السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير بقدوم عيد الفطر المبارك .. ومن العايدين الفايزين مقدما .
قرأت هذا النص والذى هو بعنوان ( قدر اشتياقى ) للشاعر خلف المشعان واردت توضيح بعض النقاط والملاحظات التى استلهمتها من خلاله
1_ يقول الشاعر خلف المشعان فى البيت الاول :
ماعسرني من سؤالك .. كيف حالك .. في فراقي .. ؟؟
......................... غير نبرة هالسؤال .. وحشرجة عذر الخطايا
مفهومى لهذا البيت هو ان الشاعر إلتقى بمن فارقه وقد تعرض لسؤال عن حاله وكيف كانت بعد هذا الفراق .
وطالما ان الشاعر قد عسرته الاجابه على السؤال واصابته ( حشرجة عذر الخطايا ) كما قال الشاعر خلف المشعان فبالتأكيد هو المخطى والملام على هذا الفراق .......
كما قلت هذا هو مفهومى ... ولكن لم يصيغه الشاعر خلف المشعان كما يجب ان يتوافق مع ما فهمت
فالشاعر خلف المشعان قال ( ما عسرنى من سؤالك ) وكان يجب ان يقول ( ما عسرنى من الاجابه على سؤالك )
كذلك قال ( حشرجة عذر الخطايا ) والاجدى به ان يقول ( حشرجتى للاعتذار لك عن الخطايا )
اعرف ان الشرح هنا مطولا ولكن الاختصار فى الشعر يجب ان يحمل جميع مقومات الاختصار وإلا فلن يكون مفهوما للعامه
2_ يقول الشاعر فى البيت الثانى :
للجواب الفين باب .. وحارس ٍ .. مـِـحكم .. و ِ ثاقي ... !!
........................... منتصف روض المحبه ... مايقارن .. بالزوايا ...!!
هنا يناقض نفسه بما قال سابقا .. فكيف يعسره الجواب وعنده للجواب الفين باب وما علاقة الحارس ومن يكون الذى أكمل شطر هذا البيت به !!!! هل استخدم كلمة الحارس لتوظيف مفردة ( وثاقى ) .. ان كان كذلك فالقافيه لا تزال خصبه ولم تشح بعد .. وان كان للمعنى فليس هناك اى رابط ولا معنى لذلك .
فى الشطر الثانى ارى ان الشاعر ابتعد كثيرا عن مضمون فكرة ومعنى القصيده كى يضرب لنا مثلا لقوله
( منتصف روض المحبه ... مايقارن .. بالزوايا )
فليعلم ان كل منتصف روض وليس المحبه فقط لا يقارن بالزوايا ... ولكن ما علاقة هذا بذاك !!
3_ يقول الشاعر
وش بقالي من غلاتك ... كان قلـبـك فيه باقي .؟
.......................... لا تقول الا تعال .. وشـف وش اعمل بالبقايا ..
( غلاتك ) تعود للطرف الاخر كأن نقول ( غلاتك عندى ) والشاعر هنا نسبها لنفسه حيث كان يريد ان يسأل عن ما تبقى له من الغلا عند من يغليه .. فلو قال ( وش بقى لى من غلاى عندك ) كان اصح واسلم .
يقول بالشطر الثانى .. ( لا تقول الا تعال ) لماذا تعال وانت من اراد الابتعاد والفراق .. ربما لان العوده لم تعد ممكنه ولا سهله
ايضا يقول ( وشف وش اعمل بالبقايا ) بقايا ماذا ؟ بالتأكيد ليس الغلا الذى من المحتمل انه لم يتبقى له باقى حيث ان العوده اصبحت مشروطه ب ( تعال ) والتى من الممكن ان لا تحدث ........ اذاً اى بقايا يريدها الشاعر خلف المشعان ؟؟؟
4_ يقول ايضا
دمــه الما .. والعروق اليا ضمينا .. به .. سواقي
............................. نبضته تهـدي وفاه .. وقبضته .. تقبل هدايـا
فى جميع الحقائق والاعراف والمعتقدات والعادات ( عمر الدم ما يبصح ماءا ) فكيف يريد المشعان ذلك ؟؟؟
ايضا ( سواقى ) ليس لها موقع من الاعراب سوى الضرورة الشعريه التى لا ارى لها داعى والقصيده فى البيت الخامس
اذاً هى الفلسفه والحداثه فى تجديد المفردات مع اهمال معنى القصيده
كونى طالبا فى معهد التمريض ولم يتبقى لى سوى سنه واحده للتخرج وقد درست ( القلب ) بشموليه لذلك يحق لى ان اسأل الشاعر خلف المشعان باللهجه العاميه واقول له ( من وين جايب مفردة ( قبضته ) ؟؟ ) فالقلب ينبض ولا يقبض ...
وما هى الهدايا التى اردت ان يقبلها القلب فى ( قبضته ) التى اخترعتها .. عسى ان لا يكون الموت احداها .
5_ تجاوزت البيت الرابع للشاعر خلف المشعان متعمداً وذلك لكى اكون منصفاً فربما يكون المعنى فى بطن الشاعر كما يقال فى الامثال ....... وسوف اتجاوز هذان البيتان ايضا لنفس السبب مع تحفظى على ما فهمته انا من معنى
لو وصفته .. مانصفــته .. يبـلغ الوصف التراقي
.............................. يـَـشرق الشعر بغلاه .. ويشعر بقرب المنايا
:
:
مو حرام الحزن فيه .. ؟ ... ولا يبشّر بالتلاقي ....؟؟
......................... مو حرام .. يقاطعونه .. من غمرهم بالعطايا ..؟؟
6_ قبل الختام ارى ان الشاعر خلف المشعان اراد ان يهيئ ما اجادت به قريحته للختام فقال :
يافريد القلب .. قلبك .. لو عرف قدر اشتياقي ..!!
......................... كان ماارخى سمع شوقه ، للعذول من النوايا ..!!
يعترف هنا بالكم الهائل من الشوق لصاحبه الذى فارقه لظروف ما .. واعترف له بأنه هو من فعل تلك الخطايا التى تحشرج عذره عن اجابة السؤال سالف الذكر ....... وهنا يكمن التناقض لقوله كما اسلفت فى شرح بيته الذى قال فيه
( لا تقول الا تعال )
فى اللغه كما نعرف يوجد مبتدى وخبر تحكمهما ادوات اعراب للتقديم والتأخير فى مواقعهما وارى ان الشاعر خلف المشعان اهمل ادوات الاعراب وتصرَف فى تقديم وتأخير المبتدى والخبر كما يحلو له فقد اراد ان يقول وهذا ما يجب ان يقال (من نوايا العذول ) ولكنه قال
( للعذول من النوايا ) فأصبح العذول هو من يجب ان يخشى عليه وليس العكس ... مع تحفظى على ان الشوق عند خلف المشعان اصبح له سمع يسمع به .
7_ مسك الختام
ادري انك هاقيٍ بي وجيت لك.. زي مانت هاقي
.................................... طامــحٍ باللي تبيـه .. ودامـحٍ كل الخطايا
شعرت بشئ من التفاؤل عندما قرأت الشطر الاول من هذا البيت فبعد كل ما طاف من مأساه ومعاناه يبدو ان المياه سوف تعود لمجاريها ولكننى صدمت عندما قرأت الشطر الثانى فكيف ان الشاعر الذى ينتظر مجرد كلمة تعال وتحشرج عذره واعلن الخطيئه والتوبه اصبح هو المجنى عليه وليس الجانى وهو الذى يدمح كل الخطايا بدلاً من ان تدمح له خطاياه!!!!
والى نقد بناء اخر وملاحظات قادمه
كما اتمنى من الشاعر خلف المشعان سعة الصدر والروح الرياضيه