[ هَبَـــاء ] .!

[عبدالعزيز محمد المالكي]

العائِدين .. والنَّوارس فـي عشها الغُروب ..

والنِـداء الأخير لـِ الريح علـى الشجـر ..

أخبرونـي :

[ بِأن اليوم ./ هو حقيقة الـ أمس ] .!

 

[عبدالعزيز محمد المالكي]

لم أعد مـن خيبة الأمل هذا المساء ..
ولم أقنط من رحمة التأمُل في وجيه العابرين من لكنتي .!
وحزين ..
للتو أقمت بصري شطر سفر الطريق ..
وتركت في الناس شعري ..
وبـِ الله أستعين ..
وللريح حق أماطتـي ..
والقيلولة في مهب المدى كـ ظِل ..
ولي الحق كـ الأطفال في البكاء على قطعـة شوكولاه ..
سقطت من فمـي علـى التراب ..

 

[عبدالعزيز محمد المالكي]

لا نيّه لي في شيئاً اليوم ..
تذكرت صديقي فقط ، وكيف أنهُ يحترم صداقتـي وجداً ..
لأنني ( لا ) أشعره بـِ الحياة ..
وفارق الحياة صديقـي ..
وأنا لم أخبره أن للحياة طعم ..
لكنهُ حامض .!
وأنني غير قادر على الإندماج مع آخرين يبتسمون كثيراً ..
ويضحكون أكثر ..
حتى لا أضطر أن أبصق في وجهي حين أكتشف أنني حزين ..
وأبتسمت لهم من باب رد الدين .!
لم أخبره أننـي من فصيلة الطين .. ومهووس بـِ الظِل .. وأكره " فيروز " ..
وأُننـي أُفكر الآن أنهُ لو كان معـي ..
لـِ قُمنـا بـِ قطع أشارة مرورية ..
من أمام دوريات المرور ..
حتـى يُزَجُ بنا في غرفة التوقيف ويُمنع عنا التدخين .. والأصدقاء .!
..
..
..
مات صديقـي ..
[ قبل أن نبتسم معـاً .. للحياة ]

 

[عبدالعزيز محمد المالكي]

الشوارع هي المسرحية الأكثر أضحاكاً التي أعرفها ..
ليس " عادل أمام " فقط من يُجيد الدغدغة بِـِ تعليقاته الساخرة ..
لـِ يُضحِك الجمهور عند خشبة المسرح ..
هُناك من يلبسون الوجيه المبتسمـة ..
وينادون فـ الناس بِما ليسوا هُم عليه ..
حتـى وهُم يلهثون على أرصفة الطريق ، يجففون عرق اليوم ..
يشعرونك بـِ الضحك ..
وعندما يحين وقت النوم ..
يجهشون بـِ البُكاء على وجوههم الأُخرى .!
ولا نعلم عنهم شيئا ..

 

[عبدالعزيز محمد المالكي]

ويهطل المطر علـى المدينـة ..
ولا أحد يخرج معـي إلى الشوارع ..
لـِ : اللعب .!
كـ : الضال .. أجلسُ تحت مظلـة الشجر ..
فـي " قلب المدينـة " .
اتأمل وجهـي في الدوائر ..
تكبر ..
و
تكبر ..
و
تكبر ..
حتـى تزول عن كاهل الماء ..
وأعود أكثر حُزناً ، و وحدةً من " قلب المدينـة " .
وبارداً كـ : البحر .!

 

[عبدالعزيز محمد المالكي]

تتغير طموحاتـي ، لـِ : تكبر .!

 

[عبدالعزيز محمد المالكي]

يـ: آل حُزنـي .!
تواصوا بـِ الصَبر .. وَبـي
إن أهل أحياء المدينة كلهم أحياءٌ ولا يشعُرون ..
وحين كُنت في الطريق إلى العيش ..
مَددتُ يدي ..
فـ: وجدتُ حياتـي فِـ: الظلام ..
كـ: طِفلٍ مرعوبٍ مِن أصوات الكوابيس ..
يجلسُ في بقعة ضوء ..
وعلى عيونـي غَبرَه ..
وما فَطَمت أُمي رأسي عن صدرها ..
إلا لـِ: أجد سبيلـي .!
ولن أُبكيها عليّ بعد أن ربتني صغيرا ..
فلا تقنطوا من هذا الفتات ..
واستوطُنوا ما تيسر منـي ..
أني لـ : آتٍ ..
وأنكم لـ : راحلون .!

 

[عبدالعزيز محمد المالكي]

الليل المعلق كـ : وشاح أسود على خيط رفيع من بصري .. وصوتـي الحاسة المبحوحـه منذُ خطوتي الأولى في البُكاء .. والندوب من الشتاء الجافي على كتفي .. ووجهـي الحجازي المُتبقـي من خريف عابر على صدع الطريق .. والشبح الذي لا يُخيفنـي من خلف كُرسي الإدارة ، ويتورط معـي عند أبواب الفلاح .. ومحاولة أصابعي للوقوف على رؤوسها في الرسم بـِ الفحم ، وقلم الرصاص ، وحتى الألوان الزيتية .. والقصيدة ، والطين ، والموسيقى ، والمدينـة .!

وكُل شيء آخر يا صديقي لا يشاركني فيه الأصدقاء ، ولا أشعُرُ فيه بـِ الوحدة .!!