ثرثرة أولى
* ليست كل نصيحة تسمع فـ تطبق
جاءت تشكي من سوء العلاقة مع زوجها وبأن فترة الجفاء بينهم طالت.لم يعد يهتم لها، لا يناقشها في أخطائها ولا يثني على صنائعها..مجرد فجوة وجفاء بينهم.لا حديث لا نقاش..لا عتب ولا شكور..هو جامد وهي مكابرة..
ونصحتها إحداهن وقالت:
إذا دخل في النوم قومي أنت كالمفزوعة من كابوس سيء واصرخي وابكي وارتمي في حضنه ووقتها صدقيني سيعود لك وينتهي الخلاف بينكم وتردم فجوة الصمت التي بينكم.
وفي اليوم التالي..
جاءت واسترسلت في الحديث وكأنها تنتظر هذه اللحظة طوال الليل وقالت لنا:
"فعلت ما نصحتني به يا فلانة،ولوهلة شعرت بأنه قريب مني بأنه لم يتغير علي..مازال ذاك الزوج الذي اعرفه.
أحمد ربي..مازال زوجي يحبني يا صديقاتي ، وما حدث في البارح خير دليل أننا مازلنا على نفس خط سير حياتنا.
واستطردت بحديثها وهي تفتش في حقيبتها وكأنها تهرب من النظر في أعيننا :
صرخت بكيت وأتقنت الدور...وانتظرت قلبه قبل ذراعيه....
نظر لي بعد أن بح صوتي من الصراخ..وقال: حسبنا الله ، لا أجد الراحة معك لا في نوم ولا صحوة، هل أغادر الغرفة واتركها لك.
نظرت له سعيدة..هذا ما كنت انتظره..
خروجه من الغرفة يعني..انه يراني..يعني أنه يعلم بأني أشاركه ذات الجدران..يعني انه يشعر بي..
قلقي له يعني أني مازلت اشغل حيز من تفكيره..ومازالت عدسة عينه تلتقط لي مكان..
يعني أنه مازال قريب مني..حولي..
حمدت ربي..وعدت أنام قريرة العين..
سكت الجميع ولم يعلقن،ونطقت أنا وكان صوتي مزعج لمسامع قلبها:
وقلت: تقصدين غريقة العين!!!!!!!
قالت: من الأمس وأنت تلتزمين الصمت ولم تدخلين معنا في الحوار فقط مستمعة..والآن تنطقين..!!!
قالتها لي بانزعاج كبير..ووجه حزين..وعينان غائرتان من كثرة البكاء..وسواد من تحتهما هو الشاهد على ليلة حزينة.
أخرجت يدي من جيبي وهي دافئة وضعتها على خدها.وقلت:
لو كانت يدي باردة لأنتفض جسدك منها وهذا أقل شيء ،وابتعدتِ وربما صرختِ في وجهي منزعجة من برودتها..
أنتِ كنتِ كـ اليد الباردة على خدة في ليلة البارحة..
عليك تقبل حقيقة زوجك..كما هي لا تتوهمين الدفء وأنت تعيشين صقيع بعده عنك..وابحثي عن حل سليم وليس مجرد خداع..كوني صادقة معه..مثلما هو صادق في ردة فعله عندما لمس برود خداعك له.
ليس في كل مرة يكون الخداع والكذب وسيلة للتواصل وإن كان,,سيكون وقتي فقط..
تحتاجين لدفء حقيقي دائم ينتقل منك له...ابحثي عنه يا صديقة..وليس كل نصيحة تسمع فـ تطبق..
وضعت يدها على يدي وبكت بحرقة..وكان دمعها ساخن..لو لمس حرارة دمعها مثلي الآن لذاب الجليد الذي بينهما...