لا أعرف بالتَّحديد ماذا أريد أن أكتُب، ولكن ما أعرفه وأُدْرِكه جيِّدًا هو أنَّ بداخلي الكثير من الأشْياء والأحاسيس والأفْكار التي تَحتاج أن أعبِّر عنها، تطلُب مني أن أُخْرِجها إلى النُّور، إلى العالَم الخارجي، فهي ملَّت أن تظلَّ محبوسة بداخلي، قابعة في سجنها.
إحساس الخوف يزْداد وينتشِر فينافِسُها في وجودها، وهي رقيقة لا تحتمِله ولا تستطيع الانتِصار عليه.
تطلب مني أن أقول اسمها، حتى الآن لم أقل، هي رقيقة، هي أصلي، هي أنا، هي طبيعتي التي أخاف أن تخرج فتُجْرَح وترجع لي مكسورة حزينة.
أقول: ما هي ولا أخشى، ولا أخاف؟!
أخاف! هاهو الخوْف يظهر ويتحكَّم مرَّة أخرى.
لعلَّه على حقٍّ، الخوْف نفسُه يخاف عليْها من رقَّتِها، من عدم تحمُّلها للواقع، لعدم قدرتِها الدِّفاع عن نفسها ومجاراة العالَم وقسوته.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/32321...32@hotmail.com
يُحاول أن يسكتني وتحاول هي الخروج، لمن أصغي؟ لمن أنقاد وأبدي الموافقة له؟
الخوف والحرص والشدَّة أم .... ؟ أقولها؟
لهذا الحد ما عُدْت أريد الإفصاح عنْها؟! هل أخاف أن تؤذى؟ أم أخاف تؤذيني؟ أم يؤذيها الآخرون؟ أم ماذا؟!
لهذا الحد هي ضعيفة؟! لا، بل رقيقة لا تحتمل.
قوليها واستريحي فهي طبيعتك، هي خلقتك، هي صورتك التي تريدين أن تريها دائمًا أمامك.
ولكن ماذا يريد الآخرون؟ كيف يريدون أن يروني؟
أعتقد أنه لا يهم، مهْما كان سيختلفون ولن يتَّفقوا.
ولكن تشجَّعي فإنَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((ما دخل الرِّفق في شيء إلاَّ زانه)).
ارفقي بنفسِك، وبالتَّأكيد سيقدره الآخرون، حتَّى لو لم يفهموه أو يتقبَّلوه في البداية.
الله يقدر صنعك، ارفقي بنفسك، قوليها، هيَّا.
إذًا هي: الرقَّة والشفافية.
الحب لخلْق الله وفي الله، الإحْسان في كل شيء ولكل شيء.
السَّلام مع جَميع خلق الله.
الحنان.
التَّسامح.
الصبر.
احلمي وتأمَّلي فهو حقُّك، لا تخافي لا تَجْزعي، هناك مَن يَحميك طالَما هذه نيَّتك حقًّا، وهذه غايتك.
الله - سبحانه - هو الَّذي خلقك بهذه الصفات، لم يخلقك بها ليؤْذِيك؛ ولكن ليجملك ويحفظك.
خلقك في أحسن تقويم، وما أحسن تقويم لك إلاَّ هذه الصفات؛ لأنَّك أُنثى، أمة الله وعابدة له سبحانه.
انتظري فقط الثَّواب من البارئ - عزَّ وجلَّ - فأنت تتعاملين معه هو، وله وبه، فوالله لن يتْرُكَك أو يتخلَّى عنك، بل سيزيدُك إحسانًا وتَجميلاً ورقَّة، وستجنين ذلك، إمَّا في حياتك الدُّنيا أو يُضاعفه لك أضعافًا في الآخِرة.
وتأكدي أيضًا أنَّ الكثير ينتظِرُها، وخاصَّة المحروم منها والضُّعفاء.
حتَّى لو لاقت الصَّدَّ والإنكار من أحدهم، لا تخافي فهناك مَن سيقدرها ويرعاها؛ بل قد يكون في احتياج دائم لها.
يبحث عنْها ويجدها عندك، فلا تحرميه ولا تحرميها.
أقصِد عفوًا: ولا تحرمي روحَك منها.