بياض الورق
يناديني
سأكتب لك اليوم
كما لم اكتب من قبل
كلمات حب
سأتركها متناثرة على ظهر الورق
مستلقية على صدر المحبرة
سأحكي لك الرواية
و أنا أشاهد وجهك في المرايا
و أنت مدد على السرير
سألتني...
هذا الصباح
إن كنت أقدر على العطاء
فكرت كثيراً
لملمت بعضي ، وجمعت كلي
ووجدت
أن لا شيء أجمل
من أعيش الوفاء
كان ليلى ووسادتي
وغرفتي ودموعي
و الورق الأبيض
يكتب...
الملائكة تبكي في أول الليل
أنا لم أحب البكاء يوما
ولكني الآن بت أعشقه
في كلِ مرة
كان القمر يفاجئنا بنوره
ونحن نبني من قلوبنا الهرِمة
مدنا وبيوت
نرحل عنها قسرا
في زمن لحظر التجول
لنعود لزيارتها بعد زمن
ونحن غريبين عنها
توقظنا اللحطات
من ضياعٍ طالت مدته
لم نكن نأبه بالذاكرة
لم نكن نصدق أصلا
أنه توجد ذاكرة
أو أننا تركنا ذاكراتنا
يوم رحلنا من هناك
فأي عنوان اليوم سينقدنا
من ضياعٍ محتم داخل نواة حبر
مازالت تشهق والدتِها
على حافة نص
يلفظ أخر أنفاسه
سنلملم أشلاء غربتنا
في حقيبة ليست للسفر
ونعبر من شغب
إلى أخر لكي نعود
إلى مدينتنا
التي تركنها قسرا منذ زمن
كان الحنين لروحك
كان الحنين أقوى منا جميعا
تحول الحب إلى شبح ليلي
يطاردني
كلما حاولت أن أستعيد ملامح الذكرى
اجدها قد ضياعت
يوم أُخرجت قسرا
من جنة حبي
سأنسحب الآن من شبابيك البيوت
وقصص الحنين الصباحية
قبل أن تنهض الملائكة في منتصف الليل
وتعاود البكاء
إن لم تجدني بقربها
هكذا توقف حديث القلم
و انت مستلقي على السرير
في هذه الليل...
حينما أقرأ ملامحك
و أنا انضر اليك من وجه المرايا
أراك تقرأ في كفي طالعي
كعراف استوقفني
بحنانه ذات سير
فتوقفت نبضات قلبي ..
تقرأ حظي
ترسم بإصبعك
خطوط يدي التي ترسم "تعرجات جنوني"،
و "تموجات هذياني" لعلك تلمح
روح عاشقة
متمردة
أمسك بيدي
هل تجد حبك في كفي
إن وجدته... فقد كذب كفي
لأن حبك في روحي
افتح صفحات روحك بطلاسمي
أرى أني افتقدك
فخيوط الفجر يخالطها خيوط الصبح
زقزقة وتسبيح وغياب ابحث فيه عنك
أشعلت وقود لقهوتي الغامقة
لعلي أراك بياضا ارتشفه
من كوبي الصباحي ..
أذبت السكر وبعده سكر بإصبعي
لتحكي أيام قادتني
إلى هذا الصباح الباحث عن حبك
دوران القهوة وصور الكون
تتحرك في عيني
كان هنا ومضى ليبقى رشفة قهوة
افتقدك ولا ينفض قلبي
سوى رشفة قهوة
أحب النسيم ففيه ذكرى أريجك
و في الشتاء
أحب الدفء ففيه ذكرى أحضانك
و في الخريف
أحب الهدوء ففيه ذكري طبعك
و في الربيع
أحب الزهور
فأنا أراها دوما على وجنتيك
في أقبية الليل
يكبلها الدمع ندى
و بياض الورق يناديني
سأكتب لك اليوم
كما لم اكتب من قبل
كلمات حب
سأتركها متناثرة على ظهر الورق
مستلقية على صدر المحبرة
أنت تبقى حبر على الورق
لكن الورق احمر
ينبض بحبي و للأبد