" لأن هذا النص يعنيني بطريقة لن يفهمها أحد ، ويحتوي بعضي في أكثره أحببت أن يكون له مكان هنا ، عسى أن لا يمل من يعبر هذا الحرف ، ولا يناله أي تعب "
لأرواحك الريحان .
_________________________
...
أتذكر حديثنا عن الخيول ذات مساء ، أنت تعرفني ، كانت دوما تعذبني عيون الخيل الدامعة ، أما أنت فكانت دائما
تعذبك أشياء أخرى ... ها أنا أخذك إلى متاهاتي مرة أخرى ، وأعلم أنها لا تعنيك ،
أما زلت تحتفظ بسرج فرس أبيك معلقا في مكتبك ، تفقده الليلة ، ستجد رائحتي مغروسة فيه ، فقد تركت بقايا الروح
... هناك .
أستعيدك
" أيّ هناااك ... يناديك ؟!! " *
وأتذكر الصبي المشاكس الذي كان يحلم بالسفر حول العالم على جناح خارطة ... وكان يحملني معه ، لم أتخيل أن
الأيام ستكتب علية السفر كقدر..!!
بالأمس في السفارة الكندية حين تقدمت بأوراق الهجرة ، إبتسم الجالس خلف مكتب أنيق وسألني عن سبب رغبتي
أن أكون هناك في تورينتو ، صمت طويلا ، أأقول له إني افتقدك ... وأنني لا أستطيع التنفس إلا هواء البلد التي
ينبض دفئك فيها ، أم أبتلع الحقيقة لأبرر بكل المبررات السخيفة الأخرى ؟؟!!
في غيابك إمتهنت عدّ أنفاس البحر ، كلما زفر عذابه نحو رمل الشاطئ ، أحسه يعود ليلملم آهاته بشهيق الجزر ،
وكأنه يكفر عن إقترافه جريمة البوح لي ، لحظتها تأخذني أصابعي نحو رسائلك النائمة في جوالي منذ الأزل
" عندما يزور البحر شاطئكِ ...
قبلي زرقته ...
قلت لك مرارا :
أنا هناك ... على الشاطئ الآخر أشرب زرقته ... بإنتظار الموجة التي تحمل قبلتكِ "
فارسا ستبقى لكل خيول الجنون ،
تلك التي تعزف حوافرها نبضات قلبي ، أنت وحدك تتموسق لك النبضات لنصبح أنت وأنا \\ وترا وأنامل \\
بيننا تسكن دوامة ظلال ... تلافيف مشاعر ، بعضي يناقض بعضي ، دائرة تولد من رحم دائرة ، والمسافة أقصر
من نظرة عين عاتبة ... ينهض التحدي كمارد في روحي ، وأسنّ سيوفي محاربة ، كم من هالات العتمة يجب أن
أريق أسودها لكي أضع قدمي على أول سلم ... الخلاص ...!!
عبثا أحاول أن أرسل لك هذا المساء " الأبيض دائما محاصر "
ليعود التقرير اللعين ... ( لم يتم تسليمه )
أترى ... حتى الفضاء يتآمر علينا ... لكنني سأكتب لك ... هنا ستجد كل هذا البوح لك .
" لست طبيعية " قلت لي ...
إبتسمت بمكر وقلت لك " لست بجيش ... لكنني قادرة على أن أشعل حربا "
ســ ع ـو د
أكان يجب أن يطلق عليك أهلك هذا الأسم
من أول حروف الشهد لأخر مدى الفرح ... أتلذذ بهذه النغمات وأنا أدندنها بيني وبيني ، كم عاندتك حين كنت تقول
لي : الأسماء لا تهم ... فكري برائحة الروح ... وعطر المرور الذي تتركه معلقا على شرفات مساءاات الأخرين ، لكنني
معك لن أتجاوز الفرح بنطق الحروف ... فلا تحاول .
لا زلت تمد خطى المستحيل نحو الشمس ... تنسج الوجع حبالا لتشدها وتصبح قابلة لمسير ، ترقبك عيون الدهشة المعلقة
بك ، ولا تأبه أنت ... لأنك تؤمن أن لا بديل عن الوصول
لكن الزمن غافي كلغم ... وخوفي عليك يتوالد .
ستعلم حين تمر بوحي هذا المساء ، أني وحيدة من كل شئ ... وخالية هي الدنيا هنا بلا عبث أصابعك .
سـ ع ـو د
... سأبقى معك دائما يا أنا أشعر بفرح الكتابة
كن بخير لأجلي
نور
* لإستاذي الكاتب " خيري منصور " ... مقتبس من " صبي الأسرار "