التناقض والتلون

[إبراهيم عبده آل معدّي]

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته


أتعجب مندهشًا عندما أرى إنسانًا متناقضًا في حياته ، وبالمناسبة فإن مثل هذا النوع صعب في التعاطي معه فكل شيء لايعجبه ، وكل شيء يعجبه ، وهو مستاء من كل شيء ، وراض عن كل شيء ، وتراه ينتقد نفس الشيء ويمدحه باختلاف المتكلم معه .

شخص من هذا النوع اعتاد الكذب الذي هو من أسوأ الصفات وأكثرها خسة ، فالمتناقض كاذب خائن غادر ، فتراه قد اعتمد الكذب حتى يبريء نفسه من قول أو فعل وجده بعد برهة أمرا معيبًا .

وتراه منافقًا يلهث وراء إظهار نفسه بغير حقيقتها فهو مع كل شخص حسب المتطلبات الآنية فهو متدين للنخاع مع المتدين ، وهو متلبرل مع الليبرالي ، وتراه يخاطبك بأدب أمامك ويلعنك بكل وقاحة من خلفك ، فهو متناقض حتى مع نفسه لايدري ماذا ينتمي ؟ هل إلى الحقيقة التي ستجعله محبوسًا في إطار واحد أم إلى التزييف المتكرر الذي يطلق فيه مواهبه الرخيصة حسب الحالة والظرف والشخص وهذا شيء عُجاب .

وسؤالي كيف يستطيع إنسان كهذا أن يواجه نفسه ويحاسبها ، ألم يرد إلى ذهنه بأن الله مطلع على ما يفعله ويقوم به !

يحتاج مثل هذا النموذج إلى فهم نفسه وإصدار قرار واضح وصريح وحاسم بإرادة صلبة ، يتخذ لها طريقًا محدد المعالم أمام الجميع رضي من رضي ، وغضب من غضب .