عليك جدائلُ شَعري المغموسة بعبقٍ قديم ..
بوجهكَ , بيديكَ إصبعا إصبعا .. بتمنّعه عنهما
بأنفاسكَ الغضبى فيما يتمنّع ,يا رفيق شغب الطفولة فيّا ,
هذا الوقت بدونك.. قاسٍ وكثيف !
كثيف حدّ أنّه يفتلني بين طيّاته بضراوة, ُينهكني .. يُرخصني ولا يأبه !
و تفوتني أشيائي الحبيبة .. أشيائي التي وحدكَ تعلمُها
بحدّتها الخفيييفة مثل نكهةبعييدة, بألوانها الناعمة الغير متوّهجة ..
بفجرها المتمّهل ِ , وبصوتها اللزج تفوتني يا "قلبي" ولا يئن لها قلب !
عليكَ المطر و ضحكات طفولتي المُذابة بفعلِ شموسٍ حارقة عبرتُها
( بعدك ) متعرّجة كما جسدي / كما صوتك / ولذّات أولى كثيرة !!
هل تعلم أنّهُ مُذ أفلتَ الصوتُ عن الصوتِ , لم يبقَ
في سعاداتي القديمة مساحاتٍ لأشغلها ؟ !
انّه لم يبقَ من صوتي عدا ملحُ مختبئ وجريح ..
انّه لم يبقَ في عينيّا مااءٌ أسكبهُ فيما سيجيئني من مآسٍ ( لو تجيء ) ..
صرتُ أشِفّ عن كلّ ما هو بليد , كصقيع
صرتُ أجِفّ مثلما يليق بعمر الورود .. وكيما يعد هذا البكاء الساكن
في عينيك َ يعنيني ! فأنا مؤخرًا .. ومؤخرًا جدًا فهمتُ أن البكاء على
بعض الأحزانِ ابتذال .. مثلا ..
لا يليق بي أن أبكي على صوتكَ الكسول
حينما يأتيني خدِرًا , ملتهبًا فيما أهمس :
(Sing me to sleep) *
ليروح النوّم فيًا كلّ يوم كحلمٍ ملائكي ..كصوتِ الحمام !
و لا يليق بي قطعًا أن أبكي على صديقةٍ _ كانت وحدها الأقرب _
غيّبها شقّ المسافات والفرحُ عنّي ..
أو أن أبكي على جَدّة كان صدرُها جهتي الخامسة وعيناها الملاذ ..
شيء مُبتذل وكسيف أن أبكي حضنها الآمن ,ضحكاتها النديّة
وغضباتِها العِجاف المصحوبة ( بقرصة ) تتداعى قوّتها منتهية بضحكاتنا ..
شيء صفيق وجاهل أن أبكي شهقتها الواسعة دهشةً وفرحًا بحفيدتها " البطله "
شيء ضيّق وبليد أن نبكي الشوارع الخرِبة والأغنيات المنسيّة
الدفء القديم م , الفقر ..والأماني الكسيحة !
هوَ حزننا الكبير كفاية ألّا يُبكينا على صورٍ حزينة ,وحيدة غابرة
تبترها يدُ الزمن .. في غفلةٍ من أفراحنا الخديجة !
_ أنا متوّقفه عن البكاء حتى خرابٍ آخر _ !
أعلنها في وجهك , في وجهِ الدنيا
_ أنا متوّقفه عن البكاء حتى فيضانٍ آخر _ !
مُذ ودّعَتني الأحزانُ الصغيرة
كـ موت بالونتي البيضاء إ.. كلعبتي التالفه بمزاجٍ فالت !
كـ شهيّتي إذ لم تُطاع ..توّقفتُ عن البكاء !
عندما باتت مياهي المنحدرة في وداعةٍ وهيبة
ليست جديرة _ على الإطلاق _ بأحزاني ..
توّقفتُ عن البكاء !
وها أنا على شَفا قحطٍ جافّ ..
احتّدُ لكأنّني نصلٌ جارح .. وترٌ تالف لفرط إجهاده
يقرّر أن يصمت .. ذاك الصمتُ الكونيّ الهاائل بحجم الصبر والأمنيات !
ذاك الصمت باتساع الحبُ الساخن بعينيــك !
صمتٌ كتيم م .. كصمت المتوّحدين .. والغربااء !
ولي فوقَ هذا الصمت أن اندبكَ كتاابةً :
كأن اكتب :
"عليكَ غضبي و لعنةُ التفاصيل الصغيرة !"
وَلي أن أفضحَ ضعفكَ في سبيلي ..
بالأمس
همستَ في سرّي بكبريااء :
" حتى الشمس بغيابي بردانه "
وبعد مسافةِ إصبعين .. عدتَ لتتوّسل :
(بادري بالتي هي ( أحبُّ ) لكلينا .)
البارحة :
تهجّيتُك حلمًا يذوب ببطء كما حلوى في فمّ طفل !
شهيّ جدًا وواهنٌ جدًا جدًا
بقي لي أيضًا أن أشتعل .. وأتهكّم ..
اليوم :
أودّ لو أصرخ
لو أجمع صوتكَ في فمي واصرخ !
أودّ لو أرقص
لو أُلصقُ حزني بوجعك وأرقص !
كهُنا تمامُا
( ___ )
نرقص رقصًا فجًّا و
بسخرية تليق بفراقنا
تليق بكل الحزن ..
بالجفاف
وما إلى ذلك *
الآن وأخيرًا و مؤقتًا :
عليكَ صوتي , أغنياتي والسلااام !
* ما إلى ذلك : من مزااج داايخ هههه عهالاغنيه ( :