][ سـَـ ـ ـ ـ ـ ـلـــمــــــى ][
إلى الغافية في ( ذمة العسل ) سـ ـ ـ ـلـمـــــى بدون توطئة أو بسملة دخول :-
شمس العاصمة لم تعد تشتعل بجلدي كما كانت ، أصبحت عالية تتسلل بـ ( خجلٍ رتيب ) يفقد الحياة طعمها و
الكثير من هيبتها .. كل شيء أمامي يرتبط بـ [ فتور الغروب ] و بدمي تذكارات ذات رائحة دبقة كأني مدينة
رومانية عتيقة حطمت أسوارها بفعل الحرب و بقي منها نزرٌ أقسم بـ البقاء / الشقاء ، يقابلني الرضا و كأنَّ لهُ
ساقين بـ ( أحذية رياضية ) مربوطة بإحكام لا يتمهل مرة علي أظفر به .
طعم الأمس جميل يا [ إيثاكا الشمس ] و لحن اليوم ما زال مخمورا / مغمورا بطقوس الإحتضان ..!!
شائك وقتي دونكِ لا ينمو جيدا كطفل خديج يعاني الويلات في وحل الرحيل ، لم تعد تبهجني سينما لندن ،
و لم تعد أذني طروبا بما فيه الكفاية لأسقيها من دار الأوبرا الحالمة
في فيينا ، بل أن طعم ( عرقسوس ) القاهرة لم يعد يسلطن ذائقتي كما كنت أرتشفه مشاركة معك قطرة بقطرة و لا
أنتهي ، و واقعي مهدر على كتفكِ أثناء قيلولتكِ الطويلة !!..
سلمى هل أخبرتكِ يوما عن ثقب من نور اخترقني من الوريد إلى الوريد بعد آخر هدية تلقيتها منكِ ، و كأني في ذات
اللحظة / اللذة أفتح تلك العلبة الفاخرة المغلفة بلون حبات التوت و أستخرج الغليون الفخم و حبات التبغ المبهرة و
صورتكِ بطاقة الود الضخمة / الفخمة [ القابلة للإحتضان ] دوما .. آه اليوم كم يحزنني ذلك و يحدث في قلبي
( طزة ) مزعجة لا أجد منها فكاكا .. و يجعل أضلاعي تطقطق في حنان يشبه بوح الهزيع الأخير من الليل .
سلمى أيا سليلة النور إيماني كامل و تام بأن أمثالك ظواهر ضوئية تأتي ( مرة كل مئة عام ) نادرون أمثالك لا
يتكررون بتتابع مقرف ، اختطفتكِ روحي بجذل و حب و بركة و جنون يرتبكِ كل مرة في سويداء قلبي كرصيد
لفرح لا ينقطع و بلورة علشق لا يشيخ .
في كل مرة أنهض من نومي يتردد صوتك المشبع بقوافل الربيع على أذني يفرش فستانه الأبيض كالغيوم في
مملكة السماء هامش ذكرى تتردد كـ ( جملة الإغماء ) مني و إليَّ ، فما عساني أن أحصد بذا الضعف سوى
سبائك الرَّماد / الحداد لأستحدث منتهى وحدتي في لجٍّ عميق ، آواهٍ يا سلمى الأيام لا تخبئ أحدًا من
[ قدر الموت ] و الطريق إلى تابوتكِ يا فقديتي رسائل مبرمة بضجيج الخزامى دوما و جسورا من ياسمين .
لم أعد أستغل روحي بما يكفي أوشكت على السقوط أين حروفكِ الأربعة تحمي بصيرتي بعد أن اشتدت عليها
قبضة التآكل بعامل وجهكِ المحشور كصورة شخصية في تضاريس صدري يزاحم فزعا مائرا استقر فيَّ حتى
يكاد يبلغ منتهاي كلما تذكرت أقدامك الصغيرة و هي تركض على الطين بشقاوة ، و شالكِ الكشميري الفاخر ،
و بقية مقتنياتكِ التي تزينت بكِ ، و بكت رحيلكِ أكثر مني ، مؤلم هو شعور الفقد أشبه بقاتل مأجور يصيب
جميع الأحلام بـ [ التسمم ] ثم يعلقها على الأفق النائم و يختفي .
شقيقي عدنان قبل أن خمسة أعوام من الآن رثيت ( قطعتك الثمينة ) عائشة ، حزنت لأجلك و لكن لم أكن
أتوقع أن الفقد قد يحول يوما من التفاح الأحمر إلى كرات نحاسية لا قيمة لها في أعيننا ، أستميحك عذرا
قد يكون جهلي سببا فادحا ، و عظم الله أجري هذا العام في [ مصاب الفقدان ] !!..
فهد القرني – قبل أن يفقد ذاكرته في الماء !!..