حكاية سؤال

[صبا الكادي]

يا قريب من أنفاس المحبــــة والوداد
أسعى لقربك
والقرب منك غدا محـــــــال
واللقاء بيننا توشح فـي البعد السواد
أمني النفس
بأمنية مصلوبة على الوصــــال
وأهادي النفس بصبر ضاق به الفؤاد
حتى غفي الجــرح
وفي الحلم (حكاية سؤال)

***********

-النهاية-

جاء يجر أقدام الحنين
ويرمي بهمه في بحر السنين
هزم قصة حبه كذبة جواب كان وقتها
وهد جبال صبره زلزلة مشاعر حبيسة قلبها
جاء على....
سكون فــــرح مســلوب
وتناهيت حب مغصوب
وطيف وفـــاء محجوب
جاء..كمداوي يطبب طعنة يأس فيها
وهو كفارس يقاتل نزف جرح فيـــه
جاء..
ليلتقي بحورية كادت تموت ارتواء من بعده
ليحملها بين ذراعي وعد مبتور
ويضعها على دماء عتاب مهدور

ليسأل:كيف أنت من بعد الفراق؟؟
أجابته والنظرة تتبعها الحيرة:
*هل رأيت لوحة تـــجذب الأبصار من دون ألــــوان؟
هذا أنا...حين غابت ريشة إحساسك
*هل أحسست برعشة قلب دون نبض له؟
هذا أنا..حين غابت نبضات وصالك
*هل لمست برودة فجرٍ في يوم صيف ؟
هذا أنا..حين غاب دفء حنانك
*هل رأيت بيلسان دون زهر؟
هذا أنا..حين غاب شذى كلماتك

قال: كفى..!!!!
حديثك كرماح ترمى بأشد السواعد
لتصيب صميم قلب أضناه الاشتياق
قالت بانتفاضة حنين: ولمن الأشتياق؟
قال وهو يتذكر ما هو عاجز أن ينساه:
لشيء من الخيال نسج على شغاف قلبي
كخيوط القمر تسلل لروحي وأضاء جنبات صدري
كحبات لؤلؤ معقود على معصم روحي
كعسجد نثر على سنين حياتي
كروح طهر تلبست جسدي
كنيشان قلدت به صدر عشقي
لشيء اقرب أن يكون....
أن يكون..... (هي فقط)
قالت بحسرة غرور مقاطعة له:اهااااا عرفتها
(هي).....
امرأة أشقاها طول الانتظار
وشاب في عينها الاحتضار.
دون موت يدنو منها...أو حياة تسعفها
ارتبك.... تذكر ذنبه عندما ظلم روحين
وهو يقدم سراب سعادة الافتراق
مقابل سلب حقيقة حزن الاقتراب
قال وهو يتأهب لرحيل آخر محاولا تغيير دفة الحديث: وكيف قلبك؟
قالت: وهل أنت على عجلٍ؟
ولمست أنامل لهفته بدقات قلبها الرهيف
وأجلسته كطيف شفيف
وتمتمت له بصوت لطيف:
تعال..تعال
اجلس بقرب الجرح ودعني أتكئ على كتف الأشواق
واسمعني قبل أن ينقطع صوتي المختـــنق في الأعماق
وأطلق لنظرك العنان
ولي-عذراً-لا تنظر..فقد خالط الشيب سواد صـــــــبري
وأريدك أن تذكرني صبية مدللة كانـــــــــت في عز (وصلـــــــــــك)
ولا عليك من تجاعيد اليأس على وجه أمل رسم في دربي
واذكر ملامح ورد خجل أزهر على صوتٍ كان يردد (أُحِبـــُــــــــــكَ)
واسمع مني ياحبيبي جواب سؤال تكبد عنااااء الفراق
وآآآه
كم يؤلمني منك السؤال
وأنت تعلم بسوء الأحوال
أدرك بأن قربك محال..
فعشت أنا والقلب مع الحلم والآمال.
يا ليت..... لعل..... ربما..... ولو أن......لكان وكااااان وطاااال الأنتظار
فبكى الحلم وانتحب على صدر الهوى
وضاعت الآمال بين دروب الجفـــــى
وبقي القلب وفيٌ يحمل حبك بأسـى
فأضـــناه الحـــمل والشــوق والجوى
فتوسد حجر الحزن
ككهل أشقاه المرض والسن
يلتقط أنفاسه بألم
وينتظر الحياة من العدم

قال وقد انحنى كبرياء رجل فيه حتى لامس أقدام القهر:
وأنتِ مازلت أنتِ؟؟
قالت والبسمة تتبعها الدمعة:
نعم أنا لم أتغير مثلمااااااااااااا......أنتَ
إذ غابت روح حبك عن دنياي ف ثق عن وجودي أنا غبت
واحتضنت كفه سريعا بين يديها..
ربما بل عروق الشوق فيها
وسرى في وريدها حرارة نبضه
ولكن لم تلمح منه سوى طيفه
راحل يحمل بقايا روحها على كتف جرحه
وكان كعادته على عجلٍ..
كحلمي فيه تماماً
ولم يدركني المنام لأساله (وكيف أنتَ من بعد الفراق؟)

-البداية-

2008/9/3