متحف الحركات السرية

[عمرو مصطفى]

أحيانا تكون الدول الكبرى مجرد غلاف يتغلف به رجال الحركات السرية عبر العصور ويتحركون من خلاله ناشرين الأفكار الهدامة بين الأمم.. فبريطانيا مثلاً، لم تكن دولة استعمارية حتى اخترقت من قبل حركات كالماسونية والصليب الوردي،
وكذلك البرتغال، ومؤخراً الولايات المتحدة.. والجامع المشترك بين كل هؤلاء أن هذه الأمم تزول سطوتها ويظل رجال الحركات السرية ومشروعهم العولمي الكبير قائما.. ينتقل من دولة إلى أخرى
ومن كيان إلى كيانات أخرى.. وتحت مسميات جديدة.. فالماسونية، وفرسان الهيكل قبلها، وغيرها، صارت تاريخاً يضعه رجال تلك الحركات في متحف إنجازاتهم عبر العصور..
أما اليوم فهناك أسماء جديدة تتردد على ألسنة القوم ليل نهار باعتبار أنها هيئات ومنظمات دولية كبرى.. وما هي إلا امتداد لتلك الحركات، مجرد تغيير شكل من أجل الأكل..
وهؤلاء لا ينتمون لبلد أو وطن، هم يعتبرون أنفسهم فوق الدول.. ووطنهم الحقيقي هو مشروعهم العولمي الكبير..
لهذا لا تستغرب حينما تجد أكثر وفيات كورونا في أمريكا ، أو هي من أعلى الدول في نسبة الوفيات.. فأمريكا في هذا لا تختلف عن أي دولة من دول العالم الثاني أو الثالث، هم كشعوب مجرد ضحية أخرى لرجال الحركات السرية..
دمية عملاقة يعبثون بها، وحينما تفرغ بطاريتها سوف يلقونها في صندوق الدمى القديمة، إلى جوار أخواتها..
مع ذلك لابد أن نوقن أن هؤلاء مجرد بشر، قدراتهم قدرات بشرية وليست خارقة كما يحاولون إيهامنا بإعلامهم.. فهم ينجحون بمشيئة عليا، لأن لهذا الكون رب خالق رازق مدبر.. وهم من خلقه وتدبيرهم وملكهم وسطوتهم على البلاد والعباد مكتوبة
قبل أن يخلق الله الأرض.. فلله الحكمة البالغة في تسلط هؤلاء البعداء على أمتنا.. فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. ولم يغير الله ما كان بنا من عزة ورفعة، إلا لما غيرنا..

 

[فيصل خليل]

هذه التنظيمات ليست سرية كما نرى في الأفلام التي تصورهم أصحاب طقوس معينة لا يعرف بعضهم البعض
اليمين المتطرف في أمريكا ( الصهيونية المسيحية ) .. هي حركة معروفة وظاهرة ودائما تدفع عناصرها للترشح للانتخابات الرئاسة
منهم بوش الأب وبوش الإبن ... وهم لا يخفون عدائهم للغير .. وأيضا الكشف عن مخططاتهم التي ينفذها الرؤساء من طائفتهم ...

في الغرب ( الدول الغربية الحديثة + استراليا ونيوزلنده ) عدة تنظيمات دينية أو سياسية تلتقي مصالحها المشتركة أن تبقي العالم الآخر ( العالم الثاني والثالث ) تحت سيطرتهم التامة.
عبر السيطرة على قوة التكنولوجيا ومصادر الثروات والقدرة على تدويرها .. ولأجل ابقاء قوتهم قائمة ( رغم ضعف مواردهم ) وضعوا دول العالم في تخلف علمي وصناعي وأيضا في حالة ضعف مالية حيث أغلبهم مديون للبنك الدولي المسيطر عليه من قبلهم.

كما أضيف إنها لا تترك الدولة التي تعشعش بها بعد أـن تنهار .. لا تجعلها تنهار انهيار فعلي .. لكنها تنقل مركز الثقل إلى دولة أخرى منتعشة.
مثال ذلك
أمريكا سابقا رغم قوتها العسكرية والاقتصادية إلا انها منكفئة على ذاتها اتجاه قضايا العالم
وكانت بريطانيا من تتولى إدارة العالم ذلك الوقت
ونتيجة للحرب العالمية الثانية وتضرر مركز بريطانيا دوليا واقتصاديا وعسكريا ،، تم نقل ملفات العالم من بريطانيا إلى امريكا والتي أصبحت مركز الثقل لهم .. لأنها المنتعشة والقادرة على ذلك مقارنة ببريطانيا الشبه منهارة
لم يتم الغاء بريطانيا او وضعها على الرف ... بقيت موجودة وتقوم بدورها في دعم مركز الثقل الأمريكي ...

تضرر أمريكا من الكورونا شيء طبيعي ولا يؤثر فلكل حرب أعراض جانبية.. دام المصلحة العليا أن الضرر الأكبر للعدو الأساسي الصين ... هذا على فرضية أن كورونا مصدره أمريكا ضمن حرب بيلوجية ..
بريطانيا عندما افتعلت الحرب العالمية الثانية ،، كانت على يقين أنها ستنتصر .. لكنها تحملت التكلفة في الخسائر البشرية بمواطنيها من أجل المصلحة العليا ( خسائر بريطانيا البشرية هي الأقل مقارنة مع غيرها من الأطراف الأساسية ).

في نظرهم العالم مقسم إلى ثلاثة أقسام:
* العالم الأول : ويضم دولهم ( الدول الغربية + استراليا ونيوزلنده ) يسيطرون على التقنية والتكنولوجيا وعلى مصادر الثروة والمؤسسات الدولية، ويتكاتفون في مختلف القضايا مع بعض، وتعهدوا ان يبقوا العالم كله تحت سيطرتهم التامة.

* العالم الثاني: يضم دول لا تتعارض سياسيا أو دينيا مع دول العالم الأول، ويمكن التحالف معه أو التعاون معه ، ولا يعتبر على عداء مع العالم الأول، منهم روسيا والكتلة الشرقية وأمريكا الجنوبية.

* العالم الثالث، ويضم الدول الأخرى الأسيوية والأفريقية، وهذا العالم يجب أن يكون ضعيفا من كل النواحي، ويتم امتصاص ثرواته الأرضية والمالية واستنزافه في حروب وأوبئة ومجاعات وغيرها.

ولو تتابع خريطة العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
تجد أن كل الحروب والنزاعات ومعدلات الفقر تتم في دول العالم الثالث...

كل الشكر والتقدير لمقالك

 

[عمرو مصطفى]

أولاً كل الشكر والتقدير لمساهمتك أستاذنا الفاضل فيصل خليل..
أما بخصوص هذه الحركات اليمينية الغربية التي ذكرتها فهي من ثمرة عمل رجال الحركات السرية .. وبعض من ذكرت ممن هم يحسبون على الصهيونية المسيحية كبوش وولده، هم أعضاء في منظمات أخرى سرية كالجمجمة والعظام، ولما سئل بوش الابن عن علاقته بها كرئيس للولايات المتحدة،
تمعر وجهه ورفض الخوض في أسرار حركته السرية، ( وهذا يذكرني بمأزق الإخوان المفدسين بين ولائهم للدول التي ينتمون إليها وبين جماعتهم السرية، فبعضهم من بعض).. وهذ ليست السابقة الأولى لرجال الحركات السرية، فهم قد أنشؤوا كثير من الفرق والحركات الدينية قبل في المشرق، لأن الحركات السرية أصلاً منبعها من المشرق، ثم انتقلت إلى الغرب.. وهي تلك الحركات التي عصفت رياح إفسادها بكثير من دول الإسلام لما تهاونوا وتخاذلوا ورضوا بالزرع.. كانت حركات علنية وبعضها صارت له دولة كالعبيديين في مصر، لكنهم كجبل الجليد ترى منه ما يظهر على القمة، وما خفي كان أعظم..
وحينما تطلق كلمة حركات سرية هنا على حركة معلنة يكون ذلك بغير قصد المعنى الحرفي للكلمة.. فهناك حركات كانت سرية بالكامل، ثم صارت علنية بأسماء أخرى في أوقات معينة،
لكنها مازالت تحتفظ بأسرارها وطقوسها، لبث جو الرهبة في نفوس أعضائها في جل طبقاتها، ويجهل حقيقتها بقية الطبقات وهذا كالماسونية الشهيرة جداً.. ولنضرب مثال شهير على جهل أعضاء كثر من تلك الحركات السرية العلنية..
مثلاً نابيلون كان ماسونياً من الدرجة الثالثة والثلاثين، ويمثل فرنسا التي خرجت من ثورتها العالمانية التنويرية الماسونية، وفي نفس الوقت وقع صدام بينه وبين
بريطانيا الملكية والماسونية أيضاً، وكان القائد الإنجليزي دوق ولينجتون الذي هزم بونابرت في واترلو ماسونياً أيضاً.. وهذا يوضح لك أن نواة هذا العالم السري تخفى حتى على من حازوا الرتب العليا، وقد تدفعهم للصدام لخدمة مصالح وأهداف أخرى لا يعلمها
هؤلاء الذين يظهرون في العلن ويعتقدون أنهم يقودون الأحداث بل ويعتقدون أنهم أعداء لبعضهم البعض.. وكان نابليون يقترض من عائلة روتشيلد التي تقرض في الوقت نفسه بريطانيا لتمويل حملة دوق ولينجتون لردع بونابرت نفسه.. ويكفي أن تعرف أن روتشليد علم بخبر هزيمة نابليون قبل أن تعلمها قيادة الدول التي هزمته وتاجر بهذا النصر وحاز ثروة خيالية بحسابات ذلك الوقت، فكان لديهم شبكة معلومات سرية تتفوق حتى على أجهزة استخبارت تلك الدول الكبرى في ذلك الوقت.. وهناك أمثلة أخرى كثيرة كهتلر وغيره،
و الكلام في هذا المجال وذكر الأمثلة يطول، وما يهم المسلم من كل هذا أن يعرف العلاج الناجع لهذا الداء المستشري في الأرض منذ قرون.. علاجه في الوحي المعصوم، فهو الذي فضح أجداد هؤلاء، وعرف الناس
بحقيقتهم وطرق خداعهم، وبين لنا الصراط المستقيم، الذي إن التزمناه ولم نحد عنه فكل ما سبق من مؤامرات ستذهب جفاء، كما يذهب كيد الشيطان، والله أخبرنا أن كيد الشيطان ضعيفا، لكن على من؟ على المؤمن القوي طبعاً.. أما الضعيف
فهو يستأسد عليه ويحاصره بشبهاته وشهواته حتى يصير من جنده.. أو يتداركه الله برحمته..

 

[فيصل خليل]

كما تفضلت أخي الفاضل

وجدت الحركات السرية والتي خاضت شتى المعارك لتعزيز مصالحها واثبات سيطرتها للحكم .. والتي اغلبها اندثر مع مرور الزمن لتغيير أنظمة الحياة أو تلاشي أفكارها
الماسونية .. تراتبية في عضويتها .... من العادي ان تجد عضوين فيها يخوضان حربا ضد بعضهما او صراع سياسي .. لأن بالمحصلة نتائج هذا الصراع يستغله كبار قادتهم الذين ينظروا للعالم منطقة نفوذ وملكية خاصة لهم ..

أقوى الجماعات والتي بثت رجالها وتغلغلت في شتى التيارات الفكرية القائمة ( في العصر الحديث ) وتفوق بذلك هم اليهود بجدارة
حيث وجدوا في شتى التيارات والجماعات ومنها من وصل لسدة الحكم
ك حال النظم الرأسمالية مفكرين وفاعلين
ونقيضها الشيوعية مفكرين وفاعلين

ما دام النتيجة النهائية تخدم هدفهم الرئيسي ...

بالنسبة لي وحسب قرائتي المتواضعة للتاريخ - أعتبر الجماعات السرية الحالية نتاج حركة التصنيع الهائلة وتطور الصناعة بعد الثورة الصناعية .. والتي فتحت الشهية للسيطرة على دول أخرى والتحكم في الأنظمة الحالية لتخدم مصالحهم الذاتية الإقتصادية أو الدينية

كل الشكر والتقدير لك

 

[عمرو مصطفى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل خليل

أقوى الجماعات والتي بثت رجالها وتغلغلت في شتى التيارات الفكرية القائمة ( في العصر الحديث ) وتفوق بذلك هم اليهود بجدارة

أحسنت بارك الله فيك.. وكما قلت سابقاً أن كتابنا العزيز فضحهم من قديم، وهو أفضل كتاب يرجع إليه لمن أراد معرفة بداية جذور المؤامرة (البشرية) على أهل التوحيد،فهو كتاب هداية وإرشاد وتحذير من الضلال والإفساد..
واعترف أنني كنت في مرحلة وسيطة أنكر تلك المؤامرة اليهودية لكن مع القراءة والاطلاع للمتخصصين في هذا المجال، ولأهل العلم والدين كذلك، وصلت لتلك الحقيقة التي ذكرتها في ردك أخي الكريم..
أنك لو تتبعت معظم الحركات السرية سينتهي بك المطاف إلى أبناء العم..
بوركت أخي الفاضل..

 

[يوسف الأنصاري]

بعيد عن التطرق للإيمان بنظريات المؤامرات الخفية عموام .. وخصموصا ان كانت هنالك مؤامرة وراء ( وباء كورونا ) وغيره من قبل أو بعد .. ..... إلخ.

اتفق بشكل كبير مع ما قلته حول أن هنالك أشخاص أو منظمات .. لهم حضور وكيان ..
سواء كان لهم تأثير مباشر أم غير مباشر .. معلن و خفي ..
وهذا أمر واقعي وطبيعي .. كون تفاوت السلطة والسطوة والمقدرة بيننا جميعا .. وبين تسخير كل ذلك هنا أو هناك ..

على كل ..
الأمر الذي يحقق طرفا هاماً من المعدالة ..
هو ( المال ) .. المحرك الأكثر شيوعاً وفتكاً ..
لطالما كان ( المال ) الجواب لأغلب الأشياء ..
في الوقت عينه ..

وعلى الرغم بأن الإقتصاديين يتكلمون حول الأرقام والنسب والإحصائيات والمعادلات والهبوط والإرتفاع .. والتي لو فُرض صحتها ..
فهم يتغافلون كثيرا أمراً هاماً ..
وهو من يتحكم في هذا المال ..
( الإنسان ) .. بكل جوانب الخير والشر فيه ..

هذا يرجعنا للطرف الآخر من المعادلة ..
بأنه لو كان البعض من هؤلاء الأشخاص أو المنظمات يملكون ما يسمى بـ ( أجندة ) يحرصون على تحقيقها ..
ولو كانت ( فرضاً ) غاية حياتهم ..
جزئيا يبدوا الأمر مخيف جدا ..

لكنــ كلا ..
حتى هؤلاء لديهم سلطة تنتهي بانتهاء عجرفتهم ..
حينما يقفون أمام معدن ثمين من البشر ..
لا يمكن أن يكون مجرد قرداً يرضيهم لأجل بعض الموز ..
أو حينما يتخبطوا بواقع عجز حيلتهم ..
فجميعهم لا يجيدون خلق الأزمات ..
ولا يستحقوا حتى الجدل حول .. كيف هم صنعوا نجاح .. بني على خلق كذب وافتراء تزيف فرضيات وفرض حقائق مبهمة ..

فهم أزمة بحد ذاتهم ..
لنا و لذواتهم مسلوبة الإرادة ..
وبالتأكيد أمام عناية الله وحكمته وقدرته ..
هم مجرد أقدار محسومة ..

فقط لننهي قدر الشائعات التي تعظم حجمهم .. وتحولهم لفقاعة يمكن ببساطة أن تنفجر من هشاشتها ..
ما يقتاتون عليه .. هو استغلال المعرفة والإمكانيات لفرض سطوتهم ..
ولو كان الثمن .. قاع الإنحطاط الخلقي والسلوكي ..
ولو كان الثمن
الزندقة والهرطقة ..

ولو كانت نيتهم في وضوحها البراءة ..
إلا انهم يمنحون وهم الحرية ويسلبون حقيقة الإختيار ..
تحت جناية ..
( الغاية تبرر والسيلة ) ..
أحياناً ما يُبرر في كل تلك الفوضى ..
ليس الحصول على جواب لـــ كيف فعلوا .. ؟! من هم .. ؟! وأين .. ومتى ..؟! .. وفرضيات ..

لا ..
بل عندما يندمون في مؤخرة عقولهم الكئيبة ..
وهم بلا ضمير بائس للندم ..
بل هم في عملية جلد ذات
لا يستفقون منها إلا قد كانت نتيجة افعالهم ..
السقيمة .. مرض ينتشر ..

انهم فشلوا في تحقيق مستنفع الهراء ..

فلا الغاية ..
تبرر الخسارة ..

..
ولا التضحية ..
أعظم قيمة من الغاية ..


..
آسف على الإطالة ..
فثراء هذا المقال ..
كما يشهد لــ ( عمرو مصطفى ) ..
بموهبة التحليل ..
وبريق أدب لامع ..
وحرف يصف حكاية بخط عريض
لا يمكن أن تتجاهل اغراءه ..

دمت بخير أخي ..

 

[عمرو مصطفى]

وأنا أشكرك على الإطالة أستاذ يوسف، وأتفق معك بخصوص محورية المال، فمن نتحدث عنهم هنا يسميهم البعض ببارونات المال وأخرون يغالون فيسمونهم بآلهة المال.. وهم عندنا ليسوا إلا عبيد المال..
ولي تعليق بسيط ليس على مشاركة حضرتك ، ولكن على ذلك المصطلح الذي يستخدم عموماً في دنيا الناس اليوم..
مصطلح "نظرية المؤامرة"..
أنا أعتبره من مصطلحات سد الحنك!! فيمكنك أن تسد به حنك أي شخص يحاول ألا يكون قرداً أو خنزيراً في دنيا النظام العالمي الجديد..
أما مسألة وجود مؤامرة مستمرة وممتدة عبر الزمان فهذا النوع من المؤامرات أقسمه بحسب فهمي إلى قسمين: مؤامرة شيطانية، وأخرى بشرية.. طبعاً الشيطانية أقدم من البشرية لكن بينهما تشابه في المبدأ والأدوات والهدف..
فالشيطان كان من المصطفين في عالم السماء، ولما وجد الاستخلاف في الأرض قد ذهب لجنس أخر غير جنسه تملكه الحسد فتمرد وكفر، وأعلن بكل صراحة في الملأ الأعلى عن تحديه لهذا المخلوق من طين..
أعلن أنه لن يدع حيلة في سبيل إضلاله عن سبيل الحق، هو وبنوه.. ومن يومها بدأت مؤامرة إبليس في العمل على إضلال بني آدم وإلى أن تقوم الساعة..
وهذه المؤامرة بين لنا ربنا كيف نواجهها بالكتاب والسنة وبين لنا أن كيد هذا الشيطان ضعيفا.. لكن المشكلة الحقيقية مع شياطين الإنس لا الجن.. ومن هنا جاءت المؤامرة الثانية الممتدة عبر القرون وهي المؤامرة البشرية..
بنو إسرائيل كانوا أمة مصطفاة ومختارة ومفضلة على العالمين، وهم ظنوا أن هذا التفضيل بسبب سمو الدم والقومية لا بسبب اتباع الدين الحق.. فلما حادوا عن الطريق نزعت منهم النبوة والخيرية إلى أبناء عمومتهم من بني إسماعيل عليه السلام ..
وهنا قامت قيامتهم في الأرض كما قامت قيامة سيدهم وأستاذهم إبليس في السماء.. أعلنوها حرباً ظاهرة وخفية عبر القرون من أجل إضلال البشر وحرفهم عن العقيدة الصحيحة التي يعلمونها من كتبهم
وقاموا بكتمها، ثم بثوا خلافها من أضاليل ومغالطات وعقائد فاسدة ونشروها بين الأمم، أرادوا ان تظل لهم السيادة والملك والعلو في الأرض حتى ولو بمحاربة الحق وأهلة، ضغناً وحسداً من عند أنفسهم.
وما كل هذه الحركات السرية والتيارات الفكرية المنحرفة عبر الزمان والمكان إلا وسائل وأداوات لتحقيق غايتهم سالفة الذكر ..
وطبعاً التهويل جزء مهم من حربهم النفسية لنا ، وعلى الذي يريد أن يواجهم حقاً ألا يقع في طرفي النقيض.. التهويل والتهوين.. عليه أن يكون وسطاً..
تقبل شكري وتقديري البالغ لقلم حضرتك أستاذ يوسف الأنصاري..

 

[يوسف الأنصاري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرو مصطفى

وأنا أشكرك على الإطالة أستاذ يوسف، وأتفق معك بخصوص محورية المال، فمن نتحدث عنهم هنا يسميهم البعض ببارونات المال وأخرون يغالون فيسمونهم بآلهة المال.. وهم عندنا ليسوا إلا عبيد المال..
ولي تعليق بسيط ليس على مشاركة حضرتك ، ولكن على ذلك المصطلح الذي يستخدم عموماً في دنيا الناس اليوم..
مصطلح "نظرية المؤامرة"..
أنا أعتبره من مصطلحات سد الحنك!! فيمكنك أن تسد به حنك أي شخص يحاول ألا يكون قرداً أو خنزيراً في دنيا النظام العالمي الجديد..
أما مسألة وجود مؤامرة مستمرة وممتدة عبر الزمان فهذا النوع من المؤامرات أقسمه بحسب فهمي إلى قسمين: مؤامرة شيطانية، وأخرى بشرية.. طبعاً الشيطانية أقدم من البشرية لكن بينهما تشابه في المبدأ والأدوات والهدف..
فالشيطان كان من المصطفين في عالم السماء، ولما وجد الاستخلاف في الأرض قد ذهب لجنس أخر غير جنسه تملكه الحسد فتمرد وكفر، وأعلن بكل صراحة في الملأ الأعلى عن تحديه لهذا المخلوق من طين..
أعلن أنه لن يدع حيلة في سبيل إضلاله عن سبيل الحق، هو وبنوه.. ومن يومها بدأت مؤامرة إبليس في العمل على إضلال بني آدم وإلى أن تقوم الساعة..
وهذه المؤامرة بين لنا ربنا كيف نواجهها بالكتاب والسنة وبين لنا أن كيد هذا الشيطان ضعيفا.. لكن المشكلة الحقيقية مع شياطين الإنس لا الجن.. ومن هنا جاءت المؤامرة الثانية الممتدة عبر القرون وهي المؤامرة البشرية..
بنو إسرائيل كانوا أمة مصطفاة ومختارة ومفضلة على العالمين، وهم ظنوا أن هذا التفضيل بسبب سمو الدم والقومية لا بسبب اتباع الدين الحق.. فلما حادوا عن الطريق نزعت منهم النبوة والخيرية إلى أبناء عمومتهم من بني إسماعيل عليه السلام ..
وهنا قامت قيامتهم في الأرض كما قامت قيامة سيدهم وأستاذهم إبليس في السماء.. أعلنوها حرباً ظاهرة وخفية عبر القرون من أجل إضلال البشر وحرفهم عن العقيدة الصحيحة التي يعلمونها من كتبهم
وقاموا بكتمها، ثم بثوا خلافها من أضاليل ومغالطات وعقائد فاسدة ونشروها بين الأمم، أرادوا ان تظل لهم السيادة والملك والعلو في الأرض حتى ولو بمحاربة الحق وأهلة، ضغناً وحسداً من عند أنفسهم.
وما كل هذه الحركات السرية والتيارات الفكرية المنحرفة عبر الزمان والمكان إلا وسائل وأداوات لتحقيق غايتهم سالفة الذكر ..
وطبعاً التهويل جزء مهم من حربهم النفسية لنا ، وعلى الذي يريد أن يواجهم حقاً ألا يقع في طرفي النقيض.. التهويل والتهوين.. عليه أن يكون وسطاً..
تقبل شكري وتقديري البالغ لقلم حضرتك أستاذ يوسف الأنصاري..

جميل ..
بالفعل هم كذلك ..
لكن ما قصدته بان كل ما في الأمر أن هذه المؤامرة ليست بسبب الدين ، ولا الغطرسة ..
السبب الرئيسي الأول والجوهري ..
هو المال ..
والمال فقط . ودائماً وأبداً ..
هل تتفق معي ؟؟