حينَ تحلّقُ النوارس.. بأجنحةِ الحروف
:
فالح مشهور وجهاد غريب
في حوارٍ..كهدوءِ المحيط!.
:
رفيقُ الحرفِ.. فالح
وعصيرُ الكلمةِ الحُرّة
مُدّ إليَّ يدكَ و.. صافح
:
أهلاً.. جهاد
بالشعر بالحرف بالحب
بالبوح بالصمت بالصب
:
فالح..
يتباهى عندي فرحٌ.. وسرور
والغبطة.. مذُ رأيتكَ
على الشاشة هنا.. وهيَ
ترقصُ ريّانة.. على جبينِ السطور
:
فــ.. أنتَ الرائع.. وشراعُ الزورق
ومساءٌ كالفيروزِ.. صافٍ
نقاؤه سكّر.. أعذب وأصدق
لكَ الشكر.. كلما
زمجر رعدٌ في الأفقِ أو لاح بــ..برق
ولكَ جُل التقديرِ.. وصادقُ الثناء
على مدادِ الغيمِ..
في قارورةِ عطرٍ.. تختزلُ ماء الزنبق
وتشربُ.. زرقة السماء
:
فالح..
يا لــِ .. محراب الحروف
في جوفي..
في رئتي..
في نسمات الهواء
أتقدّمُ لكَ .. بها
على خدٍ.. من قمرٍ
يتوسدُ.. حضن المساء
فاقبلها..
هي لكَ عندي.. أقل الوفاء
:
يا الله يا جهاد.. يالا.. جمالك
وربُ الغانيات.. أطربُ لك
حتى النخاااااااااع
:
فالح.. لا تستغرب!
إذ تتقافز للترحيبِ.. بكَ
الحروف
فهي أمامكَ.. تتقازم
كساعةِ الصفرِ..للشفقِ
حين يُرفع لــ..آذان المغرب
فــ.. أنتَ
قامة جوريّة
وقُبّة أندلسيّة
وشعلة..
على رأس فانوس
:
العفو..
أنت الأستاذ.. أما أنا
فما زلتُ.. أحبو
:
بل أحاولُ.. أن أكون
تلميذ ذائقة.. بملء المحيط
هي ذائقتك.. فالح
:
وأحاولُ..كرّة أخرى
أن أدرّب أصابعي
على رضاعة المعاني
كي أسترد شطآن اللغة
وعافية الأغاني
طمنّي عليك.. على أخبارك
وين مختفي؟
عسى المانع خير.. إن شاء الله
:
الصيف.. يجفف الكلام
والمنتدى.. بارد هذه الأيام
:
تسكرني ردودك.. وبعض مداخلاتك
لك مقاطع.. لازالت ترنّ في الذاكرة
:
شكراً..
يا شهاب الإبداع على رأس الكلام
بكل أمانة.. لحرفكَ صدى وجداني
تجعل المرايا تقول : أنا بكَ.. ما أحلاني
:
مختلف أنت.. ولكَ.. حضور غير
ولو أنه يزعجني.. بعض الوقار الزائد
:
هيَ وسادة المساكين.. يا صديقي
حين يكون الرصيف.. ممتلئاً
بــ..عُلب الناس.. والضمير نائم
يستيقظ فقط!.. مع رائحة السجائر
:
اغسل " أبو جد" الذائقة.. بالجديد
وهات يا جهاد.. جديدك
:
آهٍ.. لو تعلم
لدي نص تحمله سطور لـ.. 26 صفحة
سأفجر به.. رأس الصيف.. هذا العام
فــ..عمره من التهذيب والتنقيح..
سنة تقريباً
:
ااااااااااااالله
ما الذي تنتظره؟
أشعل الصمت.. به
وضج هذا السكون
بــ.. الجهات
:
أُكمل.. لك
وحدهُ..أي النص
يحتاج إلى.. مُدرّج استاد
:
يا الله يا الله
:
ربما..
بينك وبين نفسك تقول الآن:
في كلامي .. مبالغة
وحروفي تتجه.. نحو الغلو
أليس كذلك؟
صدّقني.. حياتي بسيطة
وروحي طريّة نقيّة
لا كبر فيها.. لا ولا علو
:
كن على ثقة باللغة.. يا صديقي
وامنحني.. فقط!
رفرفة جناحٍ.. منها.
:
جهاد..
أنت.. منْ يمنح الأجنحة
وتعلمنا التحليق.. يا رجل
:
ثق أن النص.. سيكون كرنفالاً
بل مهرجاناً.. بمشيئة الله
:
لك الثقة مسبقاً
:
وهناك.. أيضاً
نصٌ..آخر
بتراكيب بلاغيّة نثريّة
وصور حسيّة.. شجيّة
:
يااااااااااااااااااالله
طيّب.. لمَ لا تنشره الآن؟
فــ.. الوقت.. قد حان
:
سأعيد أولاً.. ترتيب الموجة
ثم.. سأمتطيها
إلى شاطئ.. سوالف ليل
لتنتشر هناك.. كالفراشات
:
رغم أن الحياكة.. مستمرّة
إلا أنني شعرتُ بالجرس.. وقد بدأ يغرق!
ولكن!.. لا أظنني ..
فقدت البوصلة.. بعد.
:
شاعر شاعر شاااعر
ورب البيت.. شاعر
يا جهاد
:
فالح
لا تصنع لي صندوقاً.. أكبر من حجمي
أرجوك!!.
:
أتدري!.. فالح
مذُ قرأتُ ..لك
"تداعب سلسلها".. وأنا
أروّج.. لك
نعم..
أرسلُ ما تقوله.. لمن أحب
وأقص عليهم..
روعة المشاهد التي تقتنصها لنا
كأنكَ الصياد.. ونحن فقط!
منْ يأكل اللحم.. من صيدك
ويشرب عافية المعنى.. من حرفك
:
كنت أقول:
هذا الرجل.. من عموريّة
يا إلهي..
كيف لي أن أحصل على كامل أعماله؟
:
نعم.. فالح
لا تستسلم للدهشة!
فكلامك.. زفرات
تحفّز على القفز.. فوق الغيمات
:
دوختني.. جهاد
كل هذا.. أناااااااااااااااااا
:
إن كنتَ.. أنتَ فااااالح
فوحدك هنا
لمستعمرة القصائد.. الفاتح
:
بربك.. قل لي :
بأي ثقافة ؟
تعجن وريد حرفك.. ريحاً وندى
وبأي خميرة ؟
تصنع من خبز الكلام.. المعنى
:
فالح..
لك ثقافة العمالقة في وصف الخُطى
وطابور حرفك.. يستوطن الطرقات
المارّة.. نحن
والأرصفة تغني.. على طول المدى
:
حروفكَ
كالفجرِ.. تسلخ شرايين العتمة
وتعرّي المخبوء.. هواء ورئة
حتى تكاد الضمائر المستترة.. تعترف
بخطيئة الصمت.. والبوح غفران
أمابراءة الذمة.. فهي عشق رنان
وغرام.. وسلام
وشيء من جوى.. يسكنه حرمان
:
فالح..
مقادير نصوصك الإبداعية.. أطباقٌ من صوت
في حقولٍ خصبة.. تشرب الصدى
:
رفقاً فيَّ.. جهاد
فأنا.. أبسط مما تتخيل!
:
بوابة البوح الآن.. على مصرعيها
وربما.. لن يخرج منّي.. لاحقاً!
ما سأقوله لك.. أو عليك
فاقبل الحروف .. دون تفاصيل علّتها
هنا ينقطع الاتصال بين فالح وجهاد
ثم يعود الأثير أدراجه أكسجين
في رئتي حاسوب.. كل منهما.
لعن الله الاتصال
:
آمين.. حتى لو.. بعد حين.
:
لا عليك.. فالح
فقط.. دعني
أخلق من الحروف.. علقة التكوين
:
معك.. تفضل
:
تتمرّد أنت.. على لقطات اللغة
بـ..مشهدٍ ظريف
وكلمةٍ.. تُلبسها
موديلات صيف وخريف
حتى يكاد الحرف.. يخرج من رحم الكلمة
بكحلٍ عربي أصيل
وآخر عامّي طفيف
ورموشٍ طويلة.. تُغري القارئ
عند كل نبرةٍ.. في صوتك
تصلنا..
إذ تُعبّر عنها.. كلماتك الفاتنة
:
و.. لو سألت.. الحرف
- منْ يكون أبوك ؟
سيقول: فالح
- ومنْ أمك ؟
سيحكي لنا أنها.. بطلة النصوص
في قصائدٍ.. من رسمكَ وعصفكَ
- ومنْ عشيقته إذن ؟
تأتي إجابة الحرف الوعد:
هي!
وهي.. لم تُخلق بعد.
:
مرجحتني.. جهاد
أتقافز الآن.. دهشة
كالطفل المبلل بـ.. دمعة
:
أنت تُنجب لنا.. أطفالاً
من نصوصك الشامخة كالجبال
لكنهم والله.. أولاد حلال
:
"ههههههه"
:
أأكتفي هنا.. حتى يكون لي..
حديث آخر.. معك؟
:
لك
على ما يبدو.. أنني
كنتُ في إحدى شرفات غيمة
جعلتني أتلو ..عليك
آيات المشاعر الصادقة..
نحوك
أكتب.. أبوح .. أغني
و..بلا قيوووووود
:
على كل حال.. فالح
حين يكون المعصم.. للنساء
فسوار الذهب.. أنت
تُصيغه.. ثم تسبكه
في شكلِ دوائرٍ.. من رغوةِ الزنجبيل
:
جهاد..
غمرتني.. ومنحتني الفصول..
كلهااااااااااااااااااااااا.. ربيعْ.
:
هذا من صنائع حروفك.. بنا
إذ من هوائها.. تتنفس الدُمى
فترقص الكلمات.. والروح لها مغنى
:
و..فالح
حين تهطل بحبرك.. على براعم السطور
لا الشهيق.. يستأذن أنوفنا العبور
ولا الـ آه تتوقف.. إنما
تطوف بأجسادنا حرّى.. وتسعى
:
أمّا.. قلوبنا الحُرّة
فتختبئ.. كطفلةٍ وديعةٍ
من الخجل.. تتعنّب
حتى يكاد يكسو وجنتيها..
حُمرة.. العنب
:
أمّا.. نحن
فحين نقرأ..حرفك
نصطف أمامه.. نتأمل و..نسمع
نردّد معك.. نأكل.. ولا نشبع
ونقول: أراحناااااااااا
ثم ننام بعدهاااااااااا
دون عناء
دون غطاء
فــ..دفء كلامك
وحده.. يكفيناااااا
:
لا ورب هذا الليل
جف في روحي الكلام
أستسقيك...
:
الجفاف لريق القارئ.. الذي
يتتبع.. نجمك (حرفك)
آه.. لو تدري..
شأن سلطته.. عليّ
لقلت لي:
شحيح أنت في وصفك عنّي..
يا جهاد
:
جهااااااااااااااااد
:
فالح مشهووووووووووووووووووور
الكرة الأرضية بحرفك.. تدور
هذا أنت.. تعاقب فصول
من ملح أنثى
من دلال وردة
غصنها أبداً.. ما انحنى
من شفاهِ رضيعٍ !
أضاع نهد أمه.. وبكى
في بكائه..
استأنس الكون.. حتى
من فرطِ طربه.. غرّد الطير وغنّى
:
يا الله عليك.. أربكتني
:
فالح..
تقول: أربكتني
وأقول : في تفاصيل لغتك ووصفها!
لم أبدأ.. بعد
فما زلتُ .. أمامها
أتمايل بهجة و.. أنحني
:
يا رجل..
كف عن ممارسة الإجرام!
في هذه الليلة
:
سأفعل.. على شرط ٍ سمين!
أن يكون لي.. استئناف
فما رأيك؟
:
فالح.. كن أبداً.. على يقين
ما خطبي بك.. إلا لك
بحرٌ.. أنتَ..
فلا تُخفي عنّا.. الأصداف
:
لك
:
إذن..
سأترك مبسم الميكرفون.. لك
فقبّله بانطباعٍ.. لما سمعت؟
أو أتركه.. لي
فالسطور.. بك
كل شيء.. وسعت !
:
جهاد
والله لا أريد أن أتحدث.. بعدك
فأنا يا أخي..ً
ورب لغز النور.. في جسدِ النجمات
بسيط جدا.. وأبسط!..
من ضُحى قرية.. و" حجاوي" الجدات
:
المبدع يُداري.. إبداعه
فتفضح أمره.. اللغة
ولا يلمس باطنه المُنير!
تلك هي.. الحقيقة
فنراه نحن.. ونحكيه
بما يستحق علينا.. أن يكون
في حقه الكلام
نُقدره محبة و.. " نُغليه".
:
كالماءِ غمرتني.. والله
:
أي.. فالح
هل رأيت زهرةً.. تروي نهراً ؟
أنت النهر.. ونحن هيَ
تحتاج منك إلى.. رعاية
فاعتني.. بها
من حكمة بكَ و.. دراية
واروي عطشاً.. بنا
من سلسبيل حرفك.. محبة
لأننا..
نستنشق.. العبق
في رائحتك.. من الكلام
وربُ الجمال.. وعسجدُ الأيام
و البحر
والزهرة
:
كف.. يا جهاد
أرفق بحق..
البياض
والشمس
والدمع
:
أقسمُ.. أنني
أعود أدرُ.. الحليب!
من ثدي الحروف.. لا إرادياً
فسامحني.
:
توقف، يا رجل.. أرجوك
حتى لا أشعر بــ.. الغرور
وأصبح طاووساً.. وشاعراً
برتبة.. غبي أحمق!
مذعوووووور.
:
لن.. تفعل
فأنت..
تنحني للحرف.. سرور.
ونحن به..
نهيمُ و.. نغرق!.
لا تتخيل!..
كيف فعل بي.. تعقيبك الأخير
رغم تواضع.. النص
:
لم يكن.. نصاً
أخالني وقد أخرجته
من بئرك.. بدلو صغير
ربما لو عدت.. لـ.. قراءة
ما كتبته.. عنك
لكان غرساً.. في بستان
و.. لوضعته!..
في قواريرٍ من .. زعفران
:
تستحق كل خيرٍ..فالح
فـ.. لحرفكَ!..
رغبة الفراشة.. إلى النور
يحرقها..
فتموت..
لكنها تتناسى و..تسامح
:
بالمناسبة.. يا صديقي
أعتقد أن أولَ شخصٍ.. استضافك
في السوالف
كان الرائع.. محمد علي عسيري
هذا إن كانت.. ذاكرتي
تنبضُ.. حيّة
حيث قدّمكَ.. لنا
بريشة ولوحة.. فنان
جميل السجايا.. هو
وفي الوصال.. إنسان
:
نعم.. صحيح
:
وبعد متابعتي.. حرفك
عرفت أن هذا الرجل.. (فالح)
استثناااااااااااائي البوح.. و الكلمة
:
...........!
قل لي .. جهاد الكلمات
أي نص.. أعجبك
أحسست به.. وأحسّك هو ؟
هيا.. هااااااااااااااات
:
لو أنك لاحظت تعليقاتي..لأدركت الإجابة
على أية حال.. "تداعب سلسلها"!
أتذكرها؟
:
الله الله
:
ما زالت تتراقص أمامي.. حروفها
بها ترف فكري، وزخم ثقافي
كبيرين
حيث أدهشتني اللغة.. في نصّها
بــ.. سلوتين
صحيح..!
أزعم أنه.. قد كان لي
رداً موسّعاً.. على نصٍ لك
لا يحضرني الآن.. عنوانه
لكنني.. سردته مباشرةً
وبعد..
كان فكرة نص.. لي
تحت عنوان " أعواد الثقاب"
فقط..
حاول أن تتذكّر.. معي
حين تحدثت أنا.. عن :
المحلول الهولندي
والبستان المهجور
والبناية بعشرة طوابق
و و و..... أتذكر؟
:
ااااااااااالله
الله الله الله
:
نعم..
لقد عدت لـ.. ترتيب..
أبجدية الرد
فجعلت منه.. قصة مثيرة
هل قرأتها؟
يا فسيح الجزر.. أنتَ
و.. زنبق المد
:
بالتأكيد.. لقد فعلت
جهاد
لك قدرة .. على :
صياغة مداخلة
ونقد الجمال
أقصد..
تجميل النص.. أكثر
:
تلك إذن شهادة.. منك
تقف أمامها.. احتراماً
قامتي النقديّة.. المتواضعة
فالح
أتذكر ما قلته.. عنّي
في وصفكَ لي.. " الجهة الخامسة "
:
أتذكّره ..
نعم..
أتذكّر ه.. جيداً
:
لقد منحني هذا الوصف.. منك
أجنحة.. تعبر بي..
بحر السماوات و.. كواكب المسك
الآن..
عندي رجاء.. فــ.. لبّيه للغريب
سأرحل..
وسيكون لقاء بيننا.. قريب
ما رأيك؟
:
تفضل يا جهاد.. أنت تأمر
:
تسلم من العين.. فالح
:
أودعك..
بورك هذا المساء.. الذي
أتى بك.. إلينا
وبورك الصبح.. الذي
سيغرّد على انتظار!!!.
:
تصبح على لوز و.... تين
كن.. بخير
وتغمرك راحة البال.. آمين
:
آمين يا جهاد
:
ورب النهد العظيم طربت لك
وانتشيت وفرحت وحلّقت معك
اعذرني.. على التقصير
فــ.. مثلكَ.. يدمح الأخطاء
كل الحب.. لك
ولنا لقاء.. إن شاء الله
بمشيئة الكريم
في أمان الكريم
في أمان الرحمن
:
لقد كان.. هذا
الحوار الأول.. على " الماسنجر"
بين .. فالح مشهور وجهاد غريب
:
فعلاً..
حينَ تحلّقُ النوارس.. بأجنحةِ الحروف
تنتشي.. أنفاس اللغة!
ويصبح.. للكلام
صدرٌ و.. رئة!.
آخر المشاركات
09-27-2022, 03:46 PM
حينَ تحلّقُ النوارس.. بأجنحةِ الحروف
العرض العادي
