سيدي المسئول ( الوحل تجاوز مرحلة الطين)
إلى من يهمه الأمر وليس أي أمر إنما أمر الوطن !!
نعم إلى المسئول الذي يهمة أمر وأمن الوطن إلى المسئول
الذي لم يسعى لأن يفرغ نصف مبنى إدارته ليكون مكتبا له
إلىالمسئولالذي لم يسعى للقضاء على البطالة بتوظيف
نصف أبناء عائلته مدراء لمكتبه والنصف الآخر سكرتارية
ومدراء ورؤساء إدارات وأقسام.
إلى المسئول الذي سيقف بين يدي الله ويُسأل عن رعيته.
إلى المسئول الذي يتألم حسره ومراكز الإحساس بجسده
لا تعاني من أي عوارض صحية .
عزيزي الآنف الذكر تحية طيبه وبعد.
تخيل فقط تخيل لا أكثر أن يتحرش أحد أبناء وطنك أو أحد العمالة الوافدة بابنتك
ويبتزها ويهددها (لا سمح الله) ما أنت فاعل بالرغم من أن أبنتك حفظها الله وأقر عينك بها
تستند عليك كأب ولديك حصانة تخولك لاتخاذ قرار ربما يجعل هذا المبتز
يقضي شباب عمره في السجن شامتا كارها لكل أنثى حتى لو كانت والدته.
عزيزي المسئول سأعتبر مجازا أنك قمت بعملية ( التخيل )
ولي أن أتوقع ردة فعلك العارمة والغاضبة والدم يفور بعروقك
و أشياء كثيرة لكن الآن سأطلب منك أن ترى بعشرة عيون فقط
أريدك أن تنظر بعين الأبوة والعطف والرحمة والإنسانية والوطنية والحمية والغيرة والدين وتبقّت اثنتان هما عينا الواقع.
عزيزي المسئول سأعتبر مجازا مرة أخرى أنك وصلت إلى هذه النقطة
وأنك لم تهمل قراءتها وسأنقل لك معاناة كل فتاة ليس لديها أب مسئول
ولا تخشى في حياتها على شي إلا على سمعتها وكرامتها
ربما أعمتها ثقتها العمياء بالتقنية الحديثة وقامت بتصوير نفسها
أو وضعت لها صوراً في كمبيوترها و قام أحدهم بسرقة هاتفها أو حقيبتها
أو قام احدهم باختراق جهازها أو تعطل جهازها وذهبت لتصلحه وقام
العامل باستعادة كل صورها المحذوفة ،
أو شاب قام بالتغرير بها واستولى على صورها وأخذ يبتزها
بالله عليك ماذا تفعل هذه الفتاة ؟؟؟
هي بين نارين ولا يوجد بين النارين خيار ثالث سوى الاحتراق
هي بين الفضيحة والعار ، بين التهديد والوعيد ، بين الخوف والقلق ، بين الموت والانتحار.
ربما يهمس لكم البعض ويقول دعها فهي من لطخت إقدامها بالطين وأنا أقول لك ولنفترض ذلك
لنفترض أنها أخطأت هل ندعها تستمر بمعالجة الخطأ بالخطأ أم نساعدها وننتشلها منه ؟؟
إن الله غفور رحيم ونحن يجب أن نغفر ونرحم ونساعد ونتعاون على البر والتقوى
سيدي المسئول في كل يوم والآخر نطالع ونقرأ في الصحف عن فتاه ذهبت ضحية ابتزاز
أو استعانت برجال الهيئة للإيقاع بذلك المجرم .
فهذا عامل آسيوي يبتز فتاه وجد صورتها في حقيبتها عندما سرقها
وهذا مقيم عربي يبتز فتاه بعد ما غرّر بها وهددها بالفضيحة
وهذا مواطن حقير يطالبها بالخروج معه نظير أن لا يفضح علاقته القديمة بها
هذا فقط ما يطفو على السطح وصدقني يا سيدي
أن في قاع البحر الكثير الكثير .
كل ما نطلبه منكم حمانا الله وإياكم هو الوقوف وقفه رجولة صادقة للحد من هذه الظاهرة
لأن انتشارها يعني انتشار الفساد ، يعني سقوط بيوت ، يعني حالات انتحار متزايدة يعني
ذبول زهور باختصار يعني ( وحل يتجاوز مرحلة الطين) .
سيدي المسئول نريد عندما نقرأ خبرا عن شاب حاول ابتزاز فتاه أن نجد من اليوم التالي
وبنفس الصحيفة خبراً يبيّن العقوبة الصارمة .
سأخبرك بهذه القصة سيدي وأتمنى ان يسمح وقتكم لقراءتها وعدم تجاوزها وأتمنى الصبر
والحلم لأنه قد بقي بضع سطور عل نهاية ( رسالتي )
" في جلسة كان يحضرها عدد من عامّة الشعب البسطاء أمثالي وكان أحدهم يقرأ الجريدة
طالعه خبر عن( مقيم يبتز فتاه ضعيفة وجد صورتها في كمبيوترها بعد ان قام بإصلاحه
وطلب منها ان تأتي إليه او أن يقوم بفضيحتها وعندما لم تستجب لمطالبه قام بطباعة صورتها
وقام بتعليقها في كل مكان قريب منها لفضحها ) وبعد ان امتعض الجميع من الموقف
وكيلت عبارات الشتم والسب لهذا الحقير لأن ليس لنا يا سيدي والله حيلة سواها
قال احدهم معلقاً يجب ان ينفى هذا العامل من البلاد وقال الآخر يجب ان يعزّر ليتعض الباقون
وقال ثالثهم ان الحل الأمثل هو التشهير بهم في الصحف .
سيدي أرى والرأي لكم ان النفي من البلاد لم يعد مجديا ً و التعزير لم يعد مرعباً والتشهير بهم
لا يعتبر فضيحة .
وإن كنت تتساءل ما الحل أقول لك طريقة ستجد الحل بين طياتها
اجمع عشرة من اخوانك المسئولين ويحبذ ان يكونوا من فئة الفايف ستار
واسألهم السؤال التالي
لو ابتز شخص ابنتك ماذا ستفعل له ؟؟
واجمع إجابات العشرة وطبقها وانتهى الأمر .
سيدي المسئول للمرة الأخيرة أذكرك وأنت الذاكر الفطن ، النار عندما تشتعل في الهشيم
تأتي عليه كله ولا تبقي منه شي ولا تذر و من أمن العقوبة أساء الأدب .
وما يحصل لبنات المسلمين اليوم من ابتزاز لن يقف فقط عند أبواب بنات البسطاء
بل سيطرق كل الأبواب .
مع تمنياتي أن لا يطرق بابك إلا واصل رحم أو زائرُ محب أو صديق صدوق .
وتقبل يا سيدي فائق احترامي وتقديري واعتذر عن الإطالة
ابنكم الغيور
فهد الزغيبي