قطوف من بساتين الثقافة والأدب :
الجزء الثاني : -2-
قال معاوية لرجل من اليمن:
ما كان أجهل قومك حين ملّكوا عليهم امرأة، فقال: أجهلُ من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم ّ إن كان هذا هو الحقُ من عندك فأمطر علينا حجارة ًمن السماء أو آتنا بعذاب اليم ) (الأنفال 32 ) ولم يقولوا : اللهمّ إن كان هذا هو الحقُ من عندك فأهدنا إليه. فأفحمه.
هشام وقوم من اليمن :
نزل بأبي العباس قوم من اليمن من أخواله من كعب ، ففخروا عنده بقديمهم و حديثهم ، فقال أبو العباس لخالد بن صفوان: أ جب القوم . فقال : أخوال أمير المؤمنين . قال لابد أن تقول: ما أقول يا أمير المؤمنين ، وما أقول لقوم هم بين حائك بُرد ،ودابغ جلد، وسائس قرد ، ملكتهم امرأة ، ودل عليهم هدهد، وغرقتهم فارة ؟
قيل لأعرابي :
ما يمنعك أن تغزو؟ قال: والله إني لأبغض الموت على فراشي، فكيف أن أمضي إليه راكضاً.
غزا أعرابي مع النبي صلى الله عليه وسلم:
فقيل له ما رأيت مع رسول الله في غزوتك هذه؟ قال وضع عنا نصف الصلاة، وأرجو في الغزوة الأخرى أن يضع النصف الباقي.
ربيعة الرأي وأعرابي :
تكلم ربيعة الرأي يوماً فأكثر، فكأن العُجب داخله ، وأعرابي إلى جنبه ،فأقبل على الأعرابي فقال : ما تعّدون البلاغة يا أعرابي؟ قال: قلة الكلام وإيجاز الصواب. قال فما تعّدون العي؟ قال : ما كنتَ عليه من اليوم. فكأنما القمه حجراً.
فصاحة أعرابي :
أضل أعرابي الطريق ليلا ً، فلما طلع القمراهتدى، فرفع رأسه إليه متشكراً فقال: ما أدري ما أقول لك وما أقول فيك، أقول رفعك الله ، فقد رفعك: أم أقول نوّرك الله فقد نوّرك، أم أقول حسّنك الله فقد حسّنك، أم أقول: عمرك الله ، فقد عمرك ، ولكني أقول: جعلني الله فداك.
أعرابي على سفرة سليمان بن عبدالملك :
حضر سفرة سليمان أعرابي، فنظر إلى شعرة في لقمة الأعرابي، فقال: أرى شعرة في لقمتك يا أعرابي، فقال الأعرابي إنك لتُراعيني مراعاة من يُبصر الشعرة في لقمتي؟ والله لا وأكلتك أبداً فقال سليمان: استرها يا أعرابي، فإنها زلة ولا أعود إلى مثلها.