها على البوح فقد لا نلتقي "
" تتراقص أمام ناظري .. قصائد شعر
تناجي طيفه الحبيب .. وتلمع عيناي حنيناً لرؤيته
مشاعري همسات .. وبقايا حروف تنتظر آوانها "
"هم يتسارعون إليه .. ليكتبوا على الرمال أبجدية عشق أبدية
ترسل الشمس .. عليها كل صباح خيوطاً ذهبية فتزيدها لمعاناً
ويسلط عليها القمر ليلأ .. ضوءه .. لتغدو أكثر توهجاً "
" إنهم يحدثونه بما يعتريهم من ألم الفراق .. والهجران
وفي أعماقه أسرار العشاق .. أطبق عليها الأصداف
فسر المحبين .. لؤلؤة بيضاء جميلة
صانها وفاءً .. لما استودعوه إياه
حتى وإن نعتوه بالغدر .. ووصفوه بالغموض "
" (( أيها البحر ... إني أعشقك )) فأي صدفة ستودع لؤلوة سري بها ؟؟
ولكن ... لم يمهلني لأحدثه "

* * *
الكاتبة: قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ ... [ يارب.. لا تجعل أحداً يسمَع نِدائي. ]
في قعر الفنجان الفارغ تنتظر مكعبات السكر معانقة الداخل من الخارج ، تستعد لعميلة الدوران والذوابان بلا مقاومة ولا مهادنة ، وتبقى الدمعات البلورية والصمت شاهدان على شيء لم يرى ولكنه يحس بصقيع قلب أنهكه توقف الطاقة ، فبدأت الكاتبة قيد مشهدها السردي بالتكثيف والشحن الشعوري شاحنة العنوان " يارب.. لا تجعل أحداً يسمَع نِدائي. "
بدلالات عميقة وهي تدرك ان العنوان يسهم في عملية القراءة والتأول لدى المتلقي ، مستفيدة من تقنية الاختزال ، بنية التكرار " هو ..ذاته" ، ملائمة
ناقلة كينونتها النفسية من مقطع لآخر عبر لغة سردية عالية التكثيف الاختزال ، ناجحة حياكةالنسيج السردي بما تمتلكه من أدوات فنية وثقافة واسعة ، ومن الأضاءات الجميلة التي تركتها لنا :
"هو ..ذاته من كَتَمَ أنفاسي حتى من شَهَقاتِ بُكاء
هو من آثرتُ عِناقهـ..على أن أعودَ القهقريّ
فأخلَصَ لي مُعانقةً...حتى طَفِقتُ أضرِبُ صدري
لِ يُغادِر..يترُكني..يُطلِقْ يديّ."
" هو ذاته من أبكاني مرَّة بِدمعاتٍ من زُجاج فخالَطَتْ كربونه
المؤكسَد فاستحالَ لِبلوراتٍ أعمَلَ فيهـا الرمادُ والألم حتى
أصبحَت شافَّةَ الألوان بصفاء ..صفـاء..صفـــــاء أحالت
ملامحك فيهـ _رسوماتٍ من دِقة_حينَ انعكسَت على خَدي "
وهو ذاته من احالَ أحرُفي لِ مشارِط من ذَهَب
لا يَعقِب إعمالَهـا مُصلِح،حيثُ لا تُغلَبْ. و لا تتعَبْ.
" يا ذاااااتَهـ..
مالِقلبي ..مالَ قلبي.
مــارَ..حتى شكى الموج ارتفاعه عندَ أولِّ شلَّالٍ
يُختبَرُ فيهِ عُلُّوه.. ثُمَّ.. غاااااار.!
ومضيتْ..
وأنا ثالث ثلاثة:
أنا وخيبة ٌو ألمٌ يرقُص على جِراح الوِدّ..
بلْ..كانَ رابعنا الوِدّ:
بِ كبرياءٍ كانَ مطعوناً يترنَّحْ.!"


* * *
الكاتبة : زكيّة سلمان .. [ فجْوّةٌ وَلَدَتْ[الغُرْبة]
أتت تلك الفجوة الحبلى لتلد غربة افتقدت جميع حواسها الخمس عدا حاسة سادسة تنبئ عن فراغات تضج بالصمت .
استطاعت كاتبتنا زكية أن تسيطر على فكرتها ( غربة ذات ورغبة ذكرى بالسرد يتنمى ليصل سماء الشوق ) متمكنة من أدواتها السردية بكل دقة واقتدار جاعلة من الوجع ثيمة تنطلق منها نحوا أودية الذاكرة وأترككم هنا مع أهم الإضاءات التي تركتها لنا :
تَزْدَادُ الهُوّةُ عُمْقَاً وانّحِدَاراً، نَتَشَظّى هُنََاكَ ،
بين فَرَاغَاتِ المَعَانِي أشْلاَءْ ، أو بَقَايَا أشْلاَءْ،
" ونتلظّى في أوديةِ الصمتِ الحافلْ بنيرانِ غربةٍ طَوتْنَا جَحِِيمَها ،
نـَ تَسَوّلْ من سككِ الغُرباءِ / الحنينْ ."
" تَتَشَربُ الدّقَائِقْ ضَجِيجِ الصَمْتْ ، وَ تَتْلُوا السّاعَاتِ تَمْتَمَةَ شفاهٍ خائفةْ ."
" حتّى تلكَ الأشلاءْ / الأشياءْ باتَتْ تَسْتَهْجِنْ ذلكَ الوجعْ،
ألاَ يَفْترضْ مع موتها أنّ تَكُفْ / اختلاجاتْ الألم نَبضاً..!! "
" يَصْهُرنَا ذلكَ الإحساسْ الـمُتَأجِجّ كُلما هَبّتْ نَسائم الذِكرى،
يُمَرْغُنَا بين فَحوى الشّوق ، وفَحِيحْ الوقتْ الـمَمْقُوتِ / انتظاراً.."
"ولأنّ الحُزنْ يُثِيرْ في القلوبِ / شجناً ، و يهتكُ شُرفاتِ السعادةْ ،"
" كمْ هو موجعٌ النّفِي من مُدنٍ تَتَرَجّلْ إليها أقدامْ القلبْ "

* * *
الكاتب : ناصر محمد المرشدي .. [ اليوم ذكرى الفراق ومرّت أول سنة] . . . !

ومن العنوان نستشف حيثيات النص واتجهاته حيث الغياب /الرحيل / الفقد / فأتى هذا السرد شفيف متناغم مع الاطار العام للنص حيث فضاءات النفس المكلومة ونداءات في صحراء لا صدى لها ولا مدى استطاع أن يستخدم تقنية التكرار في قوله (وترك كل شيء معلّقاً..كل شيء !) تأكيدا على مطلق الأشياء المعلقة بين ذاكرة لا تصدى ولا تنسى معلقة في سماء روح أنهكها البوح لواقع مجروح ، تاركا لنا بعض ملامح تجربته السردية الغنية الناضجة وما تحمله من مفاراقات وإيحاءات

" مرّ عام على غيابها ، ولازلت أكتشف كل يوم ملمحاً جديداً لفقدٍ لم يتجسد بعد !"
" إنه الغياب حينما يستبد ، لا تنعتق من سطوته لا الأمكنة ، ولا الأرواح ، ولا الوجوه ... ،
ولا أي شيء !"
" يا إلهي..كيف نعلمهم أن الأرواح الطيبة تترك شيئاً
من رائحتها قبل أن تغادر ؟... فقد أرهقونا بأسئلة لا تنتهي ، وبحث لا يتوقف !"
"ماذا أقول اليوم ؟! ،... ورحيلها الأبدي ، أخذ أشياء كثر ،
وترك كل شيء معلّقاً..كل شيء !"

" مؤلم هذا الفقد ، وأكثر إيلاماً هوّة سحيقة يخلفها في الأعماق ... ،
كلما عبرتها رياح الذكريات الموجعة ، دبّت بها أصوات تشبه صفير الريح في الأطلال !!

* * *
الكاتبة : ريمه آل محمد... [أصغر الأحلام لا يتحقق !]
ريمه المحمد ومطرفقد ومحيطات وجع وموجات تستجدي انسيان وفرحة ماتت منتظرة على محاجر الروح وحناجر البوح ..
فأتت اللغة هنا متدفقة عبر دلالات الوجع / انسيان / الأنا المكلومة
تقول " أستمع إلى نَحيبْ أضلُعي
بينما الرتوق القَديمة تتفتق
لِتخرجكَ منيّ "
فكان السرد هنا منهكم بين الذات وبين / هو بين الوجع الذي تكرر في النص


" وَ أشبَاه الحُروف لَا تَفيء فِمَحَابري المُعتَقة
مَجبولَة عَلى وَخز الألم "

" كُنْ كيفما تُريد وَ لكنْ
أجعلنيّ يَوماً أكونْ أنَا"

" بِ العَيد الذي أترقبْ قدومه ثمَ أحتفل بهِ فوق وسَائد السُباتْ القَسريّ
وَ بِ أشياء كَثيرة فَقدتها مَعكَ و لَم أجدها بكَ "
" فَ أي سَماء سَـ تَحنْ على قَلبي فَ تجبر كَسري فيك !
عليك الإعتدال وَ الوقوف على جَادة الحقيقة
لِ ترى بأنني فعلاً رَاحلة "

" أستمع إلى نَحيبْ أضلُعي
بينما الرتوق القَديمة تتفتق
لِتخرجكَ منيّ "

" فَ مالذي أحدثته ! غير إتساع الخَندق مَابينْ القَبل وَ البعَد "

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2009, 03:39 PM   #3
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


الكاتبة : فاطمة العرجان...][ وَأخيراً .. س أمضي..!][
فاطمة العرجان ..
ونص ملتهب من ألف الرجولة إلى يا اليقظة السكرى على منصة قدرغادر ، لم يغادر الروح إلى بجرح عميق كعمق الواقع المؤلم بين تخوم الخيبة ونجوم الحلم التي تتساقط تبعا بلا هوادة أو توقف ..
فأتى العنوان ][ وَأخيراً .. س أمضي..!][ كفوهة تخرج منها ذات طالما اقفلت على نفسها وتقوقعت بمحيط رجل لا يحيط بمبادئ الحب ولا يقدر نبضات قلب تعب وهو يتمرجح بين العتب والعنب ..بأسلوب سردي جميل ورؤية فنية رائعة أتى النص بتسلسل جميل حيث تعتلي به حدة الخطاب على مستوى الحدث والحديث :

" وَلفْظِها بِوَحْشَةٍ عَلَى أَوْراقٍ أَشدّ وَحشَةٍ لِرَحيلكَ الْمُدمِي كَ نَزف
الْقَاهِر كَ جَبَروتِ رَجُلٍ أَبَى أَنْ يَعترِفَ بِلَحظَةٍ خَضَع فِيهَا لِامرَأةٍ "
"فَقدْ كُنتُ لكَ كَدولةٍ لِتَارِيخ .. نَشَأتُ عَلى أَنْقاضِ حُبٍّ لَم يَكتَمِل .. "
.. أُولَئكَ الذِينَ يَجِدونَ فِي الْحُبِّ طُفُولَتِهم الْتِي بَاغَتَها الْكِبَر , فَيُلقُونَ بِرُؤوسِهِم فِيْ أَحْضَانِه .. يَتقلَبُونَ بَيْنَ كَفيهِ .. يَعْبَثُونَ بِأَشْيائِه ..
" وَتَرَكتنِي أَنْتَحِبُ عِندَ نَواصِي الْخَيبَة .. وَكَأنّما سَقطتُ سَهْواً مِنُ جَيبِك وَلمْ تُعِرْ سُقوطِي انْتِبَاهاً لِوجُودِ مَثيلاتٍ لِيْ يَمْلَأنَ شُقوقَ غِيابِي "
"
وَتَعْلَمُ أَنَّكَ أَجَدتَ كَسْرَ رُوحِي , وَلَيَّ عُنُقِ قَلْبِي .. حَتَّى لَمْ تُبْق
لَكَ الْرُجُولَةِ إِلَّا مَلَامِحْهَا الْهَشَّة الْتِي يَتَسَاوَى فِيهَا كُلّ الْذُكُورِ
عَلَى أَيّ جُرْمٍ تُؤاخِذْنِي وَأَنْتَ رَجُلِ السِِلْمِِ الْذِي كَانَ نَبِيلاً ثُمَّ تَلَبَّسهُ شَيْطَانٌ بَرْبَرِيّ حَوَّلَهُ إِلَى غَوْغَائِي لَا يَعْرِفُ مِنَ الْحُبِّ إِلَّا اسْمه وَرَسْمه ..
يُمَارِسُ الْحُبَّ بِفَوضَويَّةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ مَشَاعِرهِ الْمُتَخبِطَة بَيْنَ عَقْلِه الْذِي أَرَادَنِي وَقَلْبِه الذِي أَرْدَانِي .."

* * *
الكاتب : سعد الصبحي .. [عابرون إلى الدمعة ]
ونص مبتل بالدمع والشمع ..
فكان لفلفسفة الدمع هنا عمق أنيق وسيمفونية حزينة ترددها شفاه الحياة الصامته في حفلة العبوروحافة التعب ..
أتى هذا النص كومضات للعبور / الدمع / الذاكرة
في حضور سردي ينم عن خيال خصب يلتقط الأشياء ويعيد ترتيبها بصور دقيقة عميقة وواعي تام ، فنجده غائر في تفاصيل ذاتية عالية الشجن واللحن :

" على حافة التعب ..
بلا بوصلة على دروب الغد....
ندخل الليل أحراراً....
وقليل من عبر إلى النهار ..."


" مقيٌد أنا على نوافذ الموتى..
تتسلى بذاكرتي نسائم الحب الكاذب حيناً ..
وأعاصير الأمنيات تعود خائبة ...
بعد أن حاصرتها الجمارك والقبيلة ...
القرية النازحة إلى الحدود ...
بلا وطن ..."
" بعد أن رمدت عيناي ...
غسلتها جداول الحنين ...
مذ طالعتني على غفلة من الحزن تبتسم ...
السنونو المشرٌد عاد يبني عشٌه ..
بعد أن أقفلت النافذة ... "
" أعزل صوت العابرين بالغناء ...
أو بالبكاء بلا صوت ...
ولا دمع ...
كي أدرك أني عابر ...
صوب سراب الحياة ..."
"
نبشت الأمس من عينيك عمداً ...
بحثا عن إجابة ...
فخرج الدمع منتصراً ...
وتركني جثة في رحم الأسئلة ...."

* * *
الكاتبة : صبا الكادي [من ضجر السهر ]
ومن ضجر السهر نحتفي بنهر متدفق بالذكريات والحنين ، في خطاب سردي يسكنه ماضي جميل لازال عالقا بأهداب غيمة لا تفارق سماء حياتها ، فكانت جملة ( موعد مع النسيان ) ثيمة الرتكز عليها النص ولازمة تكرارية أتت لتؤكد أن النسيان أمرا حتمي لا فرار منه ، ولا مبرر لغيره في الحضور في مساحات الروح ومسافات البوح ، فأتى الأسلوب في بناء الجمل وتركيب الدلالة بشكل جميل لا تعقيد ولا عسف يشتت ذهن المتلقي أو يقفز على تسلسل الفكرة ونسيجها ومن التراكيب الرائعة التي توقفت عندها :
" حينما يتحجر الصوت في الحلق
ويستنطق الألم الجمادات من حولي
"ويذكرني بحنان جف على أعتاب الحلم والأناة "
" عزمت أن التقي النسيان ومعه ُاتفق على الغدرِ به والغدر بذكراه
يشاركنا لليل هادئ وصبر صامت وحنين باكي على أيامٍ خوالي
وحٌرقة قلب على لحظة انتهت وهي تنتظر لفتة أمل
وحفيف أوراق تحتفظ برسم اسمه وكلمات توثق صدق الاحساس معه"
" أغمض الأجفان بتعب وهو على عتبة الفكر
وأصحو وقد ولج الفكر وتربع على عرش الأنفاس"
*****
الكاتب : فهد الطيار .. [غبش ]
من العنوان [ غبش ] نتعرف بشكل أدق على أن هناك عدم اتضاح رؤيا لكثير من الناس نحو واقع حياتي متداخل ومتشابك بشكل كثيف فالعنوان كما قال عنه علي جعفر ( يحدد اتجاه القراءة ، ويرسم احتمالات المعنى ، ويختصر حكمة القصيدة ) فأتى هذا السرد مؤسسا علاقة دلالية تقوي من شدة التماسك والتآزر بين عناصر السرد ( تعاقب افقي متناسق لوحدات لغوية مترابطة تقوم على أسس محددة من حيث التسلسل ) حسب فولفجانج يقول كاتبنا القدير فهد:
"
يملُكُ معرفةً، ويعلمُ أن الناسَ لا تقبلُ أن تُكَذَبَّ إيمانيَّاتُها، ليسَ تعصُّبًا، ليسَ جهْلًا، ليسَ شعبوِيَّةً أوِ اتّباعًا، إنما خَشيَةً ورهبة. ليسَ هيّنًا أن يُعَمَّرَ أحدُهُمُ عُمُرًا، فيكتشِفُ أنّ ما كانَ لديهِ منِ اعتقاد، ليسَ سِوَى خُرافةٍ اقتَنَعَ بها حينَ كانَ صغيرًا، أصبَحَت عُلُوًّا لا يُطالُ."
" يجبُ أن نغُضَّ بَصَرَنا عن بعضِ النقائِص، حتى نمنَحَ أنفُسَنا زَهْوَ خِفََّة."
" رُبَمَا نُدرِكُ عندَ هذا الحال، كم هُوَ شقاءٌ أن ينشَا الإنسانُ دُونَ راعْ، لابدَّ أن نُشرَبَ شيئًا في عُقُولِنا، وإن كانَ زيفًا، ذلكَ خيرٌ من بقائِنَا عُراةٍ أمامَ زمهريرِ الحياةِ وأنيابِ الأشياءِ التي تتكاثفُ عندَ ضعفِنا أكثرَ فأكثر، كأنها تنتَهِزُ فُرصَةً، كأنها تُفكّرُ، وتعلَمُ كيفَ تُصيبُ كَبِدًا، فتُثيرُ يَئْسًا. تصنعُ الشُّكُوكَ، وتجعلُ القلبَ دائمًا في حَيْرةٍ، ليسَ يقولُ نعم، ولا يقولُ لا، هكذا أبدًا، إنما يتّكئُ كمذهُولٍ على -رُبَمَا-."

* * *
الكاتبة : زَينَبْ الخُضَيــري ..[تمـــــوز ماذا بعد ...!! ]
وعبر تقنية الفلاش باك كان حضور الكاتبة زينب هنا مندلق عبر ماضي يسكن الحاضر ، فأتى النص مشحون بادلالات ومفعما بالرؤى عبر علاقات لغوية و سياقية ، بعيدا عن الانقطاع والتشتت في انتاج الدلالة والصيرورة الفكرة المستمدة من عنصر زماني ( تموز ) مرتبطا بذكريات وحدث وقع بتلك الفترة ولازال يمتدد عبر أوردة الأيام لتقف من جديد عبر بوابته المحملة بالوجع (ما بال تَموز مُختلفٌ هذه السَنة ... تركلني الذكريات معه, روح تَموز تتصل بخيط من وجع ,متكيء على نسيج الفراق ) جاعلة المتلقي شريكا في انتاج الدلالة عبر مرجعيتها الذهنية في انتاج مشهد سردي غني بالصور وعميق بالتعبير ، مشكلة لوحة فنية جميلة
.جاعلة من ذاتها - الراوي - التي تتعمق بذاتها عبر المونولوج الداخلي لاتتقرب بشكل أكبر مع دواخلها النفسية حيث تقول : " أحيانا يسافر صوتي إلى بلاد قلوب بعيدة ليتنفس لغة التواصل فـ تورق زَهَرات الأمل, وتَنشَطِر مِن روحي فَراشَات البوح اليتيم , يتَفتق عنها تساؤلات تزاوج في ثَغرِ العطاء كَلِمَات مِن فِضة تَشرنَقت في بداية العُمر, " بطريقة السرد / الوصف مفصحة عن المضمون برؤية واضحة بشكل لغوي جميل ، ومن الصور الفنية التي رسمتها بريشة إبداعها عبر المعادل الموضوعي الزماني ( تموز)

" فتحاول كلماتي , أن تَصعَدُ سُلما مِن
وَرِد الجُلّنار لتطاول السماء , فتهبني قوة تدفعني لخوض غمار السنين "
إلا أن هذه السنة كانت مختلفة بأيارها وتموزها ...!!
" ما بال تَموز مُختلفٌ هذه السَنة ... تركلني الذكريات معه, روح تَموز تتصل بخيط من وجع ,متكيء على نسيج الفراق"
" كزَهرة تَموز زنبق لماء , وبِكل ما أحمِله من ضَجيج صَامت , فإذا بي أتعثر بأيامك الجارِحَة حد السكين لتغرسها كَوشم في قلبي ؟"
" يغيب الفرح بِسَخاء عن نَاظري "
" كأرجوحة معلقة بين مجرتين متباعدتين "
" يئست الأيام من عبثية البشر , انتقلت بي من طور الغروب الذي يرتق النور الى ظلام ليل تعود حمل حقائب الحزن "

* * *
الكاتبة : حنان .. [في غِــيابــكْ ..! ]
ومن الغياب يعشوشب هذا النص بالشوق والحنين ، ضمن سياق لغوي تلائم المضمون وموائمة للحالة النفسية التي أرادت أن توصلها الكاتبة حنان ، بضمير يعود إليه هو وبخطاب رقيق عذب وحنينها إليه في ذلك الغياب الذي ينتظر اليباب ، لذى أتت الجمل قصيرة ومتلاحقة ، فتناما الفكرة بصور فنية تتكئ على دقة الكاتبة بالالتقاط والتجسيد ،
"وتحت وسائد الحلم
أبحث عن دفء .. احتواء .. ارتواء ؛ عن وردة ؛
فـ يؤلمني الشوك
تتراقص أشباح الوحدة على طبول الوجل
تمد اصابع الحيرة إلى عيوني
تفتش فيها ؛ عنك ..."
"بآخر خيوط الكبرياء
أجرُّ صوتي مع أقدامي المثقلة
بقيد الحنين اليك
إلى رؤية ملامحك خلف نافذة توشحت الظلام
واراك تتذرع الصمت
متأبطا قلباً جائعاً
وشوقاً لا ينام"
"هادئة مدن الحنين
باردة ليالي الصدّ
غائرة نجوم الوعد ،
والليل الموحش
والوردة الحمراء ..
ترمقني كعيون الشك ،"
" وتترك عاصفة الظنون والشك
تجتاح سواحل الانتظار والامل ..
وتسألني ، فأجيبك"

* * *
الكاتبة : منال أحمد .. [ تفاصيل ميتة.! [مُستوحاه]
وفي تفاصيل هذه الكاتبة نجمع الوافر من المحاصيل في حضور رائع وإبداع بارع ، فكان للنحراف / الانزياح اللغوي في هذا النص تواجد ملحوظ عبر تكثيف وإيجاز لغوي بإنجاز سردي وطاقة إيحائية تخيلية تأثريه ، بتوهج رمزي ناضج ، ودلالة فنية مكتملة الرؤية والرؤيا ، لذى أتت اللغة هنا مكثفة مستغلة الرؤى السريالية لتجسيد سردها ببناء عالي الدهشة والمفاجأة حيث تقول :
قُرب الضياع وزوبعة الشوارع الباكية
بيتاً عملاقاً ضيقاً بالضيق!
ينامون على أسرتهم محترقين..
لا صرير للأبواب..
ولا نوافذ تنقذ أنفاس الجدران!
" أشجار الحديقة عارية,"
سئمت أوارقها الحفيف ؛
طارت مهاجرة لجزيرة الأنين.."
أحبكِ يا منضدة الأسرار
أين تخبأين دفتري,
وقلم حبري الحزين..؟"
" الطفل الكبير يشيخُ
وآنية السجائر تنبذهُ..
لا يحلمُ بصيد ثمين! "
"وتختنقُ النسمة التي إحتلت رئة الستائر
وأنتِ هنا تتنفسين! "
" الآن في ساعة شاردة من الزمن
أحتاجُ للوجه اليانعُ بالنبل
وفصل خامس حزين..! "
" سأتكيء على ظهر نحيبه
وأرفع رايات فرحة..
فغداً تثور الرياح الساكنة..
وأجدُ الجمعُ متكئين..! "
" سأُرتلُ إسطورة
فصول تفاصيلها فراشات تحترق!
لون البكاء باهت! "

" أخيطُ شفاه الجليد
وألبسُ الليل معطف..
وللدفء أخلقُ الجناحين! "
" بقربُ المدفأة أجلسُ
أدفنُ رأسي في حضنها الجائع
لألملم عطر أنينها..
وأسمعُ دقات الحنين..! "
" دعيني أصلُ الأرصفة الفقيرة
أراقبُ الحقائب والدموع "
" منفى الشتات يشدو بهم!
بأحداقهم يستوطن الدمع..
قوت يومهم ذعر..,
صدى عطش
وزمن لم يستكين! "
***
الكاتبة : بثينة محمد ... [شعاع حب]
ومن ذلك الشعاع يرتوي حد الظمأ ، والانتماء ،لحد أنه هو الكون بأسره ، أنت تحب إذن أنت محب لهذا العالم بكل أطيافه ولغاته ، الحب كائن مدهش منعش ، يغير ملامح الطبيعة بجميع متناقظاتها هو اهزوجة الجداول وبوح العطر وروح المطر وهو " أكثر المشاعر الإنسانية قدرة على البقاء " كما قال عنه ستيوارت ، أو كما قال عنه فرانك هاريس " الحب نبات ينمو بكل رفق : تعامل معه جيدا .. اهتم به حتى يمكن ان ينمو بقوة ويعطر حياتك بأسرها " ..
فكان هذا الحضور السردي للكاتبة : بثينة حضور مشرق مورق شفيف ، اختارات مفرداتها بكل عناية ، لتتناسب مع مقتضى الحال ، " شعاع حب ..ينساب على كتفي "

" يشعرك بأنك ترتمي على الأعشاب المعطرة بشذى الزهور .."
بحيث لا تستطيع رؤية أي مدى من الظلمة ،
و لا تستطيع تخيل أي نوع من الأحزان ..
و تشعر كأنك وُهِبْتَ عمرا جديدا ، و حياة جديدة ..
تحب كل شيء ، و تكره ما يعاكس كل شيء !!"

* * *
الكاتب : علي الدليم ... ][أوْتــ الورق ـــارُ بِقَلَمٍ مِنْ رصاص ... ]
يعتبر الكاتب علي من الكتاب الذين يمتلكون ناصية الحرف وعنان المعنى ، مسخرا فكرته بمعجم لفظي زاخر ومطوعا رؤيته بتقنية سردية جميلة ، فتأتي نصوصه مندلقة على صفحة الذاكرة لتعوششب الذائقة بتجربة سردية ناضجة , ومن تلك الإضاءات التي تركها لنا في هذا المنجز السردي :
"لازِلْتُ أغْزِلُ من خِصلاتِ الغيابِ حروف الورق "
"يعْتريها عُريٌّ الصمت وترمي بجلباب الإطْراق ..
تُمْسِكُ بالضآدْ عبر رفوف النوايا"
" يا شهيةَ الأطراف ..
يتأججُ بين زوايا النفس
أن أعْصِفَ بـأشْجانِكِ
وأُبْقيكِ أسيرةً في قفصي
لتبقين أُنثاي التي تؤمنُ بأنني بين يديها خاشِعاً ومُلْتَهِفاً
فهل تكفيك يا أنا ..."
" قد كان في خاطِري أن أرْكِلَ العِشقَ بأقدامِ العقل
وهيهات أن يكون ذلك ...!!
فالعقلُ بين صهيلِ الحكاية وشراسةِ الكيد ..!!
ولاتزالُ أوراقي تئِنُّ أنِينَ الطفل الرضيع ..
وتبْحَثُ عن رُفاتٍ منْ أمل ... "

* * *
الكاتبة : ونــة ألــم ... [ الكرسي القديم ]
ومع قطرات الندى المتساقطة على حشائش صباحات الذكريات المبتلة بالحنين ، والمشبعة بالانكسار ، يأتي هذا النص بكل همه وغمه ليستفيق على دموع الأسى وشموع الحاضر الكافر بالوعد ،
وبحشرجات اللهفة المستلقية على وسادة الروح تنتظر الحلم القاد ليمد لها يد النهوض من واقع مرير ، استطاعت الكاتبة ونة أن تنقل لنا رؤيتها الخاصة عبر معجم لغوي زاخر ساعدها في انتاج الدلالة وستدراج المتلقي لفضاءات النص بكل شفافية وتناغم ، عبر صراع فيزيولجي / روحي وبتوهج فني جميل ينم عن تجربة سردية مكتنزة بالابداع والنعناع .
" أُدندن مع زفير عشقكَ وتنهيدة غضبك ..
أرسم على الشاطئ البعيد قلباً اخترقته غربتنا..
أراني بين عينيكَ عالقة / تائهةٌ / عند ضفة الصمت "
" اختفي خلف تلال المدى وخارج نطاق الشريان..
أرمي منديلي الأبيض كي أمحو غُباراَ للبوح الجامد "
وارمي بعقد اللؤلؤ الأبيض تحت طاولة الليل الحزين..
" أتكاثر بنطف الصمت وتوكأ الحديث على منضدة الوجع الأول ..
أتشرب الموت كأسنفجة امتلأت سموما من يقين .."
" بالقرارات المتكسرة أجنحتها ..
الموبوءة بطاعون الصمت اللعين .. "
" ابتسم ..
كي أرى شمس النهار ساطعة على وسادة الأمنيات..
وحينَ تُطبق شفتاها بكل إصرار لرؤُيةِ عالما ما زال مهزوما برقصة الانكسار
ودبكة الحب المتوسدةُ أرض الدم وانحلال لغةُ الوصال .."..
" ابتسم ..
حين يأتي ساعي البريد مسرعا نحو أبوابهم القديمة المُشرّعةُ للفرح..
وبين أحلامهم الكبيرة مع تلك الدمى المُبعثرة بانهيار .. "

* * *
الكاتبة : أميرة سراب ..[هل أدركت سري ؟! ]
وما بين الحرف والحلم تقف هذه الكلمات المفعمة بالبياض والمكتنزة بالرياض الخضراء والتلال الحالمة بالمطر والعطر ، فأتى هذا المنجز كرسالة مفتوحة لا غموض ولا تعقيد يكتنفها ، أتت الجمل كحبات مطر تندلق على الروح وتستيقض على خلجات قلب رقيق ، في أسلوب سهل ممتنع ، يوصل الحلم بالأمل ، ويغري همسات الليل بنسمات الفجر ، تقول في عباراتها الرقيقة الدقيقية :
" حبكـ..
يتقاطر داخلي قطرة قطرة ...
خلعت كل اساطير العشق قبلك..
حتى باتت تغار منك الكلمات.
لا تسالني عن وطني..فقد اقمته بين ضلعيك.."
" اخترتك بدايتي.. فكتبتك بحناني..
واخترتني نهايتك.. فتوجتني على عرش قلبك..
حتى انصهرت روحي بروحك فاصبحت تلك الاميرة التي لا تعاد و لا تكرر بين نساء زمانها.."
واتساءل...!!
متى ضَمَّك العشقُ بين أضلعي..؟؟
فاعي..
ان بساتينى تفوح بنسمة اشواق فريده حين يتقاطر اسمك بين شفاهي..
فاجعل من ملامح الحروف طيفا يضمك في كياني يا رجلا يفهم سكوتي وصرخاتي..!!
" سارحل بين عينيك رغم بُعد احلامي..
وارسمك الهاما لنبضي ..
واسطر لتفاصيلك الف اغنية اعطرها بكل اهاتي..
والشَّوْقُ الجارفُ يَشتدْ بي...!! "
" علِّمني لغة العشق لاكتبك بحروف الشوق..
ايقظ بداخلي الوان الربيع..
انت يا كل لغتي..
هل ادركت سري..؟؟"

* * *
الكاتب : مبارك الهاجري ... [والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً!.]
بمنجز سردي يتحفنا الكاتب مبارك الهاجري برؤية سردية في غاية الدقة والوعي ، استطاع أن يصوها عبر معجم لغوي زاخر وبعمق فني جميل ، متتبع تفاصيل السرد وناقلا تجربته السردية بكل مهارة واقتدار ، فالخطاب لديه مشحونا بدلالات ومفعما بالرؤى المفتوحة على أفق التأويلات الخصبة :
عرفتكِ عاقلةً لا تلتمسين التفاصيل التي لا تعودُ جُمْلةً إلا في حيِّز الهوامش التي لا تبْسُطُ عن عقل؛ ولا تتساور عن فكر!.
ثم إني توسَّمتُ فيكِ شيئاً من الحكمة تنميه تلك التجارب المخللة بنظرٍ في دواعي الأفعال، ويستدعيه أمَلُكِ في الصبر على ما سيقبل، عدا أن تلكم الحكمة ما كانت لكِ سربالاً يسبل عليكِ من فيض الوقار والهيبة إلا ما كان في ساعةٍ من تواؤمِكِ معي تحتَ ظِلٍّ من شمس التشبب والنزق!.
"
فأمر حيويتك البدنية استعضتِ عن كثيرٍ منها بكونٍ من حياتكِ العقلية، والتي لولا أنَّها كانت غالبة طاغية، لما تفشى فيكِ ذلكم الألق الروحي، وتفنن الأنفس في أن تصبو إلى الائتلاف معِك، ثم إنَّك لم تكوني إلا متأثرةً في ذلكم الائتلاف، وذا لم يكُ من قبل، الأمر الذي عجَّل بفقدانِك لشخصيةٍ كانت من التأثير كما هو تأثير ممن تتوثبين بسببه إلى كلِّ ما هو دَوْنٌ وتحت!. "
* * *
الكاتب : اسعد البردي ....[أزرقٌ في النّاي يعبُرني]
وعلى إيقاع صوت الحب البحر ، وصمت النوارس التي حلقت طويلا على جسد من ظل ، أتى هذا النص محملا باللحن والشجن في حضور مشرق بالنور ومغدق بلغة بالغة الشفافية والتناغم والحبور ، نكاد أن نحلق معك يا سعد لشدة تأثيرك وتحريكك لذواتنا المتعطشة للمطر وأغنية المساء لصدر السماء ، لذى أتى المنجز غني مبنى ومعنى ومغنى :

" أنا لا أُغنّي لهذا المكان
ولستُ على شاطىء البحر أشجو
ولكنني أعبرُ الظل؛
وأمشي.
بما يرسمُ الموج؛
وأُسمِعُ البحر صوت إيقاعي؛
على عزف؛
سوناتا."
" أزرقٌ في النّاي
يعبرني؛
أسرابُ طيرٍ تُدَمّي
المدى. "
" أحبُ لغة الموج.
وتدفق الأٌرجوانِ في النّاي
وأحب الطبيعة؟ "
" عاشقا أو فارسا_
يطلُ على ريشةٍ للهديل"
ويحرسُ
رجعَ الصدى."
" لم أُكَمِّلْ..
ياريح الصنوبرِّ
بُحَّتيْ؛ من لسعةِ الذكرى
وجُرح اللآزورد؛
لليلِ غموضٍ يُضيىءُ لؤلؤهُ
من شالها الليلكيّ.
بيضاءُ..بيضاءُ
كسربِ حمام؛
وتحت نعاسها..
قمرٌ تبعثر،
ههنا؟ "

* * *
الكاتبة : فرحَة... [ يدٌ من حنين ]
وبأحلام منهارة وأماني موءودة يتساقط هذا المشهد مقطع تلو الآخر ،
بحزن شجي ، وجرح عميق ، وروح مكلومة ، وعلى إيقاع الذاكرة
المثقوبة تتنصل وتهرب من مصافحة يد من حنين ، استطاعت الكاتبة فرحة من تلاحم الوحدة العضوية وفق شبكة دلالية جميلة تكتض بالصور والتركيب المحكمة التشكيل والتجسيد وعلى سبيل المثال :
" ألح على نفسي كثيراً بِ أمر نسيانك و أحثها على رميك و ذكرياتك كلها في ثقب ذاكرتي الأسود لِ تبتلعكم إلى الأبد و لا أذكرك .! "
" أبكيك بِ حرقة يا حبيبي ، و تتكون صورتك في المنسكب من ماء عيني ، لا زلت تسكنها / عيني .! لا زلت أراك فيني .! أكفكف أدمعي ، أحاول تبديد صورتك بِ كلتا يدي ، أعبث بِ الماء دون جدوى ، أنا بِ حبك أجدني و أراني ، ولكن ما حيلتي ..؟! ما حيلتي و أنا أراك كـَ حزم الضوء تنفذ من يدي ،"
" و كيف أصنع بك و بي و أنت كـَ قطع ثلج أحاول إبقاءها في يدي فَ تأبى إلا الذوبان و التسرب منها بِ فعل حرارة جسدي ، بل ماذا أفعل و أنا أراك كـَ سرابٍ كلما ظننت أنني قَرُبت منه و قريبا سَ يصبح في متناولي إزداد بعداً عني .! كـَ هذه أنت حقاً فَ ماذا أفعل إن لم أستطع الإحتفاظ بك و أضعتك غصباً عني .؟!"
" ليس ذنبي أن لم أخلق ضوءاً كـَ أنت فَ أتداخل بك ، و لا ماءً فَ أمتزج بك و لا حتى صحراءً فَ أحتويك ..! ليس ذنبي أن خلقت لِ سواك و خلقت أنت لِ غيري .! "

* * *
الكاتبة : سلمى الغانم ... [ الفجر الأخير .. ]
بحضور يتماهى مع حالة شعورية تحمل القلق وتفتل الغسق وتجدل للجرح موعدا من غرق ، يأتي هذا المشهد السردي من الكاتبة سلمى بأسلوب فني زاخر بالأدوات ومتقد بالدلالات ومتشظي بالصور الفنية الملتقطة من بؤرة عدسة حسية دقيقة ، ومن هذا المقطع اتى الخطاب لذلك الضمير المستتر خلف أجفان الفجر وفي جسد المطر ، فأتى الأستفهام " هل رأيت " على هيئة استيقاظة اخيرة لآخر فجر يمر في قارعة الشريان ، ثم اتى الخطاب مرة اخرى بصيغة الأمر ( أبحث ستجد )..
" هل رأيت أحد كان لا يتمنى المطر
أبحث ستجد ما هذا المطر الذي
رممت موقظها في ضم جسدي
بقسوة / قوة / وشيء من فحيح لهيب
لا يرى ..! "
فأتى هذا الفصل الأخير بنصل خطير حيث تقول : " لما أضمد الجراح بأكاذيب
قائلها ينفيها في إثبات ؟! "
فغيب المكان عنوة في أول النص لسيطرة اللحظة الزمنية على الرؤية التي
أوقدت لتضيء المعالم ولكن لعدم اتضاح الرؤيا الداخلية وفي إيحاء لتلك
اللحظات الأخيرة تقول : (رؤيتي اعتلت عرش يخبئ ملامحه
حتى لا يراها أحد عرش كِسير ؛ في ثواني شيد أركانه
وأمطرني مطر مالح .. مالح .. مالح
حتى إنني تمنيت الوقوف وهللت
للجدب "
" لما أضمد الجراح بأكاذيب
قائلها ينفيها في إثبات ؟! "
" ليس إلا أن ربط بك الوجه الذي
أرى به بزوغ الفجر كلما حاول الليل
يغتال أجفاني لمنامه
" الفجر يشتعل
والمار في نوره كعابر سبيل
لا يسعى لإطفائه
لا البحر الذي أمامي يدفع أمواجه
ولا نهراً يجري خلفي يمتص نار اللحظة
زمهرير الإشتعال "
" ولو إن ذراته مغلفه بالموت
وفي كل شهقة على إثرها
"ما يدُّندن بخاطري"
ويرفض العزاء "

* * *
الكاتبة : قطرات الندى ... [ قــــيــود ..! ]
وفي مشهد سردي جميل تنقلنا الكاتبة قطرات إلى عالمها المكتنز برؤى والمنغمس في تفاصيل نبض يحب الركض في جميع الاتجهات ، فأتت الدلالات تحمل خصوصية التجربة ، وافق الخيال الخصب ، بلغة منهمرة وتراكيب مسفرة عن نضوج بناء سردي محكم ، ناقلة المتلقي عبر أبجدية غائرة في أعماق الحدث والحديث ،
" يأخذني الليل
لـ زاوية البقاء بجواره مجبره
كـ عجوزٍ عمياء
تريد الأخذ بثأر سنينها العجاف ..
ويسقط النداء " حي على الصلاة "
فتغتالني اللهفة وأختلس السير
لطريق المنادي
لعل ذنبي يغفر
ولكني لم أبلغ السابعة
لـ أقبل وجة الأرض ..! "
أخبرتني ذات مساء
إغتاله ضباب وقت السحر
غجرية إعتلى وجهها غبار الطرقات
ترتدي خمار أحمر يخنق النظر
بأنك تحمل بجيبك ثلاث خرفات
قلم ومصباح ولعوب
وعلى جبينك ثلاث عجائب
حرف وغباء وأنت
وعلى صدرك
صورة طفلة غنّاء
وأنا لكن دون غطاء
فهل صدقت تلك الحمقاء ..؟
" حبيبي أريد جرعة ماء
و لب عقل
حتى أصل إلى منتهاك
فليس لدي خبرة
بنسق حرف تحت خصر الحياء
أمام البشر "
" وتمرير الجنون لحصونه الأبدية ..
علمني إرتداء البياض بأحزانه
و إرتداء السواد بأفراحه ..
علمني الصمت عند إختراق أنفاسه معصمي
وأن أقف بين النار والجليد وأبتسم ..
علمني بعد الإحتراق أن أرقص فوق الرماد"

* * *
وجدان الأحمد [ هي : هكذا .]
الكاتبة وجدان الأحمد تجسد بلغة الماء أحرف تشرب منها شفاه ذاتها المبللة حد الظمأ به ، لغة تددفق نحوه وتترقرق على صفحة محيطه ، ليحيطها بمزن مشاعره ، تتجلى " الأنا " الساردة بوضوح لتبوح عن حب شرعي يفوح بأوردة المساء والسماء والنساء ، كما قال عنه إيمانويل سو يد نبورج ( الحب هو .. أن تكون لدينا رغبة في إعطاء ما هو لنا شخصيا لإنسان آخر .. وأن نشعر بسعادة كما لو كانت سعادتنا ) ..، فأتى هذا النص بنوارس بيضاء تحلق على زرقة بحر رحب واثقة من حبه لها ، فندلق أسلوبها السهل الممتنع ليجري بلغة تعشوشب ببتلات المعنى وأكاليل العبارات الرقيقة ،

" قلبك : موطني ..
وبين حناياك : أتنفّس ..
ومن أضلعك : خُلقت
وبك أعلو ومنك أجنّ ..
هل تعلم أنّك دفتري وقصيدتي و مشاعري و بلااادي .."
" وما أنا يا سيّدي .. ؟
- إلاّ إذا نظرت إلي .. و دبّت الحياة في أوصالي ..
وما أنا يا سيّدي إلاّ خيالك وإبتسامك و الخجل ..
وجنونك يا جنّتي ..
يا أوّل الأحلام والأبيات .."
النزف نزفك .. والأنين حكايتي ..
العزف : قلبك .. والحنين حياتي ..
أمّا أنا من دون وصلك .. لاأظنّ بـ أنّني ثلثين أنثى ..
أو قليل من مشاعر إمرأة ..
أو حتّى أم ..
فـ أنا بـ قربك : إمرأة متحضّرة و بـ رقّتي و سكينتي وهدوء قلبي .. جمرة "..
" هي هكذا .. الدنيا تعلّم عاشقًا .. وتدرّس الأشواق والنبضات
وتهندم الفرح الحزين : و تدلّه وتبعثر الحزن القديم بـ ذااااتي .."

* * *
الشَمَّاء .. [ .. نَفّلُ سُهَد ..]
الشماء بوعي اللغة وبللغة الوعي المتساقط علوا ملونا السماء بزرقة رحيل ، بحر الذكريات بزورق أمل لم يكتمل البناء ، منجزة مفارقة دلالية عبر انزياحات مختلفة لتزيد من طاقة الاداء الأسلوبي لترتقي بجماليات النص نحو قرص الشمس ، فأتى المشهد السردي مترابطا بوحدة شكلا ومضمونا أسلوبا وموضوعا ، مازجة الداخل بالخارج بنسيج لغوي محكم الحياكة ، بتكثيف وتعميق لوظائفها ودلالاتها، ونستشرف من هذا النص قدرة الكاتبة الشماء بصياغة أفكارها بدقة ورقة عبر مشروعها التعبيري والجمالي وقاموس لغوي وافر حيث تقول في إضاءاتها التي تركتها لنا :
" السَهرُ مع الذِكرى فَلسفةٌ زَمَنِيةٌ
وأرقٌ ينصبُ بجوفِ عقارب الساعة .."
" بقميص مقُدْودِ الآيَابِ مِنْ مَشرقٍ مبتورةٌ أردانهُ غياباً
ذا وعكةٍ مُستدِيمة أعقم خُطاها الزمهرير مساراً
يحتطبُ الوجومُ أنفالاً من ملامح البهماء ولا ينَفّلُ ارتياحاً سيراً للردى.
بــ/ أحجيات الاحتياج واجتياحُ الاحتجاج أجاجٌ بفجاجِ الذاتِ ~ خيبةٌ سجومٌ .
نُقِعّتُ بِجَوفِ الأَيام ..لا هي تَرَحَلُ ..ولا تُرّحِلُ رِكَابُ قثاثها صرياً للموت "...
" يجري النوم على الرمشِ بهرفٍ ترف
"كـ/ عصافير بيد صغيرٍ من نحرها تحت دوحِ الذكرياتِ.. "
"سئمتُ الليل يتمشى على ظهرِ رغباتي "
ذابت طرقاتُ الساعةِ ندماً يتغنى بــ/أذنيها العويل تهنفاً"
" فارداً جناحية على أتساعها أن لكلِ مذبحةٍ رزايا تعذمُ الأماني لتوطسها هشيماً ممجوجةً ترحاً.."

* * *
الشاعرة والكاتبة : شيخه الجابري ... [ ظِلال ]
وبإسقاطات ضوئية تختصر الزمان وتنصهر بالمكان ، في حضور سردي أنيق ، تجيد رسم الدلالات برؤى تنسجها من فكر دقيق في استنباط المعاني من تراكم خبرة حياتيه وثقافية تشرق على الحرف فيصبح نور يسر القارئين ، متكئة في بناءها السردي على اللقطة اخافتة للرؤية التي تريد إصالها للمتلقي والتي ترتكز على فكرة الومضة تشبعها بتكثيف لغوي عالي ومن تلك الإضاءات أختار لكم :
" النوم سلطانٌ،خادمه التعب /الأرق سكة الطيبين...."
"أحيانا يكون الشعر مرتعا لأوبئة لغوية،والكلمات مشاريع لنوايا سيئة."
" البحر أنت / العطش الأماني... "
" على دراية يما يجري،وكأن الحرف المقروء يكتبك لغة جوفاء،تسير على مضض/ تفقد بريق الانصهار
بين نقط تتوالى،وحروف جر/ حائرة.
" يلوك الدفء / يرتوي من خاصرة الوقت/ بعض زمن ،منذ زمن،يركن إلى اللاوعي :
يرمي شال صمت ،بين الغوايات الممتدة...
يكاد لايٌضئ ،، إلاّ ومضة
ولايرمي سوى لحظة
ضاقت بها السبل ..
و : وجداول التوقيت"
" يُفزز الضوء /يرسم للغة كلمات لاتقاطعها الفواصل / ولا تخدعها العلامات المؤقتة."
" يدلف ُ إلى القصي من المكان،يأنف أن تطاوله اللحظة سوى،نأمة ود،واتكاءات هواء
كمن يرسم على الماء / أو يستفز الضياء
ممتد كسماء/ نافرٌ كانحناء/ أزرق.. "

* * *
الكاتبة : ريم الخالدي... [ من ريـم إليـهم وإن لم تصل ]
( من ريـم إليـهم وإن لم تصل .. . )
بل وصلت إلى الذات متأخرة ، بعد ما (استمرئ الحـزن ) بعدما اغتيلت فرحة طفلة وانكسرت براءتها أمام ريح عاصف ، بعدما اتسعت شقوق القلب ومدن ملحه ، بعدما وأدت الرغبات ، وأحرقت المشاعر ، وذبلت زهرة لطالما سهرت على أجنحه المطر ، فقد كان هذا النص منصبا من الداخل إلى الخارج ، أتى على صيغة رسالة بلا روح , وأن كان مدادها جروح إلا أن البوح منطلقا لفضاءات مكتنزة بالإضاءات ، فأتى السرد على لسان الكاتبة ( الراوي ) ..، سردا عاليا بالغته وشحنته وأشجانه ، وفقت الكاتبة ريم إلى حد بعيد في إيصال الرؤيا التي كانت تقف خلف الرؤية الوضاحة الناضجة ، فكانت هناك بعض الاسقاطات التي أوردتها على شكل إيحاءات تلمح بها ولم تصرح مثل ما في قولها :
" يحسبني في نوم عميق ومازلت أدّعي ذلك!! .. "
" وليس جديداً أنهم يقتاتون على النوارس التي أطعمها كل صباح وقد كنت أرغب بمراقبتها تفعل مالم أستطع فعله "
أنا أحمل شيئا ثقيلا صنعته بنفسي ولنفسي ..
" كان يجب أن أكون لديك الطفلة التي لا يستهان بها"
فأتى هذا المشهد السردي محملا بالكثير من التعب والعتب والعنب , ومن الومضات الفنية التي تركتها لنا الكاتبة هنا : لكني في الألم أسمع خطواته في الظلام وأحرص أن لا يُكتشف أمري"
أجهل السبب في هذه اللحظه وقد أصبح الوجع غائماً وغير متسق!! ، لكني أشعر به كبيراً"
" ليس جديداً أنه يستمريء الحـزن الذي يسكنني .. وليس جديداً أنهم يقتاتون على النوارس التي أطعمها كل صباح وقد كنت أرغب بمراقبتها
" خائــبة الظن أنا وما وجدت القاطنين بحجم صدقي ! "
تعلمون ما المريب في كل هذا ؟
" أنني انتظرت أن ينتهي مشوار العقم ، الذي أنهيته اليوم فقط !.. ومع ذلك أنا لست سعيدة للتفرغ من أجل ترميم الشقوق التي تقطن مدن الملح في قلبي .."
"أنا أحمل شيئا ثقيلا صنعته بنفسي ولنفسي .."
" .. من جديد أنا التي تصنع الظل كل يوم حتى سأمت دور الأم الذي لا ينتهي !!"

" كان يجب أن أكون لديك الطفلة التي لا يستهان بها..
لكنك استهنت بكل أموري .. لم تنظر لرغباتي ولم تلتفت لقلبي الذي يتصبب تيها وجئت لتكمل مشوار التعب الذي بدؤوه
ياللهول ! "
"

* * *
الكاتبة : دانا البراهيم ... [صَبَاحُكَ أسْوَدْ يَا ألَمْ .. ]
من عتبات العنوان ، نستشرف أن هناك سماء غائمة تظلل جسد الحرف بمطر أسود لا يتوقف ولا يروي الجراح إلا بماء من رماد ، فكان طقس النص ممتلئ باللام التي سكنت كل أركان الروح بصباح يثير الحزن الطاغي في كل غصة له ، فقد أجادت الكاتبة دانا في الاندماج مع الأنا الساردة وتشظي الذات وإنشطارها في لغة سردية عالية وتشكيل مساحات فيزقية مكانيا لألم أسود زمنيا ، جاعلة النص السردي في ديمومة مستمرة مع القارئ على المستوى الموضوعي والحركي و الدلالي ، جاعلة من الألم التعاسة الحزن الهم مقاربة تدور حولها الخيوط الداخلية للسرد محققة التراص والتناغم للحالة العامة ، متنقلة بأسلوبها السردي بين ألأخبار أوالأستذكار للماضي ،متكئة على الحشد اللغوي والتكثيف الصوري في تماسك النص بشكل دائري بين العنوان والمشاهد الداخلية والخاتمة وعودة للعنوان مرة أخرى ، ومن اإضاءات التي استوقفت عندها :
" طقسٌ جائع، يثيرُ رئتي
ويغري أصابعي بالمزيد "
"ضخامةٌ بشعة لتمثالٍ كالسّخام، ميادينٌ مُقفرة، مدنٌ تذوي من تحت التراب؛
مُكتظةٌ بشجنٍ وألم، ممتلئةٌ بأشلاءٍ دَبقة وهلاميّة، أجسادٌ مثخنة، أمواتٌ متكدّسون؛
ثمَّ [ صباح الخيرِ ] يا سَقرٌ../!"
"أيها الألم، صباح الخير ..
صباحكَ طفلٌ يرتشفُ يُتمه من ثديِ انثى ليست أمه، صباحكَ يحتطبُ القبور
يحتضنُ الأضرحة، ويضاجعُ نعشاً قادماً في المستقبل القريب..!
أيها الألم، صباحكَ أسود "

* * *
لكاتب : ريان الوابلي ... [ صباح باهت ]
وفي حضور سردي مشرق بصباحات ذاكرة شجية ينقلنا كاتبنا ريان إلى حيث شخوص اثمرت بذاته وأينعت جده/ جدته /أمه / حبيته .. لغة ساردية رشيقة يتماهى مع الحنين والوله والشوق ويرتب للماضي حضور عبر نوافذ يندلق من خلالها ضوء الوفاء ، فأتت مفرداته مبللة بشفافية ومنغمسة باذكريات "
" وتهاليل جدي العالقة بين اوراق القرآن
وصوت امّي المبلل بماء زمزم "
الذي غشاه الطهر والحنان .."
" كل هذا الانصات
اتى عندما قبّل الصبح جبيني .. قبل ان يصل شفتآي ...!! "
" يلسعني الشروق عندما انظر إليه مبكرآ
وكأنه عاريآ \ يطلب مني ان انتظر قليلا كي يرتدي السمآء "
" ايها الطل العالق بين النوافذ
اعلم ان حبيبتي تقبلك كل صباحٍ كي تدفَأ بنافذتها
ولا ترضى ابدآ ان تجعلك تتذوق جفآف الشروق
او تبيدك ازفرة سجائر المارة من خلف النافذة
لذلك فهي تقبلك كل ليلة كـ تعويذةٌ لكم يا آل الماء ..!"
" يا الله :
ليتكَ ياجدّي ترى الزمن الآن
وترى حنّاء جدتي شديد الفقد كـ بَرَصٍ في ملامح الصبح مُعتَكِفْ ..
ليتك ياجدي ترى الأرصفة الآن
وترى خطى جدتي كيف تسير وأقدامها كأعواد الثقاب \ تشتعل كل ظهيرة "..,
"لاتحزني ايتها الفرآشات
نحن البشر مجرد اقنعة \ يشكلنا الهواء وتبقينآ الاتربة ..! "

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2009, 03:40 PM   #4
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


الكاتب : عبدالاله الأنصاري ... [ من مذكرة مشنوقة في البعيد ]
وحضور سردي رائع وجميل ، ومن بؤرة كاميرا رؤيته السردية يهدينا صورا في غاية الدقة والإبداع ، جاعل من صيغة الخطاب الموجه إليه قبسات من تذكير ، لماضي يجتر حاضر ومشتعلا بالنذير ، عبر مشهدا سرديا مكتنز بالمفارقات الجميلة ، المنفتحة على عالمه السردي وبلا حدود ، ومن حقول إبداعه أختار لكم :
"لا أملك أن أهديك النور قلادة تضيء لك دروبك المعتمة ،
دوني ودونك جذع المكان وأحداق تصب الحيرة في قلب الغشاوة الطافحة بين يدينا ،
ما علموك كيف تكسر الرهبة الممشوق قوامها بين كتفيك "
" ،
آه لو تعود الأيام قليلا أو كثيرا ؛
لنحرتُ غيمتك السوداء وأبدلتُها سلسبيلا ترتوي له عروق نبضك مائة عقدٍ أو يزيدون."
آلاف الرقاع شربتَها ، ومئات الخُطَبِ رتلتها ، وما تزال تحثو التراب فوق رأسك وكأنك أشعث أقفر بجهله لم يقوَ على قطع أشبارٍ من الفلاة التي يهيم أوسطها..!
العالم يسير من حولك ، وأنت. . أنت ، بلا خدينة ولا عضد ابن ترتكز عليه في محنتك !
" الذين تنبؤا لك بأنك سوف تحاذي الثريا ؛ أوهموك حتى لا تناكفهم أو تعري خيبة أحمقهم ، ما كانوا يعلمون بأنك مسكون بعجزك،
تحتفل ببقايا وُريقة كنت تبزها كلما انكفأت على نفسك في خلوة منهم لتعزي نفسك فيك خشية أن يلمحوا منك لؤلؤة سوداء تحمل بقايا مجد كنت تؤمِّله ، لتلقي به تحت أقدام الرعاة ! "

* * *
الكاتبة : السديم... [لاهثٌ يغفو قليلاً ..]
السديم وحضور مبلل بالذاكرة عتيقة ، وفقد قيد من سديم ، ناقلة لنا تفاصليها المتواترة وبرؤية متوترة عبر تفاصيل متكئة على مفارقات سردية جميلة ، فأتى هذا المشهدالسردي على شكل التقاطات داخلية لعالم خارجي تربطها بخيط دقيق لحالة شعورية متشظية ، ونلاحظ أنها أزعت الندى هنا مرتين (يا مكاناً دافئاً / يا ظلاً أمام عتبةِ الباب ) فكانت الأنسنة هنا بديلا عاطفيا لفقد ممتد عبر فضاءات الذات ، وتفريغا لذات أنهكها الوجع ، وحقيقة النص يزخر بالكثير من الإضاءات الفنية الرائعة التي تنبئ عن نضج تجربة السديم السردية وهنا بعض من الإضاءات التي تركتها لنا :
"تحسس ذلك السَواد دَاخل حواءٍ غوتَها تُفاحة فَـ أسرعت تخلطُ ألوان الحيَاة على ظهرِ طيرٍ قَد تم بتر أجنحته .. تنتهُز فُرصة أن تعيش معك في سماءٍ سَابعة تُقاسم الخير و المُلك و الإجلال .. "
" حتى إذا خُلع القَميص و كُشف ما كان عارياً تَسارع إلى أوراقٍ ماتت منذُ زمن ..بئساً لِـ حواسنا و عَجزنَا عن دمع كَدس مستعمرات داخل رأسٍ فَـ أصيب بِـ زفيرٍ ألتبس صَوتهُ مع خيالٍ يتكئ على بابِ السَهر يَحرسُ الحُب من رغبةِ السهام فَـ إذا نُزع الثمر قبل نُضوجهِ شوهـ النهَاية بِـ محضِ إرادة النُعاس و لذة ذات الاقتناص .."
" يا مكاناً دافئاً أين أضعُ كنزتيّ الفيروزيّة تلك التيّ أهدانيّ إياها "
"يا ظلاً أمام عتبةِ الباب لعلك تحاول أن تعرج ولو قليلاً إلى حريّةٍ لم يتذوقها القيّد و يبنيّ فيها الحديث كلاماً غير ما أراد .. "
" مازلتُ أٌغلغلُ عُنقيّ بِـ جهلٍ أخفيتهُ عن رغبةٍ تُبددُ التُوقع لِـ اليوم و لِـ الغد حتى أن أرجليّ أصبحت جُذوراً تُحاول أن تمتص ماء الأرض لِـ ألاّ أقتلع فَـ أستنفر و ألحقُ بِـ الطين بِـ إرادتيّ .. "

* * *
الكاتبة : زُمُرّدة ...[ تَنَهُّدَات ]
استطاعت الكاتبة زمردة توصيل المشهد السردي إلى المتلقي بأقصر طريقة ممكنة من خلال الإيجاز والتكثيف والترميز
ونلاحظ أن العنوان كلمة واحدة تنقلنا مباشرة إلالمضمون الذي تريد إيصاله ( تنهدات ) ، فأتت تلك الاسقطات برؤى عميقة الدلالة شديدة التماسك منحرفة بلغتها ومرتبة بندلاقها ، مستثمرة تقنيات اللغة وآلياتها وإمكانياتها ،
متكئة على الأشكال اللغوية والصور الفنية والرموز بزخم ثقافي يجسد الوضيفة المعرفية والذهني،
لتتجاوز مستوى الإخبار والأسلوب التقريري إلى منجز سردي زاخر بالانحراف والدلالات والتركيب الجميلة ومن تلك الإضاءات :
"أتساءل أعداداً ! كيفَ لم تَخِرْ بعد من احتضانِ كل تلك الأجساد .. وجوهها , ألقابها , قسماتُ أشخاصها الأبيضَ أسْوَد ..
أم أكوام الفراغ التي أُتْخِمَت بها مَخيلتي العَلِيلة .. كان آخرها سَيّدُ الرّيح الذي حَمَلني على كَتِفِه ذات حُلُم .. حتّى أنني شَرَعْتُ بِ قُبْلةٍ عَلَيْه أو شَعَرْتُها منْه !
أم تُراها أُحْجيَة من أحاجي سَيّدتي الهَرِمَة !"
" دَعَيْني ألتصقُ بكِ يا لوحةً علّقتها بـِ مُنْتَصَفِ الجَسَدِ الرابع ل حُجْرَتِي الخَيْرُ شاهِدة على سِرّ يُنْبُوعِ تلك القطرةِ المَالِحَة التي اسْتُنْزِفَت مَرَّةً كثيرة "
" تأمّلتُ أحدها تدفعها رياحٌ من صَوْبِ الشمس .. لكِنّها قَيْلَولة غَيْمَة أغسطستلاشَتْ حَيْثُ رَفَّ جَفْني .."
" فاستَمْطَرتُ _ وَ الخَيْبَةُ تَخْنِقُ أمَلي _ مَطَراً مالِحاً لا يَنضَب مِن غَيْمَتينِ لا يُفارِقان هامَتي ..
عَسَى بِذلك أن أُرَطِّبَ لَيْلِيَ المُقْفِر ."

* * *
الكاتبة وَرْد عسيري ... [ ×| .. وَحْدِي .." ]
عندما يكن الحب من طرف واحد حتما سيقط شيء في الذات لايقاس إلى باحساس الوحده ، تقول في استهلال المشهد السردي (أحْتِدَمَ الحُزنْ بِينِي وَ بَينَك .. ) كردة فعل طبيعية لغياب كافر لم يؤمن أن الحب يستوجب الوفاء كركن من الركانه الأساسية ، ونلاحظ كيف اختصرت الكاتبة ورد الكثير من العبارات والجمل عبر لغتها المكثفة الموجزة دافعة الدلالة لأقصى احتمالاتها عبر تقنية سرد عالية ، متمكنة من أدوتها وأساليبها البلاغية للوصل لمنجز سردي شديد التماسك جديد الرؤى ، واقتطف لكم بعظا من مسارب ضوءها :
و" َ حَدّقتْ عَيْنُ الحَيَاةِ عَلَينَا .. وَ سَخَرَتْ أرصِفَة الوَجعِ لَنَا ..
وَ علَيْنَا تَواصَى الهَجْرُ .. فِي أَينَا الأسْرَع جَراً إلى مَقَابِرِ الضَجَرْ ."
" الآنَ تَتْرُكَنِي .. أتخَبَطُ بِـ حَسرَتِي أطْرَافَ الرَصِيفِ .. وَ آنَاءَ النِدَاءْ .."
"وَ وَشوَشاتُ الرِيحِ تتآمَرُ علَي ..أتجَاهَلهَا .. وَ تغتَصُ رِئَتِي بِبعضٍ مِنها .."
" وَ أمضِي ، و تغُطُ رُوحِي فِي وَجعٍ عَمِيقْ .. وَ تَصفعُنِي أضْوَاءُ الرَصِيف ِ بِفُصُولٌ خَرِيفِيَة .. "
"أطْيَافُكَ تُوصِينِي لِـ اتَخِذَكَ سَبِيلاً فِي حِينَ أَن مُخلفَاتُ الحُبِ مِنك تعْوِي فِي قَوْسِ أذنِي ..
أَن اقْذِفِي لُقمَتَه الغَاصَةِ بِ حَلقِكِ فَلا تُمَرِرُ إِلاهُ وَ الأَسَى "
"فَـ اختَنق بِ ظِل بُكائِي ، وَ اعتنق زَاويَة العَتمَة ..
كُل المَارِين يُمارسُون .. وَ كَـ أَنَني مَسْرَحِيةٌ وَاسِعَةُ الجَوْف صَعُبَ عَلِيهِم النَظَرُ لِـ بَطَلِهَا ،"
" وَ كَم كَانتْ السَماءُ سخِية .. نَفَثتْ فِي لُبِ غَيمَها لِـ تهدِي رُوحي الطَاهِرَة هَتَاناً يغسِلُ الطِينِ العَالِقِ بِي ...
وَ أتبعُهَا بِـ رشفةِ مِنْه ْ ـ تَفُضُ يَبَاسَ حَلقِي .. وَ تُزِيلُ آثَارَ عَطَشُك .. "

* * *
الكاتب : بدر العرعري...[ في محاوله لــ أستعيدني ..!! ]
في رحلة " الأنا " وانكسار الذات وتمدد الوحدة ، أتى هذا المشهد كنوع من التفريغ الداخلي لعالم مشحون بالحزن والفقد ولحرمان ، مقاطع تندلق ألما وتتدفق حنين وتفيق وله ، كتبها بأدوات فنية رائعة ودلالات حسية عميقة ، شعور دافئ وحضور يشعل المنافي داخل الروح ، أختار لكم بعضا من هذا المشهد السردي :
" أيها : " النازل " " إليّ " .. إن الصباح .. غداً . . لاينهض كي يلاقيني" ، لايعيّرني أيّ إهتمام ..! ، فــهذا ياصديقي يخنقني و يغتالني كــ " قرار " . . بـ دفن " أحلامي " في رحم " الأرض " .. وأغمض عينيّ .. للأبد ..!! لقد سئمت " الإنتظار " و " الهزائم الصغيره "التي لاتذوب كلما زادت تجربتي .. بل تتكاثر مع تفرعي عن ذاتي .. كلما أوغلتُ في الإنسكاب .. !، و الآمال التي أفاقت من سباتها متأخره جدا ً ، كانت كــ القطره التي تنادي للسيّل عد .. فلا يعووود ..! ، فـ لايحضرني سوى . . " صومعة " صمت " . . تتهجى " إبتسامه .. طال إنتظارهااااا ، " سنبله " تفاوض " الشمس " أن تشرق . . فلا تؤوب .. ! ""

"
"كــ مثل شرب الماء .. تمر لحظات أن أفتقدك ..! فــ عذراً لم يعد لدي متسّع لأن أنحصر في غيابك ..! ... فــ " أنا " رحلة " التيه " الفسيح ، رحلة الإحباط والحرمان. . رجلٌ يمضغ الأحداث .. !!يفتش المنازل القديمه . . يتلمّس الجدران ! رجلٌ لايجيد شي ويرتكب الأشياء .. ! ، ساخر ٌ . . يخفي " الوجع " بين الأضلاع .. ! ، يموت . . ولايحرر الأسرار ..! ، لايجرؤ على لفظ كلمه .. ويقدّس " الكتمان " ، لايتناول مع صديقه " الكأس " في مؤامره للنسيان ..! . ، " أنا " . . أي " بذرة "سقطت على الأرض .. ولم تنمو هنااااك . "

***
الكاتب :عبدالله مصالحة... [قِـ نْديلْ !]
وعبر فلسفته الخاصة وبأنساق مرئية وسمعية عبر تلك الصور وااالمشاهد السردية الشديدة التركيز ، وبنسيج لغوي محكم يقدم لنا رؤيته الخاصة المترابطة فنيا بكل دقة وعمق ، عبر مرجعياته الفكرية والمعرفية ، وانزياحات اللغة ودلالاتها وإيماءاتها وإيحاءاتها :
" بَحرٌ يَرفِدكُ مَدَدَ إنْحِناءْ في قُدرَة ذاتِكْ
يُغنّيّكَ ويُعيدُ صَوتَكْ , يَصقُلُكَ بتَجربة تَجذيفْ
وتَخرُّ دونَه صامِتا ً عَزمَ صَداكْ "

" آمرٌ لـ نَفسِكَ ب ذِكرَى وزادٍ مَشَّاءٍ ب سَطوَة
تَكتُب لكَ عُمرا ً آخر وتَذرُ فيكَ سَبعَة أسْطُرٍ لصَوتِ الفَراغْ
تَحكُمُكَ الفاصِلَة بردِّ السَّواد ب بَياضْ
تَسرحُ بَينهما وتُنقِّبُ عن تَفاصيلِ رِضاكْ
بينَ أنتَ وأنتْ مَحكَمة قاتِلَة
ولا قاضٍ سُوى رَعشَة اليَدْ "

أرقٌ يا عُبوسَ مِحْبَرتيْ يُسْقِطُ جُثمانَ نَبضي
يَبتلِعُني حوتُ المِدادِ
أشاكِسُه ضَربا ً فـ يُقَطِّعُني أبياتْ
ما أرْدتُه ناسِكا ً في مُفرَداتيْ "

" سَمعِ وَقعَ المَطرِ مَعيْ
وبسَطَ كُربونَ أنفاسيْ في وُجودِه
وغَسَلَ الدَّمعَ جيّدا ً مِن على الطّاوِلَة
لـ حُضورِ الجُنونِ مُباشَرةْ "

"
أحْرَقتهُ قَشْعَريرَةُ الأجواءْ والجَسد وهو يَنزِف
أخذَ مِنْ نافِذَة الأمل مِعطَفَ تَهدئة
وخانَه رَدُّ الهُدوءْ في رَقَصَة الكَلماتْ "

* * *
الكاتب : مروان إبراهيم... [ - 8 c ْ ] !
عبر فافسفة متوترة ورمزية تبدا من العنوان لتجسد تركيبة داخلية تتفاعل مع ذات الكاتب، يجمع لنا الكاتب مروان بعض من عتبه وعنبه لوطنه الساكن بين جوانحه ويرتبه بخطاب خاص موجها إليه بفعل أمر كلازمة تكرارية تارة " قل " و "سأحبك " تارة أخرى فيجعلنا بذلك أكثر علاقة في رؤاه وتعلق في اسقاطاته
يقول المازنى: "بنفس الدرجة التي يتحول فيها النص بين يدي المتلقي إلى عبارة احتواء لمشاعره وهواجسه إذا أنساب وادعاً رقراقا لا يصخب ولا يثور أو إذا راودته نزوة التمرد والانفجار"
فأتت الكتابة السردية عند الكاتب مروان يخاطب ابها الحواس الدنيا والحواس العليا / الروح /الذات معتمدا على حاسة الذوق بهذه اللقطة
" قُُل أني لنْ أستطيع [ فَستقة ] الحديث وَ الأحلام وَ الرغبات ، وَ أشتهيك ! "
متميزا بسليقة لغوية ومتمكنا من إمكاناتها السردية الواسعة " قل أن الصمت : إفتاء !
قُل أن رؤية الأشياء بِدقة تُتعب استقامة الحقيقة ، وَ تشي القادم بِالإنحناء قهراً ،"

" قُل أني طفلك .. أُقبر فيك .. ثُمّ أتشكل طيراً فِيْ صَدرك !
قُل أني أشبه الزجاج .. شفاف وَحاد ،
وَ سقطتي جارحة ! :"
"
فِيْ الأقفاصِ .. يكون القدر أنصف من عدلك وَ أخلص من قلبي ، وَ إطمئنان أكثر للمصير ! "

* * *
الكاتبة : شِتاء ... [ َحلامُ الغَائبينَ ...!]
وتأتي هذه المشاهدة السردية للكاتبة شتاء برؤى زاخرة بالإحساسات البصرية والسمعية و الشمية و اللمسية و الذوقية لتنقلنا من عالم التجريد إلى عالم التجسيد ، فأتت تلك الاسقاطات الداخلية صادقة فى رسم مكنونات النفس وتشكيل لوحات الذات حاملة تلك الصور التي تشى بما تحمل من رؤى و أفكار ومضامين تساعد الدلالة على التجسيم وتؤدي بدورها إلى التأثير في ذهن المتلقي ومن الإضاءات التي تركتها لنا الكاتبة شتاء :
" خَلفَ النّافِذَةِ :
يَسْرِقُنِي قَلْبِي ؛ يَغْفُو بَينَ جَنَاحَيّ عُصْفُورَةٍ
سِيقَتْ بَعِيدًا عَنْ سِربٍ مُهَاجِر ..."


" يَا سُكّرَةَ الرّمَانِ الأَحْمَرِ ؛ الذّي التَجأ إليْهَا يَسُوقُ الجَنّةَ حَبّةً حَبّة
لِـ تَتَدَلّى مِنْ عَنْقُودٍ لُؤلُؤيٍّ مِنْ غِشَاءِ الغَائِبِ عَنْ الحَيَاةِ مُذ قُرَابَةِ
سَنَة ؛ السّنَة التّي أَبحَرَت بِلا سَارِيَةٍ ؛ مُصَابَةً بِـ رِهَابِ الفَقْدِ وَ صَيْحَةِ
أَلَمٍ لا تُفَارِقُ هَذَا الضّجِيجَ الأَرْعَنَ فِي الذَّاكِرَةِ
الأُمّ يَا يَاسْمِينَه ارْتَطَمَت بِـ غَيمَةٍ رَمَادِيّةٍ أَفْقَرَت مِنْ وَابِلهَا بَعْدَكِ
يَا عُصْفُورَتِي اليَتِيمَة "

" يَا أُمّي ... صَوتُ الوَجَعِ لَم يَنتَحِر وَ لَم يَغِبْ عَن شُجُونِ
المَسَاءِ الفَائِتِ وَ القَادِمْ ؛
يَا أُمّي ... مِلْحٌ هِيَ أَيّامِي مَبثُوثَةٌ بِـ حُزنٍ لا يُرِيدُ بُعْدًا
وَ لا يَبْغِ صِغَرًا
يَا أُمّي ... لَونُ الأَيّامِ يَنْسَلُ مِنْ عَسَلِيّةِ وِسَادَتِي ؛ تَرْجُفُ عَلَى رَابِيَةٍ
مُصَابَةٍ بِـ رِيحٍ جَعَلتنِي آثِمَة لا تَرْتَجِي غَيرَ وِحدَةٍ وَ غِيَاب "

* * *
الكاتب : خالد العتيبي ... [ مَدَار .]
في هذه المدرا ينقلنا الكاتب خالد إلى مشاهد سردية تتسم بالتكثيف والاقتصاد مبتعدا عن الزوائد التي تصيب النص بالترهل مما يجعل اللغة الواصفة تنمو عبر سرد يتسم على الإيحاء مثل : " ° الشتاء يوحي لنا بأنَّه استلهم خُطواته من مشيةِ أنثى مملوءة إلا قليلاً .
فيتعطَّفُ قوامه راحلاً بتثاقل ونحنُ لانريده أن يرحل .. فلا نقدرُ على
تمييز نقطةِ السفر من نقطة الوصول . لتبدو رحلة الشتاء
أشبه بدائـرة .! "

كذلك يعتمد على لغته العالية والتقاطه الدقيق للأشياء منحوله وإعادة صياغته بصور فنية جميلة
تتداخل الأساليب البلاغية كألوان أساسيسة لأبعادها وإيماءتها كــ تجسيد والتشخيص والأنسنة عن طريق التخيل المبني على أرضية واقعيةالتخييل والحلم: يقول ألبرت أينشتين"التخيل أهم من المعرفة " :
" وحدي أعرفُ أُنثى يخشاها الشتاءُ ، وبخطوتين تريق رجلَ الثلج .
على الرغم من أنَّني لمْ أحظَ بمشيتها ولو مدبرة .. إلا أنَّها الروح وأنا
الساخر من كلِّ الشتاءات القادمة ..! "
فنجد أن هذه الصور الذهنية تحفز حواس المتلقّي عن طريق هندسة اللغة للقبض على اللحظة الجمالية مثل ما في قوله :
" غيابك : أنشودة الحاجات وفقرُ مَنْ ثراؤه أنتِ ، وموتُ
الأحياء بكِ ، وعَدَمُ الكائنين بوجودك .. أيّ : كالبعثِ يوم تبدأين الإياب .
تشبهين الدفء في صوت ( فـيروز ) ذات أُغنيةٍ تأسرك .. فتَهبين الدوامَ للرغبةِ في ملامستك ، وللإحساس ببزوغ شغَفكْ . "

وفي مقطع آخر يصف لنا هذ المشهد السردي بصور فنية التقطها ببؤرة حدس دقيق:
ذاتَ محاولةٍ وفشلٍ ذريع .. كتبت على ذراعه وبدمعتين ساخنتين إعترافاً يشبه القصيدة .. كتبت :
[ مِنْ على مقعدك تجيد ترويضي ، كحقيقةٍ أؤمنُ بها تجاه رجلٍ حلم ] .
فأيقنَ بأنَّها فرسٌ بروح البراق ، وستعرجُ به يوماً للسماء النهائيّة . وإنتهى إقترافها ذاك إلى بكاءٍ يائسٍ من الفكاك من فتاها الذي يعشق ذلك الفشل ."

* * *
الكاتب : عبدالرحيم فرغلي [ الإنكسار ]
تعتبر السيرة الذاتية أفقية الامتداد الزمني،ومحدد بالتواريخ ، كذلك السيرة الذاتية أحادية الشخصية ، وأتركمم مع بعض تلك المشاهد السردية التي تركها لنا الكاتب عبدالرحيم والتي تحمل الكثير من االمفارقات اللغوية ولانزياحات التي أرتكبها برؤيا عميقة عبر المتخيل السير ذاتي :
" ما زلتَ تصحو بلا عمر ، تشتهي لو تسرق الصباح فتمنح بعضه للشجر .. للطيور .. للوجوه المتعبة .. وتضع حفنة منه في جيبك ، تشتهي لو تحقن المساء في دمك ليكون القمر البرئ بعض أعضائك ، تشتهي لو تسافر بعيداً .. وترمي عقلك وقلبك في البحر ، لكن لا تدري كيف تنجو .. وأنت المتهم بخمس وأربعين عاماً .. ألصقها بك الزمن . "
" طفولتك هي كل تاريخك .. كنت تعشق الطين .. تشكّله بهيئة الثعبان وتجعله طويلاً .. كصراخ جارتكم العجوز .. كنداء أختك تستعجلك للغداء ، يُسعدك أن تشرب الشمس ماءه وتعيده بلون التراب .. افتقدته ذات غفلة .. لعله تسرب إلى دمك .. فعاد يشكلك بدوره .. وينفث سمه فيك .. صبح مساء . "
" الطرقات تعشق البشر .. تعشق الأشجار وهي تترقب موعداً لن يأتي .. تعشق الأرصفة المحبطة من ظلم القمر ، وأنت زجاج .. تشظيت من درجات لا ترتقي للعلى .. من كلية رمتك على عتبتها كقط أجرب .. من كتب جامعية تزرع لياليك بالجنود المهزومين .. بنساء البحر وهن يثرثرن في ذاكرة الرمل .. بالرفاق المحبطين مثلك .. ، كنت تعرف أن الحياة لا تمنحك ما تريد ، ولكنّما.. خدعك الأمل . "

* * *
الكاتبة : حصه العامري... [ في وَهمْ الكولاجْ ~ ]
يعتبر عنصر المفاجأة أحد اهم آليات السرد الحديث ، بحيث يشتغل الخطاب على آفاق واسعة من التخيل وفق رؤيا عميقة لما ورى الأشياء الحسية /الذهنية بحيث تكون الصور تحمل دلالة لغوية في غاية الوعي والتركيب ، إيحاء وترميز وإشارة ، وفي هذا المشهد استطاعت الكاتبة حصة أن تترك لنا دلالات سردية عبربؤره الترميزية المخايلة، لتنقلنا إلى منطقة التأويل عبر رؤيتها الخاصة كما نلاحظ في ثنائية: الضوء/ العتمة كفاعلية دلالية في قولها :" أيُنارْ النور ..
وتظل العُتمة تغرقْ بصَمت في بئر/قبر/نوم/شبح . ؟ "

ما أكثر النْجوم في كُلِ لَيلة ..
وما المُشلكَة أنْ أصَبح إحدَى النجومْ عَلى صَدرْ الليلْ
المُسافر
كَروائِعْ دموعْ أمي البارِحَة
خُيل لي أَني الدمعة الأخيرَة الـ رافِضَة مُلامسَة ذِراعْ الـ شوقْ"
" حتى تتكمل لَوحة .. إنْسان
وعَضة الفجر خلْف مَقبرة أبي .. وَثواني الغيابْ المُتأخرات في عَقارب
ساعَة رموشي المُغبرة .."
" ونامت أعيننا ... !
فما كانْ مْني إلا وَضع أحجياتْ خاوياتْ جديدات على كولاجْ جَسدْ الصبر العاري .. "
" أريدُ أن أسَمع صَوتْ القطع المُختنقات في لَوحة يَدي .....
فتحايَلْتُ عَلى ثقب سَتارة مَوجْ الحُرية المُنتظرة الـ لاتَهدأ فوق نَظرة اللَوحة الساحِرة .."
" وهاهي , عَفواً
فقدْ لاحَت الخامِسَة كرائحَة خبز جَدتي الـ لمْ يَنضج مذ عشرونْ عاماً علَى صاجْ الربكَة : "
" كَيف يُجزَى الصامت ثَرثرة وَجع مَدى الدهر "
بأن لهذه الأرجوحَة .. قُدرة الريحْ على التحليق
فوقْ رَأسْ كُلِ سُنبلة لاحَية
وسُرعة البَرق في نتهاكْ بَطن الغيمْ .. والطَير !"
فأجْتاحتنا فصول رِوايَة العطش اللاتُروى ماء واللاتُروى للأطفال ..
قدْ يقتلنا الظمأ كَثيراً , وقطراتْ الحياة تتدلى أعْناب النجاة بين أصابعنا الجامِدَة
أو لِنقل قرابتها .."

الكاتبة : أنثى النقآء; .... [ رجلاً لَگل إنآث آلأرض ،! ]
نلاحظ أن اسم الاستفهام ( لمَ ) أتى كلازمة تكرارية تأكيد لجواب مسبق من الألم ووجع منسق مع الحزن ، في رؤية احالة شعورية عميقة ، وفي اسقاطات لماضي منكسر، فأتى هذا المنجز بتفاصيل سردية ولقطات مشهدية تعتمد على الحركة والتفاعل وعلى الصورة ونقيضها ، بلغة جميلة وتراكيب متماسكة البناء وعميقة الدلالة :
لمَ أيقظتُنيَ منَ ذآگ آلحُلم الأبيضَ ،
علىَ صفعةٍ مُوجعةٍ جَردَتنيَ منَ گلُ لغآتٍ آلفرَح .!
. . لمَ أصَبتَ صدَري بَ خنجرُ آلخذلآنَ ~
"
" لمَ إستعمَرتنيَ , تمَلگتنيَ ؟!
وأنآ لمَ أگنُ سَوى عآبرةٍ سبيلَ لآ أنتميَ إلىَ عآلمَگ , إلىَ أوطآنگ ، إلىَ ممَلگتگ آلزآئفهَ .."
" لمَ شَآطرتنيَ أحلآمَ آلغدَ ؟! بَ گل تفآصُيلهآ حتىَ تقآسمَنآ أسمَآء الأطفآلَ ,
وأنآ لمَ أگنُ سوىَ أگذوبهَ مُؤقتهَ تعيشُهآ فيَ سنوآتَ طيشَگ ثمَ تنُهيهآ !
لمَ وئدتَ أحلآميَ ؟ وَ ترَآقصتْ علىَ أنقآضيَ ؟!
وَأبقيتنيَ وحيدهَ . أعَآنيَ منَ سگرآتٍ آلمُوت خلفَ ستآرَ الخوفَ والوجَع "
ولمَ تلمُلمنيَ !!
لمَ بعدَمآ رَفعتنيَ إلىَ القمةٍ أنزلتنيَ إلىَ القآعَ وبلآ رحمةٍ منگ . . . !
لمَ أبقيتَ مقعدَگ فارغًا . باردًا . ولمَ تترُگ ليَ بقايا منَ عطرَگ حتىَ أستنشقهُ ,
فيَ " لحظآتٍ آلحنينُ إليگ " !
لمَ أوهَمتنيَ بَ أنيَ أنثآگ آلوحيدَه , محبُوبتگ آلوحيدهَ , أميرَتگ آلوحيدَه ؛ سيدةٍ قلبگ آلوحيدَه
وأنتَ قدَ گنتَ , ="5"]رجلاً لَ گل أنآثٍ الأرضَ
" آلفَآرسَ " آلذيَ بآتَ مُلهمَ قصآئديَ وأشعَآريَ , حَگآية عُمريَ وَأفگآريَ ؛
" طفليَ " آلذيَ گنتُ أحتويهٍ گأمَ , "
" أبيَ آلذيَ منحَني غصةٍ آليُتمَ ومضىَ "
صدَيقيَ آلذي گآنَ يُشآطرُني أحلآميَ , طمُوحآتيَ , تطلعُآتيَ
حَبيبيَ آلذيَ جعلَني أتشبثَ بالحيآهَ لأنهُ معيَ / فقط لأنهُ معيَ !
وأنآ لمَ أگنُ إلآ . . .
حَگآيهَ هآمشيهً ، فيَ رحلةٍ حيآتگ ~
تسرُدهآ گل يومَ بسخريةٍ علىَ مَسآمعهُن حينَ يأتيَ آلمسَآء ،"


* * *
الكاتبة : عفراء السويدي ... [ مساءات العاشقين .. ]
أنه الحب الذي قال عنه بام براون ( الحب يأمرنا بالخروج إلى اللاوجود ..ثم يحملنا إلى الأعلى ) .. تماما مثل هذه المفردات والجمل التي صاغتها لنا الكاتبة عفراء تاركة لنا حرية الاندلاق مع مطرها وعطرها بلغة شفيفة ومعاني رشيقة لا تكلف ولا ابتذال يبعدنا عن فضاءات المشهد السردي ، متميز برؤيتها الأنيقة وفلسفتها الخاصة وعالمها ارحب :
" تحضن أناملي ، وأتسرب من خلال أصابعك إليك / كلك ، دفئاً ومطراً "
" وأنهمر على خارطة قلبك وحدي ملكتك ، أحكمك من أقصاك إلى أقصاك
وأنا سجينتك !"
" يضّج المكان بانفاسك / عطرك ، وأتوه بينك وبينك ،
طاغية الجمال في حضرتك ، أتوّرد فيشرق وجه الحب ،
وتتألق أنت ، أتشرب سمرتك عشقاً حتى الثماله ،
وأشهق بإسمك "

" كيف أخذت الشموس في حقيبتك ومضيت ؟!
وتركتني لليالي الصقيع ، تيبست يداي وجف قلبي !"

" لاتجبني ! دعني أحياك أملاً لاينطفيء ياوهم عمري وحزني اليقظ ،
تقطنني رغم رحيلك المرّ ، وأحتضنك ، وأواجه بصدرك صقيع الفصل الجاف "
" كيف أفرّ من كثافة حضورك في داخلي ؟! "

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2009, 04:07 PM   #5
مروان إبراهيم
( كاتب )

الصورة الرمزية مروان إبراهيم

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

مروان إبراهيم غير متواجد حاليا

افتراضي



:

أستاذ إبراهيم ،

أنت تفك ازرار النثر وتمنحه وشم التميز على صدره ،
اسقطت الضوء على الكثير .. وجهدك الكبير
لن يفيه شكرنا !

كامل التقدير !

 

التوقيع

:

[ أرشفة ..

مروان إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2009, 06:35 PM   #6
عبدالله العويمر

شاعر و كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية عبدالله العويمر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1115

عبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


تَفْتَح النّوافِذ َ لَنَا لِنَرى الجَمَال

نَاقِدُنا الرّائع : إبراهِيْم

الاحْتِفَاء ُ بِالْجَمال دَرْس ٌ نَتَعَلّمَه ُ مِنْك


كُل الشّكر

 

التوقيع

عبدالله العويمر لاينتمي لأي مجموعه!

عبدالله العويمر متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 07-10-2009, 01:12 AM   #7
فيصل الحلبوص
( شاعر )

الصورة الرمزية فيصل الحلبوص

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 26

فيصل الحلبوص غير متواجد حاليا

افتراضي








أبراهيم الشتوي


كيف نفيك هذا النور
الذي تمنحنا إياه
لا زلت تُعطي أبعاد


فالشكر لك لا يفي يـ غيمة العطاء






 

التوقيع




أنسان أنا من قبل لا أكون رجال !

تويتر : al7lbo9@




فيصل الحلبوص غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-10-2009, 01:16 AM   #8
حمد الرحيمي

كاتب

مؤسس

افتراضي





ابراهيم ...



أقلام جميلة جداً جاءت هنا على طريقة الشتوي النقدية ...


و قراءات راقية جداً سكبت هنا ..






سلامٌ عليك يا إبراهيم ...

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حمد الرحيمي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.