أحبتي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك احببت ان تكون هذه هي الورقه الاخيره من اوراقي معها ,,
وبداية اود انا ابارك لكم بالشهر الكريم اعاده الله عليكم وانتم بصحه وسلامه ,,
واود ان اعتذر عن اي ألم قد تسببه هذه الورقه لقلوبكم الحبيبه ,,
اعذروني ,,
......... ( 7 ) ,,, ( !!!!!! ) ..............
اغلى الغالين..
دخلت علي والدتي وانا منهمكة في اعداد الكعك والفطائر وغيرها بمناسبة عيد الفطر ..
كان يومها الثلاثين من رمضان الموافق 31 من اغسطس عام 99 للميلاد..نهاية الفية وبداية الفية جديدة..والعالم جميعة يحتفل بهاتان المناسبتان..
شكل والدتي اخافني..بل اصابني بالرعب..كانت تبكي..تحاول الكلام..ولكنها لاتستطيع..صرخت بها
مالذي حدث..؟
قالت نور..نور...نور...وهي تصرخ وتبكي..وما ان سمعتها تردد اسمك زاد خوفي..زادت دقات قلبي..احسست به يخرج من بين اضلعي..
أمي ارجوك تكلمي ما بها نور..وفي هذه الاثناء دخل اخي..وأمسكني بقوة وانا اصرخ بهم ماذا حل بنور..هل هي بخير؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟
اخذني اخي في حضنة وهو يردد ..اطلبي لها الرحمة...لقد توفيت..
توفيت؟؟كيف؟؟؟ لقد وعدتني ان تأتي اليوم لنعد معا الكعك..لقد اتصلت بها قبل قليل وقالت انها في طريقها الى بيتنا...انكم حتما تمزحون...تتخيلون...انتم تكذبون تكذبوووووووون...
افقت من نومي لأجد امي واخوتي الى جانبي..مالذي حدث..؟؟اخذت اسأل نفسي..ما بهم..؟لماذا يتجمعون حولي؟؟هل انا مريضة؟؟؟!!اغمضت عيني وفتحتها لعلة يكون حلم ولا اجدهم حولي..ولكنهم مازالوا حولي..سألتهم مابكم؟؟!! لماذا انتم هنا؟؟هل انا مريضة؟؟!!آه الكعك..الفطائر..امي لقد وضعت الفطائر في الفرن...قد تكون احترقت الان..
نور!!اين نور؟!!..هل اتت؟؟لم تأت بعد...؟لقد تأخرت!!!
بكت والدتي..بكت بصوت عال...وبحرقة..امي ماذا دهاك ولماذا كل هذا البكاء؟؟!!
طلب اخي الكبير من الجميع مغادرة غرفتي..جلس الى جانبي أمسكني برفق وطلب مني الانصات له..يالله رحمتك يارب..ليتني لم استمع له..
حبيبتي لقد فقدتك للأبد...رحلتي عني..تركتيني بمفردي.. رحلتي هذه المره دون وعد بالعوده دون وعد باللقاء مره اخرى رحل قلبك الطاهر وتكسر قلبي بفراقه رحلتي ورحل معك فرحي وضحكي ,, رحلتي واخر كلماتك لي انك تحبيني وابد لم تجدي صديقه مثلي ,, واخر كلماتي لك هي دعوه بأن لا نفترق.. ولكننا افترقنا..!!
سائق متهور صدمكم وهو يقطع اشارة المرور الحمراء..لتنقسم سيارتكم الى قسمين توفي كل من كان بالسيارة..انتي حبيبتي..والسائق والخادمة...
وهو؟!!لم يصبة اذى سوى بعض الكدمات والرضوض..
فليرحمك الله يا اغلى غالية...واللهم لا اعتراض..
قضيت بعد فقدك اسابيع لااشعر بمن حولي ..انا علىيقين بأن هذا هو قضاء الله
وقدرة ..ولكن في اعتقادي من حقي ان احزن على فراقك حبيبتي..فراق لا لقاء
بعدة..فراق للأبد..
اصبحت دائمة الجلوس لوحدي في غرفتي وانظر الى المكان الذي طالما جلسنا فيه نتحدث ,, وكنت اتذكر احاديثنا وضحكاتنا وبكائنا ,, كنا لا نخجل ان نبكي امام بعضنا عندما نشعر بحاجتنا للبكاء , كنا لا نمل من الحديث لساعات طويله لانشعر بمرورها ابدا , الان اشعر بأشواقي تنزف لفراقك ,, مكانك اصبح خالي لايملؤه احد ولن يملؤه ,, اتلفت حولي ابحث عنك , احتاجك حبيبتي معي , المح طيفك الغالي مقبل علي ,, ولكنه سرعان ما يرحل.. فهو طيف ..
اشعر بزوايا الغرفه تبكي لفراقك ,, تحن لك .. كل مافي غرفتي اشعر به يبكيك ..
صديقتي اليك هذه الخاطره التي كتبتها بعد فراقك ..
صديقتي..!!!
البارحة اختلف المساء..!!
برق فيه حزن قديم!!
كنت احسبه قد نسى !!
ولكن عاوده الحنين !!
ما سر هذا الحنين بين مساءاتي و هذا الحزن!!
بدأ مسائي يتغلف بلون اسود حالك..!!
أراه يتهالك أمامي !!
ويسقط!!
سقط وانتهى مسائي وبقى حزني!!
يلف قلبي !!
يملئ وجداني!!
يطوق روحي !!
يبرق وسط عيناي!!
هنا أحسست بحاجتي لك!!
هنا فقط شعرت بتلك الغصة !!
أحسست بروحي ترفض البقاء في جسدي..وتأبى الخروج منه!!
احتاجك معي في هذا المساء !!
حاجتي لك هنا مختلفة!!
احتاجك لتأخذيني معك غاليتي.. فلا رغبة لي بتلك الروح الجاثمة على روحي !!
وهذه الخاطره لك ايضا غاليتي
صديقتي..
أين أنتِ؟!!
غاليتي..
طالما بحثت عنكِ..طالما احتجت لكِ..لمناجاتكِ..
صديقتي..
ابحث عن وجهكِ الغالي بين الوجوه..هاهو أمامي ..يبتعد عني كلما حاولت منه الاقتراب..
أراه كغيمه جميلة..ولكنها بلا مطر..ولا رذاذ..
كم احتاجكِ حبيبتي..
ابحث عن صوتكِ ..ولكنه يصلني من بعيد..متقطع..لا أكاد اسمعه..
حبيبتي..
ابحث عن عيناكِ الجميلتين..هاهي..تبتسم لي..ولكنها..أيضاً تختفي بعد برهة.
عمري..
لقد وجدته..انه قلبكِ الحبيب..قلبكِ الطاهر..انه حتماَ يشعر بي..حتى ولو دفن مع جسدكِ الغالي تحت الثرى..حتى ولو توقف نبضه..
عزيزتي..
كمٌ هائل من مشاعري..من أسراري..من حديثي..من بوحي..من أخباري..من شقاوتي معكِ..
يحتاجكِ..
يريد الانطلاق..الخروج من داخلي..ليسكن داخلكِ..
راحتي..
دموعي اليوم تكتب لكِ..تناجيكِ..تبوح لكِ..
فهل تسمعيها؟؟!!
هذا اليوم الذي طالما انتظرناه..أنا وأنتِ..
هذه المناسبة..التي دوماً تحدثنا عنها……
كيف سنستقبلها معاً؟؟
كيف ستفرح كلانا للأخرى؟؟
كيف سنجهز لها؟؟
كيف وكيف وكيف؟؟
ولكني اليوم وحيده..استقبلها أفكر لها وبها..لوحدي..افرح بها..
فرحه ناقصة..نعم فرحتي بها اليوم ناقصة..بائسة..يائسة..
اللهم لا اعتراض ...
بعد وفاتك بأربعة اشهر تقدم لخطبتي ابن خالتي...!!لم اكن في حالة تسمح لي
بالتفكير في هذا الموضوع ولا غيره ..الحت علي والدتي بالتفكير والاستخارة..لكني
رفضت مجرد التفكير حاليا في هذا الموضوع وأغلقت باب النقاش فيه..
اتصلت بي والدتك وتحدثت معي.. هي تتحدث وانا ابكي.. قلت لها لا اريد ان
اتزوج..اخبري والدتي وافهميها بأنة لا رغبه لي في الزواج!!!
طلبت مني التفكير..رفضت..لا اعلم لماذا ولكن هو احساس بانه ليس هذا هو الوقت
المناسب للتفكير في الزواج وخوض تجربة جديدة ..برغم مرور عدة سنوات على
تجربتي مع ابن عمي..حالتي الان لا تسمح..
طلبت والدتي من خالتي تأجيل الموضوع لبضعة اشهر مراعاة لحالتي النفسية بعد
فقدانك للأبد..
في هذه الاثناء اخذ ابن خالتي في التردد على الدوحة كثيرا..وطبعا زيارتنا في كل مره
يأتي بها للدوحة..وكنت حتما التقي به مع اهلي نجلس نتحدث ونتناقش..لقد كان
يحضر لدراسة الماجستير في العلوم السياسيه..كان يفكر...يتحدث..يأكل
..يشرب...سياسه...اعجبني تفكيره..اعجبت بتحاليلة للأحداث..وعلى الجانب
الأخر..كان رومانسي..احسست به يعشق الرومانسية..يقرأ الشعر بل يحفظ الكثير
منه..لنزار قباني..للأمير عبدالله الفيصل...لأحمد شوقي..والكثير الكثير..
في يوم استقل وجودنا بالمصادفة لوحدنا على مائدة الطعام وسألني..لماذا رفضتي
الزواج بي..؟؟!!
اجبتة..انا لم ارفضك انت لشخصك...وانت تعلم هذا جيدا...لو كنت قدر رفضتك
لشخصك لما رأيتني أجلس معك الأن واتحدث..انا رفضت فكرة الزواج في الوقت
الحالي هذا هو كل ما في الموضوع..
كان هذا بعد قرابة العام من فراقنا حبيبتي ..كرر طلبة مرة أخرى قال لي..
انا الأن اعرض عليك الزواج مره اخرى واريد ان اسمع رأيك مباشره قبل ان اغادر
الدوحه في نهاية الاسبوع..لم اعلق على طلبة وانما غادرت المكان..
بدأت بالتفكير في الموضوع..حبيبتي ليتك تعلمين كم هو صعب اتخاذ مثل هذا
القرار..كيف لي ان اقرر الابتعاد عن المكان الذي ترقدين فيه..كيف لي ان
افارقك..ان افارق والدتي ..اخوتي..والدتك..وأهلك...ذكرياتنا الجميله هنا حبيبتي..
استخرت مره واثنتان وخمس مرات...وفي كل مره أشعر بشعور غريب..يقربني من
ابن خالتي...اتصلت بوالدتك..عرضت عليها الموضوع قالت لي وافقي على ابن
خالتك لن تجدي احسن منه..وافقي..يكفينا احزان..نريد ان نفرح..جميعنا نحتاج
للفرح...يكفينا ما نحن فيه من احزان اغرقنا انفسنا بها...نسنا طعمالفرح والسرور
والضحك..
وقبل ان يغادر ابن خالتي الدوحة اخبرته بالموافقة على طلبة.. ليتك رأيت فرحته
بموافقتي على الزواج به..لم اكن اعلم شدة رغبتة بي كزوجة..
تزوجت ابن خالتي بعد مرور سنة ونص على فراقنا حبيبتي..كان حفل زفافي بسيط
للغاية...لم ارغب في اقامة حفل كبير ودعوة الكثير من المعازيم فقط اكتفيت بالأهل
والاصدقاء المقربين..
حبيبتي ..لم استطع مقاومة رغبتي بالبكاء عندما رأيت اخواتك ووالدتك يقتربون
مني..
حبيبتي..غاليتي..يا اغلى غالية..لم استطع ان اكتب لك كيف قمت بالتجهيز للفرح او
كيف قمت بشراء احتياجات الزواج لوحدي ..كانوا جميعهم معي في كل خطوات
التجهيز والاعداد للزواج..ولكني كنت لوحدي ...لأنك لست معي..
بعد اربعة ايام من زواجي غادرت وزوجي..الى فرنسا لقضاء شهر العسل وبعدها
عدنا الى دبي الحبيبة.. حيث يسكن زوجي واهله..
تعلمين كم احب هذه الامارة..والتي قضينا فيها انا وانتي اجمل ايامنا ..اجمل
لحظاتنا...
حبيبتي آسفة لا استطيع ان اكمل.. أشعر بألم على ما اظن انه الم الولادة...فأنا الان
حامل في الشهر الاخير..واحتمال ولادتي بين يوم وليلة..
سألتقي بك هنا ..على صفحات هذا الدفتر الذي اهديتني اياه هو وستة اخرون قبل
وفاتك بأربعة ايام فقط..لأخبرك عن المولود الجديد حبيبتي..
وهذه الخاطره كتبتها لدفتري ,,
كل صفحة من صفحاتك - دفتري الغالي –
لي بها ذكرى..
سعيدة بعض هذه الذكريات .. والبعض الآخر غير ذلك
ذكريات سجلتها بلون زهري يملؤه الفرح والسرور ..
وتتناهى إلى سمعي الضحكات من بين السطور
لتعانق كل ما هو جميل....اريج الورود وعبيرها ..
تملئ الوريقات الجميلة الزاهية الألوان..
و ذكريات سجلتها بلون قاتم يلفه الحزن .. كئيبة ..
تتراءى لك الدموع من بين اسطرها..
هي حياتي دونتها بين دفتيك..
آلامي
وأحزاني
أفراحي
وآمالي..
أشيائي الصغيرة..
أسراري البريئة ..
حبي ومناجاتي ..
كتبتها بأشواقي وآهاتي..
بأحاسيسي و جوارحي..
كتبتها هنا لي ولهم..
دفتري العزيز ..
بحت لك بكل ما يجول في خاطري..
لك فقط قلت مالم استطع أن أبوح به لأقرب الناس لي..
فكنت خير الاصدقاء ..وأوفاهم..
نعم أنت صديق وفي..
حافظت على هذه الذكريات..
تسكن بين أوراقك بعض من حياتهم وحياتي..
كل أسراري وبعضاً من أسرارهم..
ذكرياتنا ماهي الا ماضينا الذي قد نحّن إلية أحيانا..
يتمنى البعض منا العودة إلى الوراء
قد تكون هذه العودة لإصلاح أخطاء..
أو قد تكون عوده للحياة مره اخرى فيما كنا فيه..
مع من نحبهم..ولم يعد لهم وجود الان..
ولكن هذا الماضي سيبقى ذكرى..يصعب العودة إليه..
يجب علينا إحياء هذه الذكرى..
رائحة الورود !!
رؤية القمر عند اكتماله!!
مرورنا بمكان ما!!
ورقة التقويم!!
رائحة عطر ما!!
كل مصافحة منها لنا قد تعيدنا إلى الوراء
سنوات طويلة..
قد تجعلنا نقلب في اوراق دفتر حياتنا..
ونقرأ منه بعض الذكريات..
بغض النظر ما إذا كانت هذه الذكريات مكتوبة بالألوان الزاهية..أو بالألوان القاتمة ..
ستبقى ذكرى ..
وورقة من أوراق هذا الدفتر..ويصعب علينا إنتزاعها!!
عطر الاحاسيس
في زمان مضى كنتِ هنا وكنت انا...
واليوم انا هنا وانت هناك..
كل الحب لكم اخوتي واخواتي في ابعادنا ,,
لكل من تواصل مع اوراقي سواء بالقراءه والتعقيب او بالقراءه فقط ,, شكرا ,,
شكرا لكم على وقتكم الذي اعطيتموني اياه لتقرؤني هنا ,,
واعتذر مره اخرى على اي الم قد تسببت لكم به ,,
فأنا ما زلت اتألم حتى الأن ,,
نور ...